|
||
التصنيف العلمي | ||
---|---|---|
المملكة | الحيوانات | |
الشعبة | الحبليات | |
الطائفة | الثدييات | |
الرتبة | الخرطوميات | |
الفصيلة | الفيليّات | |
الجنس | الفيل الآسيوي: Elephas | |
النوع | الآسيوي: maximus | |
السلالة | السورية: asurus | |
معلومات عامة | ||
وضع السلالة | منقرضة | |
الإسم العلمي | Elephas maximus asurus: إليفاس ماكسيموس آسوروس | |
إسم المصنف و تاريخ التصنيف | - |
الفيل السوري هو إحدى سلالات الفيل الآسيوي المنقرضة الآن و التي يقال بأنها كانت أكثر السلالات إنتشارا نحو الغرب و أكبرها كذلك الأمر حيث كانت تصل في إرتفاعها عند الكتفين إلى 3.5 أمتار (11.5 أقدام)، وقد أكدت بقايا مستحثاتها و الرسوم القديمة هذا الأمر. كانت هذه السلالة تستوطن المنطقة الممتدة من إيران حتى سوريا و جنوب تركيا، و كانت معروفة في التاريخ القديم بين العديد من الشعوب مثل الآراميين و الرومان و الآشوريون كحيوانات حربيّة.
فهرس |
كانت مسألة وجود الفيلة في شمال سوريا خلال الألفية الثانية إلى الألفية الأولى ق.م محل نقاش بين العلماء منذ أن عثر على المخطوطات المصرية القديمة بالإضافة إلى الآشوريّة التي تذكر عمليّات صيد الفيلة من قبل العائلات الملكيّة في تلك المنطقة. و يعتقد بأن الفيلة كانت مألوفة في تلك الفترة بسبب إنتشار مساكنها المفضلة وهي السفانا الحرجية و الغابات الثانوية التي كانت تنمو بكثرة بعد أن كانت نسبة الكثافة السكانية منخفضة، إلا أنه خلال الربع الثاني من الألفيّة الأولى ق.م أي خلال العصر الحديدي، إزداد عدد البشر بنسبة كبيرة مما أدى إلى إرتفاع الطلب على الفحم و غيره من أنواع الوقود، وقد أدّى هذا بدوره إلى إحتطاب مساحات كبيرة من الغابات التي كانت تعتمد عليها الفيلة لبقائها. و كانت النشاطات البشرية إلى جانب هذا تشمل استخراج الحديد و الرمل مما تسبب في تدمير الكثير من الأشجار الباقية و أدّى بالتالي إلى إختفاء الكثير من الفيلة، أما الجمهرات التي بقيت فلعلها كانت صغيرة جدّا و غير كافية لتتكاثر بشكل وافي خصوصا و أنها كانت لا تزال تصاد بصورة واسعة، كما أنها كباقي الأفيال لا تنجب سوى صغيرا واحدا كل سنتين، أي أن هذه النسبة لم تكن كافية لتضمن لها إستمرارها مما أدّى إلى إنقراضها نهائيّا مابين القرنين الثامن و السابع ق.م[1].
ليس هناك من معلومات مؤكدة حول علاقة هذه السلالة بالبيئة التي كانت تسكنها، و يقول بعض العلماء أن دراسة الفيلة الإفريقية التي إستوطنت الصومال حتى فترة قريبة نسبيا يمكنه أن يلقي الضوء حول طريقة عيش الفيلة السوريّة، فالفيلة في الصومال كانت تعيش في ظروف و بيئة مشابهة لبيئة السهوب الجافة في سوريا و الدول المجاورة و يمكن بالتالي لهذا أن يدلّ على كيفيّة تكيّف هذه السلالة مع بيئتها و يظهر السبب العائد إلى بروزها في الكتابات القديمة من منتصف الألفية الثانية ق.م و حتى إختفائها مابين القرنين الثامن و السابع ق.م، كما أن دراسة عادات غذاء الفيلة الحالية يمكنه أن يساعد على تحديد مظهر السلالة السوريّة كما يفترض البعض الأخر من العلماء. و يعزو البعض إختفاء هذه الفيلة إلى الغزو الآشوري لبلاد الشام مما كان بثابة الضربة القاضية التي أفنت السلالة و قضت على ماتبقى منها من أفراد.
