عبد الفتاح إسماعيل الجوفي (28 يوليو 1939 - 13 يناير 1986) رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1978 إلى 1980 ومنظّر الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي. ينتمي عبد الفتاح إسماعيل إلى اسرة انتقل عائلها من الجوف حيث انستقر في الاشعب.ولد له عبدالفتاح في قرية"الاشعب" الاغابرة مركز حيفان لواء تعز (اليمن) بتاريخ ثمانية وعشرون يوليو عام 1939 لأبوين من فلاحي الشمال.
ارتبطت حياتة بريف الشمال التي كانت لاتختلف عن حياة القرون الوسطى،وتلقى تعليمة الاولى على يد والدةاسماعيل علي الفقي الذي كان عالما ويزاول مهنة القضاء، ومعلما يدرس في مسجد القرية يقوم فية،وقد وحين اصبح عبدالفتاح صبياترك القرية عندما استدعاه اخوه الكبير محمد إسماعيل واخية المهندس عبدالجليل إسماعيل الذي تولى رعايتةالذي كان قد استقر عمله في عدن كي يواصل دراستة هناك حيث انهى دراسته الابتدائية و المتوسطة في المدرسة الاهلية بالتواهي في عدن،ولانة لم يكن باستطاعتة مواصلة دراستة،فهو من اواخر ابنا إسماعيل ياني رقمة الواحد والعشرين بين البنين والبنات ،لذا اختار الالتحاق بمدرسة تدريب العمال لمصافي الزيت البريطانية(BB)وكان لة ذلك بعد ان اجتاز الامتحان ونجح بتفوق من بين عدد كبير من المتقدمين ثم عمل في شركة النفط البريطانية عام 1957.
اثناء امتداد الحركة القومية إلى الشمال وعدن بالذات اختار عبدالفتاح الانضمام إلى حركة القوميين العرب عام[1959]. اتسم عبدالفتاح إسماعيل بالنضج الفكري والسياسي وعمق المعارف النظرية لنهمة المستمر منذو نعومة اظفارة في البحث عن المعرفة وحبة الشديد للقراءة،واكتسب تجربة العمل النقابي،شارك في كافة الاضرابات العمالية لعمال المصافي الذي استمرت اشهر. وفي ابريل عام 1960 ورغم تدخل الشرطة وتوزع فرق الجيش البريطاني لحماية منشات المصافي تصدر عبدالفتاح إسماعيل انزال منشور يحمل مطالب العمال ويحثهم على الصمود،وبعد تدخل الاتحاد الدولي للنقابات حقق عمال المصافي جزءا كبير من مطالبهم،لكن نشطاء العمال تعرضوا إلى الاعتقال والتحقيق وتعرض عبد الفتاح إلى جانب ذلك إلى الفصل من المصافي. لم تجبرة هذة الظروف عن التوقف عن العمل السياسي والنقابي او الاستسلام بل بالعكس.فيالعام 1960 عمل مدرسا في مدرسة الحسوة لفترة قصيرة ثم انتقل إلى مدرسة النهضة، وخلال هذه الفترة برز كعنصر قيادي في حركة القوميين العرب فرع اليمن،وعاد إلى عدن الصغرى مترددا على مقر عملة،ولكن عودتة هذه كانت لقيادة خلايا العمال السرية الذي انشاها هو بنفسةالتابعة للحركة.
يعتبر عبدالفتاح إسماعيل من أهم مؤسسينالجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني.والتي تشكلت من عدد من فصائل العمل الوطني وتم الاعلان عنها في اغسطس 1963م،وهكذا انطلقت الشرارة الاولى للثورة المسلحة من ققم ردفان الابية في الرابع عشر من أكتوبر 1963-بقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية التي اعلنت الكفاح المسلح طريقا للنضال حتى تحرير الجنوب العربي من الاحتلال البريطاني البغيض.
