الرئيسيةبحث

قرى التعامرة

قرى التعامرة سميت نسبة لعرب التعامرة. وهي تتبع محافظة بيت لحم.


فهرس

المنشأ

يطلق عليهم "عشائر عرب التعامرة"، فهم بناءً على المصطلح الدارج ليسوا بدواً، وبالتحديد منذ بداية القرن العشرين، وإن كانوا كذلك أصلاً. كما أنه يطلق عليهم "عرب" حالياً مع أنهم لم يعودوا كذلك بعد أن استقروا بشكل شبه كامل تقريباً.

ولم يكن "عرب التعامرة" رُحّلاً بمجموعهم لأن جزءً منهم كانوا يشتغلون بالفلاحة، ولذلك فقد كانوا يشكلون مجتمعاً رعوياً زراعياً.

وهم يُسموّن بالعشائر لأنهم كانوا في الأصل مجموعات صغيرة تنتمي كل واحدة أصلاً منها إلى قبيلة معينة ولا تنتمي بمجموعها إلى قبيلة بعينها، أي أنهم ليسوا من نسب واحد بل يشكّلون تحالفاً ضمن المنطقة الجغرافية التي استوطنوها. ولذلك يمكن القول بأن انتماءهم هو انتماء جغرافي وليس انتماء نسب مع أنهم يعتزون بقرابتهم ويقولون للغريب إذا ما سألهم عن شخص ما : "هذا ابن عمي".

يقول الموروث الشعبي أن عرب التعامرة ينحدرون من خمسة أخوة جاءوا إلى منطقة سكناهم الحالية ثم تكاثروا حتى أصبحوا مجموعة بشرية لا بأس بها، كانت تشكل حوالي 7 بالألف من سكان فلسطين في عام 1947.

لكن أحداً ممن تناقلوا ويتناقلون هذا الموروث لم يعطِ إفادة جازمة عن الجهة الأصلية التي جاء منها هؤلاء الإخوة ومتى وهل كانوا أجداد العشائر الحالية جميعها أم أجداد ثلث من ألثلاثة أثلاث الذين يشكلون المجموع الكلي لهم. وربما يكون الاحتمال الأخير هو الأكثر ترجيحاً كما سنرى لاحقاً.

في الفترة من حوالي منتصف القرن السابع عشر إلى بدايات القرن العشرين كانت الجزيرة العربية وجنوب العراق وشرق الأردن وصولاً إلى فلسطين تشهد حروباً طاحنة وغزوات بين القبائل البدوية، إضافة إلى سنوات الجدب القاسية، أدت إلى مآسٍ بشرية ومذابح فظيعة وإلى نزوح وعدم استقرار.

ويجمع الموروث الشعبي والدراسات المتوافرة إلى أن عرب التعامرة كانوا أحد إفرازات هذه الأحداث حيث ارتحلوا من مناطقهم الأصلية على مراحل إلى أن وصلوا إلى المنطقة الحالية إلى الجنوب الشرقي من بيت لحم واستقروا فيها.

ولا شك أن هناك صعوبة في تحديد تاريخ هجرتهم إلى فلسطين، ناهيك عن حقيقة أن أحداً من أفراد هذه العشائر لا يستطيع أن يعطيك نسباً يمتد لأكثر من ستة جدود لانعدام السجلات الرسمية من فترة الحكم العثماني، مما يعني أن هذا النسب يغطي فترة زمنية تمتد لحوالي قرنين أو ثلاثة قرون على أبعد تقدير إذا ما أخذنا في الحسبان أن المعدل العام للجيل هو 33 عاماً، وكذلك بداية النزوح القبلي إلى العراق وبلاد الشام هرباً من القحط والجفاف.

