الرئيسيةبحث

عرب سنغافورة

فهرس

سيطرة العرب على التجارة في آسيا

لقد سيطر العرب على الأعمال التجارية في سنغافورة، وتحديدا الأعمال النفطية والتجارية المفتوحة، وفي خلال فترة الإستعمار البريطاني كان للثقافة العربية تأثير قوي جدا على الثقافة الماليزية وكان ذالك من خلال الدين، وكان ذالك واضح من الهندسة المعمارية العربية في المساجد و (Kampong Glam). في ذروة الإزدهار العربي، أبقى عرب سنغافورة الإرتباطات الوثيقة مع منبعم الأساسي حضرموت، وقد قاموا أيضا بضخ الأموال إلى معقلهم محاولة في إنماء المنطقة وإبقاء أهلها فيها بدلا من السفر إلى مكان آخر، لقد قام الأغنياء منهم ببناء البيوت الفاخرة، وقد كان أعظمها قصر عائلة الكاف، وقد قام العرب أيضا بإرسال أبنائهم إلى حضرموت لمدة من الزمن لكي يستطيعوا التعرف إلى حضارتهم العربية ولتقوية الهوية العربية لديهم، وقد أبقت هذه العادة لغتهم وثقافتهم العربية الحضرمية، ونتيجة لذالك إندمج الملاويون معهم وأصبحوا يستطيعون بأن يتكلموا اللهجة الحضرمية من اللغة العربية، لقد إعتبرت حضرموت ساحة تدريب ثقافية وكان الوقت اللذي قضاه الجيل الجيل الجديد من العرب السنغفاورين هناك التحضير النهائي للتعلم عن هوية الرجل العربي، وبعد ذالك يعودون مباشرة إلى سنغافورة ليقومون بأخذ مكانهم في تجارة الأعمال العائلية.

بعد الحرب العالمية الثانية

خلال الحرب العالمية الثانية كان السفر مستحيل، لكن عادت الأمور إلى ما كانت عليه فيما بعد، على كل حال بعد أن أصبح هناك قانون للتحكم في الإيجارات، تم تجميد المدخولات وأصبح من الواضح أن المدخولات المتبقية لن تكون كافية للجيل الجديد، ولذالك تحمس الآباء لفكرة تعليم أبنائهم، فقامت العوائل الغنية بإرسال أبنائها إلى لندن للدراسة، بينما قامت العوائل الأخرى بإرسال أبنائهم إلى مدينة عدن بدلا من حضرموت للدراسة والعمل، وبذالك بقيت الصلات اللغوية والثقافية، ولكن المدخولات العائلية إستمرت في الهبوط.

في الستينات

في فترة الستينات حدث تغيير جوهري، وهي استقلال جنوب اليمن مع حكومة شيوعية، وكان ذالك السبب في وضع حد فاصل لعودة الحضارم إلى بلدهم الأصلية، وفي نفس الوقت تسببت التنمية الإقتصادية في سنغافورة إلى إتساع أهمية اللغة الإنجليزية والحصول على درجات علمية عالية كان مطلب ضروري. بعد ذالك عندما كبر الجيل الجديد من عرب سنغافورة كانوا قد أضاعوا لغتهم وهويتهم العربية و حتى إنتسابهم إلى حضرموت، بعض العوائل قاموا بإرسال أبنائهم في السبعينات مع إزدهار النفط إلى الخليج العربي والسعودية حيث إستطاعوا استعادة هويتهم ولغتهم العربية، لكنهم لم ينجحوا في البقاء هناك، لأنهم لم يستطيعوا التأقلم هناك بعد أن تعودوا على نظام الحياة في سنغافورة، وكانت فرصتهم في سنغافورة أفضل من الخليج العربي آنذاك.

