الرئيسيةبحث

طوبيت

طوبيا هي كلمة عِبرية تتكون من مقطعين (طوب - ياه) ومعناها "الله طيب".

وقد وردت هذه الكلمة في الكتاب المقدس إسماً لأكثر من شخص:

1- شخص لاوى أرسلة يهو شافاط ملك يهوذا مع آخرين من اللاويين إلى الشعب في مدن يهوذا لكى يعلموه سفر شريعة الرب (2أخ8:17).

2- عبد عمونى ساءه بناء وترميم أسوار مدينة أورشليم فتآمر مع مجموعة من العرب والعمونيين والأشدوديين المناوئين لمحاربة اليهود ومنعهم من إعادة بناء المدينة من جديد (نح10:2 و3:4،7) وقد روى عن طوبيا العمونى أيضاً أنة كان رئيساً وحاكماً للعمونيين, وأنة تحالف مع اليهود المقادين لنحميا. وقد تمكن في غيبة نحميا أن يقيم بعض الوقت في بعض غرف الهيكل. غير أن نحميا لما عاد لأورشليم, طرده وطهر الموضع الذى كان فيه. ويقال أن قصره وقبره قد تم اكتشافهما في بلدة "عرق الأمير" شرقى الأردن.

3- شخص آخر من اليهود كان بنوه ضمن بنى السبى الذى سباه نبوخذ نصر الملك في بابل, فرجعوا إلى أورشليم أيام نحميا مع بابل. غير أنهم لم يستطيعوا إثبات نسبهم أو يبنوا بيوت آبائهم ونسلهم هل هم من إسرائيل أم لا، وذلك بسبب فقدهم تواريخ أسر آبائهم (عز60:2 ونح7 :62).

4- شخص يهودى آخر من أهل السبى, أمر الرب زكريا النبى أن يأخذ منه ومن غيرة ذهباً وفضة ليعمل منها تيجاناً توضع على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم (زك10:6-14).


أما طوبيا الذي سُمِّيَ هذا السفر باسمه، فهو رجل من سبط نفتالي سباه "شلمنآسر" ملك آشور، وسكن أثناء السبي في مدينة نينوى مع حنى إمرأته وإبنه الذي كان له نفس الإسم "طوبيا". ومن المرجح أن يكون طوبيا الإبن هو الذي كتب هذا السفر.

ويتكون سفر طوبيا من 14 أصحاحاً. وقد وصفة أحد مشاهير الكتاب البروتستانت بأنه سفر شيق للغاية يتضمن وصفاً بالغاً حد الإبداع لسيرة عائلة اسرائيلية تقية عاشت في زمن الأسر الأشوري نحو سنة 722ق.م. وتقلبت عليها الأحوال. وقد نال جميع أفراد هذه العائلة كرامه وثناء بسبب محافظتهم الدقيقة على شريعة الرب ولإحسانهم إلى الذين يحبونها (=كتاب مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين - دكتور سمعان كهلون ص 305).

وقد جاء في القانون رقم 27 لمجمع قرطاجنة إعتراف صحيح بقانونية هذا السفر وسفر يهوديت. وقد إستشهد بالسفر الكثير من مشاهير الآباء الأولين في كتابتهم، منهم القديس كبريانوس، وبوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول، وإكليمندس الروماني، وأوريجانوس، واكليمندس الإسكندر، وديوناسيوس الإسكندري، والبابا أثناسيوس الرسولي، وباسيليوس، وإيرونيموس...

وقد جاء في القانون رقم 27 لمجمع قرطاجنة إعتراف صريح بقانونية هذا السفر وسفر يهوديت. كما سماه القديس كبريانوس في مقال له بأنه "كتاب طوبيا الموحى به من الله" (= مقاله عن الرحمة - للقديس كبريانوس). هذا, وقد استشهد بالسفر الكثير من مشاهير الآباء الأولين في كتابتهم. ونذكر من هؤلاء بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول (=فى رسالته لأهل فيلبى) وإكليمندس الرومانى (فى رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس) وأوريجانوس (=فى كتابة الصلاة - فصل11، 14، 32) وإكليمندس الإسكندري (=فى كتابه المربى 2 - فصل 23 و6 فصل 13 ) وديوناسيوس الإسكندرى (=فى رسالته العاشرة) والبابا أثناسيوس الرسولى (=فى رده على الأريوسيين فصل 11) وأيضاً كبريانوس وباسيليوس وإيرونيموس في كتاباتهم المختلفة... إلخ.




