الرئيسيةبحث

سوف

سوف احدى قرى محافظة جرش وهي من أكبر قرها


--زمان الصمت 12:29، 19 أبريل 2008 (UTC)


(وفردوسنا بسوف الهوى يطيب من أم الدرج لن هب يكشف صوابي)

البدء شعرا، حين يكون الحديث عن سوف.. وهي القرية القريبة إلى أهلها، والحاضرة في وجدان من يزرها، ولذا فحين حاكاها الشاعر عطا سلامة عضيبات، وكأنها فردوسه، كان يعبر عن روح ارتباطه بهذا المكان، ويصر بأن يؤكد هذا في مطلع قصيدة أخرى، فيها يقول: (يا ما حلا وبسوف عند المسيّة جمعة ارفاقه، ونقظب الدرب تغريب هوى مشخّل من جبال عذيّه وصفّاه ربي بسنديان العراقيب وزهر النبق إذا وبريحه زكيه ولن صافح الخدّين قلبك به يطيب) هناك هي سوف.. وتلك بعض صفاتها، حيث موقعها غرب جرش، مسافة ثمانية كيلومترات، ثم يكون الاستقبال للقادم بهوائها العليل، وطبيعتها الزكية، وعبق التاريخ الذي تتشربه تربتها، وهو مكتوب على أشجارها، ومحفور على هامة بيوتها.

الخانوقة

غرب جرش.. إنها سوف.. القرية التي تشير الكتابات القديمة إلى أن اسمها هو كلمة لاتينية معناه النهر، أو مدينة الينابيع، أو المنتجع، أو المنتزه، على حد رواية نفر من أهلها، وتذكر أحيانا دير ياسوف، وكفر ياسوف، وياسوف، ولكن الكتب تشير أيضا إلى أنه أطلق عليها عند تحديدها تسمية جارة جراسا(هذه التسمية جراسا أو جراسيا تطلق على جرش في العصور القديمة)، كما أنه في العهد التركي أطلق الأتراك على سوف تسمية الخانوقة أو حنوق أو الخندق. ولكن فريدريك بيك في كتابه تاريخ شرقي الأردن وقبائلها يشير إلى أن سوف هي ديون القديمة، وهذا يفصله في هامش الصفحة 37 قائلا بأنه حسب الخارطة 38 من الأطلس التاريخي للأرض المقدسة لآدم سميث، تكون ديون هي قرية سوف الحديثة، وابلا اربد..، وبذلك تكون سوف قد بنيت حوالي النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد. ولعل التسمية نسبة إلى المياه هي الأقرب إلى وصف واقع سوف، وهي أفضل توصيف للمكان، حيث الينابع الكثيرة في سوف، حتى أنه يمكن رصد أكثر من أربعين عين ماء فيها، ويورد كبار السن في القرية أسماء بعض تلك العيون على النحو التالي: (عين سوف، وعين وادي سوف، وعين أم ظاهر، وعين مفرج، ونبع الفوار، وبصاص عبيدالفوقا، والتحتا، وعين الذيبة، وبصاص الدب الشرقية والغربية، وعين نبهان، وعين المرج، وبصاص قرع، وبصاص حسان، وعين أم جرن، وعين القرقة، وعين علي الدخل الله، وعين بصت لوزه، وعين السبطة، وعين عدامه، وبصاص فخاره، وعين المنصورة، وعين واد الدن، وبصاص سعد، وعين أم الدجاج، وعين الميته، وبصاص منديلأم الخيرات، وعين أبو الخون، وعين ظهر المدينة، وعين الشواهد،وعين الحنيش، وعين الخراج، عين المغاسل..). وتتقاطع بعض هذه التسميات للعيون، والتي دونت من ذاكرة أهل القرية، مع ما كتبه الباحث عليان عبد الفتاح الجالودي في كتابه قضاء عجلون 1864-1918م، حيث رصد الينابيع في تلك الفترة في سوف على النحو التالي: الديبي، الشواهد، زيلة، أم جرين، العقدة، نبهان، الغزال، أم فرج، أم الجرم، بصة عبيد، بصة لوزة، البلد، الغراقة، الطيبة، الفوار.

