الرئيسيةبحث

ساتي (ممارسة)

ساتي أو سوتي[1] أو حرق الأرملة من مراسم الموت عند بعض الهندوسيين حيث تقوم فيه المتوفى زوجها بحرق نفسها في مكان حرق جثة زوجها.

يعود أصل الكلمة لاسم الإلهة الهنودسية ساتي والتي حرقت نفسها لأنها لم تستطع الصبر على إهانة أبيها داكشا لزوجها شيفا. وتستخدم الكلمة أيضا للإشارة للأرملة التي تحرق نفسها. وأصبحت هذه العادة نادرة حاليا بسبب قوانين حديثة تحرمها.

ساتي ككلمة هي مؤنث كلمة سات السنسكريتية والتي تعني الحقيقة.

فهرس


الأصل

مراسم حرق أرملة هندوسية مع جثة زوجها الميت من Pictorial History of China and India, 1851.
مراسم حرق أرملة هندوسية مع جثة زوجها الميت من Pictorial History of China and India, 1851.


إن المصادر الموثوقة عن هذه الممارسة قبل عصر إمبراطورية غوبتا حوالي 400 م قليلة. توجد أمثلة لحرق رجال ونساء لأنفسهم في المهابهارتا وغيرها، لكن كثيرا منها إضافات لاحقة[1] إلى قصص حقيقية لذا من الصعب تأريخها. لا توجد كلمة ساتي في المهابهاراتا بمعنى حرق النفس بل ينظر للحرق النفسي على أنه تعبير شديد عن الحزن بسبب فقد حبيب.

تعود الممارسة لما قبل التأريخ وتوجد في عدة حضارت، فهناك دفن السفينة في وصف ابن فضلان للقوم الذين سماهم الروسية حيث حرقت جارية مع سيدها بعد وفاته.[2] وهناك وصف مؤرخ إغريقي سافر للهند مع رحلة ألكسندر ملك مقدونيا حيث دوّن ممارسة الساتي في مدينة تيكسلا. ومن أمثلة الانتحار الاختياري بالحرق وصف جندي هندي في جيش إيومنيس والذي عاهدت زوجتاه على حرق نفسيهما في مرسم حرق جتته في 316 قبل الميلاد. اعتقد الإغريق أن سبب الممارسة صد الزوجات عن تسميم أزواجهن.[3]

دوّن وصف الحرق التطوعي في شمال الهند قبل إمبراطورية غوبتا. كان اسم الممارسات القديمة أنومارانا ولم تكن شائعة. أنومارانا لم تقتصر على الأرامل بل كان أي شخص مقرب أو مخلص للميت ذكرا كان أو أنتى يقوم بالانتحار في الجنازة، فقد ينتحر أقارب الميت أو خدمه أو أتباعه أو أصحابه، وقد يكون سبب انتحارهم عهدا قطعوه للميت.[4]

أما حرق الأرملة لنفسها أي الساتي كما يفهم اليوم فقد انتشر بعد نهاية إمبراطورية غوبتا حوالي 500 م. وعزي سببه لانحطاط البوذية في الهند وظهور مجتمعات قائمة على نظام الطبقات والمحتلين من الهفتاليان الذين ساهموا في إسقاط إمبراطورية غوبتا. وعزي أيضا لفتح المسلمين للهند.[5]

تعود لذلك الوقت أول نقوشات عن الساتي توجد على أحجار القبور، ويوجد أقدمها في ساگر لكن أكبرها في راجاستان ويعود لعدة قرون لاحقة. تدعى تلك الحجارة ديفلي أو أحجار ساتي وأصبحت أضرحة للميتات تقدم لها العبادة. وأكثر انتشارها في غرب الهند.[4]

كان الساتي كما يفهم اليوم حوالي القرن العاشر معروفا في أكثر شبه القارة الهندية، واستمرت ممارسته بدرجة أقل وتنوعات عبر المناطق حتى أوائل القرن التاسع عشر.

