تعتبر ولاية سعيدة منطقة غابية و مائية واسعة، تقع في الغرب الجزائري و تتوسط الهضاب العليا، تقدر مساحتها ب 6613 كم، تنقسم إلى 16 بلدية موزعة على 06 دوائر و مقر الولاية هو مدينة سعيدة. وجدت منذ عصور ما قبل التاريخ و يشهد على ذلك محطات عديدة مثل المغارات ، المخابئ و الرسوم الحجرية مثل تلك الموجودة بمنطقة تيفريت. أقام بها الإنسان منذ أكثر من 15 ألف سنة و قد كان يعيش تحت الصخور و في المغارات كمغارة "الإنسان" التي توجد بالضفة الشمالية لمصب واد سعيدة، حيث تم اكتشافها عام 1891، و حسب الدراسات فإن هذه المغارة تعود إلى العصر الحجري الوسيط، كما يوجد بمنطقة تيفريت 30كم شرق سعيدة مغارة أخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث و حسب ابن خلدون يعتبر البرابرة أول سكان سعيدة. مرت على سعيدة العديد من الحضارات منذ عصور ماقبل الميلاد، حيث في القرن 03م، كانت تحت سيطرة الملك النوميدي "ماسينيسا"، و قد كانت في عصره منطقة زراعية قوية، ثم وقعت تحت سيطرة الاحتلال الروماني عام 40م، أما عام 429م فقد احتلها الو ندال. في القرن 07م ترسخت المسيحية في المنطقة مع "الجدارين الفر نديين" –معنى جدارين هم المدافعون عن الله- و هم البرابرة المسيحيون. في القرن 08م، سعيدة مسلمة بمجيء "بني هلال" و الذين اندمجوا في مملكة "تيهرت" (704م-858م) و قد عرفت في الفترة تطور و حضارة مميزين في جميع الميادين بينما سيطر الفاطميون على المنطقة في القرن 10م في عهد الخليفة الفاطمي المنتصر(1036-1094)ذ، أما في القرن 12م سيطر المرابطون ثم الموحدون الذين استقروا في سعيدة عام 1147. عام 1269 جاء الزيانيون و بقوا إلى غاية 1550 و هو تاريخ الفتح العثماني. ككل المدن الجزائرية وقعت سعيدة تحت الحكم العثماني و ضمت إلى بايلك معسكر(1701-1791) تحت حكم الأغا. سعيدة تحت السيطرة الفرنسية: احتلت العاصمة عام 1830 ثم وهران و مرسى الكبير و كذلك معسكر ابتداء من 1835، حيث تنقل الأمير عبد القادر إلى سعيدة و أسس قاعدته العسكرية بغابة العقبان "vieux Saida" و هي تحتوي على برج مراقبة روماني ، في 22/10/1841 بدأ الفرنسيون يدخلون سعيدة بقيادة الجنرال بيجو بعد أن تركها الأمير في حالة جيدة. في هذه الفترة عرفت المنطقة العديد من المعارك ضد المحتل الفرنسي مثل معركة "عين المانعة" 24أوت و12/09/1843م معركتي "تيرسين" و "سيدي يوسف" في 22/09/1843م، كما كانت هناك العديد من المعارك جنوب المنطقة بقيادة الشيخ بو عمامة. تواصل استقرار المعمرين في المنطقة خصوصا بعد 1870م و الذين استولوا على أملاك الفلاحين العرب و جردوهم منها لتفقيرهم. عام 1881م تمت مبايعة الشيخ بوعمامة . في نوفمبر 1886 استقـرت في المنطقة الفرق العسكريـة الأجنبيـة " la légion étrangère".
كرونولوجبا الأحداث في سعيدة من 1945-1962:
طيلة الثورة التحريرية كانت المنطقة شاهدة على العديد من العمليات المسلحة من طرف وطنيين شجعان إذ سجلت وقوع 1700 شهيد في ساحة الشرف لتعيش الجزائر حرة، حيث تم تسجيل 81 عملية من معارك؛ اشتباكات عسكرية و أعمال تخريب و ذلك من 1956إلى 1962 و هي كالتالي:
بعض أهم المعارك:
اسم المدينة: حسب الروايات كانت تحمل الاسم الأمازيغي " تيرسيف"، كما حمل اسم زوجة عبد الله بن رابي عم مهدي العبد و هو الخليفة الذي حكم المنطقة في القرن 09م، كما سميت "حاز سعيدة" و يعود للمياه المعدنية الساخنة لسيدي عيسى و ذلك في عهد الفاطميين، كما سميت العقبان لوجودها في وسط الهضاب العليا و لانتشار طائر العقاب بها، أيضا سماها الأمير عبد القادر سعيدة نظرا لما حققه بها من قوة وهو الاسم الذي بقيت عليه لليوم.
سعيدة هي مدينة جزائرية، وعاصمة ولاية سعيدة. عدد سكانها 130 ألف نسمة (تقديرات عام 2006). تقع المدينة في جنوب الأطلس التلي في منطقة ذات أهمية. تأسست المدينة كمعسكر فرنسي في عام 1854. من بين النشاطات الرئيسية في المدينة الصناعة الجلدية، وإنتاج المياه المعدنية، والزراعة.
المصدر: إذاعة سعيدة الجهوية [[1]]