فلاديمير فلاديميريوفيتش ماياكوفسكي
فهرس |
كاتب روسي من اصل كازاكي (تتري) ولد في 19 تموز 1893 في بغداتي بجورجيا، ويعد من الاسماء الفاصلة بين قرنين، واسماً مؤثراً في النزاع بين الفن العجوز والحديث. شاعر، كاتب درامي، ممثل، مفكر، رسام كاريكاتور وكاتب سيناريو، يتحدر ماياكوفسكي من عائلة متواضعة، أبوه من العرق التتري، أما امه فاوكرانية، أتقن اللغتين الجورجية (بحكم الدراسة) والروسية الأصلية (لغة العائلة) بعيد وفاة أبيه عام 1906 انتقل مع امه واختيه الاثنتين إلى العاصمة موسكو، وفصل من الدراسة عام 1908 لأن امه لم تستطع تحمل نفقات علمه.
في موسكو، تعرف فلاديمير ماياكوفسكي إلى الفكر الماركسي وشارك في نشاطات حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي، أصبح لاحقاً "رفيقاً بولشيفياً" بعمر الخامسة عشر. سجن ماياكوفسكي مرتين في هذه الفترة بسبب عمله السياسي، الا ان عمره القاصر منع الحكم القيصري من ترحيله، وفي السجن الافرادي في سجن بوتييركا، بدأ كتابة شعره، ومع اطلاق سراحه، اكمل مسيرته الاشتراكية، ثم التحق عام 1911 بمدرسة موسكو للفنون، حيث انضم هناك لحركة "المستقبليين" الداعية إلى الحداثة، واصبح صديقا للشاعر دافيد بورليوك، ومنه تعرف إلى الشعر الحديث، كما صار ناطقاً باسم مجموعة جيليجا التي أسسها بورليوك، إلا انه سرعان ما أبعد إلى مدينة سان بطرسبرغ، لكنه عاد إلى موسكو مع انتصار ثورة أكتوبر عام 1917 التي تلقفها بود، ووضع موهبته في خدمة الشيوعية والنظام الحاكم، وترجم ولائه في قصيدة "لينين"، ومن ثم كتب مسرحيتي "الدبوس" (1920) و"الحمامات العمومية" (1929) حيث عرض الثورة بطريقة كوميدية ساخرة، كما شارك بنشر اعمال له في نشرة ليريكا التي كان يرأسها الشاعر يوليان انيسيموف. بلغ قمة الابداع الشعري في التعبير بديوانه "غيمة في سروال" (نشر عام 1914) التي كانت تعبيراً حقيقياً عن تيار الحداثة، هذا الديوان كان نتيجة علاقته العاطفية المضطربة ب"ليلي بريك" (شقيقة الكاتبة والمناضلة الفرنسية من اصل روسي الزا تريوليت)، ماياكوفسكي كان قد تعرف إلى ليلي عام 1910، ولها كتب أجمل قصائده. من عام 1923 حتى عام 1925، اسس ماياكوفسكي صحيفة LEV ، (الجبهة اليسارية للفنون) التي ضمت الحرس القديم للثورة البولشيفية من ادباء وشعراء وكتاب مسرحيون.
بعد فشله في الحياة العاطفية، و"خيانة الثورة" بنظره لتطلعاته وتضحياته، وبعد النقد اللاذع الذي واجهه في الصحافة الأدبية، أقدم فلاديمير ماياكوفسكي على الانتحار في14 نيسان 1930 عن عمر 37 عاماً، برصاصة في الصدغ. تاركاً ورقة كتب عليها ( إلى الجميع ها انذا اموت الآن ، لا تتهموا احداً، ولا تثرثروا، فالميت يكره الثرثرة)
يعتقد ان ماياكوفسكي هو أول من استخدم مصطلح المستقبلية والمستقبليين، في 24 شباط 1913 في نقاش حول الفن الحديث، والمستقبلية ليست مدرسة، بل هي مستوىً جديد، كما يصفها الشاعر الاوكراني بورليوك، استمرت تجربة جيليجا المحدثة حتى موت ماياكوفسكي عام 1930. يقول ماياكوفسكي في التيار المستقبلي الروسي: ان المستقبليين الروس هم رجال المستقبل، المسؤولين عن قتل الفن العجوز الذي يأكله العث، ان المستقبليين يعتبرون الانسان جزءاً من الارض ومن الطبيعة! انكب ماياكوفسكي على تكسير البيت الألكسندري، معتمداً إيقاعاً جديداً للشعر الروسي، كما تميز بتوجهه في قصائده إلى عامة الشعب، ويبتعد عن النخبوية في اطار نص بسيط غير معقد، وهو من الشعراء الذين كانوا يقصدون "الخلكوزات" أي المستوطنات الزراعية، ليلقي شعره للفلاحين والفقراء، في اطار حملات محو الأمية والتثقيف في العهد اللينيني، وكان محرضاً جماهيرياً على الثورة والتغيير.