الممارسة

"سوتي هندوسي"
"سوتي هندوسي"

يعرف ساتي حسب القانون الهندي الذي صدر لمنعه عام 1987 على أنه:

الحرق أو الدفن حيا 1) لأي أرملة مع جثة زوجها المتوفي أو أي قريب آخر مع أي شيء متعلق به؛ أو 2) أي امرأة مع جثة قريب بغض النظر عن إدعاء أن الحرق أو الدفن اختياري من جانب الأرملة أو المرأة.[6]

يفترض أن الساتي يمارس اختياريا، وحسب الروايات فالكثير من حوادثه كاننت اختيارية. من الممكن أن الممارسة كانت متوقعة من المرأة في بعض المجتمعات وهذا الضغط الاجتماعي قد يصل لدرجة الإجبار. يذكر أن الأرملة كانت تتوقع القليل من الحياة بعد موت زوجها خاصة إن لم يكن لها ولد. وهناك حالات أرادت فيه المرأة حرق نفسها لكن الآخرين حاولوا منعها.[7]

يجرى الدفن تقليديا خلال يوم من الموت مما يجعل القرار حول ساتي سريعا. وإذا مات الزوج في منطق أخرى يتوقع من الأرملة أن تموت بتضحية نفسها في وقت لاحق.

يركز ساتي على الزواج بين الأرملة والزوج الميت. فبدلا من لبس لباس الحداد تلبس المرأة الساتي لباس زفاف أو لباس جميل آخر. من الممكن أن يعتبر موتها تكميلا للزواج. يقارن ساتي مع موت يسمى موت جوهر حيث يلبس الرجال وزوجاتهم لباس زفافهم ويعيدون حفل الزفاف قبل أن ينتحروا.

هناك تنوعات كثيرة للساتي أغلبها يصف امرأة تجلس أو تضطجع على نار حرق جثة زوجها. هناك روايات كثيرة تصف مشي المرأة أو قفزها في اللهب بعد إشعال نار حرق النعش،[8] وروايات أخرى أن النساء يجلسن على النعش قبل إشعاله.[9]

هناك أيضا تعليمات مكتوبة لهذا الطقس. تقدم ياللاجييام مثلا أوامر مفصلة عمن يمكن أن يقوم بالعادة وعن تنظيف المرأة ووضعها ولباسها.[10]

الإجبار

أرملة هندوسية تحرق نفسها مع جثة زوجها
أرملة هندوسية تحرق نفسها مع جثة زوجها

من المفترض أن الساتي اختياري لكن في حالات كثيرة لم يكن كذلك في الواقع. هناك بالإضافة للضغط الاجتماعي عدة وقائع عن نساء أجبرن على الموت، فهناك روايات تصف إجلاس المرأة على محرقة النعش قبل إشعالها مع ربطها لمنعها من الهرب، وهناك حالات تعطى فيها المرأة مخدرات. وهناك قصة كان الرجال يمنعون المرأة من الهرب من النيران بحربات طويلة.[11]

الجنازات الملكية

في بعض الجنازات الملكية وضعت عدة زوجات وجاريات للملك للموت. هناك عدة أمثلة في تاريخ راجاستان.[12]

أصبحت ماهاراني راج راحشواري نائبة الحاكم أو الحاكمة الفعلية في 1799 باسم ابنها بعد تخلي زوجها عن الحكم لأنه أصبح متعبد سانياسي، ثم رجع للحكم في 1804 واغتاله أخوه في 1806. بعد عشرة أيام أي في 5 مايو 1806 أجبرت أرملته على قتل نفسها بالساتي.[13][14]

ساتي تمثيلي

هناك حالات ساتي في المجتمعات الهندوسية تضطجع فيها المرأة بجانب زوجها الميت مع بعض الأشياء من حفل زفافهما ومن الجنازة لكن بدون قتل المرأة.[15]

موت جوهر

يعرف جوهر من راجستان وماذيا برادش وهو الانتحار الجماعي لجماعة تواجه هزيمة مؤكدة في معركة. في جوهر ينتحر النساء والأطفال وكبار السن والمرضى بينما يقتل رجالهم في المعركة.

