عين-إبل قرية من قرى جنوب لبنان تتبع إدارياً قضاء بنت جبيل وتبعد عن بيروت حوالي 140 كم وعن البحر حوالي 25 كلم بخط مستقيم، وتنتشر على تلة ترتفع من 750م وحتى 850م. طقسها جاف وقليل الرطوبة صيفاً، ولكن وقوعها بين البحر ومنخفض الحولة شرقاً، واللذي ينخفض إلى مستوى سطح البحر، وعدم وجود جبال عالية خلفها مباشرةً يجعلها عرضة للرياح التي تلطف الجو صيفاً وتزيد من كمية المطر شتاء. ويشرف على عين-إبل في الشمال الشرقي وعلى بعد حوالي 50كلم جبل الشيخ أو حرمون بينما يظهر جبل الريحان وتومات نيحا وجبل الباروك في الشمال، أما الجنوب فيسوره خط المرتفعات التي تشكل الحدود الإسرائيلية اللبنانية. هذا الأفق المفتوح والمتنوع حول عين-إبل يجعلها من المواقع الجميلة.
تعد عين-إبل حوالي عشرة الآف نسمة يتوزعون ككل اللبنانيين في كل اقطار العالم من الأميركيتين إلى استراليا وأوروبا والبلاد العربية وتسكن جالية كبيرة منها في بيروت تعد حوالي 5000 نسمة وبينما يسكنها شتاء 2000 نسمة يرتفع هذا العدد صيفاً إلى 5000 نسمة.
تحيط بعين-إبل عدد من الأمكنة الأثرية الغير المجهزة بعد كما يجب للسياحة، نذكر منها:
- الخرب القديمة: خربــة كرسيفا، خربة المنصورة، خربة طربنين.
- العيون: عين التحتى (كنعانية-رومانية)، عين الحرية، عين طربنين.
- المدافن: نواويس شلعبون (جرانت الحلى)، مدافن العين، مدافن الجرودة، مدافن شلعبون، مدافن كرسيفا.
- الهياكل او ما تبقى منها: هيكل أبولون وديانا في الدوير، هيكل أشيرتا في شرتا.
عين-إبل القديمة سكنها الأموريون على ما يبدو ولو أن الأسم مركب بين اله الخصب الأموري أون والشخصية الآرامية التوراتية آبل، الأموريين قد سكنوا شعلبين (شلعبون) القريبة والتي تعتبر من خراج البلدة بينما سكن الكنعانيون بيت عناة (عيناتا) إلى الشمال منها وعير شمش (وهي عير ميش) التي قد تكون رميش (إرمش) إلى الجنوب. وقد بقي هيكل أشيرتا أو أشيرة حتى ما بعد زمن المسيح (لاجرانج) وهيكل أبولون وديانا أيضاً (رونان).
ولكن التواصل السكاني انقطع في فترة المماليك حيث قام هؤلاء بتهجير السكان المحليين ومنع السكن حتى عمق 45 كلم من الساحل خاصة في مثلث صور-صفد-عكا منعاً لإتصال الأهالي بالصليبيين. وعادت عين-أبل لتبنى منذ أوائل عهد فخر الدين إمتداداً للأنتشار الماروني الذي بدأ مع حلول العثمانيين محل المماليك، وقد سكن هؤلاء الموارنة القادمون من شمال لبنان وتحديداً من حدث الجبة، حصرون وبشري وغيرها سكنوا حول الخربة القديمة التي لم يزل بعض حجاراتها شاهداً في أبنية البلدة القديمة. بعد العهد المعني كان هؤلاء الفلاحون قد اندمجوا في المنطقة ويذكر أنه كان منهم من خدم في عداد خالية الشيخ ناصيف النصار. وفي عهد الجزار عمل أهالي عين-إبل كغيرهم من أبناء المنطقة في السخرة لبناء القناة التي جرت الماء إلى عكا. وقد شكلت المرحلة التي تلت الجزار، وبسبب بعدها عن الحكم المركزي في بيت الدين (بشير الثاني) وعدم وجود زعامة محلية قادرة على ضبط الأمن، شكلت هذه المرحلة عودة غزوات البدوي وبقايا "الطياحة" ما فرض قيام نوع من القبضيات بالرد على الغزو بمثله ونشوء الزعامة العاقلة التي فرضت هيبتها بين القبائل الجنوبية والسكان المجاورين. وقد برز فيها دور المدرسة التي تعهدتها الراهبات واليسوعيون فكان ديرها من أقدم الأديرة لليسوعيين (حوالي 1850). كانت عين-إبل مركز للإنتاج الزراعي المعتمد خاصة على الأشجار فهي مركز الزيت والزيتون والعنب ومشتقاته والتين وأنواع تصنيعه إضافة إلى الحبوب والثروة الحيوانية ومنتجاتها. وقد كانت مركزاً لتجارة قامت بين حوران والساحل وبين صفد وصور ومن ثم ما بين الشام وصيدا ونابلس. أما الأزمات الاساسية التي اثرت عليها فكان على رأسها الحرب العالمية الأولى التي ضربت إقتصاديات لبنان بأثره ولكنها هنا، وبسبب أخذ الرجال إلى الخدمة العسكرية من سن الثامنة عشرة وحتى الخامسة والأربعين، قد أوقفت العملية الإنتاجية زراعياً وتجارياً. ثم جاءت الأزمة الثانية وهي الهجوم الذي أدى إلى مقتل حوالي ستين شخصاً بين رجل وأمرأة وطفل و إلى تهجير السكان بأكملهم مدة أكثر من ثلاثة أشهر وقد خربت القرية ونهبت وأحرقت المنازل وذلك في الخامس من أيار سنة 1920. ولكن عين-إبل أستطاعت القيام من جديد لتعود زهرة الجنوب ومركز أستقرار لجزء من أعمدة لبنان وسياجه. وقد استقبلت اللاجئين الفلسطينيين في 1948.
- عبد المسيح الطويل : أول كاهن على "مزرعة عين-إبل" في سنة 1630، من أوائل خريجي المدرسة المارونية في روما وقد انتدبه البطريرك يوسف العاقوري في 1645 إلى روما لإلتماس درع التثبيت من قداسة البابا وقد جمع وطبع أول "شحيمة" مارونية في روما بإذن البابا.
- الخوري إبراهيم دياب : تبرع لخدمة المطعونين في نيحا الشوف وقد توفي هناك وأعتبره السكان قديساً.
- رفقة دياب : أول راهبة من عين-إبل ترهبت في دير حراش يعتبرها التقليد العينبلي القديسة نفسها.
- الخوري موسى صادر : من خريجي مدرسة عين ورقة.
- الخوري بطرس دياب (العينبلي) : من مشاهير عين ورقة مؤلف ومترجم عدة كتب.
- الخوري يوحنا دياب : أول خوري على رعية مار مارون في بيروت ومن مؤسسي مدرسة الحكمة.
- الخوري يوسف فرح : أول من حمل شهادة دوكتوراه في الفلسفة واللاهوت من الجامعة اليسوعية.
- الكاردينال مار أنطونيوس بطرس خريش : بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
- المطران الياس فرح : مطران قبرص و أنطلياس و مؤسس مدرسة يسوع و مريم