فيلم < قصة الحي الغربي > حاز على 10 جوائز أوسكار من أصل 11 ترشيحا عام 1961. من ضمنها جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل ثانوي وأفضل ممثلة ثانوية وأفضل تصميم أزياء وأفضل موسيقى تصويري ، من اخراج روبرت وايز ، وهو يترجم مقولة أن الأفلام الموسيقية الغنائية انجاز غربي فني حقيقي . وأعادت مشاهدة الفيلم يؤكد هذا الابداع . فقصة الحي الغربي ، تستند على معالجة لمسرحية شكسبير < روميو وجولييت > فقد ذهب المعد بالصراع الدرامي إلى أحياء نيويورك القديمة والمواجهات بين مهاجرين من أمريكا الجنوبية وآخرين من أهل الحي . وتترجم أغنيات الفيلم مشاعر الكراهية والرفض لكل فريق للآخر ، لكن هناك قصة حب تنمو في هذا الزخم الفاسد .
أهمية هذا اللون من التعبير الموسيقي ، الاعتماد على لغة الغناء والإيقاع وحركة الجسد في ألوان الحوار الساخن بين فئتين بينهما الصراع والكراهية وحائط اللغة . وقد تسلل الحب إلى بقعة تشتعل بالحقد والنفي للآخر . ويتذكر المتابعون للأدب المسرحي أن وليم شكسبير منذ أكثر من 400 عام عالج القضية في مسرحيته < روميو و جولييت > حول الحب في زمن الكراهية والشقاق والخلاف . ولم ينجح الحب في كبح جماح الغضب البدائي والرفض العنيف للآخر . ومات < روميو > شهيداً في موقعة الدفاع عن حبه وانقاذه من طوفانه الأسود .
وفيلقطة من فيلم صوت الموسيقى < قصة الحي الغربي > تدعو < ماريا > بعد مقتل < روميو > إلى السلام والمصالحة وعبور حاجز الكراهية . وتظل دعوة نتالي وود التي قامت بالدور قائمة ، والعالم يشهد عشرات المذابح في تصفيات عنصرية تقوم على التطهير العنصري كما حدث في البوسنة وكوسفو ، وما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وتألق مسرح شكسبير ، يعود إلى لمسه عمق الذات الإنسانية والصراع بداخلها بين عنصري الخير والشر معاً في دراما تعود إلى عناصر بناء الإنسان ذاته . وتمثل مجموعة القضايا التي عالجها الشاعر الإنكليزي محاور الصراع الدرامي بشأن الغيرة القاتلة وحب السلطة والامتلاك والطموح للصعود نحو القمة .
وإعادة مشاهدة فيلم قصة الحي الغربي يجدد ما كتبه شكسبير والقراءة لهذه الموضوعات بإيقاع الموسيقى والغناء وفن التمثيل والاخراج الرائع لفيلم عظيم أنتجه الوجدان الإنساني