الدفن

تكره بعض المجتمعات الهندوسية دفن الموتى، وعرف عن موت الأرملة فيها لكن بدفنها حية مع زوجها في مراسم تشبه كثيرا مراسم الساتي.[16]

الانتشار

توجد سجلات عن انتشار الساتي في أغلب شبه القارة الهندية مع اختلافات حسب التاريخ والمناطق والمحتمعات.

العدد

ليس هناك سجلات يعتمد عليها عن عدد من مات بسبب الساتي. هناك إشارة محلية في سجلات رئاسة البنغال لشركة شرق الهند البريطانية حيث المجموع الكلي من 1813 إلى 1828 هو 8135.[17] وفي مصدر آخر رقم قريب هو 7941 من 1815 إلى 1828،[18] لذا فالمعدل هو 507 إلى 567 واقعة مسجلة في السنة في تلك المدة. يقدر راجا رام موهان روي أن هناك ما يصل إلى عشرة اضعاف المعدل في البنغال مقارنة مع باقي المناطق في الهند.[18][19] قال بنتينك في تقريره في 1829 بأن الساتي حدث 420 مرة في سنة واحدة في الأقاليم المنخفضة البنغال وبيهار وأوريسا، و44 حالة في الأقاليم المرتفعة (سهل غانج الأعلى).[20] كان عدد السكان 50 مليونا لذا فالمعدل الأكبر بين الأرامل أقل من 1% بين السكان.

المجتمعات

كانت العادة حسب بعض المصادر أكثر انتشارا بين الطبقات العليا وبين من اعتبروا أنفسهم يرتفعون في السلم الاجتماعي. لكن عدد الحالات التي أدت لتقديس الأشخاص يشير لعدم الانتشار الكبير. من المعروف أن الساتي حصل في الجنوب منذ القرن التاسع واستمر في عهد إمبراطورية فيجاياناغارا. كان مادهاراتشاريا وزير قصر الإمبراطورية وهو على الأرجح أكثر شخصية تاريخية معروفة بررت هذه الممارسة. واستمرت الممارسة بعض سقوط الإمبراطورية لكن بمعدل منخفض. هناك سجل عن وزير في مملكة ميسور أعطى الإذن لأرملة بممارسة الساتي في 1805.[21] ليس هناك ما يدل على انتشار الممارسة الكبير في سهل غانج الأعلى بالرغم من حدوثها فيه، وفي هذه المنطقة جرت أول محاولة للحكومة لإيقاف الممارسة قام بها محمد بن تغلق في سلطنة دلهي في القرن 14.[22]

في سهل غانج الأسفل من المحتمل أن الممارسة وصلت لمستوى عال في وقت متأخر. وحسب التقارير والأدلة المتوفرة فإن الممارسة وصلت لأعلى مستوى في البنغال وبيهار في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 [23] أي خلال بداية الحكم البريطاني وقبل نهايته الرسمية. حافظت رئاسة البنغال على سجلات من 1813 إلى 1829. وازداد معدل الممارسة في أوقات الصعوبات والمجاعة. اقترح رام موهان روي أن الممارسة كانت أكثر شيوعا في البنغال من باقي الهند. وتشير التقارير المتبقية وهي كثيرة عن البنغال في ذلك العصر أن الممارسة كانت أكثر شيوعا هناك.

اقتصرت ممارسة الساتي في الأوقات الحديثة بشكل كبير على ولاية راجاستان وخاصة في شخاواتي أو قربها مع حالات قليلة في سهل الغانج.

حالات حديثة

ما زالت الممارسة تحدث بشكل قليل خاصة في الأماكن الريفية. حدثت 40 حالة تقريبا في الهند منذ استقلالها في 1947 أغلبها في منطقة شخاواتي في راجاستان.

إحدى الحالات الشهيرة قامت بها روب كانوار في 1987 وكان عمرها 18 سنة. قامت بعدها السلطات في حكومة راجستان وبعدها حكومة الهند بوضع قانون لمنع الساتي.