الوقت الحاضر في سنغافورة

يواجه الحضارم في سنغافورة أمة الهوية الآن، فالجيل الجديد لا يستطيع أن يتكلم اللغة العربية بينما قفدوا إنتسابهم إلى حضرموت، وقد كان السبب الرئيسي في ذالك هو توقف الأهل في إرسال أبنائهم إلى حضرموت، تدرك الجالية العربية ضعف اللغة العربية وهذه مشكلة رئيسية بالنسبة لهم، فقاموا بإنشاء مركز باللغة العربية، على أمل أن يتعلم الجيل الصاعد لغتهم العربية وثقافتهم وتراثهم، لقد كان التحدي اللذي يواجه الجالية هو بقاء الهوية، فمن الضروري التواصل مع حضرموت وبخاصة السفر إلى هناك وهذا ما كان يحتاج إلى التشجيع.

تعداد عرب سنغافورة اليوم

سنغافورة مدينة عالمية، شعبها مكون من مجموعة من الأعراق، تشير الإحصاءات إلى أن التعداد العام للسكان في عام 1990 للميلاد يتكون من أغلبية صينية بحوالي 74% من مجموع السكان، بينما يشكل الملايو الأصليون حوالي 14% بينما يشكل الهنود حوالي أقل من 10% بينما يكون الباقون في فئة "الآخرون" وهم ذو الأصول الفلبينية، الأوراسيه (خليط أوروبي وآسيوي)، الفيتنامية، والعربية، وتشير الإحصائات أيضا إلى أن العرب يبغلون حوالي 7 آلاف، ولكن التخمينات الغير رسمية تشير إلى أن عدد العرب يقارب 10 آلاف والسبب في هذا الإختلاف في الأرقام أن هناك عدد كبير من الجالية العربية الحالية معرفة على أنها تنتمي لعرق الملايو في الإحصائات الرسمية، إن النسبة الساحقة لهذه الجالية العربية من أصل حضرمي.

عرب سنغافورة وأملاكهم اليوم

الحضارم السنغفاوريون كانوا من أصحاب الأملاك الرئيسية في البلاد، وكانت العوائل الكبيرة تقوم بإنشاء الوقف الذي كانت تساعد جميع العائلة على المسكن وحتى أصبحت أوقاف خيرية مفتوحة للجميع، واليوم معظم المناطق التي فيها المراكز التجارية في سنغافورة كانت ملك االحضارم، هذه الأوقاف تحمل أسماء العوائل الحضرمية، سواء الخاصة منها أو الخيرية، وكانت هذه الأوقاف من أحد الأسباب التي أعطت سمعة جيدة للجاليات العربية بين المسلمين في سنغافورة.

عوامل ضعف عرب سنغافورة

في السنوات الأخيرة، كانت هناك أربعة عوامل أثرت على الأوقاف وأضعفت وضع الجالية العربية، وقد كانت العوامل الثلاثة الأولى نتيجة السياسات الحكومية.

العامل الأول

كان تشريع الإدارة لتفعيل القانون الإسلامي في عام 1968 للميلاد، إن مجلس سنغافورة الإسلامي هو الهيئة المسؤولة عن الإشراف الآن على إدارة الأوقاف الخيرية في سنغافورة، الأوصياء العرب كانوا يقومون بالتحكم الكامل في أوقافهم قبل تطبيق هذا التشريع. ومع نقل إدارة الأوقاف للمجلس، تم إضعاف سلطة العرب على الأوقاف بشكل كبير. تأثرت رابطة الأوقاف مع ضعف الإدارة العربية لها لأن المحسنون الداعمون لهذه الأوقاف قد قللوا إتصالهم بها عن طريق توقف المعونات الخيرية لهذه الأوقاف التي أصبحت غير مرئية للناس.

