الرئيسيةبحث

قضاعة


هم أكثر العرب عددا وأشدهم بأسا وأوسعهم ديارا في عصر الخلافة وهم فخائذ وبطون كثيرة ، منهم بنو جهينة ، وبنو بهراء ، وبنو نهد و بني زيد فرع منهم ، وبنو خولان ، وبنو سعد هذيم ، وبنو بلى ، وبنو مهرة ، وبنو كلب، و بنو عذرة, وغيرهم الكثير ...

وكانت قضاعة تسكن اليمن وشمال الجزيرة العربية والشام، وقد رحلت القبيلة لمصر.

فهرس

النسب

جهينه اصلها يماني ولاكن أختلف النسابة في قضاعة أهي عدنانية أو قحطانية فمن أرجعها عدنانية استدلالا بقول زهير بالبيت الذي يقول

قضاعة وأختها مضرية يحرق في حافاتها الحطب الجزل

ومنهم من أرجعها قحطانية ومنهم الصحابي الجليل عمرو بن مرة الجهني في اعلام النبوة حيث قال بنسب جهينة ماتقدم ثم أنشد يقول : شعرا

نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر = قضاعة بن مالك بن حميـر النسب المعــروف غير المنكـر = في الحجر المنقوش تحت المنبر

و يرد بعض الباحثين هذا الاختلاف إلى عوامل سياسية و قبلية نشأت في بداية العصر الاموي . نشب بسببها نزاع كبير بين النسابين العدنانيين و القحطانيين حول أصل قضاعة

و يروي االمؤرخون أن قضاعه كان مقيماً في اليمن أرض آبائه و أجداده و حصل له خلاف مع وائل ابن حمير هاجر بسببه إلى الشحر و أقام هناك مع أبنائه و صار ملكاً عليها إلى أن توفى بها وقبره هناك. و ينقل الهمداني عن وهب ابن منبه أن قبر قضاعه اكتشف في اليمن زمن الملك عمرو ذي الأذعار الحميري و فيه عمود مكتوب عليه بالمسند على باب مغارة : )) هذا قبر قضاعه بن مالك بن حمير ملك ثلاثمائة عام و مات . ادخل و اعتبر و اخرج و ازدجر)) و في داخل المغارة وجد فوق القبر لوح من الذهب مكتوب عليه بالمسند : (( أنا قضاعة بن مالك بن حمير )

وواضح من تحديد البكري لمساكن قضاعه في هذه الجهات تأثره بالقول : إن قضاعه من معد و يذكر البكري أيضاً أن نزار بن معد اجتمعت على قضاعه فاقتتلوا فقُهرت قضاعة و أُجلوا عن منازلهم و ظعنوا منجدين. و ذكر البكري رواية الأصفهاني حول جلاء قبائل قضاعه ، ثم قال : ((قال ابن شبة : ثم ظعنت قضاعه كلها من غور تهامة ). و تشير رواية ابن شبة حول تفرق قبائل قضاعه عن غور تهامة أنهم سارو إلى الشام و منهم من اتجه إلى أطراف الجزيرة ، و بعضهم سار إلى اليمن مثل بلي و بهراء و خولان ، و بعدما تموجت قضاعة داخل الجزيرة العربية و خارجها رجع بعض قبائلها إلى موطنهم الأصلي تهامة و الحجاز و تفرقوا فيها.

يقول البكري : ((و كان أول من طلع من قضاعه إلى أرض نجد فأصحر في صحرائها جهينة و نهد و سعد هذيم بنو زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه...فأقاموا بها زماناً حتى كثروا. و يروي البكري أيضاً عن الهمداني في سبب تفرق قضاعه على وجه آخر حيث يرى أن اختلاف قبائل قضاعه على أميرهم زيد بن ليث بن سود عندما صاروا بالحجاز و هم يريدون الشام سبب رئيسي في تفرقهم ، يقول الهمداني عن تفرقهم حتى القرن الرابع الهجري (( فمنهم من رجع إلى اليمن و نسلهم بها إلى اليوم و هم بلي و بهراء و مجيد أبناء عمرو ، و أقام زيد بن ليث بالحجاز فافترق بها نسله : سعد و عذره و جهينة و نهد . فأما نهد فارتفعت إلى نجد العليا ، و قد كانت دهراً بتهامة ، و أما من مضى من قضاعه إلى الشام و مصر و البحرين فنسله بها إلى اليوم و هم كلب بن وبرة و تنوخ و سليح و خشين و القين )

أما أبناء قضاعه فيذكر النسابون أن له ولداً اسمه إلحاف ، و لم يعقب قضاعه ولداً غيره *فولد إلحاف بن قضاعه : عمران و عمرو و أسلم – بضم اللام - و من هؤلاء الثلاثة تفرعت قبائل قضاعه .

