هو الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالعزيز الشثري
بدأ الفقيد حياته العلمية منذ الصغر فكان أول شيء فعله حفظ القرآن الكريم الذي أسس به حياته وقوم به نفسه وشق به طريقه في الحياة وحقق به انجازاته وعطاءاته ثم سلك طريقة التدرج في طلب العلم وأخذه من مصادره الصحيحة ومنابعه الصافية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتلقى العلم على جهابذة العلماء الأفذاذ أمثال الشيخ عبدالعزيز أبو حبيب الشثري والشيخ محمد بن ابراهيم، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبدالله بن زيد آل محمود وآخرين رحمهم الله جميعاً وتخرج من كلية الشريعة واللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود ولعل ذلك كان في أول دفعة تتخرج من الجامعة.
وبعد هذا التحصيل العلمي المنظم بدأ حياة العمل فدرس في أول حياته العلمية في المعهد العلمي في محافظة المجمعة مدة سنتين ثم في الرياض وتخرج على يديه العديد من المشايخ والمسؤولين الذين تسنموا مناصب عليا في الدولة. ثم عمل مديراً عاماً للشؤون الدينية في الحرس الوطني. وكانت أعماله في هذا المجال فاعلة وإسهاماته ظاهرة فيما يتعلق باختيار الدعاة والأئمة والخطباء والمدرسين وإنشاء المساجد والتوعية والإرشاد والإفتاء وخاصة في وقت الحج أكثرمن ثلاثة عقود وحقق الله على يديه الخير الكثير في التوعية والإرشاد والافتاء ثم عمل مستشاراً دينياً في الحرس الوطني. وكانت حياته في جهد دائم وعطاء دائب بعزيمة جادة وهمة عالية ورغبة صادقة في ايصال الخير لكل الناس.
نقلا عن مقال الدكتور عبدالله الشثري الموجود ضمن الصفحة
رحل عن دنيانا بعد صلاة الجمعة في تاريخ 26- 11-1428هـ
هذة بعض المقتطفات في ما ورد حول سيرة الشيخ العطرة والتي نشرت في الصحف بعد وفاته
جريدة الرياض - حمد الفحيله
تلقى أبناء الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري يرحمه الله تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث قام حفظه الله بتعزيتهم. وذكر أن الشيخ عمل في الحرس الوطني بجد وإخلاص ولم يشب عمله هذا أي اختلاف وكان صادقاً في أقواله وأفعاله صريحاً جاداً أدعو له بالمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
وأضاف - حفظه الله - بقوله لأبنائه إنني والد لكم وأنا حزنت كثيراً على فقدانه، كما تلقوا تعازي سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقد ثمن أبناء الفقيد هذه التعازي وقدموا شكرهم وتقديرهم.وقد تقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المصلين عليه - رحمه الله.
المعروف أن الشيخ عبدالله الشثري عين مديراً عاماً للشؤون الدينية بالحرس الوطني.
وتقوم الإدارة العامة للشؤون الدينية بطباعة الكتب والمجلدات والنشرات الدينية والثقافية والعلمية، وذلك على نفقة خادم الحرمين الخاصة.
كما تقوم بتوزيع منسوبي الحرس الوطني في مناطق المملكة وغيرهم في المساجد والمدارس.
والإدارة العامة للشؤون الدينية آنذاك تعنى بجميع الأمور الدينية في الحرس الوطني والاهتمام بشؤون المساجد وما يتعلق بها من تأمين الأئمة والخطباء والمؤذنين ومتابعة احتياجها من الأثاث والفرش والأجهزة وتهيئتها للمصلين والعناية ببيوت الله - عز وجل - ورعايتها، كما يقوم الجهاز بعناية الفرد الإنسان في الحرس الوطني من حيث رفع مستوى التوعية والتثقيف والتوجيه والإجابة عن ما يعن لديه من تساؤلات أو مشكلات تواجهه في حياته وبالذات الأمور الدينية، كما تحرص الإدارة على استضافة العلماء وكبار الدعاة ليأتوا إلى الحرص لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وإلقاء الكلمات على منسوبيه.
