الرئيسيةبحث

علي بن الجهم

أبو الحسن علي بن الجهم بن بدر لقرشي السامي شاعر مشهور؛ يقول الخطيب صاحب تاريخ بغداد: «له ديوان شعر مشهور، وكان جيد الشعر عالما بفنونه، وله اختصاص بجعفر المتوكل، وكان متديناً فاضلاً». كان معاصراً لأبي تمام.

غضب عليه المتوكل لهجائه، فنفاه إلى خراسان وأمر واليه عليها طاهر بن عبد الله بصلبه يوما كاملا مجردا فقال في ذلك:

لم ينصبوا بالشاذياخ صبيحة ال إثنين مسبوقا ولا مجـهـولا
نصبوا بحمد الله ملء قلوبهـم شرفا وملء صدورهم تبجيلا

رجع بعدها إلى العراق ثم انتقل إلى حلب، وخرج يريد الغزو فقتله فرسان من بني كلب، له ديوان وله شعر في حبسه، توفي سنة 863 م.

مولده: اختلف المؤرخون في مولده ولكن نرجح ما قاله رئيس مجمع اللغة العربية سابقا خليل مردم بك أن على بن الجهم ولد عام 188 للهجرة أو قبلها بيسير.

أول ما قال من الشعر: قيل أن أول ما قاله من هالشعر البيت التالي حيث كان صغيرا في (الكُتَّاب) اي مدرسة يحفظ فيها القرآن مع زملائه، حيث قيل عن انه عبث بلوح من الألواح التي كانوا يكتبون عليها وكتب عليه هذا البيت الرائع الجميل:

ماذا تقولين فيمن شَفهُ سَهَرٌ من جَهدِ حُبكِ حتى صارَ حَيرانا

وكان عمره اقل من عشر سنوات..

ويُقال أن علي بن الجهم عاش في شبابه في بيئة صحراوية قاسية،على الرغم من الشاعرية الفذة التي تتأجج في صدره،إلا ان البيئة تؤثر في الإنسان،وتتكون في شخصيته آثارها،لذا قيل عن علي بن الجهم ان قساوة البادية اثرت فيه كثيرا،ولكم هذه القصة عن علي بن الجهم..وهي من كتاب محاضرة الأدباء لمحيي الدين بن عربي ننقلها لكم بتصرف: كان علي بن الجهم بدويا جافا قاسيا أثرت فيه البادية كثيرا،مع انه كان رشيق المعاني لطيف المقاصد إلا أن الحياة الجافة اثرت على الفاظه، فذات مرة ضاقت به الحال فذهب إلى المتوكل على الله لينشده الشعر، فعندما دخل على المتوكل قال:

أنت كالكلب في حِفاظِكَ للود وكالتيسِ في قراعِ الخطوبِ
أنت كالدلوِ لا عدمناك دولا من كبار الدلا كثير الذنوبِ

الذنوب: معناها كثير السيلان بسبب إمتلائه

فعندما قال هذه الأبيات لخليفة المؤمنين،أجمع الحضور على ضربه ولكن قال لهم المتوكل: أتركوه..!

لقد عرف المتوكل قوة على بن الجهم الشعرية ولكن قسواة الألفاظ تسيطر عليه بحكم البية التي يعيشها، لذلك أصدر المتوكل أمرا بأن يتم امنح على بن الجهم بيتا في بستان قريبا من الرصافة وهي مدينة عند جسر بغداد. وكان تلك المنظقة خضراء يانعة،وفيها سوق،وكان علي بن الجهم يرى الناس والسوق والخضرة والنضرة،والجمال في ذلك الحي.

وبعد فترة من الزمن،وبعد أن تأقلم على بن الجهم على ذلك المكان دعاه المتوكل وجمع الناس وقال لعلي بن الجهم أنشدنا شعرا. فقال علي بن الجهم قصيدة تعتبر اروع ما قاله،حتى قال عنها الشعراء،لو لم يكن لديه إلا هي تكفيه أن يكون اشعر الناس. فقال على بن الجهم:

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبنا الهوى من حيث ادري ولا ادري

قوامها 56 بيت كل بيت اروع من الآن :

وقال فيها ايضا وهو يصف المبيت مع حبيبته

وبتنا على رغم الحسود كأننا خليطان من ماء الغمامة والخمرِ

وقال فيها أيضا عندما سألته التي يحبها: هل أنت شاعر؟

فقلتُ اسأتِ الظنَّ بي، لستُ شاعرا وإن كان احيانا يجيشُ بهِ صدري!!

وقال فيها ايضا:

فما كل من قادَ الجيادَ يسوسها ولا كل من اجرى يقالُ لهُ مجري!

وقال فيها ايضا يمدح كرم المتوكل

ومن قال أن البحر والقطرِ اشبها يَداهُ،فقد اثنى على البحرِ والقطرِ


وبعد أن إنتهى على بن الجهم من قصيدته.. اصيب الجميع بالدهشة، لا يعقل من كان يقول كالكلب وكالدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة..

فسكت الخليفة المتوكل وكأنه خائف على علي بن الجهم. فقال له الحاضرون : ما بالك يا أمير المؤمنين.

فقال:


(((((إني اخشى عليه أن يذوب رقة)))))!!!!!!