الرئيسيةبحث

فؤاد أبو ناضر

فؤادأبو ناضر سياسي لبناني من مواليد حزيران 1956، الأشرفية. والده أنطوان أبو ناضر. والدته كلود الجميّل. متأهل من ساندره غصن ولهما أربعة أولاد: أنطوني وجورج وماريا وبول.

توزعت دراسته بين الجمهور والمون لا سال. أما تخصصه الجامعي، فأنجزه في الجامعة الأميركية أولاً واليسوعية لاحقًا، متخصصًا في الطب. انتسب إلى حزب الكتائب في أوائل السبعينيات وناضل في صفوفه، عابرًا معه مختلف المحطات التي عاشها لبنان في الربع الأخير من القرن العشرين. مسيرة حافلة بالمخاطر والمواقف الشجاعة والخيارات الصعبة ومكللة بالجرأة والصلابة والحرص على سلامة الوطن ومصلحة المجتمع المسيحي العليا. من عنصر ناشط في الفرقة الكتائبية الخاصة ب.ج.، إلى مسؤول عن الشعبة الثالثة في القوات اللبنانية، فرئيس للأركان فيها عام 1983 فقائد للقوات اللبنانية من العام 1984 حتى حزيران 1985، تدرّج في المسؤوليات ، قابَلَهُ استهدافٌ مباشرٌ لسلامته الشخصية، من خلال إصابته أكثر من مرّة، أخطرها كان في الأعوام 1975 و1976 و1983 و1984 و1986 وفي الأخيرة تعرّض لمحاولة اغتيال كادت أن تودي بحياته. شهد العام 1974، مواجهته العسكرية الأولى مع الفلسطينيين. تجربة أطلق عليها اسم معمودية النار. منذ العام 1975، تاريخ اندلاع الحرب في لبنان، عايش أبو ناضر الأحداث لحظة بلحظة، معاينًا انهيار الكيان اللبناني على خط تماس الحرب الباردة، ووقوعه فريسة المطامع السورية وضحية الصراع العربي الإسرائيلي ورهينة القضية الفلسطينية. مع تأسيس القوات اللبنانية عام 1980، كان أحد أبرز أركانها. ساهم في كودرتها وتنظيمها وتفعيل دورها، وخاض معها أشرس المعارك على مختلف الجبهات. وبعد استشهاد الشيخ بشير، مرّت القوات اللبنانية في مرحلة حرجة، على امتداد سنتين، رافقها انهيار على مستوى الوجود المسيحي في الجبل، بلغ ذروته مع المجازر المنظمة وعمليات التهجير المبرمجة. فكان شبه إجماع على اختيار فؤاد أبو ناضر لقيادة القوات اللبنانية، يعمل بحكمته وخبرته وصلابته على وقف هذا الانحدار ومعالجة الأوضاع المتردية. جرت انتخابات جديدة في أواخر العام 1984، أوصلت فؤاد أبو ناضر إلى موقع القيادة. في عهده، بذل الجهد الكبير لإبعاد شبح التهجير عن مناطق تواجد المسيحيين وقد نجح في عمله، إذ أخرج مناطق الدامور والشحار الغربي وإقليم الخروب من دائرة الخطر رغم الانسحاب الإسرائيلي منها. لكن تصارع رفاق السلاح والدرب، من أجل الهيمنة على قرار القوات اللبنانية ومقدراتها، أفشل عمله الإنقاذي. وإذا بالانتفاضة الأولى الشهيرة عام 1985 والتي رفض أبو ناضر أن يقمعها حرصًا على سلامة المجتمع المسيحي ووحدة المنطقة الشرقية خصوصًا، تُطوّقه وتُخرج القرار السياسي والقيادي من يده وتضعه في قبضة هيئة تنفيذية انبثقت عن قيادة الانتفاضة وتشكلت من أركانها البارزين وهم إيلي حبيقة وسمير جعجع وكريم بقرادوني وسواهم.. أما أبو ناضر فلم يسلّم المجلس الحربي، إلا في نهاية عهده، وذلك في حزيران 1985، مترئسًا الهيئة التي أُطْلِقَ عليها اسم استشارية. عام 1986، انضم إلى عضوية المكتب السياسي في حزب الكتائب، وتسلّم مجلس الأقاليم، وبقي في موقعه حتى العام 1990. بعد توقيع اتفاق الطائف، انفصل أبو ناضر عن قيادة حزب الكتائب وانضم إلى صفوف المعارضة الكتائبية. من منبر حزب الكتائب اللبنانية أولاً والقوات اللبنانية تاليًا، رفع لواء الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، مدركًا، وهو يرصد التحولات الإقليمية، خطورة هذا الانهيار الوطني والمخاطرة الكبيرة التي يمكن أن تتأتى نتيجته وانعكاسها على حياته الشخصية ومستقبله. أذهل المراقبين السياسيين بوطنيته وشجاعته وشخصيته القيادية التي جمعت الحكمة في يد والترفّع عن المصالح الآنية والشخصية في اليد الأخرى. لم يكن متهورًا بخياراته، بل على العكس ، ضبط إيقاعاتها، وحرص على سلامة مجتمعه حرصه على عائلته. في ذاكرته لا يزال يحفظ نصف قرن من حياة وطن عاش مخاضًا مع القدر، وقد استبسل أبناؤه الشرفاء، وأبو ناضر واحد من كبارهم، في سبيل صون استقلاله وتحرير أرضه وتحصين أبراج دفاعات مجتمعه ذي التاريخ العريق وخصوصية التكوين وفرادة الموقع والريادة في نهضة الشعوب وعملقة الأمم.