وإذا كان ما يقوله الموروث الشعبي صحيحاً، وأنهم ينحدرون من خمسة إخوة- ولا يعرف إن كانوا متزوجين أم لا- وأن عددهم التقريبي في عام 1950، حسب دراسة نشرها القنصل الفرنسي السابق في فلسطين، كان حوالي 5200 نسمة، وإذا أخذنا نسبة المواليد المرتفعة في المجتمع البدوي الذي لا يؤمن بتحديد النسل، وإذا ما طبّقنا قانون تزايد السكان الذي عُرف في بريطانيا في عام 1803 والذي يُرجّح أن السكان يتزايدون كل 25 سنة بنسبة متوالية هندسية (1-2-4-8-16-32....الخ) إذا لم يعق تزايدهم أي عائق خارجي، فيمكن القول أن الخمسة أخوة جاءوا إلى فلسطين في حوالي العام 1700م، مع أن هناك من يقول أنهم جاؤا إلى فلسطين في عام 1572م وأنهم ينتمون إلى قبيلة بني الحارث في الحجاز. (أنظر الملحق رقم ...)

وحتى لو كانت رواية الأخوة الخمسة صحيحة فإن ذلك لا يعني أن مجموعات أخرى لم تنضم إليهم لاحقاً، أو أن منطقة سكناهم الحالية كانت خالية من السكان. ومن المعروف أيضاً أن تلك المنطقة كانت عامرة منذ العصر الوسيط حوالي1200 قبل الميلاد. كما ظلت مزدهرة في أثناء العهد الروماني وكانت مأهولة عند الفتح الإسلامي لفلسطين، كما سيأتي تبيانه لاحقاً.

ومن المعروف أيضاً أن الأرض المشاع كانت مفتوحة لمن أراد الخروج من موطنه الأصلي، سواء أكان من البادية أو الريف. ومن الثابت أيضاً أن عائلات طارئة قد انضمت إلى هذه العشائر هرباً من مشاكل مع محيطها وطلباً للحماية ثم انتسبت لبعض العشائر، كما أن عائلات من التعامرة قد نزحت إلى القرى المجاورة، مثل قرية يطّا حيث يوجد فيها ما يعرف بتعامرة يطّا الذين يتكلمون لهجة عرب التعامرة تماماً باستثناء تحويل القاف البدوية المعطشة إلى كاف كما يلفظها أهل القرى في فلسطين.

يضاف إلى ذلك الفروقات في ملامحهم وسماتهم وحتى لهجاتهم. وهذا الاختلاف لا يستطيع أن يلاحظه إلا واحد منهم. وهم يتراوحون بين أصحاب الملامح البدوية الصرفة وأصحاب البشرة الحنطية أو البيضاء، ثم هناك من يلفظ كلمات معينة بلحن مغاير لما يلفظها أفراد العشائر الأخرى. وفي ضوء هذه المعطيات، يمكن القول أن بعضهم ربما جاؤا من الجزيرة العربية أو من العراق أو سوريا وعبروا إلى فلسطين من الأردن بعد أن أقاموا فيها لبعض الوقت. ويقال أن عائلات قليلة منهم كانت مسيحية قبل نزوحها من الكرك حيث ذهب جزء منها إلى بير زيت فظلت على مسيحيتها وذهب جزء آخر إلى منطقة عرب التعامرة واعتنق الإسلام. وهذا الازدواج الديني مثبت لمن أراد تتبع أصول العائلات العربية في مدن فلسطين.

وقد أفادني موقع قبيلة بني الحارث (12) على شبكة الانترنيت بما يلي:

"إن التعامرة ربما يعودون إلى بني الحارث الذين يعودون إلى الأوس و الخزرج من الأزد أهل المدينة المنورة وهناك قبيلة بني الحارث لاتزال في المدينة المنورة. أما أهل الطائف فالدلائل تشير إلى أنهم يعودون إلى الحارث بن كعب بلحارث نجران وهو ما يؤكده اهل نجران أيضاً وكتاب "إمتاع السامر" للدوسري".

وهناك بعض الدلائل التي تدعم فرضية تعدد الأصول القبلية. إن عرب التعامرة حسب ما هو معروف ينقسمون إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي:

  1. الحجاحجة
  2. المحاربة
  3. الشرايعة

أما المجموعة الأولى فتضم بدورها عدداً من العائلات هي:

  1. الزير
  2. العساكرة
  3. العروج
  4. عيلة علي
  5. التنوح.