قامت فيدياواتي وكان عمرها 35 سنة في 18 مايو 2006 بقتل نفسها بالساتي حيث قفزت في نار حرق زوجها في قرية راري بوجورغ في إقليم فاتحبور في ولاية أوتار برادش.[24] احترقت ايضا جاناكراني وعمرها 40 سنة في 21 أغسطس 2006 في نار حرق نعش زوجها في مقاطعة ساغار.[25]

التبرير والنقد

برر العلماء البرهمنيون في الألفية الثانية للميلاد الممارسة وقالوا إن الكتب المقدسة تبرر الممارسة. من هؤلاء العلماء فيناسفارا في قصر تشالوكيا وبعده فيديارانيا عالم الدين ووزير بلاط إمبراطورية فيجاياناغارا حسب شاستري الذي نقل تبريرهم. أكد العلماء أن الساتي مفروض على المرأة الصالحة وشرحت الممارسة على أنها ليست انتحارا والذي تمنعه الكتب المقدسة. اعتبر عملا صالحا وأنه يغفر خطايا الزوجين ويضمن خلاصهما وأنهما سيعيشان معا بعد الموت.

كتب الشريعة

هذه كتب حديثة نسبيا. هناك تبريرات للساتي في فيشنو سمريتي

واجبات المرأة هي ... بعد موت زوجها أن تحفظ عفتها أو تصعد على كومة (حرق جتته) بعده[26]

هناك أيضا تبرير في كتب بريهاسباتي سمريتي الحديثة (25-11).[4] يعود هذا والسابق للألفية الأولى.

غالبا ما يعتبر مانو سمريتي قمة الشريعة الهندوسية، ولذا موقفه مهم لكن لا يذكر فيه الساتي على الرغم من أنه يحض على رهبانية وتقشف دائمين لأغلب الأرامل.

الكتب المقدسة

بالرغم من قصة الإلهة ساتي التي كانت زوجة وقتلت نفسها بالنار لكن فعلها ليس ساتي بالتحديد لأنها لم تكن أرملة لذا لا تشرح قصتها الممارسة. هناك أمثلة في بورانا عن نساء قتلن أنفسهن بالساتي وأيضا أن ممارسته حسنة: إن الزوجة التي تموت مع زوجها ستبقى في السماء لسنوات بعدد شعره. (غارودا بورانا 1.107.29) حسب 2.4.93 فهي تبقى مع زوجها في السماء خلال حكم 14 إندرا أي لعصر كالبا.

في رامايانا خلال حداد تارا على موت زوجها فالي أرادت فعل الساتي. لكن هانومان وراما وفالي الذي كان يموت صدوها لذا لم تحرق نفسها.

في المهابهاراتا قامت مادري زوجة باندو الثانية بحرق نفسها، وكانت تعتبر نفسها مسؤولة عن موت زوجها الذي كانت عليه لعنة الموت إذا ما مارس الجنس. مات خلال ممارسة الجنس مع مادري التي لامت نفسها لموافقتها على الرغم من علمها باللعنة.

هناك مقاطع في أثارفا فيدا بما فيها 13.3.1 تعطي نصائح للأرملة عند الحداد وعن حياتها كأرملة بما في ذلك زواجها من جديد.

أدلة تؤيد الساتي من ريغ فيدا

كثيرا ما يدعى أن أغلب النصوص القديمة تؤيد الساتي، وهذا مبني على الآية 10.18.7 والتي يستخدم جزء منها في الجنازة، لكن هناك خلاف حول ذلك. النشيد حول جنازة دفن وليس حول جنازة حرق وهناك ترجمات مختلفة للنص. حسب الترجمة التالية هنك تأييد للساتي:

इमा नारीरविधवाः सुपत्नीराञ्जनेन सर्पिषा संविशन्तु|
अनश्रवो.अनमीवाः सुरत्ना आ रोहन्तु जनयोयोनिमग्रे|| (RV 10.18.7)
لتدخل النساء ذوات الأزواج الأحياء والقيمين البيت مع سمن (على أعينهن). لتقم تلك الزوجات بالدخول إلى نار حرق (جسد الزوج) بدون دموع وبدون حزن وبزينة جميلة.[27]

لا يذكر النص الأرامل وهناك ترجمات مختلفة لكلمة نار حرق الجثة (حرفيا مقعد أو مسكن). لكن الآية التالية لها تناقضها وهي عن الأرامل بوضوح وتقول إن المرأة يجب أن تعود لبيتها.