الإصحاح الأول

كان طوبيا وهو من سبط ومدينة نفتالي التي في الجليل الاعلى فوق نحشون وراء الطريق الاخذ غربا والى يسارها مدينة صفت

قد جلي في عهد شلمناسر ملك اشور الا انه مع كونه في الجلاء لم يفارق سبيل الحق

حتى كان كل ما يتيسر له يقسمه كل يوم على من جلي معه من اخوانه الذين من جنسه

ومع انه كان احدث الجميع في سبط نفتالي لم يكن على شيء من شؤون الاحداث

وكان اذا قصدوا كلهم عجول الذهب التي عملها ياربعام ملك إسرائيل يتخلف وحده عن سائرهم

فيمضي إلى اورشليم إلى هيكل الرب وهناك كان يسجد للرب اله إسرائيل ويوفي جميع بواكيره واعشاره

واذا كانت السنة الثالثة كان يجعل جميع اعشاره للدخلاء والغرباء

وعلى هذا وامثاله كان مثابرا منذ صبوته على وفق شريعة الله

ولما ان صار رجلا اتخذ له امراة من سبطه اسمها حنة فولد له منها ولد فسماه باسمه

وادبه منذ صغره على تقوى الله واجتناب كل خطيئة

ولما جلي مع امراته وولده إلى مدينة نينوى حيث كانت كل عشيرته

وقد كانوا كلهم ياكلون من اطعمة الامم كان هو يصون نفسه ولم يتنجس قط بماكولاتهم

ولاجل انه كان يذكر الرب بكل قلبه اتاه الله حظوة لدى الملك شلمناسر

فاطلق له ان يذهب حيثما شاء ويفعل ما يريد

فكان يطوف على كل من كان في الجلاء ويرشدهم بنصائح الخلاص

ثم انه قدم راجيس مدينة ماداي وكان معه مما اثره به الملك عشرة قناطير من الفضة

فراى بين الجمهور الغفير الذي من جنسه رجلا من سبطه يقال له غابيلوس في فاقة فدفع اليه الزنة المذكورة من الفضة بصك

و كان بعد ايام كثيرة ان مات الملك شلمناسر فملك سنحاريب ابنه مكانه فوقع بنو إسرائيل عنده موقع الكراهة

وكان طوبيا يطوف كل يوم على جميع عشيرته ويعزيهم ويؤاسي كل واحد من امواله على قدر وسعه

فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة

ولما قفل الملك سنحاريب من ارض يهوذا هاربا من الضربة التي حاقه الله بها بسبب تجديفه وطفق لحنقه يقتل كثيرين من بني إسرائيل كان طوبيا يدفن اجسادهم

فنما ذلك إلى الملك فامر بقتله وضبط جميع ماله

فهرب طوبيا بولده وزوجته عاريا واختبا لان كثيرين كانوا يحبونه

وكان بعد خمسة واربعين يوما ان قتل الملك ابناه

فعاد طوبيا إلى منزله ورد عليه كل ماله


الإصحاح الثاني

وكان بعد ذلك في يوم عيد الرب ان صنعت مادبة عظيمة في بيت طوبيا

فقال لابنه هلم فادع بعضا من سبطنا من المتقين لله لياكلوا معنا

فانطلق ثم عاد فاخبره ان واحدا من بني إسرائيل مذبوح ملقى في السوق فلما سمع طوبيا نهض من موضعه مسرعا وترك العشاء وبلغ الجثة وهو صائم

فرفعها وحملها إلى بيته سرا ليدفنها بالتحفظ بعد مغيب الشمس

وبعد ان خبا الجثة اكل الطعام باكيا مرتعدا

فذكر الكلام الذي تكلم به الرب على لسان عاموس النبي ايام اعيادكم تتحول إلى عويل ونحيب

ولما غربت الشمس ذهب ودفنها

وكان جميع ذوي قرابته يلومونه قائلين لاجل هذا امر بقتلك وما كدت تنجو من قضاء الموت حتى عدت تدفن الموتى

و اما طوبيا فاذ كان خوفه من الله اعظم من خوفه من الملك كان لا يزال يخطف جثث القتلى ويخباها في بيته فيدفنها عند انتصاف الليل

و اتفق في بعض الايام وقد تعب من دفن الموتى انه وافى بيته فرمى بنفسه إلى جانب الحائط ونام

فوقع ذرق من عش خطاف في عينيه وهو سخن فعمي

و انما اذن الرب ان تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كايوب الصديق

فانه اذ كان لم ينفك عن تقوى الله منذ صغره وحافظا لوصاياه لم يكن يتذمر على الله لما ناله من بلوى العمى

و لكنه ثبت في خوف الله شاكرا له طول ايام حياته

و كما كان القديس أيوب يعيره الملوك كان انسباء هذا وذووه يسخرون من عيشته قائلين

اين رجاؤك الذي لاجله كنت تبذل الصدقات وتدفن الموتى

فيزجرهم طوبيا قائلا لا تتكلموا كذا

فانما نحن بنو القديسين وانما ننتظر تلك الحياة التي يهبها الله للذين لا يصرفون ايمانهم عنه ابدا

