عدي الابن البكر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. اشتهر عدي الابن البكر للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بقساوته وميله للعنف ومزاجه المتقلب حسب ما يقوله خصومه. وبعد سقوط بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان 2003 بأيدي القوات الأميركية توارى عدي عن الأنظار مثله مثل شقيقه قصي ووالده وبعض رموز النظام الكبار.
عدي صدام حسين الذي تسود الاعتقادات انه قتل في مدينة الموصل يوم الثلاثاء 25/07/2003 كان يحتل المرتبة الثالثة في قائمة المطلوبين التي نشرتها الولايات المتحدة بعد اخيه قصي ووالده.
وكان عدي يرأس قوات فدائيي صدام التي اسسها والده. وقد ذاع صيت هذه القوات بسبب الاساليب التي كانت تستخدمها "للاقتصاص" من شرائح مختلفة من الشعب العراقي.
كما رأس عدي اللجنة الاولمبية العراقية، حيث اشتهر بتعذيبه الرياضيين الذين يفشلون في تحقيق النتائج التي يريدها منهم. وكان لعدي سجن خاص في مقر اللجنة لاحتجاز وتعذيب الرياضيين
ويزعم منفيون ومعارضون عراقيون إن عدي كان يتلذذ بتعذيب وقتل خصومه، كما كان يأمر حرسه بخطف النساء وجلبهن اليه لاغتصابهن.
وتقول منظمة INDICT التي تتخذ من لندن مقرا لها والتي تطالب بمحاكمة اقطاب النظام العراقي المخلوع إن عدي كان يأمر بالقاء السجناء في احواض الحامض.
ويبدو ان عديا كان يفخر بممارساته الوحشية، حيث لقب نفسه بأبي سرحان وهي كناية للذئب.
وقد قتل عدي أحد المرافقين "كامل حنا ججو" اثناء حفلة اقامتها والدته ساجدة خيرالله في بغداد على شرف عقيلة الرئيس المصري حسني مبارك.
وقد ازعجت ممارسات عدي حتى والده، حيث امر في عام 1988 بنفيه إلى سويسرا على اثر مقتل "ججو" الذي كان أحد الحرس المقربين لصدام حسين. ولكن انتهى المطاف بسجنه لقرابة شهر في سجن داخل أحد القصور الرئاسية.
وكان عدي مرشحا لخلافة والده، ولكنه اصيب اصابة بالغة في محاولة لاغتياله جرت عام 1996. وقد اصيب جراء هذه المحاولة باعاقة مما حدا بصدام إلى التفكير بخليفة آخر هو ولده الثاني قصي.
وكان عدي يشغل ايضا منصب نقيب الصحفيين العراقيين لسنوات طويلة، كما كان رئيسا لتحرير صحيفة بابل اضافة إلى امتلاكه لتلفزيون الشباب وصحيفة زوراء الاسبوعية.
ولم ينج اعمام واقرباء عدي من بطشه. ففي عام 1995 طلبت ابنه عمه وزوجته الطلاق منه لقيامه بضربها والاعتداء عليها. كما قام لاحقا باطلاق النار على عمه وطبان واصابه في ساقه.
ويأتي عدي في المرتبة الثالثة على لائحة الشخصيات العراقية التي تلاحقها القوات الأميركية في العراق, وهو كان مسؤولا عن المليشيات المعروفة باسم "فدائيو صدام".
وبعد أن تسلم مسؤوليات إعلامية عدة مثل الإشراف على صحيفة وتلفزيون وترؤس تنظيمات شبابية ورياضية انتخب عضوا في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) عام 2000 محاولا دخول المعترك السياسي.
وعدي من مواليد عام 1964 تخرج مهندسا من جامعة بغداد كما حصل على دكتوراه في العلوم السياسية. ويصفه خصومه بالقساوة وحب للعنف وتقلب مزاجه ومغامراته النسائية وحبه للسيارات الباهظة الثمن.
أما أخوه قصي فعرف بابتعاده عن الأضواء وبتسلمه مراكز حساسة في قلب النظام العراقي برئاسة والده صدام حسين.
وقبل سقوط العاصمة العراقية كان قصي يقود قوات الحرس الجمهوري قوات النخبة لنظام حزب البعث, وفي مايو/ أيار عام 2001 تسلم أيضا منصب مساعد رئيس المكتب العسكري لحزب البعث. واستفاد عدي من السلطة التي يتمتع بها بصفته ابن رئيس الدولة لإقامة إمبراطورية مالية وتجارية, وتردد أنه كان يشرف مباشرة على تهريب النفط إلى تركيا بشكل خاص في خرق لقرارات الأمم المتحدة.
وقبل تعرضه لمحاولة الاغتيال كان يعتبر وريث والده, إلا أن نجم شقيقه قصي عاد وصعد خلال السنوات القليلة الماضية ليصبح المفضل لدى والده.
فهرس |
لقي عدي وقصي صدام حسين مصرعهما في يوم الثلاثاء المصادف 25/07/2003 لدى اقتحام 200 جندي أمريكي المنزل الذي كانا يختبئان فيه إثر قيام مصدر للمعلومات بالإبلاغ عن مكانهما.
وفيما كانت القوات تتخذ مواقعها حول المنزل المملوك لاحد أبناء عمومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين تعرضت لإطلاق النار من مسلحين داخل المنزل.
المنزل هو في الواقع مجمع سكني مملوك لزعيم قبلي محلي هو نواف الزيدان الذي يرتبط بصلة قرابة بصدام حسين.
