شيخة ريميتي (8 مايو 1923 في سيدي بلعباس - 15 مايو 2006 في باريس ). اسمها الحقيقي باضيف سعدية، كانت مغنية راي جزائرية.
فهرس
|
ولدت الشيخة ريميتي (سعدية باضيف) في 8 ماي 1923 في قرية بالقرب من وهران عاصمة غرب الجزائري. وهي تنحدر من عائلة فقيرة، وكانت قد تيتمت في وقتٍ مبكر من حياتها، كما عرفت عذابات الفقر والعوز اشد المعرفة، إلى أن لمع نجمها في الخمسينيات مع ظهور اسطوانتها الثانية "شرخ، guetaâ". وكان لهذه الاسطوانة تأثير يشبه تأثير القنبلة الحارقة حيث كسرت المحظورات الجنسية في مجتمع تقليدي تكبله الممنوعات.
أغلب العائلات الجزائرية المحافظة ترفض سماع هذا النوع الغنائي، وكان الناس يسمعونها بعيدا عن بيوتهم أو سرا . و لازال الكثير من أغانيها لا يمرر في وسائل الأعلام لأنة يعتبر من الفنون الماجنة. بدأت الشيخة ريميتي مسيرتها بالعمل مع المغنيين الجوالين قبل ستين عامًا حيث رافقتهم وهي صغيرة من مدينة لأخرى و من ملهى لآخر، لم تكن تربح الكثير، لا ننسى أنها كانت حقبة الإستعمار الفرنسي
مع الوقت تفرض وجودها بين فناني ذلك الوقت، زغم أنه لم يرد لها أن تمثل أحد أوجه الثقافة الجزائرية رغم شعبيتها ضلت تاصل نشاطها في الملاهي الليلية، والاحتفالات الريفية، وأصبحت فيما بعد مغنية المهاجرين في فرنسا و بلاد المهجر ككل.
منع بث أغانيها في الاذاعة بعد استقلال الجزائر بيومٍ واحد، ولم تتلقى و لا دعوة واحدة في التلفزيون الجزائري حتى مماتها.
هاجرت إلى فرنسا في السبعينيات، لكنها حافظت موسيقاها و فنها و كانت تعود سنويًا لفتراتٍ طويلةٍ إلى الجزائر. كما سعت طوال حياتها للحصول على التقدير الذي لم تحظى به حتى بعد مماتها، إذ لم تنشر الصحافة الجزائرية الرسمية سوى خبرًا قصيرًا ينوه لوفاتها.
مما نستنتجه في أغنيات الريميتي بكلماتها من دون حدود و صوتها القوي الناصح و ايقاع موسيقتها اللامعتاد الجرئ، يرمي بالحشمة جانبًا، ويكسر التصورات النمطية، يعطيك تصورا لإمرأة عربية جريئة لا صامته، متحررة لا محافظة، في المحتوى النصي لغنائها لا يدعو للتمرد لكنه يحكي قصصا واقعية، و أشياء واقعة في المجتمع، و فن الراى هو الفن الوحيد الذي يعبر عن الرأي الشخصي، و الريميتي أجادت فبرعت و تميزت و لا نجد امرأتا تماثلها بهذا القدر.
استعار الكثير من فناني الراي اغانيها رجالا و نساءا، رغم كبر سنها ضلت في الريادة و تنافس الشبان و الشابات من المغنيين في فن الراي بتجديدها الباهر و الفريد.
في التسعينيات: مع روبرت فريب Robert Fripp ومع عازف الباص في فرقة رد هوت تشيلي بيبرز Red Hot Chili Peppers، حيث زاوجت في اسطوانتها الأخيرة "انت قدامي" آلات موسيقية بدوية مثل الناي والربابة مع الموسيقى الالكترونية.
تقول الريميتي في فناني الراي : "لقد استفادوا مني لنشر موسيقى الراي، لكن موسيقاهم ليست أصيلة. قلت لنفسي، لأنكم تستغلونني سوف أرد عليكم بأسلحتكم، بالموسيقى الأمريكية. وهكذا تخطيتهم بأميال".
دعيت ريميتي بهذا اللقب عندما وزعت المشروبات على المعجبين بها في أحد الحانات حيث طلبت من النادلة أن تقوم بذلك قائلةً لها: «remettez»، أي دورة أخرى، وتحولت مع الوقت إلى ريميتي بالعامية العربية.
ماتت الريميتي في 15 ماي 2006 يومين فقد بعد أن أقامت حفلا في فرنسا بقاعة الزينيث بباريس.