و كانت حنة امراته تذهب كل يوم إلى الحاكة وتاتي من تعب يديها بما يتاتى لها تحصيله من الميرة

و اتفق انها اخذت جديا وحملته إلى البيت

فلما سمع بعلها صوت ثغاء الجدي قال انظروا لعله يكون مسروقا فردوه على اربابه اذ لا يحل لنا ان ناكل ولا نلمس شيئا مسروقا

فاجابته امراته وهي مغضبة قد وضح بطلان رجائك وصدقاتك الان قد عرفت وبهذا الكلام ومثله كانت تعيره


الإصحاح الثالث

حينئذ ان طوبيا وطفق يصلي بدموع

و قال عادل انت ايها الرب وجميع احكامك مستقيمة وطرقك كلها رحمة وحق وحكم

فالان اذكرني يا رب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبي ولا ذنوب ابائي

لانا لم نطع اوامرك فلاجل ذلك اسلمنا إلى النهب والجلاء والموت واصبحنا احدوثة وعارا في جميع الامم التي بددتنا بينها

فالان يا رب عظيمة احكامك لانا لم نعمل بحسب وصاياك ولا سلكنا بخلوص امامك

و الان يارب بحسب مشيئتك اصنع بي ومر ان تقبض روحي بسلام لان الموت لي خير من الحياة

و اتفق في ذلك اليوم عينه ان سارة بنة رعوئيل في راجيس مدينة الماديين سمعت هي ايضا تعييرا من احدى جواري ابيها

لانه كان قد عقد لها على سبعة رجال وكان شيطان اسمه ازموداوس يقتلهم على اثر دخولهم عليها في الحال

و اذ كانت تنتهر الجارية لذنب اجابتها قائلة لا راينا لك ابنا ولا ابنة على الارض يا قاتلة ازواجها

اتريدين ان تقتليني كما قتلت سبعة رجال فلما سمعت هذا الكلام صعدت إلى علية بيتها فاقامت ثلاثة ايام وثلاث ليال لا تاكل ولا تشرب

بل استمرت تصلي وتتضرع إلى الله بدموع ان يكشف عنها هذا العار

و لما اتمت صلاتها في اليوم الثالث وباركت الرب

قالت تبارك اسمك يا اله ابائنا الذي بعد غضبه يصنع الرحمة وفي زمان البؤس يغفر الخطايا للذين يدعونه

اليك يا رب اقبل بوجهي واليك اصرف ناظري

اتوسل اليك يارب ان تحلني من وثاق هذا العار او تاخذني عن الارض

انك يارب عالم باني لم اشته رجلا قط واني قد صنت نفسي منزهة عن كل شهوة

و لم اكن قط امازج ارباب الملاهي ولا اعاشر السالكين بالطيش

و انما رضيت بان اتخذ رجلا لخوفك لا لشهوتي

و لعلي لم اكن مستاهلة لهم او لم يكونوا مستحقين لي فلعلك ابقيتني لبعل اخر

لان مشورتك لا يدركها انسان

على ان من يعبدك يوقن ان حياته ان انقضت بالمحن فستفوز باكليلها وان حلت به شدة فسينقذ وان عرض على التاديب فله ان يرجع الىرحمتك

لانك لا تسر بهلاكنا فتلقي السكينة بعد العاصفة وبعد البكاء والنحيب تفيض التهلل

فليكن اسمك يا اله إسرائيل مباركا مدى الدهور

في ذلك الحين استجيبت صلوات الاثنين امام مجد الله العلي

فارسل الرب ملاكه القديس رافائيل ليشفي كلا الاثنين اللذين رفعت صلواتهما في وقت واحد إلى حضرة الرب


الإصحاح الرابع

و اذ خال طوبيا ان قد استجيبت صلاته وتهيا له ان يموت استدعى اليه طوبيا ابنه

و قال له اسمع يا بني كلمات في واجعلها في قلبك مثل الاساس

اذا قبض الله نفسي فادفن جسدي واكرم والدتك جميع ايام حياتها

و اذكر ما المشقات التي عانتها لاجلك في جوفها وما كان اشدها

و متى استوفت هي ايضا زمان حياتها فادفنها إلى جانبي

و انت فليكن الله في قلبك جميع ايام حياتك واحذر ان ترضى بالخطيئة وتتعدى وصايا الرب الهنا