وتضم المجموعة الثانية كلاً من:

  1. الوحش
  2. القرنة
  3. دنون
  4. صومان
  5. العبيات
  6. أبو قدوم
  7. الزواهرة.
  8. أبو هنية

وأحياناً ما يطلق على المجموعة الثانية اسم "الكسبة" أو المحاربة

وتضم المجموعة الثالثة:

  1. الشرايعة: وهم من أكبر الاقسام ومن أشهر عائلاتها:القاضي ،الذويب، ابوعامرية، البو، أبو عيدة، الساحوري، البجالي.
  2. المساعدة : ومن أشهر عائلاتهم: ابورميس، محسن، محيسن.
  3. الشواورة: ومن أشهر عائلاتهم: الدرعاوي، أبو زريق، حمدان، عيلة سالم، أبو مطلوب.

وما يزيد من صعوبة تتبع أصولهم أن بعض أسماء العشائر ربما تكون قد تمحورت نتيجة لمرور الزمن ولتفشي الأمية وانقطاع الصلة مع القبيلة الأم.

يضاف إلى هذه الصعوبة أن كتاباً وقعوا في تناقضات كثيرة عند ذكرهم أسماء بعض هذه العشائر، فقالوا على سبيل المثال أن عشيرة العبيات تنتمي إلى عدة قبائل. فقد ذكر أحدهم (3) أن العبيّات من مطير، بينما ذكر آخر (4) أنهم الفرع الثاني لمطير القحطانية وأنهم من واصل وهم العونة والجعاوين العونة. لكنه عاد في مكان آخر فذكر أنهم فخذ من المزاحمة من الروقة وهي البطن الثاني من عتيبة ويقال "أنهم ينحدرون من عنزه، ويقال من الحويطات." كما تنتمي إلى العبيات عشيرة النباهين التي قال بعض النسابين إنها تنتمي إلى عشائر العراق، كما تضم عشيرة النواورة أيضاً.

وبناءً على ما ذكره هؤلاء النسّابة وبعد الرجوع إلى مصادر كثيرة، فإن:

المساعدة، غير المساعيد، في منطقة البتراء، جنوب الأردن. وهناك المساعدة في شمال الأردن ومنهم مسيحيون، ويقال أن أصلهم من ياقون بجوار صفد، ويسكنون قرية كتم. وهناك المساعدة من قبيلة العجارمة ويسكنون في قرية زمال.

  1. بدير
  2. دعيم ومنهم ذوو هشيم ومن هؤلاء الذويب.

ورغم هذا التقسيم الثلاثي، الذي يبدو أنه وضع لغايات إدارية ولفرز المرجعيات للرجوع إليها عند الحاجة والتي كانت المخاتير في العادة، إلا أن "الإتحاد" ليس كاملاً حتى بين مكونات الثلث الواحد. وقد كان كبار السن يروون بشيء من الطرافة أن خلافاً نشب بين "شيخ" عشيرة المحاربة و"شيخ" عشيرة صومان في أثناء الحكم العثماني. وعندما رفع الخلاف إلى القائم مقام، قال "شيخ" المحاربة:" عمّا تشهد يا قيقم ماني أخو لصومان". أي: أشهدك أيها القائم مقام أنني لست أخاً لصومان.

وبعيداً عن هذا الأمر الذي قد يجرفنا عن الغاية النبيلة لهذا الكتاب، فإن عشائر عرب التعامرة شكلت تجمعاً قوياً فيما بينها طوال تلك السنوات الطويلة، كما ذابت الفروقات بينها بفضل التعايش والتجارب المشتركة والمصاهرة مما جعلها مجموعة متجانسة إلى حد كبير وذات مرجعية عشائرية ملزمة للجميع.

ويلخص هذا الوضع قول أحد الباحثين (13) "إذا تماثلت الأشياء في الصفات صارت جنساً واحداً" ، ولهذا تجدهم، رغم هذا التمايز، يلجأون إلى الانتساب العشائري عند مواجهة الأزمات أو العصبويات القبلية الأخرى، وهم ليسوا استثناءً في ذلك حيث أن روحية الانتساب العشائري لا زالت سائدة في "المدينة القبلية" التي استوطنها البدو الذين تحلوا عن "النظام المعاشي والاقتصادي مع تمسكهم بالنظام الثقافي والمسلكي دون تغيير جوهري".

