انتخب لشيخ صبحي الطفيلي المولود في لبنان عام 1948 أول أمين عام لحزب الله في عام 1989 تتويجاً لعمل سياسي وديني طويل وسط الشيعة في الجنوب اللبناني، ثم تسلم قيادة الحزب منه عبر انتخابات مباشرة الشيخ عباس الموسوي عام 1991، وفي ذلك العام صدر قرار من الحزب بفصله لإعلانه العصيان المدني على الدولة اللبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان.
درس الشيخ الطفيلي كأقرانه من علماء الشيعة العلوم الدينية، فسافر إلى النجف في العراق، وتلقى دروسه على يد الإمام محمد باقر الصدر، وكان رفيقه في الدراسة آنذاك الشيخ عباس الموسوي الأمين العام الثاني لحزب الله. وبعد دراسته عاد مرة أخرى إلى لبنان وأسس عام 1979 تجمعاً ضم العديد من علماء المسلمين أطلق عليه اسم "تجمع علماء المسلمين" واتخذ من منطقة البقاع مقراً له.
بعد تولي منصبه الجديد بدأ تصعيد عمليات المقاومة الإسلامية المسلحة ضد الوجود الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، وتقديم الدعم للانتفاضة الفلسطينية. وفي مايو/ أيار 1991 وبعد انتخابات جديدة في حزب الله عاد الشيخ صبحي الطفيلي إلى مجلس شورى الحزب بعد أن فاز برئاسة الحزب الشيخ عباس الموسوي، ومن ثم عاد الشيخ الطفيلي ليمارس الدعوة وسط أبناء الطائفة الشيعية وبخاصة الفقراء منهم.
اشتهر الشيخ صبحي الطفيلي بقيادته لما يسمى بثورة الجياع، وذلك عندما أعلن العصيان المدني عام 1997 احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة اللبنانيين.
لم يرض حزب الله عن إعلان العصيان المدني فاتخذ قراراً يوم 24 يناير/ كانون الثاني عام 1998 بفصل الشيخ الطفيلي من الحزب، وحدثت اشتباكات مسلحة بين أنصاره وبعض أفراد حزب الله في حوزة عين بورضاي يوم 30 يناير/ كانون الثاني 1998. وقتل أثناء تبادل إطلاق النار الذي شارك فيه الجيش اللبناني إلى جانب حزب الله الشيخ خضر طليس وأحد الضباط اللبنانيين، ورغم الأحكام القضائية التي صدرت بحقه فإنه لايزال حتى الآن في منزله يستقبل زواره ويقيم معهم كل خميس مجالس عزاء حسينية.