سيكون الهيدروجين بحق الوقود الأبدي الذي لا ينفد مع مر العصور، كما أنه العنصر الوحيد الذي لا ينتج عند احتراقه أي انبعاثات ضارة للبيئة، بل إن الانبعاثات الصادرة عنه هي كل ما نسعى إليه مثل الكهرباء أو الحرارة أو الماء النقي! إننا على أعتاب انقلاب اقتصادي وسياسي جديد قوامه الهيدروجين، انقلاب سيحدث تغييرا جذريا في طبيعة الأسواق المالية والظروف السياسية والاجتماعية، تماما مثلما فعل الفحم والبخارعند بداية عصر الصناعة.
وفي ظل الثورة الهيدروجينية، سيكون مصدر الطاقة بمثابة المستهلك والمنتج في آن واحد، بمعنى آخر، عندما يقوم ملايين المستهلكين بتوصيل خلايا الوقود لديهم بشبكات الطاقة الهيدروجينية المحلية أو الإقليمية أو الدولية، يبدأ الطرفان المستهلك والشبكة المشاركة في الطاقة من خلال إنشاء شكل جديد من التوليد والاستخدام اللامركزيين لمصادر الطاقة، إن المستقبل يحمل بين طياته ثورة اقتصادية واجتماعية هائلة يشترك فيها جميع الأفراد والهيئات في عملية استهلاك وإنتاج وبيع الطاقة الهيدروجينية، وإن صح التعبير ستحقق ثورة الهيدروجين مفهوم «الطاقة الديمقراطية». ولنأخذ مثالا عمليا يوضح لنا حيوية تلك المعادلة، فعندما يصبح لديك سيارة تعمل بخلايا الوقود فأنت بالتأكيد تمتلك محطة كهرباء متنقلة تستطيع توليد25 كيلو واط من الكهرباء، ودعنا نتخيل ما سيحدث في المستقبل القريب عندما تذهب إلى العمل بواسطة سيارتك المجهزة بالخلايا الهيدروجينية، فبدلا من تركها بساحة الانتظار مهدرا للوقت والمكان بدون فائدة، ما عليك إلا توصيلها بمخرج الغاز الطبيعي الموجودة بالمبنى، وعند انتهاء الدوام تستقل سيارتك بعد شحنها وهي محملة بحوالي 25 كيلو واط من الكهرباء التي تصلح لتشغيل السيارة أو لإضاءة أو تدفئة أي مكان آخر، وتشير الإحصائيات الحديثة أن السيارات تقف بأماكن الانتظار بدون حركة لأكثر من 96% من إجمالي الوقت، وبالتالي يمكن الاستفادة القصوى من هذا الوقت الضائع في شحن السيارات بالطاقة الهيدروجينية وتحقيق الأرباح أيضا.
اقرأ نصا ذا علاقة بطاقة هيدروجينية، في ويكي الكتب. |