كما تقوم أيضاً بطباعة الكثير من الكتب والرسائل العلمية والمطويات التي تعالج قضايا هامة نشعر بأن الإنسان في الحرس الوطني بحاجة إليها كالعقيدة وأمور العبادة والأخلاق والمعاملات، كذلك توزيع المصحف الشريف على جميع مساجد الحرس وأفراده. ويقوم عدد من الدعاة والمرشدين والموجهين الوعاظ بواجبهم في التوجيه والإرشاد بين أفراد الحرس الوطني في الكتائب والوحدات العسكرية المختلفة وفق برنامج وخطة دقيقة.
وسعى الشيخ الشثري إلى إنشاء معهد تحفيظ القرآن الكريم إبان إدارته حتى تحقق ذلك بدعم سخي من خادم الحرمين وهو شاهد على عصرنا هذا وتقوم إدارة الشؤون الدينية آنذاك لخدمة منسوبي الحرس الوطني وتحرص حرصاً شديداً على أن يبقى نطاق عملها داخل الحرس، لأن هناك مؤسسات ووزارات ومصالح معينة بنشاط الدعوة والإرشاد. ولكن هناك قدر كبير من التعاون بيننا وبين هذه الجهات والوزارات الدينية مثل وزارة الشؤون الإسلامية والافتاء لغرض تبادل الأفكار والخبرة والرأي.
ويسهم في خدمة الحجاج وإرشادهم وتوجيههم والرد على أسئلتهم من خلال استضافة العلماء الكبار ومشاركة عدد كبير من مرشدي ودعاة الجهاز، كما أشار إلى أن الجهاز يقوم في موسم الحج بتوزيع الآلاف من الرسائل والكتب التي تتناول مسائل العقيدة والعبادة وغيرها من المسائل التي يحتاج إليها الحاج.
ويحرص على أن يكون موجوداً في أي مناسبة من المناسبة داخل الحرس الوطني والوقوف مع إنسان الحرس في قضاياه الدينية والاجتماعية. إضافة إلى عمليات التنسيق المستمرة مع الاخوة في الشؤون التعليمية بالحرس لإقامة المحاضرات داخل المدارس وتوزيع الرسائل والكتب الدينية على الطلاب والطالبات.
ثم تغير مسماها إلى جهاز الإرشاد والتوجيه وزاد عملها واستكمل مسيرتها د. إبراهيم أبو عباة.
وقد قدم العزاء العديد من الأمراء والمشايخ والعلماء والوزراء.
خادم الحرمين يقول لأبناء الشيخ عبدالله الشثري (أنا والد لكم وحزين على وفاته)
مقال -جريدة الرياض - د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
في يوم الجمعة 142811/27ه توفي الشيخ الفاضل والعالم والداعية عبدالله بن عبدالرحمن الشثري وصلي عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض يتقدمهم أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحزن على فراقه أهله وأقاربه وكل من عرفه وجالسه وعمل معه، وقد توافد الناس كثيراً للصلاة عليه وتعزية أولاده من العلماء والأمراء وكبار المسؤولين في الدولة ومن عامة الناص لا يستطيع الحاضر حصرهم لكثرتهم، وهذا يدل على محبتهم للشيخ وحزنهم على فراقه، ومعرفتهم لقدره ومكانته وما تركه من مآثر ومنجزات لهذا الوطن وأهله. امتازت حياة الفقيد - رحمه الله - بمواقف مشرقة سطرتها أعماله وجهوده واسهاماته وإنجازاته في العلم والدعوة إلى الله ونصرة السنة وخدمة دينه وبلده وولائه الصادق لقيادة بلاده وحبه لهم
بدأ الفقيد حياته العلمية منذ الصغر فكان أول شيء فعله حفظ القرآن الكريم الذي أسس به حياته وقوم به نفسه وشق به طريقه في الحياة وحقق به انجازاته وعطاءاته ثم سلك طريقة التدرج في طلب العلم وأخذه من مصادره الصحيحة ومنابعه الصافية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتلقى العلم على جهابذة العلماء الأفذاذ أمثال الشيخ عبدالعزيز أبو حبيب الشثري والشيخ محمد بن ابراهيم، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبدالله بن زيد آل محمود وآخرين رحمهم الله جميعاً وتخرج من كلية الشريعة واللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود ولعل ذلك كان في أول دفعة تتخرج من الجامعة.