فمن بني عمرو بن إلحاف بن قضاعه : حيدان و بهراء و بلي .

و من بني أسلم بن إلحاف بن قضاعه : سود ، الذي أنجب : ليثاً و حوتكة و إياساً . وولد ليث بن سود بن أسلم : زيد وولد زيد بن ليث : سعد هذيم و جهينة و نهد .

ومنهم تفرقت مجموعة قبائل : *أسلم و جهينة و سعد هذيم و نهد أبناء زيد بن ليث بن سود بن إلحافي ( إلحاف ) بن قضاعه ، و يروي الإخباريين أن عز قضاعه و شرفها في بني نهد، و كان أول بيت في قضاعة في حنظلة بن نهد ، و كان صاحب فتاحتهم و هو حكمهم الذي يحكم به، *و تفرق بنو نهد بن زيد بن ليث إلى بطون كثيرة ، منهم من دخل في قبائل أخرى ، و منهم من سكن الجنوب و أكثرهم استقر في منطقة نجران و وادي تثليث و البلدان التابعة لها و منها الهجيرة . و يشير القشقلندي في قلائد الجمان إلى أن المشهور من قبائل قضاعه في الجاهلية و الإسلام حتى القرن التاسع الهجري ثمان قبائل هي :

1- جهينة : و هم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه . و هي قبيلة كبيرة تسكن الحجاز و لهم بقايا في مصر. و ما تزال تحتفظ باسمها و بكثير من أماكنها حتى الآن وقد عرف منهم عدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- بلي : و هم بنو بلي بن عمرو بن إلحاف بن قضاعه ، منازلهم بالحجاز و بعضهم نزح إلى مصر. و ما تزال بقية هذه القبيلة في أماكنها إلى الآن ، و النسبة إليهم بلوي . ومنهم الصحابة كعب بن عُجرة، وأبو بُردة ابن نِيار، وجِبَارة بن زُرارة، وغيرهم

3- كلب : و هم بنو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعه . كانوا في الجاهلية ينزلون دومة الجندل ومنهم اكيدر دومة الجندل الذي كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و تبوك ، و أطراف الشام.واليوم هم فخذ من قبائل جهينة

4- عذرة : و هم بنو عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه ، و إليهم ينسب الحب العفيف ، و يضرب المثل بالحب العذري .

5-* بهراء : و هم بنو بهراء بن عمرو بن إلحاف بن قضاعه ، انتشروا في القرن التاسع الهجري ما بين بلاد الحبشة و صعيد مصر ، و كثروا هناك. وكثير منهم اليوم ينتمي مباشرة لقبيلة جهينة ومن بهراء جماعة من الصحابة . منهم: المقداد بن الأسود

6- جرم : و هم بنو جرم و اسمه علاف بن زبان بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعه . و قد سكنوا نجداً مدة من الزمن و لهم وادي العقيق المعروف الآن باسم وادي الدواسر ، و يشير بعض النسابين إلى وجود بقايا قبيلة جرم القضاعية في نجد إلى الآن ومن منازلهم ما بين غزة وبلاد لاشراة من جبال الكَرَك

7- بنو نهد . ووهم: بنو نهد بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة والنسب إليهم النهدي وانتشروا في نجد وشرقي الجزيرة

8 - بنو مهرة وهم: بنو مهرة ابن حيدان بن عمر بن الحافي بن قُضاعة. وإليهم تنسب الإبل المهرية ومنهم زهير بن قِرْضَم، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبقايا بني مهرة موجودون بمشارق اليمن إلى الآن وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي ص 7 يقول أن العرب يرجعون إلى ولد ثلاث رجال هم عدنان و قحطان وقضاعة

وفي قضاعة يقول

فحص الحامض النووي

كون قضاعة من العرب القدماء، حسب نتائج فحص الحامض النووي لبعض القضاعيين في شمال اليمن هم يحملون صفة (J) وهذا الجين قديم يرمز للقبائل السامية القديمة وقد انشق عنه (J1) جنوب الجزيرة العربية وهو خاص بالشعوب السامية اليمانية القحطانية التي سكنت هناك ثم انشق عنه (J2) الهلال الخصيب في جنوب العراق وهو يرمز للأكديون والآشوريون والعدنانيين والكلدانيين قوم إبراهيم عليه السلام.

