الرئيسيةبحث

طوطمية



'والطوطمية أيها الصديق الغالي بكل بساطة هي تماهي الانسان بحيوان أو كائن حي ، فيظن أنه هو نفسه ، أو على الأقل أنه من نسلة وسلالته ، ويحاول أن يجاريه ويقلده في كل شيء تقريبا بعد تحويل هذا الشيء إلى إمكانات بشرية ، إنه لا يستطيع التحليق مثل النسر ، ولكنه يعتقد يفعل ذلك إذا وضع الريش على ساعديه وقفز قفزة بعيدة .. وهكذا مع بقية الحيوانات .. وقد تركت هذه الطوطمية بصماتها في علم النفس وعالم التحليل النفسي فعرفنا بعض العقد النفسية ، كعقدة الانسان من الفأر الذي يخاف من الهر ، والانسان الذئب ، والانسان الكلب . والانسان الثور‏

وربما تعلم أيها الصديق حكاية الانسان الفأر الذي حاول طبيب نفسي أن يقنعه أنه ليس فأرا وعليه ألا يهرب كلما رأى هرّاً, وبعد أشهر استطاع أن يقنعه بذلك ، ولكن عندما أطلق أمامه هراً هرب وعادت إليه عقدة الانسان فهرب أما م الهر الذي لحقه بسرعة ، وبعد أشهر إضافية من المعالجة النفسية عاد إلى إقناعه أنه ليس فأراً ، ولكنه عاد فهرب أمام الهرولحق به الهر ،‏

وعندما سأله الطبيب النفساني : ألم تقتنع بأنك لست فأرا أجابه : نعم فقال له : إذاً لماذا هربت أمام الهر ? قال له : دكتور أنا مقتنع بأني لست فأراً ، ولكن الهر غير مقتنع فعليك أن تقنعه حتى لا يجري ورائي‏

والطوطمية هي المرحلة المتطورة لمرحلة سابقة تسمى : الفيتشية‏

أي الايمان بقدرة شيء من الأشياء كالصخرة والشجرة والصدفة‏

والمحارة والودع بكل أنواعة ، على صنع ما لا يستطيع البشر أن يصنعوه وتحقيق ما يستحيل عليه تحقيقه - وما يزال بعض الناس يتعاطونه حتى هذه الأيام - ومن بقايا الفيتشية :الأقراط - السوار ..‏

ومن بقايا الطوطمية ما نسمعه اليوم من ألقاب تطلق على المطربين العندليب ، والشحرورة والبلبل وما شابه ذلك‏'