ديريكو غارسيا لوركا شاعر إسباني متميز قتله الحرس الأسود الفاشي عام 1936 وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في غرناطة آوائل الحرب الأهلية (1936 ــ 1939) ولد قيدريكو جارثيا لوركا في قرية من قرى غرناطة الأسبانية هي "فونتي فاكيروس" في يونيه 1898م، وهو ينتمي إلى أسرة من أسر الطبقة الوسطى أقرب إلى الغنى، كان الطفل "المدلل" بين أربعة أطفال هم فرانسسكو أخوه الأصغر والفتاتان كونتشا وإيزابيل، وقضى أولى مراحل دراسته في القرية، ثم انتقل مع أسرته إلى غرناطة حيث أنهى دراسته الثانوية، وبدأ في دراسة الحقوق والآداب، وتعلم العزف على البيانو والقيثارة، وبدأ في التردد على المنتديات الأدبية، وانتقل عام 1919م إلى مدريد، وأقام في بيت الطلبة وعقد علاقات حميمة مع العديد من الفنانين، منهم: التشكيلي الشهير سلفادور دالي، والمخرج السينمائي لويس يونونيل، وفي عام 1928م أصدر مع عدد من أصدقائه مجلة أدبية لم يصدر منها إلا عددان، ثم سافر في رحلة إلى أمريكا، وبعد عودته عام 1930م، بدأ مشروعًا كان يمثل حلم حياته، وهو: تعريف الجمهور في الريف والقرى النائية الفقيرة بروائع المسرح الكلاسيكي الأسباني، وأنشأ ما عرف باسم "مسرح الكوخ"، وهو فرقة ألفها لوركا من شباب الجامعة كانوا يتنقلون بين قرى أسبانيا على ظهر شاحنة، فإذا حلُّوا بإحدى القرى نصبوا مسرحهم المتواضع لكي يقدموا عروضهم المسرحية مجانًا. وأنشأ لوركا عام 1933م في العديد من مدن أسبانيا مجموعة من نوادي الثقافة المسرحية، ثم سافر إلى الأرجنتين وأورجواي لإلقاء عدد من المحاضرات، وعاد في العام التالي ليواصل جولاته مع مسرح الكوخ. لقي لوركا مصرعه في 20 أغسطس عام 1936م في ملابسات غامضة، واتُخِذ مقتله أيامها سلاحًا سياسيًا وشعارًا رفعه خصوم نظام الجنرال فرانكو في الشرق والغرب على السواء