وبعد هذا التحصيل العلمي المنظم بدأ حياة العمل فدرس في أول حياته العلمية في المعهد العلمي في محافظة المجمعة مدة سنتين ثم في الرياض وتخرج على يديه العديد من المشايخ والمسؤولين الذين تسنموا مناصب عليا في الدولة. ثم عمل مديراً عاماً للشؤون الدينية في الحرس الوطني. وكانت أعماله في هذا المجال فاعلة وإسهاماته ظاهرة فيما يتعلق باختيار الدعاة والأئمة والخطباء والمدرسين وإنشاء المساجد والتوعية والإرشاد والإفتاء وخاصة في وقت الحج أكثرمن ثلاثة عقود وحقق الله على يديه الخير الكثير في التوعية والإرشاد والافتاء ثم عمل مستشاراً دينياً في الحرس الوطني. وكانت حياته في جهد دائم وعطاء دائب بعزيمة جادة وهمة عالية ورغبة صادقة في ايصال الخير لكل الناس.
ومن أهم اسهاماته الجليلة التي عم نفعها وانتشر خيرها انشاء معهد تحفيظ القرآن الكريم في الحرس الوطني الذي خرج الحفاظ والمتخصصين في مجال الدراسات القرآنية، وهذا العمل العظيم داخل في الوعد الصادق من النبي صلى الله عليه وسلم في حصول الخيرية الموعود بها في الحديث الصحيح "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
واهتم الفقيد بالهدية يقدمها لأقاربه وأرحامه وجيرانه وزملائه تأليفاً لقلوبهم وتقوية لأواصر المحبة والألفة ولأن الهدية كانت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يهدي ويقبل الهدية لما في ذلك من تقارب القلوب وإزالة ما فيها من الحقد والضغينة.
ويسعى الفقيد رحمه الله إلى ادخال السرور على من يأتيه حتى مع الأطفال والصغار كان يحدثهم ويمازحهم ويمد يده اليهم بما يدخل السرور عليهم.
ولا يمل الجلوس مع أحد يأتيه بل يقابله بالبشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة والحديث معه الدال على المحبة والمودة حتى ولو تكرر المجيء اليه في اليوم أكثر من مرة فإنه لا يمل ولا يتغير حاله في الاستقبال معه
كما كان يتمتع بالكرم والسخاء ودعوة الناس إلى منزله ليكرمهم ويحتفي بهم فكان بيته مورداً لكل من اراد من الناس وكان يوجه وينصح بنصح المحب ومحبة الناصح الراغب في الخير والنفع، وكان رقيق القلب قريب الدمعة سريع التأثر بمواعظ القرآن الكريم صابراً محتسباً حتى في آخر حياته لا يشكو ولا يتضجر بل يحمد الله على ماهو فيه من حال وهذه حال الصالحين المخبتين الصابرين.
وكان الشيخ عبدالله الشثري - رحمه الله - عجباً في صلة الأرحام والتواصل معهم والسؤال عنهم والقرب منهم والتعرف على أحوالهم وتفقد حاجاتهم والوقوف معهم ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم ومساعدة المحتاج منهم لادراكه ان صلة الأرحام تقوي المودة وتزيد في المحبة وتوثق عرى القرابة بين الأرحام فضلاً عن الأجر والثواب الوارد في ذلك.
وكان محل الثقة والتقدير من قيادة هذه البلاد لما يعرفونه عنه من محبة وإخلاص ومثابرة ونصح، ومآثره ومناقبه أكثر من ان يحدها مقال.
وقد جعل الله له القبول عند الناس حتى أحبوه وأثنوا عليه خيراً وحزنوا على فراقه فرحم الله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري ورفع درجته عند ربه وجعل ما قدمه من اعمال في سجل حسناته عند ربه يوم يلقاه وعوض أهله وذويه خيراً.