المنصورة

عند تحديد موقع قرية سوف، نعود إلى الوصف الذي كان يطلق قديما عليها عند تحديدها، بأنها تقع في مطلع الشمس. وموقعها التاريخي القديم كان في أراضي المنصورة (وهي خربة قديمة ضمن أراضي سوف الآن، واسمها خربة سوف) التي تعتبر منطقة ذات آثار أرضيات فسيفسائية وأبنية وينابيع، هذا كما أشار إليه مصطفى علي العتوم وياسر عبد المجيد العضيبات في كتابهما تاريخ سوف الاجتماعي، ويضيفان كذلك بأن تاريخ تلك الآثار في المنصورة يرجع إلى زمن الرومان والبيزنطيين واليونان، وقد أقيم فيها كنيسة أثرية كتب عليها عبارات ذات حكم، وأقوال للعبادة والتوحيد، ولما جاء الحكم الإسلامي بعد قدوم القائد العربي شرحبيل بن حسنة، وفي عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، حوّلت هذه الكنيسة إلى مسجد كتب عليه (في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز)، وأقيم عليه العمران، وسمي باسمه... ولكن حدود قرية سوف الحديثة يمكن تثبيتها على النحو التالي في أنه يحدها من الشرق بني حسن، قرية دخل، ومن الشمال قفقفا وبليلا وحدود النعيمة، ومن الغرب الشمالي صخرة وحدود عبلين وحدود عنجرة، ومن الجنوب الغرب ساكب وحتى سيل الزرقاء، ومن الجنوب سد الملك طلال، والمجدل، وسيل الزرقاء.

حديث الرحالة

لأنها قديمة، عريقة، وحاملة إرث عتيق، فقد وثقها الرحالة عندما مروا بها، أو كتبوا عن المنطقة التي تقع فيها. لذلك فإنه عند العودة إلى ما دونوه عن سوف، نلاحظ أن الرحالة بيركهارت في رحلته الشهيرة إلى الحجاز والشام والنوبة مرّ بأراضي سوف وكتب عنها قائلا: وبعد سبع ساعات وربع الساعة ابتداء من الرمثا وصلنا إلى نبع سوف، وأطفأنا ظمأنا من مائه، بعد أن أمضينا يومنا دون ماء، وتقع سوف على منحدر الجبل، في جنب الوادي الغربي الذي يدعى الدير، ويتزود الجدول الذي يجري في الوادي، ويدعى القيروان من ينابيع غزيرة تتدفق من تحت صخرة قرب القرية. تضم قرية سوف حوالي أربعين عائلة تتكون أملاكها الرئيسية في المنطقة التي تدعى المعراض. في سوف بناية مربعة قديمة متهدمة، مع عدة أعمدة محطمة، وقد نسخت كتابات قديمة من خرائبها، وعلى مقربة من منابع العين توجد عدة كهوف تقيم فيها عائلات. كما أن ج.س. بكنجهام زارها في رحلته سنة 1816م، ووثق الزيارة في كتابه رحلات في الأردن وفلسطين حيث قال عنها: سوف بلدة مهمة في الزمن القديم، تضم في الوقت الحاضر ما بين 40-50 منزلا وعدد سكانها 500 نسمة، وتتبع باشا دمشق، ويزرع الأهلون أراضيهم بحبوب القمح، كما تكثر أشجار الزيتون والكرمة فيها. وذكر القس كلاين الذي زار المنطقة في عام 1868م، أن سكان سوف كانوا يبلغون مائة عائلة مسلمة وأربع عائلات مسيحية.