اصبح في بداية عام 1964 المسؤول الاول عن العمل العسكري والفدائي والسياسي لجبهة عدن واصبح اسمة (عمر).وهكذا ترك عبدالفتاح إسماعيل عملة كمدرس وتفرغ لقيادة نشاطات الجبهة في عدن. تجلت حنكة عبدالفتاح إسماعيل في قيادة العمل العسكري والفدائي في قدرتة على الحركة وساعدة على ذلك احترام وحب رفاقة اه،فقد كان يشارك شخصيا في تنفيذ العمليات العسكرية ضد المحتلين البريطانيين،وتتبعة لكل صغيرة وكبيرةمن اخبار المحتليين،كما خلق عوامل مساعدجة هيات اماكن للقائة بالفدائيين،للتشاور، والتخطيط،وتوزيع المهامفابتدع ملابس التخفي، اذكانت بعض العمليات الفدائية يقوم بها الفدائيون بملابس ضباط الهجرة او الجيش،وملابس اخرى وقد تنكر في ملابسة أكثر من مرة بصفتة بائعا متجولا وهو يخفى تحت بضاعتة الاسلحة لينقلها من مكان إلى اخر للتخزين داخل المستعمرة عدن.وقد ساعدعلى ذلك دعم اخوة المهندس عبدالجليل إسماعيل الذي كان رجل اعمال معروف وشارك بدعم الجبهة القومية بسياراتة الخاصة ومالة ووفر لهم مخازن السلاح والمعلومات من خلال ارتباطة بصفوة المجتمع ومعرفتة لمايدور من احداث. ولشراسة الضربات الموجعة التي تكبدها العدوالبغيض في جبهة عدن اختير عبدالفتاح إسماعيل عضواً في اللجنة التنفيذية القومية في عام 1965، في العام 1966م تم بضغوطات من قبل الاجهزة المصرية المتواجدة في الشمال على بعض قيادةالحبهة المتواجدين بتعز بغرض الدمج مع جبهة التحرير ،واجهت عملية الدمج هذه رفضا واسعا من قبل قيادات وقواعد الجبهة في الداخل ،سافر عبدالفتاح إلى تعز وكان مجرد التفكير حنذاك بالسفر بحد ذاتها مخاطرة كبيرة من قبلة حيث نجى من موت محقق لولا قدرة الله ولطفة به،وشارك عبدالفتاح في اجتماعات كوادر الجبهة القومية الذي عقد في تعز بعد اعلان الدمج والذي تم دون موافقة قيادات الجبهة القومية،وتوصلت تلك الاجتماعان إلى تصور لمواجهة الموقف المحرج جدا، والتفت قيادات الجبهة حول عبدالفتاح ليصبح الرجل الاول المسوول عن الجبهة في ظل احتجاز امين عام الجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي في القاهرة،وتم الاتفاق على الاعداد لموتمر عام للجبهة في اقرب وقت. في تلك الاثناء تعرض عبدالفتاح إسماعيل إلى الاختطاف من قبل رجال امن والاستخبارات المصرية ونقل إلى صنعاء مع أحد زملائه زجوابهم بسجن القلعة ثم نقل عبدالفتاح إلى سجن وزارة الداخلية وبعداكثر من اسبوعين تم تسليمة للقيادة المصرية ومن ثم نقلوه إلى القاهرة وابقى تحت الاقامة الجبريةهناك . في مارس 1966 م اعلن في القاهرة تشكيل مجلس لقيادة جبهة التحرير من 12 عضوا تم اخيارهم من الجبهة القومية ومنظمة التحرير وكان عبدالفتاح واحدا من ممثلى الجبهة القومية.شارك عبدالفتاح إسماعيل في القاهرةبالعديد من الحوارات التى دارت بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير. وكان ضمن وفد الحوار الذي استمر شهرين،وعلى ضوء نتايجة عقد موتمر الاسكندرية في اغسطس 1966مالا ان ادراك الجبهة القومية ان اتفاقية الاسكندرية املتة اعتبارلت تكتكية من قبل منظمة التحرير ادى إلى اعلان الجبهة القومية انسلاخها عن منظمة التحرير ومواصلة كفاحها بشكل مستقل. اعيد انتخاب عبدالفتاح إسماعيل في الموتمر الثالث للجبهة القومية في حمرشهر ديسمبر1966م حيث اصبح عضواللجنة التنفيذية اعلى اطارقيادي في الجبهة. في بداية نوفمبر 1967م اعترفت بريطانيا ان الجبهة القومية لم تعد منظمة ارهابية واعترفت بها كممثلة لشعب الجنوب العربي وقررت التفاوض مع قيادتها. تراس عبدالفتاح إسماعيل رئيس وفد الجبهة القومية في اللقاء الذي عقد مع الزعيم جمال عبدالناصر،في نوفمبر 1967م. واصبح عضوا في وفد الجبهة القومية المفاوض من اجل الاستقلال برئاسة المناضل قحطان الشعبي.
وبعد الاستقلال عام 1967 عين وزيراً للثقافة والارشاد القومي ووزيراً مسؤولاً عن قضايا الوحدة مع الشطر الشمالي ( لم يقم باي زيارة للشمال طوال فترة وجوده على المسرح السياسي)
في عام 1969 انتخب اميناً عاماً للجبهة. وبقي في هذا المنصب حتى عام 1975.
عضو مجلس الرئاسة عام 1969.
رئيساً مؤقتاً لمجلس الشعب الأعلى عام 1971 .
وفي عام 1978 عين رئيساً لمجلس الرئاسة ثم عين في العام نفسه أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي حل محل الجبهة القومية.
استقال في ابريل / نيسان 1980 من جميع مهامه بحجة الاسباب الصحية، وعاش في المنفى في الاتحاد السوفيتي السابق في موسكو العاصمة الروسية حتى سمح له بالعودة بعد خمس سنوات لتندلع أحداث 13 يناير / كانون ثان 1986 والتي اختفى خلالها في ظروف غامضة.
بانفجار احداث 13 يناير 1986 قاد عبد الفتاح إسماعيل طرفا من أطراف القتال، و كان معه علي سالم البيض الذي نجا من الموت بأعجوبة صبيحة ذلك اليوم في مبنى اللجنة المركزية، وخرج متخفياً في احدى المدرعات مع عبد الفتاح اسماعيل، غير ان الاخير اغتيل بصورة غامضة بينما نجا علي سالم البيض.