تصدق من مالك ولا تحول وجهك عن فقير وحينئذ فوجه الرب لا يحول عنك

كن رحيما على قدر طاقتك

ان كان لك كثير فابذل كثيرا وان كان لك قليل فاجتهد ان تبذل القليل عن نفس طيبة

فانك تدخر لك ثوابا جميلا إلى يوم الضرورة

لان الصدقة تنجي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى الظلمة

ان الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها

احذر لنفسك يا بني من كل زنى ولا تتجاوز امراتك مستبيحا معرفة الاثم ابدا

و لا تدع الكبر يستولي على افكارك واقوالك لان الكبر مبدا كل هلاك

و كل من خدمك بشيء فاوفه اجرته لساعته واجرة اجيرك لا تبق عندك ابدا

كل ما تكره ان يفعله غيرك بك فاياك ان تفعله انت بغيرك

كل خبزك مع الجياع والمساكين واكس العراة من ثيابك

ضع خبزك وخمرك على مدفن البار ولا تاكل ولا تشرب منهما مع الخطاة

التمس مشورة الحكيم دائما

و بارك الله في كل حين واسترشده لتقويم سبلك واقرار كل مشوراتك فيه

ثم اعلم يا بني اني قد اعطيت وانت صغير عشرة قناطير من الفضة لغابيلوس في راجيس مدينة الماديين ومعي بها صك

و حيث ذلك فانظر كيف تتوصل اليه فتقبض منه الزنة المذكورة من الفضة وترد عليه صكه

و لا تخف يا ولدي فانا نعيش عيشة الفقراء ولكن سيكون لنا خير كثير اذا اتقينا الله وابتعدنا عن كل خطيئة وفعلنا خيرا


الإصحاح الخامس

فاجاب طوبيا اباه وقال يا ابت كل ما امرتني به افعله

و اما هذا المال فما ادري كيف احصله فان الرجل لا يعرفني وانا لا اعرفه فما العلامة التي اعطيها له بل الطريق التي تؤدي إلى هناك لا اعرفها ايضا

فاجابه ابوه وقال ان عندي صكه فاذا عرضته عليه فانه يؤدي عاجلا

و الان هلم فالتمس لك رجلا ثقة يصحبك باجرته حتى تستوفي المال وانا حي

فبينما خرج طوبيا اذا بفتى بهي قد وقف مشمرا كانه متاهب للمسير

فسلم عليه وهو يجهل انه ملاك الله وقال من اين اقبلت يا فتى الخير

قال انا من بني إسرائيل فقال له طوبيا هل تعرف الطريق الاخذة إلى بلاد الماديين

قال اعرفها وقد سلكت جميع طرقها مرارا كثيرة وكنت نازلا باخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة الماديين التي في جبل احمتا

فقال له طوبيا انتظرني حتى اخبر ابي بهذا

و دخل طوبيا واخبر اباه بجميع ذلك فتعجب ابوه وطلب ان يدخل عليه

فدخل وسلم عليه وقال ليكن لك فرح دائم

فاجاب طوبيا واي فرح يكون لي انا المقيم في الظلام لا ابصر ضوء السماء

فقال له الفتى كن طيب القلب فانك عن قليل تنال البرء من لدن الله

فقال له طوبيا هل لك ان تبلغ ابني إلى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وانا اوفيك اجرتك متى رجعت

فقال له الملاك اخذه واعود به اليك

فقال له طوبيا اخبرني من اي عشيرة ومن اي سبط انت

فقال له رافائيل الملاك افي نسب الاجير حاجتك ام في الاجير الذي يذهب مع ابنك

و لكن لكي لا اقلق بالك انا عزريا بن حننيا العظيم

فقال له طوبيا انك من نسب كريم غير اني ارجو ان لا يسوءك كوني طلبت معرفة نسبك

فقال له الملاك هاءنذا اخذ ابنك سالما وساعود به اليك سالما

قال طوبيا انطلقا بسلام وليكن الله في طريقكما وملاكه يرافقكما

حينئذ اخذا كل ما ارادا اخذه من اهبة الطريق وودع طوبيا اباه وامه وسارا كلاهما معا

فلما فصلا جعلت امه تبكي وتقول قد اخذت عكازة شيخوختنا وابعدتها عنا

لا كان هذا المال الذي ارسلته لاجله

لقد كان في رزقنا القليل ما يكفي لان نعد النظر إلى ولدنا غنى عظيما

فقال لها طوبيا لا تبكي ان ولدنا سيصل سالما ويعود الينا سالما وعيناك تبصرانه

فاني واثق بان ملاك الله الصالح يصحبه ويدبره في جميع احواله حتى يرجع الينا بفرح

فكفت امه عن البكاء عند هذا الكلام وسكتت


الإصحاح السادس

و سافر طوبيا والكلب يتبعه فبات أول منزلة بجانب نهر دجلة

و خرج ليغسل رجليه فاذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه

فارتاع طوبيا وصرخ بصوت عظيم قائلا يا مولاي قد اقتحمني

فقال له الملاك امسك بخيشومه واجتذبه اليك ففعل كذلك واجتذبه إلى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه

فقال له الملاك شق جوف الحوت واحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد

ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فاخذا للطريق وملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما إلى ان يبلغا راجيس مدينة الماديين