التسمية

كلمة التعامرة اسم جمع ومفردها تعمري وهو من انتسب إلى بيت عمر، كما ينتسب التلحمي إلى بيت لحم والبجالي إلى بيت جالا والساحوري إلى بيت ساحور، وهكذا.

و بيت تعمر، خربة قديمة سميت على اسم عمر بن الخطاب الذي مر بالمكان عند فتح بيت المقدس، وربما بات أو صلى فيه وبني هناك مسجد صغير في فنائه بئر يظل بارد الماء طوال الفصول. وهناك مسجد عمر بن الخطاب في بيت لحم أيضاً.

ولأن بيت عمر خربة صغيرة غير معروفة فقد اشتهر المنتسب على حساب المنسوب إليه. ولأن السكان المحليين كانوا يلفظون عمر (أعمر)، فقد ادغموا التاء بالعين مع حذف الألف فأصبح لفظ خربة بيت " أعمر" يلفظ: "بيت تعمر،بيتّعمر). وسنأتي على ذكرها لاحقاً.

وقد جاءت هذه النسبة كهوية موحدة لهذه العشائر المتعددة لأنهم لو انتسبوا إلى عشائرهم لتعددت أنسابهم. فهم يسمون من انتسب إلى الحجاحجة (حجيحجي أو حجحوجي)، والعساكرة (عسيكري)، والمحاربة (محيربي)، ودنون(دنيدني)، وصومان(صوماني)، والزواهرة(زويهري)، والعبيات(عبيوي)، والشرايعة(شريعي) والمساعدة(مسيعدي)...وهكذا، رغم ما في هذه التسميات من تصحيف لأنها باللهجة المحلية.


الموقع والجغرافيا

الموقع

يقطن عرب التعامرة في المناطق المحيطة بخربة "بيت تعمر" التي تعتبر مركز شبه الدائرة لهذه المناطق الواقعة إلى الشرق الجنوبي من مدينة بيت لحم. وهم يتوزعون في تجمعات بشرية حسب التقسيمة الثلاثية التي مر ذكرها يبلغ مجموعها حوالي اثني عشر تجمعاً تتفاوت في المساحة وعدد السكان. وكانت المنطقة حتى بداية الخمسينيات من القرن العشرين تتألف من دور متناثرة ومتباعدة، إلا أن الهجرة إلى الخارج وتحسن مستوى الدخل أديا إلى تمدد وتوسع عمراني مما أدى إلى إلغاء هذه التقسيمة إلى حد ما بعدما تداخل العمران رغم أنه ظل ضمن حدود الأرض الخاصة بكل عشيرة. كما شمل التخطيط والتنظيم هذه المنطقة التي أخذت تظهر فيها قرى كبيرة بأسماء مستقلة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى طمس الاسم الجامع لهذه القبائل.

وتمتد منطقة سكناهم على مساحة جغرافية كبيرة مع "واجهات عشائرية" باتجاه البحر الميت. لكن أهم القرى التي يسكنها عرب التعامرة في الوقت الحالي هي (مرتبة من جهة الشمال إلى الجنوب ثم إلى الغرب باتجاه بيت لحم): دار صلاح، الشواورة، راس الواد، زعترة،الفرديس، بيت تعمر، بريضعة، ظهرة الندى،العساكرة، تقوع، عيلة علي، هندازة)، كما يسكن عدد كبير منهم في مدينة بيت لحم ومدينة الدوحة وبيت ساحور ناهيك عن الاعداد الكبيرة منهم التي تسكن مناطق الأردن واهمها مناطق الياسمبن والجبل الاخضر وحي نزال في العاصمة عمان ومنطقة مادبا بجوار عمان.

وتختلف تضاريس المناطق التي يسكنها التعامرة بشكل كبير، فمنها البراري القاحلة ومنها الاراضي الزراعية الخصبة ومنها المناطق الجبلية الاودية السحيقة. وتتميز المناطق بانها تحتوي على عدد كبير من خزانات المياه الجوفية على اعماق مختلفة تحت الارض.

أرجو الدخول إلى صفحة النقاش

وصلات خارجية

مصادر