الطلينة الفاشية . عملية منهجية قسرية بين عامي 1924 و 1945 ، أجبرت من خلالها حكومةُ بنيتو موسوليني الفاشية الأقليات اللغوية المقيمة على الأرض الإيطالية (خصوصا الأقلية الألمانية في ألتو أديجي ، و الأربيتانية في فالي داوستا و تلك السلوفينية و الكرواتية في فينيتسيا جوليا) لتبنّي اللغة و الثقافة الإيطالية فقط .
وقد اعتمدت هذا النوع من السياسة دول أخرى عبر التاريخ . على سبيل المثال ، محاولة فرنسة في الجزائر و كورسيكا و الألزاس و كاتالونيا الشمالية ، و الفرنسة شبه الكاملة لنيسوا و أوكسيتانيا و بلاد الباسك الفرنسية . و بريطانيا ، لنكلزة إيرلندا و ويلز و مالطا . و تصيين التبت . و ألمنة بوزن و كارينتيا الجنوبية . و اليابان لتيبين الهند الصينية خلال الحرب العالمية الثانية.
في ألتو أديجي أو جنوب تيرول شمل ذلك استخدام الايطالية كلغة رسمية . اغلقت المدارس الالمانية و فرضت فقط الاسماء الايطالية ، و ترجمت العديد من أسماء الأشخاص (مثلا فرانز اصبح فرانكو) ؛ و في بعض الحالات ايضا اسم العائلة يُطليَن (مثلا gruber اصبح Della Fossa و Perathoner اصبح Pietrantoni). و انتقل الكثيرة من الايطاليين إلى المدينة من مناطق أخرى من إيطاليا (خاصة من شمال ايطاليا). تحولت العرقية الالمانية في جنوب تيرول إلى الدواخل و بمساعدة رجال الدين المحليين حافظوا على هويتها الثقافية من خلال تنظيم مدارس الالمانية سرية (ما يسمى Katakombenschule أو مدارس سرداب الموتى ).
بعد عام 1938 و نتيجة للتقارب بين نازية ألمانيا و إيطاليا الفاشية ، تم الاتفاق على حل المشكلة . باستضافت ألمانيا في الرايخ جميع أولئك الذين يرفضون سياسة الاستيعاب . توقع الفاشيون أن النخب ستذهب و أن الجزء الاكبر من السكان سيبقى . بيد انها أخطئوا و سمحوا لعملاء النازية بالتسلل إلى جنوب التيرول ما دفع السكان الالمان إلى اختيار الهجرة باعداد كبيرة . و كان على اغلبية السكان الذين تحدثون الالمانية ان تختار إما التوجه إلى ألمانيا او الاستيعاب و اختار 80 في المائة تقريبا الذهاب إلى ألمانيا . كان المسؤولون النازيون في ذلك الوقت يخططون لاعادة توطين هؤلاء في الأراضي التي تحتلها ألمانيا مثل لوكسمبورغ او القرم . و لكن مع انهيار الفاشية في عام 1943 ، توقفت الهجرة تماما . و كانت هذه الفترة كانت مؤلمة جدا للسكان الناطقين بالالمانية ، و ظهرت التوترات بين أولئك الذين اختاروا الهجرة إلى ألمانيا و الذين اختاروا البقاء . و قد عاد الثلث فقط من ال 75000 الذين رحلوا فعلا إلى الشمال بعد عام 1945 .