سيمونينو الترينتي (بالإيطاليةSimonino di Trento، و يعرف تقليديا بالقديس سيمونينو San Simonino) طفل قـُتل خلال عيد الفصح في مدينو ترينتو الإيطالية لعام 1475 بَجـّلهُ الكاثوليكيون مباركاً حتى سنة 1965 . واتُّهم يهود المدينة بأنهم قتلوه واستخدموا دمه لتحضير خبز الفصح.
اختفى طفل يبلغ من العمر سنتين و نصف مساء يوم 23 مارس من عام 1475 ، الخميس المقدس ، و وجد في عيد الفصح بوضع مؤلم ، بمياه إحدى القنوات التي تعبر الحي اليهودي . أُييدت بقوة فرضية بأن كان الطفل ضحية "طقوس قتل" (طقوس رهيبة يجمع فيها الدم البشري لاستخدامه في إعداد خبر الفصح اليهودي) اقترفتها الطائفة اليهودية المحلية. وقد أُعدم خمسة عشر يهودياً أُدينوا بالتورط بالحادثة باعترافات انتزعت بالتعذيبب .
جرت محاولات عديدة لتبرئة اليهود من هذه الحادثة ، و اعتبار ما جرى بمثابة فرية دم و تشويه بحق اليهود ، موجهين اللوم على تأجيج أجواء معاداة السامية السائدة آنذاك من قبل رجال الدين النصارى من أمثل برناردينو دا فيلتري و جوفاني هيندرباخ .
بيد أن البروفيسور الإسرائيلي أرييل طواف رئيس قسم تاريخ شعب إسرائيل في جامعة بار إيلان المقربة من المعسكر الديني - القومي ، و الخبير الدولي في شؤون يهود إيطاليا خلال العصور الوسطى و الحديثة ، و ابن كبير حاخامات إيطاليا في القرن الأخير و الذي ترأس "كنيس روما" طوال خمسين عاماً.
أصدر كتاباً باللغة الإيطالية بعنوان «فصح الدم» يؤكد من خلاله أنه لا يمكن رفض احتمال أن تكون الاتهامات ضد بعض اليهود مسنودة و مدعومة بالأدلة.
و يؤكد بأنه توصل إلى هذه النتائج بعد أن اكتشف أن بعض الشهادات التي تم شطبها في محاكمة مقتل الفتى سيمونينو الترينتي في العام 1475، لها أساس حقيقي ولا يمكن إلغاؤها.
وقال:" منذ العام 2001 وأنا أدرس في بار إيلان عن فرية الدم. أخذت الشهادات التي الواردة في تحقيقات مقتل الفتى سيمونينو، و قمت بدراسة التفاصيل الواردة فيها ، من أجل التأكد فيما إذا كانت مفتعلة وتم إدخالها بشكل تعسفي من قبل المحققين. ووجدت أن هناك أقوالاً وبعض شهادات ليست جزءاً من ثقافة القضاة المسيحيين، ولم يكن بإمكانهم إفتعالها وإضافتها".
أثارت أبحاثه غضباً وحملة شجب في أوساط باحثين أكاديميين آخرين، وفي أوساط الجاليات والمنظمات اليهودية ، فرد على ذلك قائلا :" لن أتنازل عن التمسك بالحقيقة والحرية الأكاديمية، حتى لو صلبني العالم" كاشفاً النقاب عن تعرضه لتهديدات.
و قال:" أنا لا أقول أن اليهودية تـُشـَرّع القتل، إلا أنه في داخل اليهود الأشكناز كانت مجموعات متطرفة على استعداد للقيام بذلك، وجعله مشروعاً".
وتابع أنه تمكن، وعلى عشرات الصفحات، من إثبات أن مسألة الدم هي مركزية في عيد الفصح، وتوصل إلى نتيجة أنه تم استخدام الدم في عيد الفصح، وخاصة لدى اليهود الأشكناز، الذين كانوا يعتقدون بوجود مزايا طبية لدماء الأطفال، وعليه فقد استخدموا مساحيق مصنوعة من الدم.
ويقول المؤرخ أنه عثر على أدلة تشير إلى سماح الحاخامات اليهود باستخدام الدماء، بما فيها الدماء البشرية أيضاً. وبرأيه فقد كان الدم مركباً مهماً في الطب الأوروبي في القرون الوسطى، وأن تجار الأدوية في ألمانيا كانوا يبيعون الدماء البشرية.
وقال:" في إحدى الشهادات في المحكمة المذكورة ورد ذكر تاجر "سكر ودماء" كان قد وصل إلى البندقية . ولدى الفحص في الأرشيفات في البندقية تبين أنه كان هناك تاجر سكر ودماء، والتي كانت تعتبر احتياجات أساسية في الصيدليات في تلك الفترة".
وأنهى بالقول إنه بعد 35 سنة من الأبحاث والدراسات لم يتحول إلى معدٍ للسامية ، ولم يقم بنشر الكتاب لأهداف ربحية. علاوة على أنه يعتقد أن "التطرف في الماضي قد جلب الكوارث والتهم على اليهود، وأنه يجب أن تتوقف الكراهية والتحريض عن التدحرج لأنه سيكون هناك من سيستغل ذلك".