شمس الدين السخاوي ، شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي – نسبة إلي سخا غرب الفسطاط – الشافعي ،(831 هـ الموافق 1428-902 هـ ).
مؤرخ كبير وعالم حديث وتفسير وأدب شهير من أعلام مؤرخي عصر المماليك . ولد وعاش في القاهرة ، ومات بالمدينة المنورة سافر في البلدان سفرا طويلا وصنف أكثر من مائتي كتاب أشهرها الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ترجم نفسه فيه بثلاثين صفحة .
ولد شمس الدين السخاوي في ربيع الأول سنة 831 هـ الموافق 1428 م بحارة بهاء الدين – في تلك الفترة – قريبا من مدرسة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بالقرب من باب الفتوح – حاليا - بالقاهرة ، وبعدها انتقل إلي ملك لأبيه مجاور لمسكن بن حجر العسقلاني .
بداية ؛ أرسله أبوه إلي المؤَدِّب الشَّرف عيسي بن أحمد المقسي الناسخ فأقام عنده فترة قصيرة ، ثم نقله أبوه إلي زوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري أحد أصحاب الشيخ يوسف الصَّفِّي المالكي فقرأ عنده القرآن . بعدها بفترة ، توجه به أبوه إلي الفقيه الشيخ الشمس محمد بن أحمد النحريري السعودي الضرير – مؤدب البرهان بن خَضِر و الجلال بن الملقِّن و ابن أسد وغيرهم من العلماء الكبار في هذا العصر –لاستكمال تعلم القرآن وعلوم تجويده ، وحفظ منه فوائد ونوادر في الأدب ، وقرأ عليه بعض الحديث ، وبعدها انتقل بأمر من السعودي الضرير إلي الشيخ الشهاب بن أسد فحفظ عنده كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي ، وكتاب التنبيه – ألفه عم السخاوي - ، وكتاب المنهاج الأصلي وألفية بن مالك وكتاب النخبة ، وكذلك قرأ عليه القرآن بقراءة أبو عمرو وابن كثير المقرئ ، وكذلك تدرب علي القراءة والمطالعة ، حتي صار يشارك غالب من يتردد عليه في فهم القرآن والفقه وغيره .
وكانت من عادة السخاوي أنه كلما حفظ كتابا عرضه علي شيوخ عصره لكن لم يأخذ عنهم ؛ ومنهم :
بعدها حفظ ألفية العراقي وكتاب شرح النخبة وغالب كتاب الشاطبية وبعض كتاب جامع المختصرات ، ومقدمة الساوي في العروض وكتب أخري كثيرة لم يكمل حفظها .
بعد ذلك قرأ بعض القرآن علي الشيخ النور البلبيسي – نسبة لبلبيس - إمام الأزهر ، وقرأ علي الشيخ الزين عبد الغني الهيثمي علي رواية بن كثير ، وسمع كثيرا من الروايات السبعة والعشرة علي الشيخ الزين رضوان العُقْبِي ، والشيخ الشهاب السكندري وغيره من مشايخ هذا العصر . بل يقول السخاوي أنه سمع الفاتحة وبداية سورة البقرة علي شيخه بقراءة بن أسد وجعفر السنهوري وغيرهما من مشايخ القراءات في هذا العصر .
.حفظ القرآن وهو صغير ، ثم حج في سنة خمس وثمانين وجاور سنة ست وسبع وأقام منهما ثلاثة أشهر بالمدينة المنورة ثم حج سنة اثنين وتسعين وجاور سنة ثلاث وأربع ثم حج سنة ست وتسعين وجاور إلى أثناء سنة ثمان وتوجه إلى المدينة فأقام بها أشهر أو صام رمضان بها ثم عاد في شوال إلى مكة وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة وجاور بها حتى مات سنة اثنتين وتسعمائة يوم الأحد الثامن والعشرين من شعبان ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك .
ويعتبر الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ كتاريخ للتاريخ الإسلامي فقد سمع السخاوي الكثير عن أستاذه وشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 هـ . وقد لازمه أشد الملازمة وحمل عنه ما لم يشاركه فيه غيره . وأخذ عنه أكثر تصانيفه وقال عنه هو أمثل جماعتى .
وللسخاوى مؤلفات كثيرة منها : الضوء اللامع في أخبار أهل القرن التاسع ، الجواهر والدرر في ترجمة الشيخ ابن حجر و الذيل على رفع الإِصـر.