أديان قضاعة قبل االبعثة و بعدها

كان من أوثان قضاعة ود، و كان عند بني كلب بن وبرة، و كان سدنته بنو الفرافصة، الذين صاهرهم كل من الخليفة الثالث عثمان بن عفان و الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان.

كذلك يذكر العديد من اصحاب المصنفات، مثل ابن قتيبة و اليعقوبي و ياقوت الحموي و ابن حزم الأندلسي و صاعد البغدادي الأندلسي، و غيرهم، أن قضاعة دخل بعضها اليهودية و المسيحية. فإنتشرت المسيحية في كلب و بعض قضاعة، و كانوا على المذهب اليعقوبي المعروف بالمنوفوزي ( أي مذهب الطبيعة الواحدة) مثل أغلب القبائل العربية المسيحية بالحجاز و الشام.

بعد البعثة دخلت أغلب قضاعة الإسلام و كان منها بعض أشهر الصحابة كزيد بن حارثة و إبنه أسامة الكلبيان،وغيرهم كثير، من قضاعة.

قضاعة زمن الفتنة

وقفت أغلب قضاعة في صف معاوية . وحكى كثير بن أبي صابر القنسريني قال: كنت يوماً عند إسحق بن قضاعة التنوخي (جد بني الفصيص) فدعا بسيوف فجعل يقلبها، فقال لي: يا كثير هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفين، وهي عندنا مدخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان، فنقاتل بها معه.

قال ابن العديم : وآباء إسحق بن قضاعة هم الذين قاتلوا من قضاعة يوم صفين مع معاوية ابن أبي سفيان، وأقطعهم الإقطاعات والمدن، وكانت مدينة قنسرين وحاضرها مما أقطعهم إياه.

وقرأت في كتاب ديوان العرب وجوهرة الأدب وايضاح النسب تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله الأسدي النسابة قال: وبأرض معرة النعمان وأرض قنسرين وما إلى تلك الأرض جبل متصل إلى أرض حمص غلبت عليه تنوخ، وذلك في عصر ملك الروم، وكان أقطعهم إياه، فلما أن جاء الإسلام في عصر معاوية ابن ابي سفيان سارت معه قضاعة إلى صفين وقاتلت بين يديه، فلما أن رجع إلى الشام وفدت عليه وفود قضاعة ممن كان بأرض الشام تطلب الإقطاع والجوائز، فأقطعهم الزيادات والمدن، وذلك من حد بلد الأردن إلى حد جبل حلب وهو جبل جوشن.

(وانظر بقية أنساب تنوخ في بغية الطلب : الوراق ص 169 ومنهم بنو الساطع الذين ينحدر منهم أبو العلاء المعري)

وكان جل جيش معاوية من قضاعة وكثير من قواد الجيوش في جبهة الروم ومصر من قضاعة مثل عمرو بن مره الجهني صحابي بدري وعقبة بن عامر الجهني قائدة في جبهة مصر وكان والي مصر في عصر معاوية وامتدت مساندة قضاعة لبني أمية فموسى بن نصير البلوي كان قائد المسلمين في الاندلس .

ومن الآثار التي ترتبت على مساندة قضاعة لبني أمية اضطهاد العباسيين عند استيلائهم على الخلافة لقبيلة قضاعة في الشام خاصة قبيلة بني كلب القضاعية التي لم تكن بعيدة عن أحداث الشام والعراق فنزح كثير منهم إلى المغرب ومصر وذكر كثير منهم على سواحل القسطنطينية كما ذكر ذلك القلقشندي ومن تبقى منهم دخل في قبيلة جهينة القضاعية اليوم ويقال لهم الكلبي الجهني مثل البرك بن وبرة أخو كلب بن وبرة فقد دخلو في جهينة في عصر صدر الاسلام كما ذكر ذلك ابن الكلبي .