उदीर्ष्व नार्यभि जीवलोकं गतासुमेतमुप शेष एहि|
हस्तग्राभस्य दिधिषोस्तवेदं पत्युर्जनित्वमभि सम्बभूथ|| (RV 10.18.8)
قومي أيتها المرأة وتعالي لعالم الحياة. تعالي، هو ميت من يضطجع بجانبك. حياة الزوجية مع زوجك نصيبك فهو أخذ يدك وأحبك.[28]

أحد أسباب اختلاف الترجمة والتفسير للآية 10.18.7 أن أحد الحروف في كلمة بيت غيرها قصدا من يؤيد تبرير الكتب للساتي إلى كلمة تعني النار.[29]

الأدلة المضادة في الهندوسية

ليس هناك أوصاف أو انتقادات قديمة في الهندوسية (أو البوذية أو الجاينية) تعود لما قبل عصر غوبتا لأن الممارسة لم تعرف بكثرة قبل ذلك. هناك نقد صريح يعود للألفية الأولى كما في تعليقات مدهاتيثي الذي اعتبر الممارسة انتحارا والذي حرمته الفيداس

يجب أن لا يموت الشخص قبل انتهاء مدة عمره[4]

هناك انتقادات أيضا من بانا الذي كتب في عهد حكم هارشا. أدان بانا الممارسة واعتبرها انتحارا وعملا بدون معنى.[4]

مالت حركات بهاكتي والإصلاح في الهندوسية لمعاداة نظام الطبقات ودعت للمساواة بين المجتمعات وأدانت بشكل عام ممارسة الساتي. أدانها أيضا الألفار في القرن 8 [30] وحركة فيراشيفا في القرنين 12 و13.[31]

في بداية القرن 19 كتب رام موهن روي ضد الساتي وقال إنه ليس من الهندوسية في حملة له لمنع الممارسة.

وجهات النظر والانتقادات غير الهندوسية

أدانت السيخية الممارسة بشكل صريح حوالي عام 1500 م.[32]

أهم الزوار الأجانب الذين زاروا شبه القارة الهندية بشكل مبكر كانوا من غرب آسيا ومعظمهم مسلمون وفي وقت لاحق كان الزوار أوربييين. دهش هؤلاء الزوار من هذه الممارسة ووصفوها أحيانا بأنها مروعة وأيضا بأنها نابعة عن إخلاص.[33] وصف ابن بطوطة مثال ساتي لكنه قال إنه أغمي عليه ولذا أبعد عن المشهد. رسم أوروبيون في القرن 18 عدة لوحات تظهر أرامل الساتي كبطلات وقدوات.[34]

مع ازدياد قوة الإسلام في الهند تغيرت النظرة له واعتبر ممارسة همجية. أول محاولة من حكومة لإيقاف الممارسة كانت من حكام مسلمين منهم محمد بن تغلق.

غيّر أيضا الأوروبيون نظرتهم مع تحولهم للقوة المسيطرة في الهند. كان البرتغاليون أول الأوروبيين بمناطق سيطرة في غوا. حاولوا بداية منع الممارسات والتقاليد المحلية بما في ذلك الساتي بنشر المسيحية في مناطق سيطرتهم. دخل البريطانيون الهند كشركة تجارة ولم يعيروا اهنماما في البداية للممارسات المحلية. أصبحت ممارسة الساتي والمنع البريطاني (مع منع شبكة اللصوص الهندية) إحدى التبريرات المعتادة للحكم البريطاني للهند. يعبر عن النظرة البريطانية في هذه العبارة التي تقتطف بكثرة وتعزى عادة للجنرال نابير:

تقولون إن حرق الارامل عادة لكم، حسنا، نحن أيضا لنا عادة أن الرجال عندما يحرقون امرأة حية نضع حبلا حول أعناقهم ونعلقهم. ابنوا نيران حرق النعوش، وبجانبها سيبني نجارونا مشانق. اتبعوا عاداتكم وسنتبع عاداتنا.[35]

تناقش في مقالة غاياتري سبيفاك من جامعة كولومبيا في مقالة لها ما إذا كان الساتي طريقة للتعبير عن النفس عند نساء لا يستطعن إظهار استقلالهن بطريقة أخرى.[36]

مكافحة الساتي

عصر المغول

قام هومايون بإصدار قرار ضد الساتي لكنه سحبه فيما بعد.