العامل الثاني

لقد كان العامل الثاني هو تشريع قانون الرقابة على الإيجارات في عام 1947 للميلاد، وقد تمت السيطرة على الإيجارات قبل الحرب، بل في الواقع تم تجميدها، وقد تضائلت مدخولات العوائل العربية من أملاكهم تماما قبل الحرب. وقد أدى هبوط الدخل من هذه الأملاك إلى تقلص نفوذ العرب إقتصاديا، ولسوء الحظ، لم يكن العرب في إستعداد لمثل هذا الهبوط الحاد في الإيرادات؛ فلم يقوموا بتعليم أبنائهم في المدارس الغربية لأن أغلبهم قد ذهب إلى المدارس العربية في سنغافورة، وبعض العوائل الأخرى لم تقوم بإرسال أبنائها لتلقي أي تعليم رسمي على الإطلاق، وبعد تلك التنمية الرهيبة التي حدثت في سنغافورة في فترة الستينات جعلت الأمر صعبا على العرب في المنافسة.

العامل الثالث

العامل الثالث كان قانون إستملاك الأراضي، وكما يعلم الجميع بأن الأراضي شحيحة في سنغافورة فقد كانت هذه هي سياسة الحكومة بأن يكون لديها السيطرة التامة على استعمال الأراضي. لقد شجع قانون إستملاك الأراضي الحكومة على التجديد الحضري للأرض المكتسبة و يدفع التعويض على الصيغة المحددة سلفا، وقد كانت كميات التعويض أقل بكثير من سعر السوق السائدة. لقد قامت الحكومة بتشريع حملات إستملاكية للأراضي في السبعينات والثمانينات، أملاك ما قبل الحرب كانت الهدف الرئيسي للإستملاك، وقد خضعت سنغافورة أيضا ببرنامج تطويري، وقد كانت هذه الممتلكات خاضعة لرقابة الإيجارت، ولم يتم القدرة على إبعاد هؤلاء المستأجرين. لم يكن بالمقدور تطوير هذه الممتلكات، وقد كانت الممتلكات الهامة خاصة بالعرب، فقد تم دفع تعويض الغير مجزي والأقل بكثير من القيمة الواقعية، وقد أدى ذالك إلى تآكل الثراء والنفوذ العربي، وقد أدى ذالك إلى تضاءل الهوية العربية كأصحاب ملك كبار.

مستوطنة عائلة الشيخ سالم طالب، على سبيل المثال، كانت الأملاك التي مدونة لديهم بعد التقديق أكثر من ثلاث صفحات، لكن الحسابات الحالية أقل من صفحة واحدة، أكثر من نصف هذه الممتلكات قد تم الحصول عليها من قبل الحكومة. أيضا السقاف (Perseverance Estate) تم الحصول عليها في عام 1962 للميلاد لتجديد المناطق الحضرية، وقد تم الحصول أيضا على 10 هكتار من قطعة أرض في منطقة أساسية كان قد تبرعت بها عائلة الجنيد إلى صندوق الإئتمان الإسلامي ليتم تطويره وذالك ليقوم دخله بخدمة مشاريع الرفاهية، لقد كان غرض صندوق الإئتمان الإسلامي بناء مسجد ومدرسة، لكن الحكومة لم تمنحهم ترخيص للبناء. قد تم حصول الحكومة على هذه الأرض في عام 1985 للميلاد. وفي سنغافورة اليوم، لم يعد العرب يملكون أي من الأراضي الرئيسية بعد تم إنتزاعها منهم. يعتبر العديد من عرب سنغافورة بأن سياسة إستملاك الأراضي كانت السبب الرئيسي لكلا الخاسرتين، سواء كانت المكانة المركزية والهوية العربية.

العامل الرابع

لقد كان العامل الرابع هو استخدام الوكلاء المحترفون لإدارة الأوقاف بدلا من أفراد العائلة، لأن أغلب الأوقاف الخاصة بالعائلات الكبيرة كان لديهم مشاكل في سوء الإدارة أو الشك في الموثوق به إضافة إلى النزاعات القانونية، وبناء على ذالك يتم تعيين وكيل محترف، وقد كان له تأثير يشبه تماما إدارة تشريع القانون الإسلامي، فأصبحت إدارة الأوقاف غير شخصية وأيضا فقدت العوائل العربية تلك المنزلة الإجتماعية التي إرتبطت بهم.