جريدة الرياض - الشيخ عبدالله الشثري "نجم أفل"
مقال - جريدة الجزيرة - عبدالحميد عبدالله الشثري
في يوم الجمعة الموافق 27-11- 1428هـ وفي يوم مبارك غيب الموت عن دنيانا والدي رحمه الله الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري.
هذا هو الموت.. الحقيقة التي يؤمن بها الجميع.. الحقيقة التي ينبغي أن نستعد لما بعدها.
رُبَّ يوم بكيت فيه ... فلما مضى بكيت عليه
لقد فجعنا جميعا وفجع كل من يعرف الوالد رحمه الله عندما علمنا بمرضه وهو بين أيدينا لكن بكينا على أيام بكائنا إذ كانت المصيبة أشد والفجيعة أعظم عندما بلغنا خبر وفاته رحمه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، لله الأمر من قبل ومن بعد، وأمر الله نافذ والخيرة في اختيار الله، وهذا ما كان يردده والدي رحمه الله في أيامه الأخيرة بقوله (يا الله الخيرة يا الله الخيرة آمنا وسلمنا). إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ...
فما ترى حيلة فيما قضى الله ...
رحل والدي بجسده الطاهر ...
ولكن بقي في قلوبنا بذكره الحسن وسيرته العطرة ...
بقي في قلوبنا بسمته ووقاره ...
بقي في قلوبنا بكرمه وسخائه ...
بقي في قلوبنا بنصائحه وتوجيهاته ...
بقي في قلوبنا ببره ووفائه ...
لقد خدم والدي رحمه الله دينه ووطنه ما يربو على خمسين عاماً منذ أن تخرج من كلية الشريعة آنذاك حافظاً لكتاب الله ملازماً لدروس العلم سنوات عديدة عاشها معلماً وموجهاً وداعياً دون ملل أو كلل، وكان كريماً في لقائه سخياً في عطائه، وحين أقول ذلك فإنني أدرك تماماً أن شهادة الابن في أبيه مجروحة لكن هذه هي الحقيقة وهذا ما شهد به زملاؤه وتلاميذه.
من صفات الوالد رحمه الله أنه تمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا).
فكان يجل الكبار وينزلهم منازلهم ويدني الصغار من مجلسه حتى حين اشتد به المرض وهذه مزية قل أن تجدها في رجل مجلسه مفتوح للجميع.
لقد كان رحمه الله يعيش إكرام الضيف حتى بعد دخوله المستشفى ورغم انه لا يعرف زواره من شدة المرض إلا أنه كان يدعوهم وبإلحاح لقبول ضيافته.
من صفات الوالد رحمه الله أنه كان باراً بوالديه لذلك كان جميع الإخوة ذكوراً وإناثاً يتسابقون لخدمته رحمه الله في حياته وفي مرضه الأخير.
ختاماً كلمة وفاء وامتنان للعم الفاضل عبد الرحمن بن صالح الشثري (أبو هشام) وليس مستغربا منه الذي عاش مصيبتنا لحظة بلحظة وآلمه ما آلمنا وكان يقول دائماً: هذا والدي.
ودعاء حار لجميع الإخوة الذين وقفوا بين يدي الوالد رحمه الله في مرضه الأخير، هذا يقرأ القرآن وهذا يخدم وهذا يدعو.. أسأل الله أن يكافئهم بصلاح نياتهم وذرياتهم.