وكان ذلك بداية معركة استغرقت 6 ساعات في منطقة تقع على الحافة الشمالية لمدينة الموصل، وشاركت فيها قوات خاصة من الفرقة 101 المحمولة جوا مدعومة بالطائرات الهجومية.
وقال سكان الموصل الذين شاهدوا المعركة التي بدأت في وقت مبكر الثلاثاء إن الطائرات الهليكوبتر الأمريكية أطلقت أكثر من 20 صاروخا خلال المعركة.
ومع نهاية المعركة كان المنزل قد تحول إلى أنقاض.
وقد خاض الموجودون داخل المنزل معركة حتى الموت ولم تكف أسلحتهم النارية الخفيفة لعرقلة تقدم القوات الأمريكية.
ويعتقد أن تلك القوة الخاصةالتي شاركت في العملية تنتمي للقوة 20، وهي وحدة سرية منوط بها البحث عن أسلحة الدمار الشامل ورموز نظام صدام حسين.
في شريط مسجل بصوت صدام حسين بثته قناة العربية بعد اسبوع من مقتلهما، نعى صدام عدي وقصي ووصف أن نجليه عدي وقصي توفيا شهيدين اثر معركة مسلحة مع القوات الأمريكية، وتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بالهزيمة.
سمحت قوات الاحتلال في العراق للصحفيين بمعاينة وتصوير جثتين تقول واشنطن إنها واثقة من أنهما لعدي وقصي نجلي صدام حسين.
وقال مراسل قناة الجزيرة في بغداد بعد أن شاهد الجثتين في مشرحة عسكرية أميركية مقامة في خيمة بمطار بغداد الدولي إن الجثتين بدتا مطابقتين للصور المعروفة لعدي وقصي، وأضاف أن وجهي الرجلين خضعا لعمليات ترميم للجروح التي غطيت بمادة شمعية حتى بدا كل منهما أقرب ما يكون إلى صورته الحقيقية.
وذكر المراسل أن طبيبا أكد أن مقتل قصي نجم عن إصابة بالغة في الظهر وجروح أخرى في جسمه، أما عدي فيرجح أن جسما ثقيلا سقط على رأسه فأصابه إصابة قاتلة. وذكرت مصادر عسكرية أميركية أن كل جثة أصيبت بما يزيد عن 20 طلقة.
وأقر المسؤولون الأميركيون بأن أطباء التشريح تدخلوا لإصلاح الأضرار التي لحقت بوجه عدي وقصي في المعركة الضارية التي جرت بينهما وبين الجنود الأميركيين يوم الثلاثاء بمدينة الموصل.
وقال مسؤول أميركي إن ما قام به أطباء التشريح هو إجراء روتيني وليس محاولة لتضليل الشعب العراقي. وبدا وجها عدي وقصي في حالة أفضل مما كانا عليه في الصور التي بثت الخميس، وأضاف أن الأطباء الشرعيين أعادوا إلى حد كبير الوجهين إلى ما كانا عليه قبل مقتلهما ليكونا أقرب ما يكون إلى شكل الشقيقين.
وحلق الأطباء لحية قصي الذي عرفه العراقيون من دون لحية وتركوا شاربه الذي عرف به. وكانت الصور السابقة قد أظهرت الجثة بلحية كثيفة. أما الجرح الغائر في وجه عدي والذي كان ظاهرا في الصور السابقة فقد أصلحه الأطباء أيضا لكن الثقب الموجود في قمة الرأس ظل واضحا للصحفيين.
وبدأ العراقيون بعدها في التعبير عن شكوكهم بشأن صور جثتي عدي وقصي بعد نشرهما، ووزعت القوات الأميركية الصور على قرص مدمج شمل صورتين لكل من الشقيقين، بالإضافة لصور لهما وهما على قيد الحياة.
وقد أحدث نشر صور جثتي نجلي صدام حسين ردود فعل مختلفة في الشارع العراقي تراوحت بين مرحب ومستنكر. ويرى المرحبون أن الرجلين يستحقان المصير الذي حل بهما نظرا للجرائم التي يقولون إنهما ارتكباها بحق الشعب العراقي تحت مظلة وحماية نظام والدهما المنهار.
قامت القوات متعدة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة في العراق بتسليم جثماني عدي وقصي إلى الهلال الأحمر العراقي لدفنهما.
ودفن جثتي عدي وقصي صدام حسين بمدينة تكريت مسقط رأس والديهما.
وقد تم لف الجثمانيين بالعلم العراقي ودفنا السبت المصادف 02/08/2003 في مقابر العوجه.
وقد تمت مراسم الدفن وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الأمريكية، وبحضور نحو 150 شخصا من العائلة والأصدقاء.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن المراسم كانت مختصرة وهادئة ولم تقع خلالها أي أعمال عنف بالمدينة.
وكان عدي وقصي صدام حسين قد قتلا في غارة شنتها القوات الأمريكية على منزل بمدينة الموصل الشمالية ثم تم احتجاز جثتيهما في مشرحة بمطار بغداد الدولي لمدة 12 يوما تقريبا.
وقال مدير الهلال الأحمر في منطقة تكريت إن جثمان مصطفى قصي البالغ من العمر 14 عاما، دفن بجانب والده وعمه بعد أن لقي حتفه في ذات الغارة.
وأضاف أنهم صلوا على المتوفين في مسجد العوجه قبل دفنهم في مقابر العائلة.