الشيخ عيسى بن علي
حاكم البحرين (1286 ـ 1351هـ) (1869 ـ 1932م) وهو من سلسلة الحكام الذين تولوا السلطة منذ أن فتح آل خليفة البحرين عام 1783م.
وهو عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة العُتبي.
وهو من أشهر حكام الخليفه تربى على يد مشاهير علماء عصره فأخذ عنهم العلم و الأدب والإدارة و السياسه و الأجتماع.و كان ذكيا فصحا يتذوق الشعر ويشجع الشعراء و في عهده تطورت المؤسسات الإداريه و القضائيه إذ عرف الشيخ عيسى بحزمه وتدبيره كما اشتهر بكرمه حتى مدحه القاصي و الداني ودانت له القبائل وساد في عهده الأمن و العداله الأجتماعيه و شهدت البحرين طائفه من العلماء و القضاة المشهورين بما يدل على تشجيعه للعلم والعلماء و والأدباء و الشعراء وفي أيام حكمه تأسست مدرسه الهدايه الخليفيه سنة 1919م.
ولد ونشأ في البحرين، وتعلم على يد العلماء والمربيين والمؤدبين، فأخذ عنهم العلم والأدب والسياسة والاجتماع، وكان ذكياً ويتذوق الشعر ويشجع الشعراء. انتقل إلي قطر بعد مقتل أبيه، فأقام بها إلى أن اختاره أهل البحرين للإمارة عام 1286هـ ، 1869م، على أثر حوادث وردت في مسير أحداث حياة عمه (محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، والتي انتهت بمقتل، علي بن خليفة بن سلمان بن محمد أل خليفة) فعاد عيسى بن علي آل خليفة وأقام بأعباء الإمارة في شؤونها الداخلية.
لجأ إليه الإمام عبدالرحمن بن فيصل والد الملك عبدالعزيز في عام (1309هـ/ 1891م) وكان بصحبته ابنه عبدالعزيز الذي لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره وقتذاك عندما كان الإمام عبدالرحمن يبحث له ولأسرته عن مأوى آمن يلجأ إليه بعد مغادرته نجد إلى الصحراء فقطر ثم البحرين. وقد سمح له الشيخ عيسى بالإقامة في البحرين.
أنشأ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، محجر صحي عام 1327م، كما أمر ببناء مرفأ على ساحل المنامة عام 1330هـ.
وبعد أن وطد الحكم وسيطر على الأمور الداخلية في البلاد، فكر أن يستعين ببريطانيا صاحبة النفوذ الأول في الخليج، من أجل حمايته ومساعدته ضد أطماع الدول المحلية المجاورة وقتذاك، ويأتي على رأسها دولة فارس وسلطنة مسقط، فوقع مع بريطانيا معاهدة عام 1286هـ / 1880م، وجددت تلك الاتفاقية بمعاهدة ثانية عام 1892م، 1898 وتعهد الشيخ عيسى بموجبها للإنجليز، بما أدخله في زمرة محمياتهم، وكبلته هو ومن يأتي بعده من حكام البحرين بقيود، جعلت بريطانيا تسيطر على البحرين سيطرة أكيدة، من هذه القيود والشروط أنه: لا يحق لشيخ البحرين أن يتنازل عن أي جزء من أرضه إلى أي جهة سوى بريطانيا. ولا يحق له أن يعقد أي اتفاق أو يقيم علاقة مع دولة أخرى، دون علم بريطانيا. وأبعد من ذلك، التزم الشيخ عيسى بتعهد للحكومة البريطانية، يتم بمقتضاه أن يؤكد شيخ البحرين ويلتزم، بأنه في حال احتمال وجود النفط في بلاده البحرين، فإنه لن يستثمره بنفسه، وليس له الحق أن يفاتح أحد بخصوصه بدون استشارة المستشار البريطاني في البحرين، وبعد الحصول على موافقة الحكومة البريطانية السامية،
وقد شهدت البحرين خلال عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة إنشاء البلديات وسلطات تطبيق القانون والجمارك والتعليم والقضاء وغيرها.
