السفينة البخارية هي السفينة تعمل بالطاقة البخارية. والبخار هو ماء في الحقيقة، يتحوّل إلى هذه الحالة بفعل الحرارة، وله طاقة كبيرة في توليد الحركة، تزداد بمقدار ما ترتفع حرارة البخار وتزداد كميته.
إن أول مَنْ فكَّر بأن الطاقة البخارية قادرة على تحريك السفن هو (بابان) (1647-1714م)، وانتبه علماء آخرون لملاحظته المهمة هذه، ومنهـم المهنـدس الاسكتلنـدي (جيمـس واط) (1736-1819م)، الذي يعود إليه الفضل في اختراع الآلة البخارية الأولى ذات الأسطوانة، التي لا يلعب فيها الهواء أيَّ دَوْرٍ، والتي يقوم فيها البخار وحده بتوليد القوة المحركة.
في عام 1778م، شهدت المياه نزول أول سفينة بخارية -للتجربة- فحققت نجاحاً ملحوظاً.
هذه السفينة قد صمّمها (دابان) (1751-1832م) الذي بنى سفناً أخرى، برغم الخسائر المادية التي لحقته؛ إذ اضطّر في سنة 1801م مثلاً، أن يهدم قسماً من أقسام بيته، لإكمال بناء إحدى سفنه!.
وتطورت صناعة السفن البخارية على يد الرسام الأمريكي (فالتون) (1765-1815م)، الذي بنى سفينة بخارية شهيرة جداً هي (نوتيلوس)، التي طافت في سنة 1803م، نهر السين في فرنسا.
وبعد أربع سنوات، وضع في الخدمة في نهر (هدسون) في أميركا، سفينة (كليرمون) التي بلغ طولها (40 متراً)، وسرعتها (6 كم) في الساعة.
وشهد عام (1819م)، نزول السفينة البخارية الشهيرة (سافانا) التي عبرت المحيط الأطلسي، معتمدة في ذلك أيضاً على الأشرعة.