فهرس
|
جاء اسم قرية عين جَنـّا من كلمتين، هما (عين) أي نبع الماء، و(جَنـّا) تحريف عن كلمة (جَنـّة)؛ وأحيانا يكتبونها عين جنة. ويُعتقد أنها أعطيت هذا الاسم بسبب كثرة الينابيع والجداول الصافية التي كانت في القرية ومحيطها، حيث ما زال بعض منها موجودا حتى الآن. وقد تسببت وفرة المياه في وجود أرض خصبة وخضراء، ومنظر عام جميل وأخضر يحيط بها. أما موقع القرية فهو في محافظة عجلون في الشمال الغربي من الأردن. وتبعد القرية حوالي 70 كم عن العاصمة الأردنية عمان. وتقبع القرية على جبلين متقابلين، وتشرف على قلعة عجلون التي تبعد نحو 4 كم إلى الغرب من القرية، كما تشرف على بعض البلدات الأخرى ومنها، مدينة عجلون الملتصقة بها، وبلدة عنجرة وبلدة كفرنجة. وترتفع عين جنا عن سطح البحر بمعدل 860 متراوفي المرتفعات 1200متر، مما يجعلها تشرف على بعض المناطق غير الأردنية، ومنها جبال نابلس في الضفة الغربية (حوالي 30 كم جواً).
يسكن قرية عين جنا حوالي سبعة آلاف نسمة. وكانت الزراعة المهنة الرئيسية لسكان القرية، قبل أن يتوجه أبناؤها إلى العسكرية ثم التعليم والوظائف العامة في العقود الستة الأخيرة. وتسكن عشيرة القضاه في عين جنا ويشكلون ما يقارب 95 بالمئه من مجموع سكانها، وهم يسكنون القرية وخمس قرى مجاورة منذ نحو ثمانية قرون.
يمكن القول إن جميع سكان القرية المولودين بعد عام 1930م يعرفون القراءة والكتابة. ويمكن أيضا اعتبار مَن هم تحت الخمسين من العمر من أهل القرية بأنهم متعلمون. ولأن الوضع الاقتصادي لسكان القرية يعتمد على الرواتب الوظيفية والتقاعدية التي لا تكفي لأساسيات الحياة، فإن الشباب منذ نحو ثلاثة عقود توجهوا بنَهَم نحو التحصيل العلمي في الجامعات والدراسات العليا، سعيا إلى تحقيق وظيفة ذات مردود مادي. وبذلك يُعرف عن عين جنا بأنها من القرى التي فيها نسبة عالية جدا من المتعلمين، الذي يشغلون وظائف عليا في القطاع العام؛ خاصة في المجالات الأكاديمية والقضاء والخدمة العامة. كما أن نحو ربع الطلبة الذين ينهون الثانوية العامة يلتحقون بالسلك العسكري والأمني. ونجد كثيرا من أبناء القرية منخرطين في الأمن العام والمخابرات العامة وسلاح الجو,
تمتد قرية عين جنا على رقعة خضراء، وتحيط بها من كل جانب أشجار السنديان والصنوبر. ويمكن مشاهدة الخضرة أينما ننظر من القرية، مما يعني المنظر العام الجميل بأشجاره الخضراء، خاصة الكروم وأشجار الزيتون والتين واللوزيات. وتستفيد القرية من الجبلين اللذين تقبع عليهما، ومن الجبال المحيطة بشكل عام، في الحصول على هواء نقي وعليل، خالٍ من التلوث. وقلما نجد في القرية منزلا من دون بعض الأشجار والحدائق الصغيرة حوله. ويمكن القول بجزم إن البيئة في القرية وما حولها، تحظى بحماية كبيرة من السكان، بسبب الوعي التام لدى أهل المنطقة بأهمية المنظر العام وبالبيئة، وبسبب أن محافظة عجلون بكاملها تخلو من المصانع ومن المنشآت الصناعية التي تنفث الملوثات والغازات السامة.