دفاتر الطابو

كما أن سوف دونت في الوثائق العثمانية، وقد تم رصد بعض ما اختص بها في الجزء الثاني من كتاب مدونة النصوص الجغرافية لمدن الأردن وقراه للباحث المهدي عيد الرواضيه، حيث وثق ما ورد عن سوف في دفاتر الطابو العثمانية، وفي هذا السياق هو يشير إلى أن سوف ذكرت في دفتر دفتر مفصل لواء عجلون رقم 970، وورد عنها ما يلي: قرية وادي شوف(سوف) تابع عجلون، تيمار موسى بن أوغور وبيرام وجاوش محمد، فيها إحدى وسبعون خانة وأربعة مجردين وإمامان، وعدد النصارى ثمانية أنفار، حاصل قسم من الربع: سبعة عشر ألفا وتسعمائة وثمان وتسعون آقجة. من الحنطة: ست عشرة غرارة قيمتها ألفان وثمانون آقجة. من الشعير: ثمان غرارات قيمتها خمسمائة وستون آقجة. وخراج كروم العنب اثنا عشر ألفا وتسعمائة واثنتان وستون آقجة. يؤخذ عن كل مائتي دالية عشر آقجات، وخراج الزيتون: ألف وخمسمائة آقجة، عن كل شجرتين آقجة واحدة. وخراج الفواكه خمسمائة آقجة، عن كل خمس شجرات آقجة واحدة. ورسم المعزة(الماعز): ثلاثمائة آقجة. ورسم المعصرة ست وتسعون آقجة. وجزية النصارى(8 في 80) ستمائة وأربعون آقجة خاص شاهي(سلطاني). كذلك هو يذكر أيضا أن سوف وردت في دفتر مفصل لواء عجلون رقم 185، حيث كانت الإطلالة عليه في ذلك الزمن على النحو التالي: قرية حنوق(خندق) تابع بني علوان، وتدعى أيضا وادي سوف، فيها خمس وسبعون خانة وخمسة مجردين، وعدد جماعة النصارى في هذه القرية عشر خانات، جزيتهم تسعمائة آقجة. وحاصل قسم من الربع؛ من الحنطة: ثلاثون غرارة قيمتها أربعة آلاف وثلاثمائة آقجة. من الشعير: عشرون غرارة قيمتها ألف وستمائة آقجة. وخراج الأشجار وغيره: عشرة آلاف آقجة. ورسم المعز والنحل: ثلاثة آلاف وثلاثمائة وعشرون آقجة. ورسم المعصرة ثمانون آقجة. وبادهوا: ألف آقجة؛ فيكون المتحصل عشرون ألف ومائتي آقجة.

المناطق القديمة

ولأن البداية من الجغرافيا، والموقع، فإنه لا بد من الإشارة إلى المناطق التاريخية القديمة، لتكون الصورة واضحة حول المكان، قبل أن يكون السرد لتاريخ الإنسان الذي شكل ذاكرتها، وقد قدم سردا لها عبد الله علي أحمد أبو كشك الزريقات، وهو من أبناء سوف، وله حانوت عطارة في جرش، وقد سرد الأماكن على النحو التالي: طرون، أبو المغر، وادي الدن، الطوال، المنصورة، طربون، طور غيث، طور نقرش، خربة المرج، خربة ظهر المدينة، خربة المصلى، خربة أبو المغر، خربة فاميا، خربة أم الدرج، الطور الأحمر، خربة الماشوح، المضبعة، خربة السبطة، طاقة النمرة، خربة زقريط، خربة دير عمود، خربة عرامة، خربة المنصورة، خربة الحجرين، درجة سعدا، المعصاة، مقطع القرمية، رجس، الحروث، باب أم الصفا، الكوم، عراق راجح، وادي صرصر، البرج، المنارة، حبلة مطة، خلة لبوة، بيدر الحمص، المدابس، أبو الروس، السراب.


ســـيرة قريـــة

تقع سوف في الجهة الغربية من جرش، على مسافة 8 كيلومترات، على خط الطول 35 درجة و50 دقيقة شرقا، ودائرة العرض 32 درجة و19 دقيقة شمالاً، ومساحتها تقريبا 39 ألف دونم، وهي إحدى مناطق بلدية جرش الكبرى، وتتبع إداريا إلى لواء القصبة في محافظة جرش.

الديموغرافيا:

يبلغ عدد سكان سوف بحسب التعداد العام للسكان والمساكن عام 2004م 11616 نسمة(5961 ذكورا و 5655 إناثا)، يشكلون 2067 أسرة تقيم في 2716 مسكنا.

التربية والتعليم:

توجد في سوف 10 مدارس هي: مدرسة سوف الثانوية الشاملة للذكور، مدرسة سوف الأساسية للذكور، مدرسة سوف الأساسية الجديدة للذكور، مدرسة البرج الثانوية للذكور، مدرسة سوف الثانوية الشاملة للإناث، مدرسة سوف الأساسية للإناث، مدرسة نفيسة بنت الحسن الأساسية المختلطة، مدرسة البرج الثانوية الشاملة المختلطة، مدرسة سوف الأساسية المختلطة، ومدرسة بيدر الحمص الأساسية المختلطة.

الصحة:

يوجد في سوف مركز صحي شامل.

المجتمع المدني:

توجد فيها جمعية سوف التعاونية، ومركز شباب سوف، ومركز شابات سوف، ونادي شباب سوف(وقد تم إغلاقه)، وجمعيات خيرية خاصة.

مع تحيات : عاطف سليمان حويطات