فهرس
|
(1142-21/7/1163هـ):
خلف الأمير عثمان أخاه محمد على إمارة العيينة عام 1142هـ. ويعتبر عثمان من أبرز أمراء الأسرة المعمرية وأرفعهم شأناً وفي السنة الثانية لإمارته عام 1143هـ انهار الصلح الثاني بين العيينة وحريملاء ، وهو الصلح الذي تم عام 1134هـ وذلك نتيجة خلاف بين الأمير عثمان وأهل حريملاء.
ولعل فقدان العيينة للأمير عبد اللّه في الوباء المشهور الذي أفنى أغلب أهلها قد أسهم في إضعافها وما تبعه من محاولة غزوها، وربما طمع أهل حريملاء في محاولة تعديل بنود الصلح الثاني التي لا ترضيها، لذا قدم أهل حريملاء إلى العيينة واستضافهم أميرها، ولكن يظهر أن الخلاف برز بين الطرفين ووصل إلى طريق مسدود، مما جعل أمير العيينة يصادر إبل أهل حريملاء ، الأمر الذي جعل أهل حريملاء ينتقمون منه بمهاجمة القرينة والاستيلاء عليها، وعندما ذكر ابن بشر مصادرة عثمان لإبلهم قال: «ثم عدوا أهل حريملاء على القرينة وأخذوها مكافأة له على ذلك» أي انتقاماً منه ويتضح من نص ابن بشر أن القرينة كانت تابعة لأمير العيينة وفي عام 1144هـ تعرضت قافلة تجارية لأهل العيينة للمصادرة من قبل الدرعية، وهذا أول خلاف تسجله المصادر التاريخية بين البلدين منذ مقتل أمير الدرعية زيد بن مرخان في العيينة عام 1139هـ ولم توضح المصادر التاريخية قيام مواجهة بين العيينة والدرعية بسبب هذه الحادثة.
وبعد هذه الحادثة تمر عشر سنوات لم تذكر المصادر التاريخية فيها أي حوادث مهمة في العيينة خلال هذه الفترة الطويلة نسبياً، ولعله لم يحدث خلالها أمور تستحق الذكر، ولكن استقرار إمارة عثمان خلال هذه المدة يدل على حنكته لاستطاعته الاحتفاظ بقوة العيينة وهيبتها في نجد دون اللجوء إلى التصادم المسلح بينه وبين البلدان المجاورة.
وأهم الأحداث التي وقعت في عهد الأمير عثمان هي ظهور الدعوة الإصلاحية على يد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه اللّه.
واحتضن الأمير عثمان الدعوة الإصلاحية واستفادت الدعوة من سلطة عثمان وإمكانات بلده.
وقتل الأمير عثمان رحمه اللّه بعد صلاة الجمعة في مسجده في العيينة في الخامس عشر من شهر رجب من عام 1163هـ الموافق 61 يونيه عام 1750م ، وبمقتله بدأ الضعف يدب في إمارة آل معمر، وتوحدت إمارة العيينة مع الدرعية في إمارة واحدة على أنه بقى أمراء من آل معمر يحكمون العيينة ويتمتعون بنفوذ سياسي أقل، وأصبحت الإمارة فيها إلى حد ما تشريفية ، كما أصبح تعيين الأمير أو خلعه بقرار سياسي من العاصمة الجديدة الدرعية.
ومهما يكن من أمر فإن إمارة عثمان على العيينة استمرت حوالي 22 عاماً حافظت العيينة خلالها على قوتها في نجد وخلف عثمان رحمه اللّه، ولدين وبنتاً حسب ما ذكرته المصادر التاريخية، ومما تواتر عند سلالته آل عبد العزيز من آل معمر وأبناؤه هم :
هو الابن الأكبر للأمير عثمان انتقل بعد مقتل والده إلى الدرعية وشارك ناصر في بعض المعارك التي خاضها مؤيدو الدعوة الإصلاحية ضد خصومها مع والده ثم استمر مجاهداً في جيوش الدعوة وفي عام 1182هـ، وخلال إحدى مشاركاته الحربية مع قوات الدعوة التي كانت بقيادة ابن أخته سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ضد عربان آل مرة وغيرهم في مواجهة عسكرية عند الماء المعروف (بقنا) في ناحية الجنوب، استشهد ناصر بن عثمان بن معمر رحمه اللّه في هذه الموقعة مع عشرة آخرين من جيش الدعوة وخلف ناصر ابناً واحداً هو الشيخ الجليل حمد بن ناصر المتوفى عام 1225هـ. وليس صحيحاً ما ذكره خزعل من أن ناصر بن عثمان إستاء من إسناد إمارة العيينة إلى سلطان بن محسن بن معمر عام 1173هـ، وأنه أي ناصر كان يطمع فيها فعزم على انتزاعها من سلطان، وإن تمرده لم يدم طويلاً فقتل عام 1182هـ وكذلك وردت التهمة نفسها لناصر بن عثمان بن معمر من ابن خميس الذي نقل عن خزعل ، وقد نبه الشيخ الجاسر إلى خطأ ابن خميس هذا في حق ناصر بن عثمان بن معمر وأردف قائلاً : «فالرجل - يقصد ناصر بن عثمان - قتل شهيداً غازياً مع الإمام سعود بن عبد العزيز».
هو الابن الثاني للأمير عثمان ، وهو من أعيان زمانه أشار الفاخري إلى وفاته عام 1227هـ وترحم عليه. وعمر عبد اللّه عند وفاته رحمه اللّه لا يقل عن 64 عاماً حيث قتل والده عام 1163هـ وتوفى هو عام 1227هـ ، وليس له ذرية اليوم.
و هي والدة الإمام سعود بن عبد العزيز، إمام الدرعية المتوفى عام 1229هـ قال ابن بشر عن الأمير عثمان بعد مقتله : «وكانت ابنته تحت عبد العزيز وهو - يقصد عثمان - جد ولده سعود، وحين قتل عثمان وسعود رضيع لم يتم السنتين ولكن ليس في الدين محاباة».
http://www.al-moammar.com/home.htm