وقد حاولت الدولة العثمانية في عام 1296هـ/ 1879م أن تحصل من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، على موافقة بإنشاء مستودع للفحم في بلاده، وعندما علم بذلك المقيم البريطاني (روبرتسون) أبلغ حكومته بالأمر، وتم إقناع الحكومة العثمانية بالعدول عن هذا المشروع لإبعاد النفوذ العثماني عن البحرين. وتم توقيع معاهدة بين بريطانيا والبحرين،
وخلال فترة حكم الملك عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية التي امتدت فشملت جزءاً كبيراً من حكم الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، وابنه حمد، وحفيده سلمان، تبودلت الزيارات بين حكام ومسئولي البلدين، توثيقاً لعرى الصداقة والمودة بين الطرفين وللتشاور فيما يجد من أحداث. وجاءت زيارة الملك عبدالعزيز الأولى للبحرين، بعد اجتماع الملك عبدالعزيز مع الملك فيصل ملك العراق عام 1930م، وأراد الملك عبدالعزيز في طريق عودته أن يزور صديقه القديم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شيخ البحرين، ومن المرجح أنه كان يريد إطلاعه عما دار بينه وبين الملك فيصل من حديث، حيث كان الملك عبدالعزيز يثق ثقة تامة في الشيخ عيسى، وكان يستشيره في كثير من الأمور، وهذا واضح من الرسائل المتبادلة بينهما. فأرسل الملك عبدالعزيز برقيتين للبحرين إحداهما للشيخ عيسى والأخرى للقنصل البريطاني لإبلاغهما بعزمه على زيارة البحرين، وكان المقيم البريطاني في الخليج الكولونيل بيسكو لا يرغب في إتمام تلك الزيارة، فأرسل للملك عبدالعزيز برقية في منتصف الليل، وهو على وشك دخول البحرين يخبره فيها بأن الشيخ عيسى مريض خارج المنامة وينصح الملك عبدالعزيز بعدم إتمام الزيارة، وفي نفس الوقت أبلغ الشيخ حمد بن عيسى كذباً بأن الملك عبدالعزيز قد ألغى زيارته، وكان المقيم البريطاني يهدف من وراء ذلك التدخل في شؤون البحرين والهيمنة عليها، وعندما علم شيوخ البحرين بوجود الملك عبدالعزيز على ظهر الباخرة توجهوا إلى الميناء وعلى رأسهم الشيخ حمد للقاء الملك عبدالعزيز، ويرجونه بإتمام الزيارة، دون أن يخطر المعتمد السياسي أو المستشار في البحرين، فاضطر الملك عبدالعزيز أن يقوم بالزيارة، وقوبل بحفاوة بالغة من الشيخ عيسى ودار حوار بين العاهلين، ووجه الملك عبدالعزيز الدعوة للشيخ حمد بن عيسى للحج، وقد لبى الشيخ حمد الدعوة في عام 1357هـ/ 1939م، وصمم الملك عبدالعزيز على عدم زيارة القنصل البريطاني رداً على هذا التصرف، وعندما طلبت الحكومة البريطانية في العام التالي إصدار تصريح للأميرة (أليس) والإيرل أرثلون بالمرور عبر المملكة من جدة إلى العقير، رفض الملك ذلك. فأدركت الحكومة البريطانية سبب الرفض، وهو موقف المقيم البريطاني من زيارة الملك للبحرين، فقدمت اعتذارها لما بدر من المقيم.
واستمر تحكم بريطانيا في أمور ومقدرات البحرين، في عهد الشيخ عيسى، إلى أن وقع شجار بين نجدي وإيراني، جعله الإنجليز سبباً في لتنحيته عن الحكم سنة 1341هـ ، 1923م، وولّوا ابنه حمد بن عيسى بن علي آل خليفة. إلا أن بعض المؤرخين يروون أن الشيخ حمد بن عيسى بن على، حفظ حق أبيه في مباشرة الحكم، ولم يباشر هو الحكم إلا بعد وفاة والده الشيخ عيسى بن على في عام 1351هـ ، 1932م، وأقام عيسى في البحرين بقية حياته إلى أن توفى بها عام 1932م،وقد طالت سنين حكمه وفي أواخر أيامه كان إبنه وولي عهده الشيخ حمد يساعده في تدبير امور البلاد حتى وافاه الأجل في سنة 1351هـ/1932م .
قال الشيخ راشد بن فاضل ال بن علي مادحا حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي ال خليفة و ال بن علي هم اخوال الحاكم. والقصيدة من الشعر النبطي: قال من يبدى المثايل بالنظام ساعر ما يرتوى من عد غيره
هيضه حسن المعاني والغرام في سنى فرز الوغى شيخ الجزيرة
ابن على عيسي عسى عزه دوام نافل بالجود وهو فخر العشيرة
لابتي ادوا لاخو نجلا سلام والف نعم لا بدا وجه المغيرة
ما يهمه في اللقاء كتر الجهام والمراجل في المهمات الكبيرة
عاذلي في حبهم كف الملام لا تكلف في ملمات خطيرة
حنا لهم عضد الا صار الزحام كم لنا معهم علامات شهيرة
يوم دولات العجم ويا العوام ناصر المذكور عارات له كثيرة
واسال السايه تجيبك بالتمام عن فعايل لابتي في كل ديرة
كم لنا من موقف صعب المرام وان بلينا يمنح الله الستيرة
با محمد ذكركم يبرى السقام والكسير انتم لعلاته جبيرة
سبقه علي بن خليفة آل خليفة |
حكام البحرين 1869 - 1932 |
تبعه حمد بن عيسى بن علي آل خليفة |