الرئيسيةبحث

عبد الرحمن تاج

إسمه بالكامل عبد الرحمن حسين على تاج ينتسب لأسرة من بلدة ( منية الحيط ) إحدى قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم إنتقل والده مع جده للعمل في إقامة قناطر أسيوط وعندما تجاوز الخامسة من عمره التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم .. إسترعى ذكاؤه إنتباه وزير المعارف آنذاك سعد زغلول باشا عند زيارته لهذا الكتاب أثناء تجواله في الصعيد فأعجب به الباشا ورأى أن يكافئه ويشجعه فقرر إلحاقه بالمدارس الأميرية على نفقة الدولة في جميع مراحل التعليم ، إلا أن جد الصبى أبى إلا أن يكون مجال تعليم حفيده بعد الكتاب هوالأزهر الشريف . تدرج في المدارج العلمية والوظيفية بالأزهر ، فالتحق بقسم تخصص القضاء الشرعى ونال شهادته سنة 1926 وعين مدرساً في معهد أسيوط الدينى ثم في معهد القاهرة الدينى .

أختير مدرساً بقسم تخصص القضاء الشرعى قبل أن يبلغ الخامسة والثلاثون من عمره ، ثم أختير عضواً في لجنة الفتوى للمذهب الحنفى سنة 1935.

فى سن الأربعين وقع عليه الإختيار ليكون عضواً في بعثة الأزهر إلى فرنسا فالتحق بجامعة السربون حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة وتاريخ الأديان عن رسالته في ( البابيه والإسلام ) والمعروف أن البابية هو اسم البهائية ، وذلك برغم الظروف القاسية والمدمرة للحرب العالمية مما يدل على شخصيته الصامدة المتزنة الوقورة القادرة على مواجهة الصعاب .

بعد عودته من باريس سنة 1943 عين أستاذاً في كلية الشريعة يالأزهر ، ثم مفتشا للعلوم الدينية والعربية ، ثم عين شيخاً للقسم العام والبحوث الإسلامية بالأزهر الشريف .

وفى عام 1951 نال عضوية هيئة كبار العلماء حين تقدم إليها ببحث عن السياسة الشرعية .

عمل أستاذاً بكلية الحقوق بجامعة عين شمس أثناء وجوده في هيئة كبار العلماء ولجنة الفتوى .

أصبح شيخاً للأزهر الشريف في 7 من يناير 1954.. ثم أختير وزيراً في اتحاد الدول العربية عام 1958 .

وأنتخب عضواً بمجمع اللغة العربية عام 1963 ، وعضوا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف .

من أبرز إنجازاته أنه قرر تدريس اللغات الأجنبية في الأزهر ، كما سعى إلى بناء مدينة البعوث الإسلامية لسكنى الأزهريين المغتربين من أبناء العالم الإسلامى .

وقد أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات القيمة في الشريعة والفقة الإسلامى ، ومن أبرزها كتاب الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية ، وكتاب السياسة الشرعية والفقه الإسلامى ودراسات مطولة عن الهجرة والإسراء والمعراج والحج والصوم ، وليلة القدر ، وفى الشئون الكونية وغيرها .. كما اثرى المكتبة اللغوية العربية ببحوث تخصصية دقيقة أثناء عضويته بالمجمع اللغوى .

لم تنسه مشاغله الوظيفية والعلمية على مستوى العالم العربى والإسلامى والدولى إنتمائه لبلده الفيوم فحرص وهو شيخ الأزهر على تأسيس أول معهد دينى بالفيوم في 6/12/1954 وهو المبنى الذى أعدته جمعية المحافظة على القرآن الكريم والذى يشغله الآن معهد المعلمين الأزهرى ، وقد قام بافتتاحه في رفقة الرئيس جمال عبد الناصر عند زيارته للفيوم سنة 1956 .

وافته المنية عام 1975 بعد مسيرة طويلة من البذل الجاد والعطاء الهادف بلا حدود .