فهرس |
ولد عام 1948م بمدينة المكلا بحضرموت و نشأ في بيت الأسرة تحت رعاية جده الشيخ المقدم عبدالله سعيد دحي. التحق بالمدرسة الابتدائية بالمكلا، حاضرة السلطنة القعيطية عام 1956م وبعد عام واحد بعد انتقاله إلى سنة ثانية ابتدائي بدأت شرنقة حبه للقراءة بالظهور حيث كان و زميل دراسته وابن حيّهِ محمد سالم اليزيدي، يذهبان إلى المكتبة السلطانية للقراءة باستمرار.
أوفدت إدارة المعارف القعيطية في العام 1964م سعيد دحي ضمن أفضل خمسة طلاب للدراسة الثانوية في السودان وكان دحي من الطلاب المتفوقين في اللغتين العربية والإنجليزية، وحدث في العام نفسه أن كتب دحي قصيدته الأولى (بلا شموع) واصطحب الغريب في عصر أحد الأيام لزيارة الأستاذ أحمد عبدالله بن طاهر باوزير مدرس اللغة العربية بالمدارس المتوسطة والثانوية إلى بيته ليعرض عليه دحي قصيدته وجاء تعليق الأستاذ باوزير:«هذه القصيدة تبشر بميلاد شاعر اكتملت له المعايير والضوابط الفنية للمسك بزمام الشعر وكتابته».
توسعت مدارك سعيد دحي أثناء تلقي دراسته الثانوية في السودان وانتفع كثيراً من المناخ الثقافي السائد في السودان آنذاك وشارك بفعالية في كافة النشاطات الطلابية وكان من القيادات الطلابية لرابطة الطلبة الحضارم الدارسين بالسودان آنذاك.
عاد سعيد دحي إلى المكلا بعد إكمال دراسته الثانوية في السودان عام 1968م وعمل مدرساً في إعدادية البنين بالمكلا وكان في الوقت ذاته يعد برامج أدبية متميزة للإذاعة المحلية بالمكلا وتقرر بعد عامين افتتاح أول كلية جامعية وهي كلية التربية العليا Higher College Of Education بعدن عام 1970م ونال في العام 1974م درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها.
عمل سعيد دحي مع زملاء آخرين بالكلية في مرحلة الدراسة على تأسيس جمعية بلقيس الأدبية التي استوعبت الطاقات الشابة المبدعة التي أثرت وتأثرت وقد حظيت تلك الجمعية برعاية وتوجيه الأديب والشاعر السوداني الكبير د. تاج السر الحسن، الأستاذ بالكلية آنذاك وكان من زملائه المؤسسين للجمعية عبدالله حسن السقاف ، عبدالمطلب أحمد جبر ، عمر باني ، حسين عبدالرحمن باسنبل ، سعيد البطاطي ، علي عمر الصيعري ، محمد علي يحيى ، قادري عبدالباقي.
عمل سعيد دحي عقب تخرجه عام 1974م بمركز البحوث التربوية بعدن ثم معيداً بالجامعة ومدرساً بكلياتها في كل من عدن والمكلا وتفرغ خلال الفترة من 1974م حتى 1979م للأدب والشعر والترجمة وكتب سلسلة مقالات ودراسات أدبية وشارك على نحو ملحوظ في فعاليات مع غيره من الأدباء والشعراء الشباب، التي شهدتها عدن آنذاك وتزامن ذلك مع استضافة عدن لكبار الأدباء والشعراء العرب. كما عمل محررا في مجلة "التربية الجديدة" التي كان المركز يصدرها.
في العام 1978م انتقل سعيد دحي إلى المكلا للتدريس بكلية التربية بالمكلا التي كان يتردد عليها بين الحين والآخر . انشغل سعيد دحي خلال الفترة بين عامي عمله بكلية التربية بعدن وكلية التربية بالمكلا بترجمة كتاب Prose & Poetry from Hadramaut (شعر ونثر من حضرموت) للمستشرق البريطاني المرموق روبرت سارجنت الذي ارتبط بوجدان مشاهدي تلفزيون عدن في الحوار الممتع الذي أجراه معه الراحل الكبير لطفي جعفر أمان أثناء زيارة سارجنت لعدن والمكلا وبعض مناطق الجنوب العربي آنذاك.
في العام 1980م قام فرع المركز اليمني للأبحاث الثقافية بطباعة كتاب نثر شعر من حضرموت الذي ترجمه سعيد دحي عن نصه الإنجليزي لكاتبه (سارجنت)في أبريل 1980 بشكل أولي بغرض تعميم الفائدة على القراء والمهتمين بالأدب في حضرموت كون الأدب في هذا البلد أو ذاك من العالم يعد تراثاً إنسانياً
وردت عدة إشارات في كتاب (التأبين) المكرس لذكرى وفاة سعيد دحي منها ما كتبه محمد عوض صالح (ص 95-103)، وعزيز الثعالبي (ص 63-70)، وعلي سالم اليزيدي (ص 104-107)، حيث أفاد الثعالبي أن سعيد دحي من أسرة فن ، فعمه الفنان يسلم عبدالله دحي وهو من الرواد الأوائل للأغنية الحضرمية المتوفى في أغسطس 1993م وأحد الذين ألبسوها ثوباً قشيباً من حيث الأداء واللحن، إلا أنه لم يتخذ من الطرب حرفة له فهو لا يحب السهرات العامة، ولا يحب التواجد في أي مكان عملاً بمقولة: «إذا أسرفت في الوجود أصبحت بلا وجود» ومن هذه الأسرة عبدالله سالم دحي (ابن عم المطرب يسلم دحي) وأطلق عليه لقب (مقدم الحي) الذي اشتهر بتقديم رقصة العدة ورقصة الشبواني وقد وصف الأديب الراحل الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف الفنان صالح سالم دحي بأنه صاحب أجمل صوت يشدو بألحان الدان وأغاني الشبواني في الساحل الحضرمي.
غادر سعيد دحي أرض الوطن في نوفمبر 1979م إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وعمل هناك بالصحافة محرراً ومترجماً في صحيفة الإتحاد الإماراتية ثم سكرتيراً لمجلة الدفاع الخليجي حتى وفاته وكان، رحمه الله يتردد على المكلا بين حين وآخر ، آخرها رحلته الوداعية للمكلا في أغسطس 1999م.
انتقل سعيد دحي إلى رحمة ربه يوم الثامن من شهر رمضان 1421هـ الموافق الثالث من ديسمبر 2000م إثر نوبة قلبية حادة في مقر إقامته في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وله من الأبناء 5 ومن البنات 2 .