عمر بن سعد هو عمر بن سعد بن أبي وقاص ، قاد الجيش الأموي في معركة كربلاء قام بقطع الماء عن الحسين و أصحابه لمدة 3 ايام قبل بدأ المعركة.
وجدت في بعض مؤلفات المعاصرين أنه لما جمع ابن زياد قومه لحرب الحسين عليه السلام كانوا سبعين ألف فارس ، فقال ابن زياد : أيها الناس من منكم يتولى قتل الحسين وله ولاية أي بلد شاء ؟ فلم يجبه أحد منهم ، فاستدعى بعمر بن سعد وقال له يا عمر أريد أن تتولى حرب الحسين بنفسك فقال له : اعفني من ذلك فقال ابن زياد : قد أعفيتك يا عمر فاردد علينا عهدنا الذي كتبنا إليك بولاية الري ، فقال عمر : أمهلنا الليلة فقال له : قد أمهلتك ، فانصرف عمر بن سعد إلى منزله ، وجعل يستشير قومه وإخوانه ، ومن يثق به من أصحابه ، فلم يشر عليه أحد بذلك ، وكان عند عمر بن سعد رجل من أهل الخير يقال له : كامل ، وكان صديقا لابيه من قبله ، فقال له : يا عمر مالي أراك بهيئة وحركة ، فما الذي أنت عازم عليه ؟ وكان كامل كاسمه ذا رأي وعقل ودين كامل . فقال له ابن سعد لعنه الله : إني قد وليت أمر هذا الجيش في حرب الحسين وإنما قتله عندي وأهل بيته كأكلة آكل أو كشربة ماء ، وإذا قتلته خرجت إلى ملك الري فقال له كامل : اف لك يا عمر بن سعد تريد أن تقتل الحسين ابن بنت رسول الله ؟ اف لك ولدينك يا عمر أسفهت الحق وضللت الهدى ، أما تعلم إلى حرب من تخرج ؟ ولمن تقاتل ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون . والله لو أعطيت الدنيا وما فيها على قتل رجل واحد من امة محمد لما فعلت فكيف تريد تقتل الحسين ابن بنت رسول الله عليه السلام ؟ وما الذي تقول غدا لرسول الله إذا وردت عليه وقد قتلت ولده وقرة عينه وثمرة فؤاده وابن سيدة نساء العالمين وابن سيد الوصيين وهو سيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين وإنه في زماننا هذا بمنزلة جده في زمانه ، وطاعته فرض علينا كطاعته ، وإنه باب الجنة والنار فاختر لنفسك ما أنت مختار وإني اشهد بالله إن حاربته أو قتلته أو أعنت عليه أو على قتله لا تلبث في الدنيا بعده إلا قليلا . فقال له عمر بن سعد : فبالموت تخوفني وإني إذا فرغت من قتله أكون أميرا على سبعين ألف فارس ، وأتولى ملك الري ، فقال له كامل : إني احدثك بحديث صحيح أرجو لك فيه النجاة إن وفقت لقبوله . اعلم أني سافرت مع أبيك سعد إلى الشام فانقطعت بي مطيتي عن أصحابي وتهت وعطشت ، فلاح لي دير راهب فملت إليه ، ونزلت عن فرسي ، وأتيت إلى باب الدى لاشرب ماء فأشرف علي راهب من ذلك الدير وقال : ماتريد ؟ فقلت له إني عطشان ، فقال لي : أنت من امة هذا النبي الذين يقتل بعضهم بعضا على حب الدنيا مكالبة : ويتنافسون فيها على حطامها ؟ فقلت له : أنا من الامة المرحومة امة محمد صلى الله عليه واله وسلم . فقال إنك أشر امة فالويل لكم يوم القيامة وقد غدوتم إلى عترة نبيكم وتسبون نساءه وتنهبون أمواله ، فقلت له : يا راهب نحن نفعل ذلك ؟ قال نعم وإنك إذا فعلتم ذلك عجت السماوات والارضون : والبحار ، والجبال ، والبراري والقفار ، والوحوش ، والاطيار باللعنة على قاتله ، ثم لا يلبث قاتله في الدنيا إلا قليلا ، ثم يظهر رجل يطلب بثأره ، فلا يدع أحدا شرك في دمه إلا قتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم قال الراهب : إني لارى لك قرابة من قاتل هذا الابن الطيب ، والله إني لو أدركت أيامه لوقيته بنفسي من حر السيوف ، فقلت : يا راهب إني اعيذ نفسي أن أكون ممن يقاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : إن لم تكن أنت فرجل قريب منك ، وإن قاتله عليه نصف عذاب أهل النار ، وإن عذابه أشد من عذاب فرعون وهامان ، ثم ردم الباب في وجهي ودخل يعبدالله تعالى ، وأبى أن أن يسقيني الماء . قال كامل : فركبت فرسي ولحقت أصحابي ، فقال لي أبوك سعد : ما بطأك عنا يا كامل ؟ فحدثته بما سمعته من الراهب ، فقال لي : صدقت . ثم إن سعدا أخبرني أنه نزل بدير هذا الراهب مرة من قبلي فأخبره أنه هوالرجل الذي يقتل ابن بنت رسول الله ، فخاف أبوك سعد من ذلك وخشي أن تكون أنت قاتله فأبعدك عنه وأقصاك ، فاحذر يا عمر أن تخرج عليه ، يكون عليك نصف عذاب أهل النار ، قال : فبلغ الخبر ابن زياد لعنه الله ، فاستدعى بكامل وقطع لسانه فعاش يوما أو بعض يوم ومات رحمه الله .