ثم ان طوبيا سال الملاك وقال له نشدتك يا أخي عزريا ان تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الاشياء التي امرتني ان اذخرها من الحوت

فاجابه الملاك قائلا اذا القيت شيئا من قلبه على الجمر فدخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان او امراة بحيث لا يعود يقربهماابدا

و المرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرا

و قال طوبيا اين تريد ان ننزل

فقال الملاك ان هنا رجلا اسمه رعوئيل من ذوي قرابتك من سبطك وله بنت اسمها سارة وليس له من ذكر ولا انثى سواها

فجميع ماله مستحق لك ولا بد لك ان تتخذها زوجة

فاخطبها إلى ابيها فانه يزوجها منك

فاجاب طوبيا وقال اني سمعت انه قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا وقد سمعت ايضا ان الشيطان قتلهم

فلاجل هذا اخاف ان يصيبني مثل ذلك وانا وحيد لابوي فانزل شيخوختهما إلى الجحيم بالحزن

فقال له الملاك رافائيل استمع فاخبرك من هم الذين يستطيع الشيطان ان يقوى عليهم

ان الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما اولئك للشيطان عليهم سلطان

فانت اذا تزوجتها ودخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة ايام ولا تتفرغ معها الا للصلوات

و في تلك الليلة اذا احرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان

و في الليلة الثانية تكون مقبولا في شركة الاباء القديسين

و في الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون

و بعد انقضاء الليلة الثالثة تتخذ البكر بخوف الرب وانت راغب في البنين أكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية إبراهيم


الإصحاح السابع

ثم دخلا على رعوئيل فتلقاهما رعوئيل بالمسرة

و اذ نظر رعوئيل إلى طوبيا قال لحنة زوجته ما اشبه هذا الرجل بذي قرابتي

و بعد هذا الكلام قال رعوئيل من اين انتما ايها الاخوان الفتيان فقالا له من سبط نفتالي من جلاء نينوى

فقال لهما رعوئيل هل تعرفان طوبيا أخي فقالا نعرفه

فلما أكثر من الثناء عليه قال الملاك لرعوئيل ان طوبيا الذي انت تسال عنه هو أبو هذا

فالقى رعوئيل بنفسه وقبله بدموع وبكى على عنقه

و قال بركة لك يا بني انك ابن رجل صالح فاضل

و بكت حنة امراته وسارة ابنتهما ايضا

و بعد ان تحادثوا امر رعوئيل ان يذبح كبش وتهيا مادبة ودعاهما ان يتكئا للغذاء

فقال طوبيا اني لا اكل اليوم طعاما ههنا ولا اشرب ما لم تجيبني إلى ما انا سائله وتعدني ان تعطيني سارة ابنتك

فلما سمع رعوئيل هذا الكلام ارتعد لمعرفته بما اصاب السبعة الرجال الذين دخلوا عليها وخاف ان يصيب هذا ما اصابهم وفيما هو متردد ولم يردد عليه جوابا

قال له الملاك لا تخف ان تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي ان تكون زوجة لانه يخاف الله ولذلك لم يقدر غيره ان ياخذها

حينئذ قال رعوئيل لا اشك ان الله قد تقبل صلواتي ودموعي امامه

و لعله لاجل ذلك ساقكما الله إلى حتى تتزوج هذه بذي قرابتها على حسب شريعة موسى والان لا تشك اني اعطيكها

ثم اخذ بيمين ابنته سارة وسلمها إلى يمين طوبيا قائلا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب يكون معكما وهو يقرنكما ويتم بركته عليكما

ثم اخذوا صحيفة وكتبوا فيها عقد الزواج

و بعد ذلك اكلوا وباركوا الله

و دعا رعوئيل حنة زوجته وامرها ان تهيا مخدعا اخر

و ادخلته سارة ابنتها وهي باكية

و قالت لها تشجعي يا بنية ورب السماء يؤتيك فرحا بدل الغم الذي قاسيته


الإصحاح الثامن

و لما فرغوا من العشاء ادخلوا عليها الفتى

فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد والقاها على الجمر المشتعل

حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان واوثقه في برية مصر العليا

و وعظ طوبيا البكر وقال لها يا سارة قومي نصلي إلى الله اليوم وغدا وبعد غد فانا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله وبعد انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا

لانا بنو القديسين فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران الامم الذين لا يعرفون الله

فقاما معا وصليا كلاهما بحرارة حتى يعافيهما

و قال طوبيا ايها الرب اله ابائنا لتباركك السماوات والارض والبحر والينابيع والانهار وجميع خلائقك التي فيها

انت جبلت ادم من تراب الارض واتيته حواء عونا

و الان يارب انت تعلم اني لا لسبب الشهوة اتخذ اختي زوجة وانما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك إلى دهر الدهور