طلب أكبر الحصول على إذن للممارسة من المسؤولين والذين طلب منهم تأخير القرار قدر المستطاع لأن احتمال الفعل أقل مع مرور الوقت. لم يسمح للأرامل والأطفال بأن يحرقوا أنفسهم خلال حكم شاه جاهان أبدا. في حالات أخرى لم يعط الحكام الأذن إلا بعد رشوة.[37] في وقت لاحق من عصر المغول قدمت هدايا ورواتب ومساعدات للأرامل اللاتي يمكن أن يمارسن الساتي لتثبيطهن عن الفعل وحرمت الصغيرات كليا من ممارسة الساتي. تابع المغول وضع العقبات للممارسة لكنها استمرت خارج عواصمهم.

وتكلم غورو نانك أول غورو للسيخ ضد الممارسة.

وكانت أقوى المحاولات للسيطرة على الممارسة من اورنگ‌زیب الذي قام في 1663 بإصدار أمر في كل الأراضي التي يسيطر عليها المغول بأن لا يسمح لأي امرأة بأن تحرق،[38] لكن رغم ذلك استمرت الممارسة خاصة في أوقات الحروب والأزمات.

مناطق السيطرة البريطانية والأوروبية

مع نهاية القرن 18 كان الساتي قد منع في المناطق الخاضعة لسيطرة الأوروبيين، فقد منع الممارسة البرتغاليون في غوا سنة 1515 تقريبا رغم عدم انتشارها الكبير هناك.[39][40] قام الهولنديون والفرنسيون بمنعه أيضا في تشينسورا وفي بونديتشري. لكن البريطانيون الذين حكموا أغلب شبه القارة والدنماركيون الذين حكموا إقليم سيرامبور سمحوا بالممارسة حتى القرن 19.

كانت هناك محاولات للحد من الممارسة أو منعها من ضباط بريطانيين في القرن 18 بشكل شخصي وبدون دعم شركة الهند الشرقية. حدث أول منع بريطاني رسمي في 1798 في مدينة كلكتا فقط مع استمرار الممارسة في المناطق المجاورة. ومع نهاية القرن 18 بدأت الكنيسة في بريطانيا وأفرادها في الهند بحملات ضد الساتي، وكان من قواد هذه الحملات ويليام كاري وويليام ويلبرفورس ودفعهما لذلك الرغبة في تحويل الهنود للمسيحية. ضغطت هذه الحركات لمنع الممارسة وبدأت رئاسة البنغال بجمع ارقام عن الممارسة في 1813.

ومنذ حوالي 1812 بدأ المصلح البنغالي راجا راموهان روي حملة ضد الممارسة ودفعه لذلك رؤية قريبة له ترتكب الساتي. وقام بزيارة أراضي حرق الجثث لإقناع الأرامل بعدم حرق أنفسهن وأسس جماعات مراقبة لذلك وكتب مقالات تظهر أن الكتب المقدسة لا تفرض الساتي.

قامت رئاسة البنغال رسميا بمنع الساتي في 4 ديسمبر 1829 في أراضيها بقرار من حاكمها لورد ويليام بنتينك. لكن المنع عورض في المحاكم ووصلت المعارضة لمجلس المشورة الملكي البريطاني في لندن لكن المنع أوكد في 1832. قامت أقاليم تابعة لشركة الهند الشرقية بالمنع بعد مدة قصيرة.[41]

بقيت الممارسة قانونية في الولايات الأميرية بعد منعها في المناطق الخاضعة لبريطانيا وكانت آخر ولاية تمنعه ولاية جايبور في 1846.

