فهرس |
ذكر الجوهري في الصحاح تحت الجذر (عشق) . ما نصه :
العِشْقُ: فَرطُ الحبِّ. وقد عَشِقَهُ عِشْقاً وعَشَقاً أيضاً. و رجلٌ عِشِّيقٌ ، أي كثير العِشْقِ. والتَعَشُّقُ: تكلُّفُ العِشقِ. ويقولون امرأةٌ مُحبٌّ لزوجها وعاشقٌ.
ذكر من بعض تعريفات العشق أنه : سفر إفراط المحبة ولهذا لا يوصف به الرب تبارك وتعالى ولا يطلق في حقه ثم الشوق وهو سفر القلب إلى المحبوب .
من أجمل ما ذكر في تعريف العشق قول أحدهم يصف حال العاشق :
فما في الأرض أشقى من محب | وإن وجد الهوى حلو المذاق |
تـــراه باكيـــا في كل حين | مخافة فرقة أو لإشتياق |
فيبكي إن ناؤا شوقا إليهم | ويبكي إن دنو خوف الفراق |
فتسخن عينه عند الفراق | وتسخن عينه عند التلاق |
وحكى الأصمعي : قال: بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله خبروا | إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع |
فكتبت تحته:
يداري هواه ثم يكتم سره | ويخشع في كل الأمور ويخضع |
ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى | وفي كل يوم قلبه يتقطع |
فكتبت تحته:
إذا لم يجد صبراً لكتمان سره | فليس له شيء سوى الموت أنفع |
ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد كتب قبل موته:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا | سلامي على من كان للوصل يمنع |
لذلك كان العشق من أعظم الابتلاءات التي يبتلى بها الإنسان