وأسأله أن يجمعنا بالوالد ومن نحب في مستقر رحمته ودار كرامته آمنين مطمئنين.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
جريدة الجزيرة - الشيخ عبدالله الشثري.. ستبقى في قلوبنا
مقال - جريدة الرياض - حمد الفحيلة
انتقل إلى رحمة الله شيخ جليل وواحد من الرجال الاستثنائيين، ومن الشخصيات الأفذاذ التي قل ان نجدها في هذا العصر فهو يعتبر ظاهرة يقف الشخص حائراً أمامها من خلال دماثة خلقه وسخاء كرمه وحرصه في عمله وإخلاصه وتفانيه وحبه وإخلاصه لدينه وغيرته المتناهية لهذا الدين وتواضعه الجم، فكلما جاء اليه الشخص، أي شخص كان يعتقد هذ الشخص انه صاحب معروف على هذا الشيخ الجليل من خلال تواضعه وإلحاحه في التساؤلات عن أحواله والاطمئنان عليه وعلى أهله، فعندما يفقد الوطن شخصية فذة مثل فضيلة الشيخ الجليل عبدالله بن عبدالرحمن الشثري المستشار الديني السابق في الحرس الوطني ومدير عام الشؤون الدينية في الحرس الوطني سابقاً، يكون قد فقد أشياء كثيرة أقول فعندما يفقد مثل هذا الشيخ الجليل فإننا جميعاً نفقد به رجل دين ورجل دولة مسؤول ورجل كرم وسخاء فهو الذي تخرج من كلية الشريعة واللغة العربية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حينما كانت هي الكلية الوحيدة في الستينات، عمل بعد تخرجه في المعهد العلمي بمحافظة المجمعة وتخرج على يده العديد من المسؤولين والمشايخ، الشيخ محمد بن حسن الدريعي ومعالي وزير التربية والتعليم سابقاً د. محمد الرشيد وأخاه د. عبدالله نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وزملاؤهما الذين لا تحضرني اسماؤهم. اقول إن الشيخ الجليل اسهم اسهاماً في بناء صرح كامل هو الادارة العامة للشؤون الدينية،وهو أحد أعضاء اللجنة التي أنجزت الاسكان العامر بالحرس الوطني، كما كان له دور بارز في الدعوة والفتيا في كل حج على مدى ثلاثين سنة. ليس ذلك فحسب، فالشيخ الجليل الشيخ عبدالله الشثري رحمه الله كان رجل دولة وفي أهم مراحل مسيرتها وفي أخطر أزمانها التي عبرتها خلال الخمسين سنة الماضية وما تلا ذلك من مسيرة صعبة جداً جداً اجتازتها المملكة بفضل من الله ثم وجود قيادة حكيمة . وقد كان رحمه الله رحمة واسعة محل ثقة الملك يحفظه الله وما أدل على ذلك إلا كلماته حفظه الله لأولاده حينما عزاهم بقوله: (بأننا عملنا أكثر من ثلاثين سنة لم نختلف وكان حريصاً مخلصاً جاداً في عمله متفانيا في أدائه صادقاً صدوقاً يتمتع بخلق جم رحمه الله رحمة واسعة وأنا أب لكم). وهناك ملاحظة قد لا يلحظها الا القريبون من هذا الشيخ الجليل وهي شفافيته وهذه الشفافية هي أنه لا يحبذ الحديث عن نفسه فهو شديد لدرجة القسوة على ذاته وآلامه لا يتضجر ولا يتطير. وقد لاحظناها حين معاناته بألمه قبل وفاته فكلما سألناه عن الألم قال: أحمد الله لا شيء. بعيداً كل البعد عن الاعلام وبريقه فهو يحرص كل الحرص على العمل ولا غيره. وهو صاحب علم شرعي متمكن فهو يتمتع بمصداقية مع نفسه. إنه الرحيل (كل من عليها فان) أشخاص وشيوخ ومشايخ عدة ودعناهم وبكينا على رحيلهم، الشيخ الجليل واحد من المؤثرين في كثير ومن المتأثرين منهم أكثر، كم تركت أيها الشيخ الجليل في قلبي فراغاً عظيماً، وأثرت في الكثير بتوجيهاتك ونصحك الصادق، لكنك تركت خلفك أعمالاً جليلة يشار لها بالبنان ويسطرها التاريخ، لن ينساها الوطن وبالأخص رجال الحرس الوطني وسكان حوطة بني تميم والرياض، هذه الاعمال سيستفيد منها الأجيال فعطاءاتك ستتجدد في غيابك بإذن الله هكذا يقول أبناؤك ومحبوك لأن هذا العطاء عطاء صادق يدل على الوفاء والولاء لهذا الدين وهذا الوطن استطعت يا أبا زوجتي وجد عيالي أن تكسب قلوب الناس بحديثك الصادق وحسن معشرك محباً متواضعاً، فتنطوي صفحة الايام ويبقى أسمك خالداً في أذهاننا شعاعاً ينير دروبنا محفوراً في قلوبنا يتجدد شذاه من نسمة كل صباح.
