عبد الهادي التازي ، سياسي و كاتب و مؤرخ مغربي. من موليد مدينة فاس سنة 1921
حاز على اجازة من جامعة القرويين، ومن جامعة محمد الخامس وحصل على دبلوم الدراسات العليا. في سنة 1972 حصل على دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية.
تقلد عدة مناصب, فكان سفيرا للمغرب بالعراق ثم سفيرا للمغرب بليبيا,ثم مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي. له نشاط كثير في التاليف والكتابة. من كتبه جامع القرويين "المسجد والجامعة".
أبرز السيد عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة أنه "لا يمكن للمؤرخ الذي يهتم بصلات المغرب مع أوروبا أن يكتب تاريخه دون ما أن يجد نفسه في قلب القصر الصغير" الذي كان "يتوفر على كل ما نتصور وجوده في القواعد البحرية الكبرى". وتناول السيد عبد الهادي التازي في عرض قدمه مؤخرا أمام أكاديمية المملكة تحت عنوان "مدينة القصر الصغير من خلال التاريخ الدولي للمغرب"، تاريخ هذه المدينة التي كان لها "دور إستراتيجي هام في مغرب الأمس منذ أن نزل فيها الفنيقيون ثم الرومان الذين تركوا فيها بصماتهم إلى أن عادت للمغاربة الذين جعلوا منها في العصر الإسلامي بوابتهم المفضلة للاتصال بالقارة الأوروبية". وأشار السيد التازي إلى أن أبوعبيد الله البكري نعت هذه المدينة ب "القصر الأول" فيما ذكر الشريف الإدريسي أن الدولة المغربية أنشأت بها دار صناعة لبناء السفن، مبرزا أيضا الصدى الذي كان لهذه المدينة في التاريخ العسكري للمغرب منذ عهد المرابطين (453 هـ،1061 م). واعتمد عرض السيد التازي، بصفة خاصة، على تأليف معاصر للدولة الموحدية (524 ه ،1130 م) كشف عن الدور المحوري الذي كان لمدينة لقصر الصغير مشيرا إلى أنه في هذه المدينة "كانت تعقد الملتقيات الكبرى أثناء تنقلات رجال الدولة إلى الأندلس والعودة منها، حيث كان يجتمع الأطباء والعلماء والشعراء الذين كانوا يرافقون الخليفة". وأضاف أنه من هذه المدينة كانت الانطلاقات الكبرى إلى جنوب أوروبا وكأن الأمر كان يتعلق بجسر يربط بين القارتين مستشهدا في هذا الصدد بقول شاعر من بلنسية "والبحر كالبر إذ يصطف أسطول". وأشار إلى أنه عند ظهور بني مرين بالمغرب ظل هذا الثغر "هو الموقع المختار بامتياز لربط الاتصال مع العالم الخارجي، وهكذا فعن طريقه شاهدنا (ربيع الثاني681 هـ، صيف1282 م) العاهل المغربي أبا يوسف يعقوب بن عبد الحق يستجيب لمطلب سفارة العاهل الإسباني ألفونس العاشر الذي طلب نجدة المغرب العسكرية والمادية من أجل التغلب على تمرد ابنه صون صانش". وأضاف أن ذلك الحدث كان "من أعظم الأحداث التي سجلها التاريخ الدبلوماسي للمغرب في سبيل الحفاظ على الشرعية، وبسط السلام في جنوب القارة الأوروبية" مشيرا إلى أن مدينة القصر الصغير "عرفت فترة احتلال تعرضت له من لدن ملك البرتغال ألفونس الخامس (عام862 هـ،1498 م)، لكن خلفه الملك جان الثالث لم يلبث أن اضطر للتخلي عن القصر الصغير أمام توالي الغارات المغربية". وأشار إلى أنه في عهد السعديين "وردت سفارة فرنسية على المغرب عام966 هـ 1559 م ، كان هدفها الحصول على موافقة المغرب على استغلال مدينة "القصر الصغير" كموقع تستفيد منه إمارة نافار لأغراض تعنيها". وقال إن ذلك يحيل "على طائفة من التقاليد الدبلوماسية التي كانت تجري عند إبرام الاتفاقيات بين المغرب والدول الأخرى، إلى جانب نماذج من الأدب الإداري الذي عرفته الإمبراطورية المغربية والذي لم ينقطع طوال التاريخ". وأبرز من جهة أخرى "الوقفة الكبرى التي كانت للسلطان المولى إسماعيل وهو يجلي بريطانيا العظمى عام1094 هـ،1683 م عن طنجة التي كانت - على نحو ما كانت مدينة القصر الصغير - هدفا لإنجلترا حتى تحكم القبضة على ضفتي بوغاز جبل طارق". وأعرب السيد التازي في ختام هذا العرض عن ارتياحه وهو يرى "أن الحاسة الوطنية تنبعث اليوم لتعيد لهذه المنطقة حيويتها ونشاطها عن طريق إنجاز المشاريع العملاقة من أجل غد أفضل يليق بماضيها المجيد الذي يضرب في جذور التاريخ". متوسط التقييم: 2.33(6)