ولد على مبارك في عام 1824م في قرية برنبال الجديدة من أعمال مركز دكرنس بمديرية الدقهلية ، والده هو الشيخ مبارك بن سليمان بن إبراهيم الروجي ولم تكن أسرته ثرية وتلقى تعليمه الابتدائي في كتاب القرية ، وقد أدي تفوقه في هذه المرحلة إلى اختياره للتعلم في مدرسة القصر العيني التجهيزية ، وفى سنة 1839م قبل في مدرسة المهندسخانة التى كان يديرها في ذلك الوقت محمود باشا الفلكي ، وفى هذه المدرسة تلقى على مبارك دراسات في الميكانيكا والديناميكا والهيدروليكا والطبوغرافيا والفلك والكيمياء والجيولوجيا ، وفى سنة 1844م صحب أنجال محمد على باشا في بعثة تعليمية إلى فرنسا وفى فرنسا قضي حمس سنوات دارسا للعلوم العسكرية ، وعندما توفي محمد على باشا سنة 1849م استدعيت البعثة كلها إلى مصر .
وعندما تولي عباس باشا حكم مصر عين على مبارك معلما بمدرسة المدفعية بطره ثم رقي إلى وظيفة مراقب على امتحانات الهندسة بالأقاليم ، وعندما تولي سعيد باشا الحكم عام 1854م أرسل مع الجيش المصري إلى حرب القرم وظل بها لمدة عامين ثم عين كوكيل في نظارة الجهادية وأخيرا كمهندس مقيم لجزء من مصر العليا ، وعندما تولي الخديوي إسماعيل باشا حكم مصر سنة 1863م عين مشرفا على القناطر الخيرية وأصبح مسئولا عن مشروع إعادة توجيه مياه النيل من فرع رشيد ، ثم عين ناظرا للمعارف سنة 1868م وفى نفس الوقت ناظرا للأشغال ثم عهد إليه بنظارة عموم الأوقاف ، ومن آجل أعمال على مبارك هو إنشائه لمدرسة دار العلوم التى أسسها سنة 1872م وكان الغرض الأصلي من إنشائها تخريج أساتذة للغة العربية والآداب للمدارس الابتدائية كما أسس دار الكتب سنة 1870م كما قام بإنشاء مجلة " روضة المدارس " على نفقة وزارة المعارف .
وقد قام على باشا مبارك بتأليف عدة كتب لعل أهمها موسوعتها العظيمة " الخطط التوفيقية الجديدة " وتتألف من عشرين جزءا أفرد فيها المؤلف الأجزاء الستة الأولي للقاهرة الجزء السابع لمدينة الإسكندرية أما الأجزاء الأخرى فلباقي مدن مصر ، كما له أيضا كتب أخري منها " تنوير الأفهام في تغذى الأجسام " طبع سنة 1872م ، و " نخبة الفكر في تدبير نيل مصر ، وكتاب " علم الدين " وأخر مؤلفاته كانت كتاب " آثار الإسلام في المدينة والعمران " ، وقد توفي على باشا مبارك في 14 نوفمبر سنة 1893م في منزله بالحلمية الجديدة .