و قالت سارة ايضا ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية

و كان نحو وقت صياح الديك ان رعوئيل امر ان يجمع اليه غلمانه فانطلقوا معه واحتفروا قبرا

لانه قال اخشى ان يصيبه ما اصاب غيره من الرجال السبعة الذين دخلوا عليها

فلما اعدوا القبر رجع رعوئيل إلى زوجته وقال لها

ابعثي واحدة من جواريك لترى هل مات حتى اواريه قبل ضوء النهار

فانفذت احدى جواريها فدخلت المخدع فاذا هما سالمان معافيان وهما نائمان معا

فعادت واخبرت بهذه البشرى فبارك رعوئيل وحنة زوجته الرب

قائلين نباركك ايها الرب اله إسرائيل من اجل انه لم يصبنا ما كنا نتوقعه

فانك قد اتيتنا رحمتك وحبست عنا العدو الذي يضطهدنا

و رحمت الوحيدين فاجعلهما يارب يباركانك اتم بركة ويقدمان لك قربان تسبيحك وعافيتهما حتى تعلم الامم كافة انك انت الاله الواحد في الارض كلها

و للحال امر رعوئيل غلمانه ان يردموا القبر الذي حفروه قبل ضوء الصباح

ثم اوعز إلى زوجته ان تعد وليمة وتصلح ما ينبغي للمسافرين من الزاد

و امر بذبح بقرتين سمينتين واربعة اكبش وان تهيا وليمة لجميع جيرانه واصدقائه

و استحلف رعوئيل طوبيا ان يقيم عنده اسبوعين

و اعطى رعوئيل لطوبيا نصف ماله كله وكتب لطوبيا صكا بالنصف الباقي ان يستولي عليه بعد موتهما


الإصحاح التاسع

ثم ان طوبيا استدعى الملاك الذي كان يحسبه انسانا وقال له يا أخي عزريا اسالك ان تسمع كلامي

اني لو جعلت نفسي عبدا لك لما وفيت بعنايتك حق الوفاء

و لكني مع ذلك اسالك ان تاخذ دواب وغلمانا وتنطلق إلى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وترد عليه صكه وتقبض منه الفضة وتدعوه إلى عرسي

لانك تعلم ان ابي يحسب الايام فان زدت في ابطائي يوما واحدا حزنت نفسه

و انت ترى ان رعوئيل قد استحلفني ولست استطيع ان استخف بحلفه

حينئذ اخذ رافائيل اربعة من غلمان رعوئيل وجملين وسافر إلى راجيس مدينة الماديين ولقي غابيلوس فدفع اليه صكه واستوفى منه المال كله

و عرفه امر طوبيا بن طوبيا وكل ما وقع واتى به معه إلى العرس

فلما دخل بيت رعوئيل وجد طوبيا متكئا فنهض قائما وقبلا بعضهما بعضا وبكى غابيلوس وبارك الله

و قال يباركك الرب اله إسرائيل لانك ابن رجل صالح جدا بار متقي الله صانع صدقات

و تحل البركة على زوجتك وعلى والديكما

و تريان بنيكما وبني بنيكما إلى الجيل الثالث والرابع ويكون نسلكما مباركا من اله إسرائيل المالك إلى دهر الدهور

فقالوا كلهم امين ثم تقدموا إلى الوليمة الا انهم اتخذوا وليمة العرس بخوف الله


الإصحاح العاشر

و لما ابطا طوبيا هناك لسبب العرس قلق ابوه طوبيا وقال لماذا ترى ابطا ابني وما الذي عاقه هناك

العل غابيلوس قد مات وليس من يرد له المال

و اخذه حزن شديد هو وحنة امراته وطفق كلاهما يبكيان لتخلف ابنهما عن الرجوع في يوم الميعاد

و كانت امه تبكي بدموع لا تنقطع وهي تقول اه اوه يا بني لماذا ارسلناك في الغربة يا نور ابصارنا وعكازة شيخوختنا وعزاء عيشتنا ورجاء عقبنا

لقد كان لنا فيك وحدك كل شيء فلم يكن ينبغي لنا ان نرسلك عنا

فكان طوبيا يقول لها اسكتي ولا تقلقي ان ابننا سالم والرجل الذي ارسلناه معه ثقة جدا

فلم يكن ذلك يفيدها ادنى تعزية وكانت كل يوم تقوم مسرعة فتتشوف من كل جهة وتنظر في جميع الطرق التي كانت تظن ان ابنها يرجع منها لعلها تراه عن بعد مقبلا

و اما رعوئيل فقال لصهره امكث ههنا وانا انفذ إلى طوبيا ابيك من يخبره بسلامتك

فقال له طوبيا اني لاعلم ان ابي وامي يحسبان الايام وارواحهما معذبة قلقا

و بعد ان أكثر رعوئيل من الالحاح على طوبيا فابى ان يسمع بوجه من الوجوه اعطاه سارة ونصف امواله كلها من غلمان وجوار ومواش وابل وبقر وفضة كثيرة وصرفه من عنده بسلام فرحا

