هو عبدالله علي عبدالوهاب المطوع،سيرة حياته
- ولد عبد الله العلى المطوع عام 1926م، ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة، وحرص والده على تربيته على الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية العظيمة.
- وعند بلوغه سن الـ 14 اشتغل في العمل التجاري وتنمية الموارد، ولم يكن في الكويت آنذاك بنوك أو مصارف لإيداع الأموال فيها، فكان الآباء يعتمدون على أبنائهم في حفظ هذه الأموال والإشراف عليها.
- تلقى تعليمه مع أبناء جيله في مدرسة "ملا عثمان" نسبة لعائلة عبد اللطيف العثمان الطيبة، ومدرستا المباركية والأحمدية، وكان يتمتع بصلات قوية مع الجميع في داخل الكويت وخارجها خاصة المنتمون للحركات الإسلامية وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين.
- وكان لشقيقه الأكبر عبد العزيز المطوع رحمه الله صلة وطيدة بالحركات الإسلامية والعمل الإسلامي خاصة حركة الإخوان المسلمين، تأثر المطوع بهذا التوجه، ومنذ ذلك الحين انخرط في النشاط الإسلامي وتنميته من خلال استضافة العلماء والمحاضرين، وأسهم في إصدار مجلة الإرشاد الإسلامي، وكان داعية إسلاميا دؤوبا، تمتع بخبرة واسعة وتجربة ثرية في العمل الدعوي والخيري.
- التقى عبد الله المطوع وشقيقه المرحوم عبد العزيز مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا عام 1946م في مكة المكرمة والمدينة، وحضرا له محاضرة في المدينة المنورة، وأهدى لهما البنا كتابين، الأول: كتاب "حضارة العرب" للمؤلف الفرنسي غوستاف لوبون وهو كتاب جيد يشيد بالحضارة العربية والإسلامية ومزود بالرسوم وكان من نصيب أخيه عبد العزيز، والثاني كتاب "الرحلة الحجازية" وهو كتاب قيم نادر الوجود وكان من نصيب الفقيد، وكان هذا الكتاب يتحدث عن القبائل العربية التي كانت موجودة في الساحة وتعداد الحجيج والمحمل الذي كانت ترسل به كسوة الكعبة من مصر وبعض الصور القديمة. وكتب البنا بخط يده ذكرى طيبة تحث على الأخوة في الله وتذكر بهذا اللقاء المبارك في الحرمين الشريفين ووقعه بتوقيعه.
- أسهم في تأسيس جمعية الإرشاد الإسلامي في عام 1950م كأول عمل إسلامي مؤسسي بالكويت، وجمعية الإصلاح الاجتماعي في مطلع الستينيات، وقد سارت الإصلاح على نفس أهداف ومبادئ جمعية الإرشاد، وظل رئيسا لمجلسي إدارة جمعية الإصلاح ومجلة المجتمع حتى وفاته.
- وكان من أبرز رجالات العمل الخيري، محبا له ومنفقا سخيا على جميع أوجه البر والخير، وكان يستقبل بمكتبه أصحاب الحاجات، ويسعى جاهدا إلى تلبية احتياجاتهم. [الطاهر إبراهيم، مجلة العصر]
من الشخصيات البارزة في الكويت ومن أهل الخير والصلاح، وقد عرف بالتجارة، وصاحب أيادي بيضاء كثيرة في مساعدة المحتاجين ونشر الخير بين الناس.
وقيا في رثائه:
فقيد الأمة
رثاء فقيد الكويت والأمة الإسلامية عبد الله علي عبد الوهاب المطوع، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته إنه سميع الدعاء
قلمي توقف حائرا لم يستطع *** حار المداد فلن يخط قوافيا عما يدون أو يسطر عاجز *** ماذا يقول وما تراه راويا غاب البيان تعثرت كلماته *** فبدا عسيرا وصفه متناهيا ماذا يقول وما تراني كاتب *** عن فاضل بلغ السها متعاليا عن سيد قد كان طودا شامخا *** من كان للدين الحنيف محاميا فقدت بكم بلد الكويت مناضلا *** شهما كريما أريحيا ساميا فذ عن الإسلام كان مدافعا *** بذل الكثير ولم يكن متوانيا والمسلمون لفقده فقدوا به *** بدرا به نور الحقيقة زاهيا لم يخل منه محفل وتجمع *** للمسلمين ولو تباعد نائيا فلنوره الوضاء فيه هداية *** للدين للإسلام ضوءا هاديا يبدي النصائح مرشدا إخوانه *** فترى الجميع الكل عنه راضيا رجل بسيماه البشاشة والهدى *** وجه يشع النور منه باديا عثرت بي الألفاظ عني باعدت *** من بعد أن كانت تجيء طواعيا غاب القريض فلن يعود مؤانسي *** ويقول لي لن تحتويه معانيا رجل بليغ نادر بلغ السها *** بالمكرمات فصار فيها عاليا لله درك من كريم مصلح *** يعطي الجزيل ولن يكون مباهيا يسراه لا تدري عن اليمنى وما *** فعلت تراه عن النواظر خافيا لله أيتام هناك تركتهم *** في كل صقع يصرخون بواكيا فقدوا بفقدك من يمد لهم يدا *** بيضا لتنقذ هالكا متداعيا كم قد اعنت وكم كسبت فضائلا *** تلقى بها الرحمن ربك راضيا عذرا أبا بدر فاني عاجز *** عن أن أفي عما يكن فؤاديا سيسطر التاريخ عنك مناقبا *** وضاءة قد كنت فيها داعيا يا ضيف رب الكون ناداك الذي *** خلق الحياة فنم قريرا هانيا وسقى ضريحك صيبا من رحمة *** تختال فيها بالجنان مباهيا
[شعر: سليمان الجار الله، جريدة القبس الكويتية]