عزاؤنا أيها الشيخ الجليل أن المعزين كثر من كل حدب وصوب ومن كل الأجناس، وعزاؤنا الألسن التي تلهج بالدعاء لك بالمغفرة، وعزاؤنا في أبنائك الأفذاذ: عبدالعزيز، سعد، عبداللطيف، عبدالمحسن، عبدالملك، عبدالحميد، عمر، سلطان، مشعل، سعود، عبدالرحمن، أن يكملوا مسيرتك ويدعموا أعمالك الجليلة، وبابك المفتوح، كل الدعاء لك بالمغفرة والجنة. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.
جريدة الرياض - الشيخ عبدالله الشثري الجبل الشامخ
مقال - جريدة الجزيرة - عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف
جزى الله ذاك الوجه خير جزائه ..... وحيته عني الشمس في كل مطلع
في الآونة الأخيرة من هذا الزمن تتابع رحيل الكثير من الزملاء والأحبة إلى سبيل كل حي إلى الدار الباقية مما جدد أحزان نفسي وآلمها متذكراً من مضوا وتركوا آثاراً طيبة في نفوسنا تلزمنا باستعراض شريط الذكريات معهم، وخاصة زملاء الدراسة الذين لهم مكانة عالية في شعاب النفس يجددها مر الملوين مدى العمر كله.. فرفوف الذاكرة محملة بأجمل الذكريات وأحلا ساعات العمر، وما يتخلل تلك السويعات والأيام من لحظات مرح وفرح ومداعبات خفيفة تدفع السآمة والملل وتجدد النشاط لاستذكار الدروس في تلك المساجد المتعددة الآهلة بأعداد كبيرة من الطلاب في شتى المراحل الدراسية لتوفر الإضاءة بها - آنذاك - حيث أن معظم البيوت خالية من الكهرباء، وخاصة في تلك الحقبة الزمنية البعيدة..! فأجواء الدراسة هناك أجواء جد ومثابرة، وتنافس في التحصيل العلمي وهضم المناهج، وقد أجاد الشاعر حيث يقول:
غدا توفى النفوس ما عملت ..... ويحصد الزارعون ما زرعوا
ويقول الآخر
فقل لمرجي معالي الأمور ..... بغير اجتهاد رجوت المحالا
فها هو الزميل الحبيب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري المستشار بديوان خادم الحرمين الشريفين بالحرس الوطني - سابقاً - قد رحل ولحق بقوافل الزملاء الراحلين مأسوفاً على غيابه الطويل الأمد، حيث صلى عليه جموع غفيرة بعد صلاة الظهر يوم السبت 28-11-1428هـ ثم أضجعته أسرته في مراقد الراحلين.. ولك أن تتصور حال بنيه وأخوته ومحبيه وهم يهيلون الترب على جدثه بعد أن أخفت اللبنات جثمانه الطاهر ولوعات الفراق تعتصر مهجهم، ولسان حالهم يتمثل بهذا البيت:
كم راحل وليت عنه وميت ..... رجعت يدي من تربه غبراء
ولقد ترك غيابه عن الدنيا - رحمه الله - في نفسي أثراً بالغ الحزن، ولم يبق شيء من تلك الأيام السعيدة التي جمعتنا به سوى رنين الذكريات التي قضيناها معاً داخل الفصول، وفي ساحات المعهد، كما أن أبا عبدالعزيز كثيراً ما يستغل فترات الفسح في استذكار ورصد بعض الكلمات المفيدة التي يتفوه بها المعلم خارج إطار المنهج - أحياناً - ليثري بها حصيلته العلمية والثقافية، وهو يعلم جيداً أن الوقت أنفس ما يعني به، فهو زميل الدراسة بالمرحلة الثانوية بالمعهد العلمي بالرياض عامي 73-1374ه ثم واصل الدراسة بكلية الشريعة بالرياض حتى نال الشهادة العالية بها عام 1378ه، ويعتبر من الدفعة الثالثة، ولقد اتصف بالاستقامة وسماحة الخلق ولين الجانب وكرم الضيافة، وكان حريصا على الإنصات في تلقي العلوم من أفواه العلماء