على أطراف منطقة الهير ولدت الطفلة فاطمة كان لقدومها فرحة لم تعرف أسبابها غير أن أيام مولدها كانت السعادة تغطي جنبات تلك الدار . ومرت الأيام وكبرت فاطمة على معاني الخير والعطاء ورغم صغر سنها فإنها حددت لنفسها معالم الطريق . قالت.. لا مفر أمامي إلا حفظ القرآن الكريم وهي بذلك تعلم ذكاء وفطرة المسلم الحق.
ومرت سنوات الصبا لتكمل دراسة وحفظ القرآن وبدأت سلسلة من الإطلاع الواسع على تفاسير القرآن وأصول الفقه والحديث النبوي الشريف .
تحصنت فاطمة بالحصن الحصين من معاني القرآن والتفسير وأصبحت قادرة على فهم مختلف الآداب والعلوم الإنسانية.
ومرة أخرى حددت معالم الطريق واهتمت بالشعر العمودي والنبطي وجميع ألوان الشعر ثم انتقلت إلى دراسة الفلسفة وبحورها المختلفة التي تدخل على العقل مدارك أوسع وتكسبه قدرات جديدة . ولم تغفل الشيخة فاطمة دراسة التاريخ أو مناحي السياسة فقد برعت في الاطلاع السياسي وأقوال الحكماء والفقهاء .
كانت الشيخة فاطمة تستلهم من الماضي ما يجعلها قادرة على رؤية الحاضر بكامل وأدق تفاصيله وتستفيد منه في رسم معالم المستقبل وعندما اقترنت بالشيخ زايد آل نهيان قبل 6 سنوات من توليه مقاليد الحكم في أبوظبي أيقنت أن دراساتها قد أثمرت ووقفت إلى جوار زايد الرجل والزوج والقائد في مختلف مواقف المواقف الصعبة خاصة عند بداية تأسيس دولة الاتحاد بين الإمارات السبع ثم جهوده لبناء الدولة ومن بعد ذلك تحديها وتطويرها لتصبح الإمارات منارة للثقافة والعلم ونموذجاً للوحدة العربية المنشودة.
وقد انعكست هذه النشأة على سلوكها كقرينة لرئيس الدولة حتى أنها قالت عن الشيخ زايد الانسان والزوج "زايد القائد لا يختلف عن زايد الأب فكل مواطني الدولة أبناؤه وكلهم سواسية أمامه ".
وأظهرت الشيخة فاطمة مواقف إنسانية بالغة في كل موقع شغلته بدءا من جمعية المرأة الظبائية وحتى الاتحاد النسائي فشكلت مكتباً لشئون المواطنات والخدمات الاجتماعية في أول سبتمبر عام 1991. وترأسه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، أما الأمين العام فهي السيدة شمسة هزيم المهيري.
ويهدف المكتب في جوانبه الإنسانية إلى :
السعي لتحقيق الأمن الاجتماعي في دولة الإمارات والعمل الاجتماعي في دولة الإمارات والعمل على وقاية الأسرة من التفكك وعلاج المشكلات الاسرية والظواهر الاجتماعية والمحافظة على العادات والتقاليد الاصيلة للأسرة والعمل على تقديم خدمات تأهيلية لأفراد الأسرة للقيام بأدوارهم الطبيعية في المجتمع والمساهمة في تنشئة الطفل اجتماعياً وتربوياً والمحافظة عليه وإعداد مجموعة من الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الإرشاد الأسري وتقديم المساعدات العينية والمادية داخل الدولة للمساهمة في الاستقرار الأسري.
كما سعت الشيخة فاطمة لإنشاء لجنة تنسيق العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية ، إيماناً منها بالواقع المشترك للمرأة في الخليج والجزيرة العربية. وتعزيزاً لدورها في تطوير الأمة والإسهام في عمليات التنمية .. وانطلاقاً من ضرورة تنسيق الجهود وضمان نجاح هذه المبادرة .
وقد قامت الاتحادات والجمعيات النسائية في الخليج والجزيرة العربية، التي ترأسها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 1984 وتضم اللجنة في عضويتها كلا من : الإمارات العربية المتحدة، الكويت ، المملكة العربية السعودية، البحرين، قطر ، سلطنة عمان، الجمهورية اليمنية، وقد قامت الأمانة العامة للجنة بإعداد مشروع معدل للنظام الأساسي تمت مناقشته وإقراره في الاجتماع الاستثنائي للمؤتمر العام الذي عقد في الكويت في يناير 1988. وقد تم ترشيح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة صاحب السمو رئيس الدولة رئيسة للجنة تنسيق العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية .
وتهدف اللجنة إلى :
العمل على توعية المرأة بحقوقها وواجباتها ومتابعة شئون المرأة في جميع مجالات العمل والإنتاج وتأكيد مسئولية المرأة إلى جانب الرجل في تنشئة الأجيال وتوثيق الاتصال بالمنظمات العربية والإقليمية والدولية التي تعمل في المجالات المماثلة .
وفي جانب الإنساني أيضاً رأست فخرياً اللجنة النسائية بجمعية الهلال الأحمر، كما ترأس الهيئة العليا للجمعية الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان ، وهي لجنة بدأت نشاطها منذ تأسيس الجمعية في 23 يناير 1983 .
وأسبغت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، أبعاداً إنسانية على أنشطة الاتحاد النسائي العام، وتمثلت في توظيف قدرات المرأة وحشد طاقاتها لتقديم المساعدات الخيرية والإنسانية للمحتاجين لها، خاصة المرأة والطفل ، في مختلف بقاع العالم، بما أهل الاتحاد ليكون في صدارة مؤسسات العمل المدني التي تحظي باحترام وتقدير المجتمع الدولي لإسهامه البارز في دعم الأعمال الخيرية والإنسانية .
وقدم الاتحاد النسائي العام خلال عامي 2000 / 2001، بمبادرات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ودعمها ورعايتها، مساعدات ملموسة إلى العراق وفلسطين وكوسوفا وأفغانستان وغيرها من الدول عبرت عن أواصرالأخوة والصداقة والتضامن مع شعوب هذه الدول.
كما أسندت هيئة الهلال الأحمر بالدولة في شهر سبتمبر 2001 إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئاسة الفخرية للهيئة ، لإنجازاتها المتميزة في مختلف ميادين العمل الاجتماعي والخيري والإنساني، ولما تحظى به سموها من تقدير كبير ومكانة عالية على المستويين الإقليمي والدولى .
وبتوجيهات من الشيخة فاطمة شارك الاتحاد النسائي العام بصورة فعالة ومستمرة في المعارض الخيرية الخارجية التي أقيمت في مختلف عواصم العالم، وأبرزت وفود الاتحاد النسائي العام التي شاركت في هذه المعارض المنجزات الحضارية الشاملة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف الميادين، وما حققته المرأة من تقديم وما وصلت إليه من مكانة مرموقة في المجتمع في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة. كما أبرزت إسهامات دولة الإمارات في مختلف ميادين العمل الخيري والإنساني من أجل خدمة البشرية في العالم كافة. وقد شارك الاتحاد النسائي العام، بتوجيهات قرينة صاحب السمو رئيس الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة من العام 2000 إلى العام 2002 في 31 معرضاً خيرياً خارجياً نظّمت في عدد من العواصم العربية والأجنبية .