يعتبر أصل هذه السلالة غير واضح، فالبعض يقول بأنها كانت من بقايا جمهرة أكبر من الفيلة الآسيوي التي كانت تقطن المنطقة خلال العصر الجليدي الأخير ومن ثم تراجعت أعدادها بعد إرتفاع درجات الحرارة العالميّة، إلا أن عالمين أخرين (وينتر و كولون) يفترضان بأن عدد القطعان الصغير الذي أشير إليه في النصوص المصرية و الآشورية بالإضافة لنطاق إنتشارها المحدود و عدم وجود نصوص أكثر قدما تشير إلى شمال سوريا كمصدر لتجارة العاج يرجّح أن تكون هذه الجمهرة من الفيلة قد أستقدمت من الهند أو من الشرق الأقصى كحيوانات حربيّة أو للعمل و أطلق سراحها فيما بعد أو هرب البعض منها من الأسر و عاش بريّا، إلا أن هذا الأمر لا يزال غير مؤكد حتى الأن.
كان الحرفيون القدماء يقومون بصنع منحوتات عاجيّة من أنياب هذه الأفيال التي عاشت في السهوب السوريّة، وقد بلغت هذه الصناعة أوجها في بداية الألفية الأولى ق.م عندما كان الآراميون يصنعون أثاث منازلهم من الأخشاب المطعمة بالعاج، و لعلّ هذا أيضا من أحد الأسباب التي أدت إلى تناقص أعداد الفيلة السورية و إنقراضها في النهاية خصوصا و أن الطلب على هذه السلع كان كبيرا خلال تلك الفترة.
و لعلّ أكثر ما إشتهرت به الفيلة السورية هي كونها حيوانات حربيّة، فقد قام العديد من الشعوب القديمة باستئناسها و إسخدامها في المعارك التي خاضوها، وقد ذكرت هذه الحيوانات في التاريخ الهليني كثيرا حيث كان الملوك السلوقيون الذين حكموا بلاد الشام يحتفظون بالعديد من الفيلة الحربية. إلا أن هذه الفيلة كانت على الأرجح فيلة هنديّة و ليست بسوريّة، من الفيلة التي حصل عليها أولئك الملوك في حملاتهم الشرقية إلى الهند، و يؤيّد هذا القول ما كتبه المؤرخان اليونانين استرابو[2] و بوليبيوس[3] عن هذا الموضوع حيث قالا أن الإمبراطورين سيلويكوس الأول و آنتیوخوس الثالث إمتلكا أعدادا كبيرة من الفيلة الهندية.
ومن المعلومات التاريخية الأخرى عن هذه السلالة و علاقتها بالإنسان أن هنيبعل كان يمتلك فيلا حربيّا يدعى "سوروس" و الذي يعني كما يعتقد "السوريّ"، وفي هذه الحالة فلعلّ أن ذلك الفيل كان يتحدر من الأفيال السلوقية من الشام، وقد قيل بأن ذاك الفيل كان أكبر و أفضل الفيلة الحربية التي إحتفظ بها، و الجدير بالذكر أن هنيبعل عندما قام بحملته على روما إسخدم الفيلة لتنقله و جنوده عبر أوروبة، و لمحاصرة المدينة كذلك الأمر، و لعلّ كان بعضا من هذه الفيلة سوريّا بينما كان بعضها الأخر قرطاجيّا، أي من إحدى السلالات أو الجمهرات لفيل السفانا الإفريقي التي كانت تقطن شمال إفريقيا قبل أن تنقرض أيضا. وفي وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية الرومانية، كان يحفر شكل للفيلة على الأختام، و كانت هذه الأشكال تصوّر أفيالا بأحجام ضخمة جدا.