والمدرسين، واقتناص الفوائد العلمية والأدبية من مضانها في بطون أمهات الكتب النافعة، ومن محادثة الرجال ذوي العقول والآداب مما أثرى حصيتله العلمية والثقافية عامة أهلته إلى تسنم المناصب العالية، ولقد تدرج في العمل الوظيفي مدرسا بمعهد المجمعة مدة عامين ومثلهما بالمعهد العلمي بالرياض، ثم انتقل إلى الحرس الوطني مديراً عاماً للشؤون الدينية والثقافية وله نشاطات جمه في هذا المجال مجال التوجيه والإرشاد لفئات من رجال الحرس فهو يقوم بإلقاء المحاضرات تلو المحاضرات طمعاً في تثقيف وتنوير الكثير من منسوبي الحرس كما أن له جهودا مباركة في خدمة الحجاج بصفته رئيساً للجنة الحج سنوياً يختار نخبة ممتازة من مسؤولي الحرس الوطني المختصين في الدين والدعوة والإرشاد، ليشاركوا في إفتاء الحجاج وتبصيرهم وتوعيتهم بصفة عامة، بما يجب أن يعمله الحاج في أعمال الحج والعمرة، وحسن التعامل والتعاطف مع الحجاج خارج المملكة ليشعروهم بأن الإسلام يحض على التآلف والتعاطف والتوادد بين المسلمين عموما في مشارق الأرض ومغاربها.. وليعودوا إلى أوطانهم حاملين أجمل الذكريات وأحلاها عن هذه البلاد حكومة وشعبا فالحكومة أعزها الله لم تأل جهدا في خدمة جميع حجاج بيت الله وتيسير السبل ومتطلباتهم بكل يسر وسهولة مع توفير ماء زمزم لكل حاج ومعتمر، وكميات كثيرة من الوجبات السريعة لمن يرغب في تناولها.
ولقد وهب الله أبا عبدالعزيز محبة الناس إليه لما يتصف به من خلق كريم وسداد في الرأي وبعد النظر والميل إلى التسامح، وحسن التعامل مع الكبير والصغير بل وجميع الطبقات، وأخيراً عين مستشاراً في ديوان خادم الحرمين الشريفين بالحرس الوطني فهو محل الثقة لدى ولاة الأمر لما يتمتع به من حنكة وطيب معشر وأناة تدفع الزلل مما يجعل النفوس تميل إليه حباً واحتراماً.
وإن تك غالتك المنايا وصرفها ..... فقد عشت محمود الخلائق والحلم
فذكريات الدراسة الجميلة معه رحمه الله ومع الزميل الفاضل معالي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز - متعه الله بالصحة والسعادة - ستبقى في مضمر النفس شمعة مضيئة مدى تعاقب الأجدين رحم الله أبا عبدالعزيز وألهم ذويه وأبنائه وبناته وزوجاته وأخوته ومحبيه الصبر والسلوان.. { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
حريملاء 30-11-1428هـ
جريدة الجزيرة - ورحل سمح المحيا
مقال -جريدة الجزيرة - عبد العزيز بن زيد آل داود
غيب اليقين شيخاً من شيوخنا، وعلماً من أعلامنا، وكريماً من أهل السخاء والخير والإحسان.
رحم الله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، المستشار السابق ومدير عام الشؤون الدينية بالحرس الوطني، الذي رحل عن دنيانا يوم الجمعة الموافق 26- 11-1428هـ بعد حياة عامرة بالطاعة والخير والبر والتقوى، وبذل المعروف، والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
رحل الشيخ الكريم - رحمه الله - بعد حياة كلها خير وهدى، كلها نصح وإرشاد، كلها بذل ومعروف، كلها كرم وندى وصلة رحم، كلها تواضع ولين جانب وطيب معشر.
رحل الشيخ عبدالله - هكذا كان يناديه أهله وأسرته ومعارفه، وهكذا حبب إليهم هذا الاسم العلم- بسماحته ورقة حاشيته، وسمو هامته.
