عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأمير الأموي المبرز ، و والي مصر و صاحب السلطة على المغرب ( 27 ـ 86 هـ ) .
فهرس |
هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، و عند عبد مناف يلتقي نسب عبد العزيز مع نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أبوه مروان بن الحكم رابع خلفاء بني أمية ، و ابن عم الخليفة الراشد عثمان بن عفان مباشرة ، و يُعد في الطبقة الأولى من التابعين ، عمل رئيساًً للديوان في عهد عثمان ، ثم أميراًً للمدينة في خلافة معاوية أمه هي ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي من بني كلب .
و أشهر إخوة عبد العزيز هو الخليفة عبد الملك بن مروان الذي ولي الخلافة بين عامي 65 ـ 86 هـ ، و منهم أيضاً بشر بن مروان الذي ولي العراق و قضى على ثورة مصعب بن الزبير الذي خرج تابعاً لأخيه عبد الله بن الزبير ، و منهم محمد بن مروان أمير الجزيرة و الثغور .
ولد عبد العزيز بن مروان في المدينة ، و هو أصغر من أخيه عبد الملك بقليل ، و قد ولد عبد الملك سنة 26هـ ، و لذلك يُرجح أن يكون مولد عبد العزيز بين عامي 26 و 28 هـ .
بويع مروان بالخلافة في الجابية في ذي القعدة 64 هـ ، و كانت مصر حينئذ تحت إمرة عبد الرحمن بن جحدم الفهري من قبل ابن الزبير ، فلما استتب أمر خلافة الأمويين في الشام بتولية مروان بعد الهرج الذي حدث إثر وفاة الخليفة معاوية بن يزيد ، لم يتردد أنصار الأمويين في مصر في دعوة مروان لتخليصها من الزبيريين ، فأرسل مروان جيشاً بقيادة ابنه عبد العزيز تبعه هو بجيش أخر على رأسه خالد بن يزيد و عمر بن سعيد بن العاص ، و أخوه عبد الرحمن بن الحكم .
كان ابن جحدم عاملاً نشيطاً فلما سمع بأمر ابن مروان أمر بحفر خندق حول الفسطاط ، و أرسل عدة بعوث لصد مروان و ابنه قبل الوصول إلى الفسطاط ، بيد أن مروان انتصر عليها جميعاً ، حتى بلغ الفسطاط و دارت المعركة بين الفريقين ، و انتهت بتسليم ابن جحدم و دخول مروان إلى الفسطاط في جمادى الأولى سنة 65هـ ، و أقام مروان في مصر شهرين قبل أن يرحل عنها في رجب تاركاً على إمرتها إبنه عبد العزيز .
حين قدم مروان إلى مصر جعل على شرطته عمرو بن سعيد بن العاص ، و لما خرج و معه عمرو جعل عبد العزيز على شرطته عابس بن سعيد المرادي ، و نرى عابساً ينوب عن عبد العزيز عندما خرج إلى دمشق سنة 67هـ ، و حين توفي عابس سنة 68 ولى عبد العزيز مكانه زياد بن حناطة بن حلاوة التجيبي ، و لما توفي سنة 75 ولى عبد العزيز على الشرطة عبد الرحمن بن حسان التجيبي ، ثم ولى عليها يونس بن عطية الحضرمي سنة 84 ، فعبد الرحمن بن معاوية بن حديج سنة 86هـ .
و جعل عبد العزيز على الحرس و الخيل جناب بن مرثد الرعيني .
زار عبد العزيز الإسكندرية أربع مرات اعوام 74 ، 81 ، 83 هـ لتأمينها و توطيد السلطان الإسلامي فيها .
كان عبد العزيز يقول : (( عجباً لمؤمن يوقن أن الله يرزقه ،و يوقن أن الله يخلف عليه ، ثم يدخر مالاًعن عظيم أجر أو حسن سماع )) ، و روى الكندي أنه كانت لعيد العزيز ألف قصعة تنصب حول داره ، و مائة تدار في البلد ليأكل الناس ، و في ذلك يقول الشاعر عبد الله بن قيس الرقيات :
كل يوم كأنه يوم أضحى .:. عند عبد العزيز أو يوم فطر
و له ألف جفنة مترعات .:. كل يوم تمدها ألف قدر
بنى عبد العزيز بالفسطاط داراً للإمارة سنة 67هـ ، و جعل لها قبة مذهبة ، و من عظم هذه الدار كانت تُعرف ب(المدينة) ، كما بنى في الفسطاط الأسواق و الحمامات .
زاد عبد العزيز مسجد عمرو بن العاص من جوانبه سنة 77هـ .
و بلغ من شغف عبد العزيز بالإمارة أن بنى حماماً في الفسطاط و أقام على بابه تمثالاً عجيباً على صورة امرأة و أطلق عليه (أبو مرة) .
كذلك أقام عبد العزيز قنطرة على خليج أمير المؤمنين عند الحمراء القصوى سنة 69هـ و نُقش عليها اسمه ، و موقعها حالياً عند مجرى العيون في القاهرة ، و قد اندثرت و رُدم الخليج نفسه بعد ذلك .
بنى عبد العزيز حلوان لكي تكون مشتى له ، ثم اتخذها عاصمة لحكمه بعد أن وقع طاعون في الفسطاط سنة 70هـ ، و قد احتفر عبد العزيز عبن حلوان ، و أقام فيها بركة عظيمة ، كما بنى فيها المساجد و الأسواق و حسنها حتى قيل أنه أنفق في بنائها ألف ألف دينار ، كما أنشأ في حلوان قناطر تحمل إليها الماء من عيون المقطم .
تزوج عبد العزيز أم كلثوم الساعدية ، و أروى الخولانية و كانتا قبله عند مسلمة بن مخلد الأنصاري .
كما تزوج ليلى بنت سهل الكلابية و أنجبت له أم البنين التي تزوجها الخليفة الوليد بن عبد الملك .
و تزوج أيضاً حفصة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان و ماتت عنده .
و تزوج كذلك أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب و ولدت له إبنه الخليفة عمر بن عبد العزيز .
أما عن أبنائه فأشهرهم :
و أشهر بنات عبد العزيز هي أم البنين التي تزوجت الخليفة الوليد .
و من أشهر أحفاد عبد العزيز عمرو بن سهيل بن عبد العزيز الذي ثار على مروان بن محمد سنة 132هـ ، و في عهد المهدي العباسي خرج الثائر الأموي دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز الذي دعا لنفسه بالخلافة في الصعيد ، و تعلق به المصريون ، ودارت معارك بين العباسيين و دحية انتهت بأسره ، و حُمل إلى الفسطاط فقُتل في جمادى الأخرة سنة 169هـ و بُعث برأسه إلى المهدي في بغداد .
توفي في حلوان في جمادى الأولى سنة 86هـ .
عبد العزيز بن مروان : دكتورة سيدة إسماعيل كاشف ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب 2005م .