فهرس |
عسلين هي قرية فلسطينية تقع على بعد 21 كم من الجهة الغربية من القدس، كانت مساحة القرية حوالي 20 دنم، بنيت منازل أهل عسلين من الحجر والطين، كما وقد كانوا يملكون حوالي 2160 دنما للزراعة أغلبها بعلية منها حوالي 110 دنمات عبارة عن بساتين. ويحيط بها أراضي قرى اشوع، بيت محسير، وصرعة
لقد روي في كتب التاريخ أن أول من أقام في المنطقة التي تقع بها قرية عسلين قبيلة كنعانية شيخها يدعى عند أهل القرية بـ (أبا قابوس) وهذا ليس اسم حقيقي حيث أقاموا قريتهم المسمى ( إشنة ) بالجهة الغربية من بيت المقدس على بعد 21 كم من القدس. وذلك لما تتمتع به من جو زراعي دافئ حيث أن متوسط إرتفاعها عن سطح البحر 280 م. وقد ضمت هذه القرية أراضي إشوع أيضاً، وبقيت بعض معالم الكنعانين ظاهرة للعيان في منطقة عسلين، حيث يوجد دير يسمى دير أباقابوس وقد كان يسموه أهل عسلين بإسم (دير الشيخ غريب) في العهد الروماني وبعد زوال الكنعانيين ظلت هذه القرية معمورة، وقد سميت بإسم (إشتأول) وكانت تدخل ضمن قضاء إيلوثيرولوليس الإداري (بيت جبرين). مع العلم بأن اسم المستعمرة الاسرائيلية الحالية المقامة على نفس الأرض تسمى إشتاؤول أيضاً.
لقد ذكر في سجلات الضرائب العثمانية أن سكان عسليت ( وهو اسم قرية عسلين في ذلك الوقت) يقدر عددهم بـ 77 شخص فقط كانوا يؤدون الضرائب للخزينة العثمانية، وقد كانت تعتبر من لواء غزة جهة الرملة، وقد إزدهرت القرية لقربها من القدس وزاد عدد سكانها حتى أنها أصبحت من أكبر القرى في المنطقة وكانت آثار وبعض بيوت القرية (عسليت) ظاهرة للعيان حتى إحتلالها من قبل اليهود. في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر هجرت قرية عسلين ولم يبقى بها أحد كما تروي كتب التاريخ، ولم أجد سبب واضح لهذا الخراب الذي أصاب القرية إلى أن القرية هُجرت لعدة سنوات، فربما كان وباءً ما إنتشر فيها أو سنين قحط مرت عليها. بعد فترة وجيزة من خراب عسلين إزدهرت قرية إشوع التي تقع جنوب قرية عسلين وأصبحت هي التي تعد مركز للمنطقة وللقرى المجاورة، حيث زاد عدد سكانها وأقام بها العثمانيون مدرسة ومرافق عامة وتم فتح الشارع الواصل بين القدس ويافا بجوارها، كما تفجرت بها ينابيع المياه. وكادت أن تتضم أراضي عسلين إلى إشوع، مع العلم بأن إشوع توسعت فعلا بإتجاه عسلين حوالي 500 متر. بعد عام 1885 بمدة غير محددة عادت عسلين لتعمر حيث عادت بعض العائلات لتسكنها (وهذا قد تم ذكره في تاريخ القرية ورواه كبار العائلة أيضا أن أول من عاد ليسكن عسلين بعد الهجر هم عائلة رضوان) وقد توسعت عسلين بإتجاه الغرب، حيث أصبحت القرية تقسم إلى قسمين ( شرقي قديم ويمثل البيوت القديمة التي قامت قبل الهجر وغربي حديث أقامته العائلات التي عادت إلى عسلين) بقيت عسلين فقيرة بالخدمات والمرافق العامة طوال الفترة ولغاية إحتلالها من قبل اليهود، وكانت تعتمد على قرية إشوع بالخدمات العامة من تعليم ومواصلات وتجارة.
تزايد عدد سكان عسلين حتى تجاوز عددهم 302 نسمة عام 1948 يعيشون في 60 منزلاً في القرية مبنية على مساحة 20 دنم. يذكر كبار القرية والذين عاشوا لفترة طويلة أن أغلب عائلات عسلين بالأساس ترد إلى شخص واحد يدعى ( زايـد ) ومنه تفرعت أغلب العائلات ( رضوان، مطاوع، ذيب، ضرغام، عفانة وماتفرع منها) وكانت تسكن الجهة الغربية من القرية وهناك بعض العائلات كما يذكر أنها غير مرتبطة بزايـد كانت تسكن قرية عسلين منها كما يذكرون (الشوملي، حميد وماتفرع منها) وكانت تسكن الجهة الشرقية من القرية. وهناك الكثير من الروايات عن سكان عسلين وعن طريقة حياتهم بالقرية، وقد ملك أهل عسلين ثلاث قرى في ذلك الوقت وهي ( عقور و جفروريا بالإضافة إلى عسلين) حيث كانت كل قرية تتميز بمناخ خاص وطبيعة زراعية خاصة، ويذكر أن زايد أقام في عسلين في فترة إزدهارها في العهد العثماني حيث ذكر أنه قدم من شرقي النهر جهة مادبا/قرية ذيبان في بدايات القرن الثامن عشر وربما كان مجيء زايد إلى القرية أحد أسباب إزدهارها وزيادة عدد سكانها في تلك الفترة.
المعلومة الوحيدة المتوفرة عن عسلين هي أنها وقعت في قبضة الجيش الإسرائيلي في أثناء هجوم محدد كان جزءا من عملية (داني) التي قام بها الجيش الإسرائيلي عام 1948. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي (بين موريس) أن القوات الإسرائيلية قصفت عسلين ومجموعة من القرى الأخرى بمدافع الهاون, وسيطرت عليها في 17-18 تموز/ 1948. وقد تم تهجير كل السكان ولم يبقى بها أحدا من سكانها.
أقام اليهود مستعمرة (إشتاؤول) على بعض أراضي عسلين وإشوع عام 1949 ويبلغ عدد سكان المستعمرة حاليا ما يقارب 50 ألف نسمة. وقد تم إنشاء مشتلا في الطرف الجنوبي للقرية تابع للصندوق القومي اليهودي (وهو الذراع المختصة باستملاك الأراضي وإدارتها في المنظمة الصهيونية العالمية). كما يضم موقع قرية عسلين مرآبا لتصليح الباصات, تملكه شركة النقل العام الإسرائيلي. ويظهر في عسلين حالياً حيطان متداعية جزئيا, ومصاطب حجرية. وقد نبت عليها ركام الحجارة أجمة كثيفة وغابة وأعشاب. كما نبت في الطرف الغربي للموقع كثير من الكينا والتنوب في الجنوب..
تشتت سكان القرية في العديد من البلدان، أغلبهم في فلسطين والأردن، ويبلغ عدد السكان في الشتات حوالي 1900 شخص يقيمون في المخيمات الفلسطينية المختلفة حسب إحصائيات الأونروا عام 1998 كما تم ذكره في الموقع الرسمي لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني. وربما كان هذا الرقم غير دقيق.