كان نعوم باشا متصرف جبل لبنان بالفتره 1892 – 1902 يحبذ بناء السرايات كمظهر من مظاهر محبته للعمران وقد أولى هذه الناحية كامل اهتمامه فشاد في مختلف قائمقاميات المتصرفية مجموعة من السرايات كانت سرايا بعقلين ابرزها. وقد أشرف القائمقام الامير مصطفى ارسلان على بنائها كي تكون مركزا للقائمقامية التي كان يقوم بمهامها انذاك .
وشارك سكان بعقلين والشوف بقسميه الأعلى والساحلي في تمويل نفقات البناء بالاضافة إلى ما رصد في موازنة خزينة المتصرفية ، وقام القائمقام الامير مصطفى باستملاك المكان المناسب من حضرة الشيخ شبلي حمادة المشهور زمن الامير بشير الشهابي . حيث كانت تقوم بعض اجزاء من قصر أحد الامراء المعنيين . وقد قام الامير مصطفى بحث الاهالي والاعيان لتمويل نفقات هذا الصرح حيث كان يستدعي وجهاء واعيان بعقلين وبعض القرى الشوفية مستنهضا هممهم اما للتبرع بالمال او بالمساهمة والعمل .
تجلت في سرايا بعقلين آثار الفن المعماري الاسلامي القديم وهو الفن الذي اعتمد في بناء مختلف السرايات التي شادها نعوم باشا في المناطق كجزين وجونيه والبترون واميون وبحنس وغيرها.
وتحول هذا المبنى في فترة من الفترات إلى سجن كبير ، وبغية منع فرار السجناء ، ادخلت تعديلات على البناء بهدف تحصينه ادت إلى تشويه معالمه من الداخل فالغي الدرج الداخلي ونصبت الأبواب الحديدية مما قلل من قيمة المبنى التاريخية فضلا عن فقدان معالمه التراثية عبر اشغاله وحتى سنة 1931 كمحكمة بدائية ومخفر وسجن ودائرة نفوس ودار لبلدية بعقلين. الا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط قام بترميمه واعاده إلى طابعه التراثي الاسلامي القديم ، وأنشأ المكتبة العامة فيه.