قائلا ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما ويبلغكما سالمين وتجدان كل شيء عند ابويكما بخير وترى عيناي بنيكما قبل موتي

و اقبل الوالدان على ابنتهما يقبلانها ثم صرفاها

و اوصياها ان تكرم حمويها وتحب بعلها وتدبر عيالها وتسوس بيتها وتحفظ نفسها غير ملومة


الإصحاح الحادي عشر

و فيما هم راجعون وقد بلغوا إلى حاران التي في وسط الطريق جهة نينوى في اليوم الحادي عشر

قال الملاك يا أخي طوبيا انك تعلم كيف فارقت اباك

فلنتقدم نحن ان احببت والعيال وزوجتك يلحقوننا على مهل مع المواشي

و اذ توافقا على المضي قال رافائيل لطوبيا خذ معك من مرارة الحوت فان لنا بها حاجة فاخذ طوبيا من المرارة وانطلقا

و اما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على راس الجبل حيث كانت تستطيع ان تنظر على بعد

فلما كانت تتشوف ذات يوم من ذلك الموضع نظرت على بعد وللوقت عرفت انه ابنها قادما فبادرت واخبرت بعلها قائلة هوذا ابنك ات

و قال رافائيل لطوبيا اذا دخلت بيتك فاسجد في الحال للرب الهك واشكر له ثم ادن من ابيك وقبله

و اطل لساعتك عينيه بمرارة الحوت هذه التي معك واعلم انه للحين تنفتح عيناه ويرى ابوك ضوء السماء ويفرح برؤيتك

حينئذ سبق الكلب الذي كان معه في الطريق وكان كانه بشير يبدي مسرته ببصبصة ذنبه

فقام ابوه وهو اعمى وجعل يجري وهو يتعثر برجليه فناول يده لغلام وخرج لملاقاة ابنه

و استقبله وقبله هو وامراته وطفق كلاهما يبكيان من الفرح

ثم سجدوا لله وشكروا له وجلسوا

فاخذ طوبيا من مرارة الحوت وطلى عيني ابيه

و مكث مقدار نصف ساعة فبدا يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض

فامسكها طوبيا وسحبها من عينيه وللوقت عاد إلى طوبيا بصره

فمجد الله هو وامراته وكل من كان يعرفه

و قال طوبيا اباركك ايها الرب اله إسرائيل لانك ادبتني وشفيتني وهاءنذا ارى طوبيا ولدي

و اما سارة كنته فوصلت بعد سبعة ايام هي وجميع العيال بسلام والغنم والابل ومال كثير مما للمراة مع المال الذي استوفاه من غابيلوس

و اخبر ابويه بجميع احسانات الله التي انعم بها عليه على يد ذلك الرجل الذي ذهب معه

و وفد على طوبيا احيور ونباط وهما ذوا قرابة له فرحين وهناه بجميع ما من الله به عليه من الخير

و عملوا وليمة سبعة ايام وفرحوا كلهم فرحا عظيما


الإصحاح الثاني عشر

حينئذ دعا طوبيا ابنه اليه وقال له ماذا ترى نعطي هذا الرجل القديس الذي ذهب معك

فاجاب طوبيا وقال لابيه يا ابت اي اجرة نعطيه واي شيء يكون موازيا لاحسانه

اخذني ورجع بي سالما والمال هو استوفاه من عند غابيلوس وبه حصلت على زوجتي وهو كف عنها الشيطان وفرح ابويها وخلصني من افتراس الحوت واياك ايضا هو جعلك تبصر نور السماء وبه غمرنا بكل خير فماذا عسى ان نعطيه مما يكون موازيا لهذه

لكني اسالك يا ابت ان نساله هل يرضى ان ياخذ النصف من كل ما جئنا به

فدعاه الوالد وولده واخذاه ناحية وجعلا يسالانه ان يتنازل ويقبل النصف من جميع ما جاءا به

حينئذ خاطبهما سرا وقال باركا اله السماء واعترفا له امام جميع الاحياء لما اتاكما من مراحمه

اما سر الملك فخير ان يكتم واما اعمال الله فاذاعتها والاعتراف بها كرامة

صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب

لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية

و اما الذين يعملون المعصية والاثم فهم اعداء لانفسهم

اما انا فاعلن لكما الحق وما اكتم عنكما امرا مستورا

انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبا الموتى في بيتك نهارا وتدفنهم ليلا كنت انا ارفع صلاتك إلى الرب

و اذ كنت مقبولا امام الله كان لا بد ان تمتحن بتجربة

و الان فان الرب قد ارسلني لاشفيك واخلص سارة كنتك من الشيطان

فاني انا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين امام الرب

فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا وسقطا على اوجههما على الارض مرتعدين

فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا

لاني لما كنت معكم انما كنت بمشيئة الله فباركوه وسبحوه

و كان يظهر لكم اني اكل واشرب معكم وانما انا اتخذ طعاما غير منظور وشرابا لا يبصره بشر

و الان قد حان ان ارجع إلى من ارسلني وانتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه

و بعد ان قال هذا ارتفع عن ابصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك

حينئذ لبثوا ثلاث ساعات منطرحين على وجوههم يباركون الله ثم نهضوا وحدثوا بجميع عجائبه


الإصحاح الثالث عشر

حينئذ فتح طوبيا الشيخ فاه مباركا للرب وقال عظيم انت يارب إلى الابد وفي جميع الدهور ملكك

لانك تجرح وتشفي وتحدر إلى الجحيم وتصعد منه وليس من يفر من يدك

اعترفوا للرب يا بني إسرائيل وسبحوه امام جميع الامم

فانه فرقكم بين الامم الذين يجهلونه لكي تخبروا بمعجزاته وتعرفوهم ان لا اله قادرا على كل شيء سواه

هو ادبنا لاجل اثامنا وهو يخلصنا لاجل رحمته

انظروا الان ما صنع لنا واعترفوا له بخوف ورعدة ومجدوا ملك الدهور باعمالكم

اما انا ففي ارض جلائي اعترف له لانه اظهر جلاله في امة خاطئة

ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة

اما انا فنفسي تتهلل به

باركوا الرب يا جميع مختاريه اقيموا ايام فرح واعترفوا له

يا اورشليم مدينة الله ان الرب ادبك باعمال يديك

اشكري لله نعمته عليك وباركي اله الدهور حتى يعود فيشيد مسكنه فيك ويرد اليك جميع اهل الجلاء وتبتهجي إلى دهر الدهور

تتلالئين بسنى بهيج وجميع شعوب الارض لك يسجدون

يزورك الامم من الاقاصي بقرابينهم ويسجدون فيك للرب ويعتدون ارضك ارضا مقدسة

لانهم فيك يدعون الاسم العظيم

ملعونين يكونون الذين استهانوا بك والذين جدفوا عليك يدانون ويباركك الذين يبنونك

اما انت فتفرحين ببنيك لانهم يباركون كافة والى الرب يحتشدون

طوبى للذين يحبونك ويفرحون لك بالسلام

باركي يا نفسي الرب لان الرب الهنا خلص اورشليم مدينته من جميع شدائدها

طوبى لي ان بقي من ذريتي من يبصر بهاء اورشليم

ابواب اورشليم من ياقوت وزمرد وكل محيط اسوارها من حجر كريم

و جميع اسواقها مفروشة بحجر ابيض نقي وفي شوارعها ينشد هللويا

مبارك الرب الذي عظمها وليكن ملكه فيها إلى دهر الدهور امين


الإصحاح الرابع عشر

و فرغ طوبيا من كلامه وعاش طوبيا بعدما عاد بصيرا اثنتين واربعين سنة وراى بني حفدته

فتمت سنوه مئة واثنتين ودفن بكرامة في نينوى

و كان حين ذهب بصره ابن ست وخمسين سنة وعاد يبصر وهو ابن ستين سنة

و قضى بقية حياته مسرورا واذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة انتقل بسلام

و لما حضرته الوفاة دعا ابنه طوبيا وبني ابنه السبعة الفتيان وقال لهم

قد دنا دمار نينوى لان كلام الرب لا يذهب باطلا واخوتنا الذين تفرقوا من ارض إسرائيل يرجعون اليها

و كل ارضها المقفرة ستمتلئ وبيت الله الذي احرق فيها سيستانف بناؤه وسيرجع إلى هناك جميع خائفي الله

و ستترك الامم اصنامها وترحل إلى اورشليم فتقيم بها

و تفرح فيها ملوك الارض كافة ساجدة لملك إسرائيل

اسمعوا يا بني لابيكم اعبدوا الرب بحق وابتغوا عمل مرضاته

و اوصوا بنيكم بعمل العدل والصدقات وان يذكروا الله ويباركوه كل حين بالحق وبكل طاقاتهم

اسمعوا لي يا بني لا تقيموا ههنا بل اي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع

فاني ارى ان اثمه سيهلكه

فكان ان طوبيا بعد موت امه ارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه وبني بنيه ورجع إلى حمويه

فوجدهما سالمين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما وهو اغمض اعينهما واحرز كل ميراث بيت رعوئيل وراى بني بنيه إلى الجيل الخامس

و بعد ان استوفى تسعا وتسعين سنة في مخافة الرب دفن بفرح

و لبث كل ذوي قرابته وجميع اعقابه في عيشة صالحة وسيرة مقدسة وكانوا مرضيين لدى الله والناس وجميع سكان الارض