تُقبل عليه فيستقبلك بابتسامة المؤمن الصادق، ويدنيك من مجلسه، ويسألك عن أهلك وأولادك وحالك، ويتقرب إليك بإكرامك والمبالغة في ذلك، ويؤنسك وهو الكبير بابتسامته الرائعة الطيبة.
رحل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري عن دنيانا، وهو الصادق في كرمه، الصادق في صلته، العطوف في تودده، السمح في تعامله.
بدأ حياته الخيرة مدرساً في المعاهد العلمية، ثم انتقل إلى الشؤون الدينية في الحرس الوطني آنذاك - الإرشاد والوجيه حالياً- وخلف معالي الشيخ الكريم ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري في إدارة الشؤون الدينية، وعمل جهده وطاقته، ناصحاً وموجهاً ومرشداً ما وسعه ذلك في الحرس الوطني، حتى ختم حياته العملية في هذا الجهاز المبارك بالحرس الوطني، وظل بيته وداره حتى وفاته مفتوحاً للجميع، ولكل أبناء أسرته وعائلته (الشثري) ولغيرهم، شيخاً لهم، وكريماً من كرمائهم، ورائداً من سراتهم، وجبلاً أشم في الخير والمعروف.
ما التقيته إلا هشَّ مرحباً، ومدنياً لكل خير في مجلسه وبيته العامر، وهكذا تعامله مع الصغير والكبير، لا ترى إلا التواضع الباذخ والكرم العالي، والشيخ الوقور- يحبب إليك هذا الخير ويهدي إليك هذا ويشجعك على فعل المعروف ويشكرك وهو له أهل على ما قدمته في رفعة وسمو قلَّ لها نظير.
عرفته في وجوه المعروف أكثر اتفاقاً، وأشد حماسة وأبلغ في العطاء، في طيب نفس وشمم رائع واندفاع للخير والحق، لا يجاريه فيه أحد.
هذا الجبل الأشم ما عرفت إلا من يدعو له، ويفخر بمجالسته ويشتاق إلى سماع نصحه وتوجيهه وإرشاده -رحمه الله-.
النبل كله فيه، والخير كله منه وعنه، والمعروف كله ينداح من تحت يديه، هذا هو الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري - رحمه الله- وكأنما يؤكد الشاعر حالنا معه كما يقول:
ألستَ ترى الأحبَّة حين غابوا ... وجد بهم عن الدنيا الرحيل؟
مضوا عن هذه الدنيا سراعاً ... فما فيها للقياهم سبيل
وتبعدني مطايا الحزن عنهم ... كما ابتعد الصدى عما نقول
وتدنيني خيول الصبر منهم ... وكم تدني من الحلم الخيول
وما زلنا نرى في كل حين ... لنا قمراً يغيبه الأفول
ويرفعني الرضا بقضاء ربي ... فما لي عن ذؤابته نزول
فراقك لا يهون على محب ... رأى أطياف صاحبه تزول
ولولا الصبر ما سارت خطانا ... ولا طاب المبيت ولا المقيل
لنا في رحمة المولى رجاء ... به في كل ناحية نجول
هذا هو الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، رجل هدى وخير، رحل عن دنيانا الفانية، ولكنه وهو الكريم معنا بعطائه وخيره وفضله.
عزاؤنا لكل أهله وأبنائه وبناته، وأحفاده، وأسباطه، عزاؤنا إلى أبي هشام الشهم الكريم أستاذ الكريم عبدالرحمن بن صالح الشثري- فك الله كربته وعافاه مما أصابه-، (والذي لم يعرف الشيخ عبدالله، فإن أبا هشام ابنه وهو عنوانه، سخاء وخيراً وبذلاً وعطاء).
كم في القبور من الأموات ما علموا .... بأنهم بيننا ليسوا بأموات!
رحم الله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، وأسبغ عليه رحمته، ومغفرته، وجعل منازله الفردوس الأعلى من الجنة
طِبْتَ حيَّاً وميتاً ،، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري
بالإمكان الاطلاع على بعض صور الفقيد عبر هذا الرابط