العصر الحديث

ضريح لزوجات المهاراجات اللاتي ارتكبن الساتي
ضريح لزوجات المهاراجات اللاتي ارتكبن الساتي

بعد صرخات معارضة اتخذت قرارات جعلت من غير القانوني كون الشخص متفرجا في حدث الساتي. لا يفرق القانون الحالي بين من يشاهد الفعل ومن يحرض له ويساوي في إدانة المتفرج والمحرض. هناك أيضا ما يمنع تمجيد الأرامل اللاتي ارتكبن الساتي. ويدخل في التمجيد نصب الأضرحة على الميتات وتشجيع الزوار لزيارة مكان الحرق وكسب المال من تلك المواقع وزوارها.

بعد ضجة تلت انتحار روب كانوار[42] التي حرقت نفسها قامت الحكومة الهندية بوضع قانون لمنع الساتي في 1 أكتوبر 1987.[43]

صدر قانون آخر لمنع الساتي في 1987 جعل تمجيد أو محاول فعل الساتي أو تشجيعه غير قانوني. وأصبح من غير القانوني إجبار شخص على فعله ويعاقب ذلك بالموت أو السجن مدى الحياة، أما تمجيد الساتي فيعاقب بسجن سنة إلى سبع سنوات. لكن لا تطبق دائما هذه العقوبات.[44] ومنع ممارسات معينة مثل العبادة عند الأضرحة القديمة مسألة يدور حولها جدال. لذلك قام المجلس الوطني للنساء في الهند باقتراح تعديلات للقانون والتخلص من بعض الأخطاء فيه.[45]

مواقع خارجية


مراجع

  1. ^ كثيرة منها يوغانتا Yuganta, by Irawati Karve
  2. ^ رسالة ابن فضلان Risala: Ibn Fadlan's embassy to the King of Volga Bulgaria (English-language translation)
  3. ^ Strabo 15.1.30, 62; Diodorus Siculus 19.33; Sati Was Started For Preserving Caste
  4. ^ أ ب ت ث ج Shakuntala Rao Shastri, Women in the Sacred Laws -- The later law books (1960).
  5. ^ Shri Ram Bakshi (1995), Advanced History of Medieval India, vol. 1, Anmol Publications PVT. LTD., p. 6
  6. ^ Commission of Sati (Prevention) Act, 1987. Official text of the Act on Government of India's National Resource Centre for Women (NCRW) Website
  7. ^ Letter, Panduranga Joshi Kulkarni is a description by a man who stopped his daughter-in-law's suicide. It has been suggested that his motivations were monetary. Women in World History A project of the Center for History and New Media, George Mason University.
  8. ^ See Kamat for two examples
  9. ^ Primary Sources: Letter, Francois Bernier Women in World History A project of the Center for History and New Media, George Mason University.
  10. ^ Yallajeeyam ("Dharmasastra concerning Brahma Medha" ("Death and Afterwards") codified by Yalla Bhatta (1992 reprint in Telugu from Machilipatnam) (posted on the Yahoo! Indology mailing list.
  11. ^ The Representation of Sati: Four Eighteenth Century Etchings by Baltazard Solvyns by Robert L. Hardgrave, Jr. The account uses the word "likely".
  12. ^ Women In The Sacred Laws by Shakuntala Rao Shastri The later law - Books: Page 24 Some of these included servants. These should probably all be seen as being in the original tradition of anumarana, perhaps a separate article.
  13. ^ Genealogy, The Royal House of Shah, Nepal:

    1777 - 1799 H.H. Svasti Sri Giriraj Chakrachudamani Narnarayanetyadi Vividha Virudavali Virajamana Manonnata Shriman Maharajadhiraja Sri Sri Sri Sri Sri Maharaj Rana Bahadur Shah Bahadur Shamsher Jang Devanam Sada Samar Vijayinam, Maharajadhiraja of Nepal. ... m. (first) at Katmandu, 1789, Sri Sri Sri Maharani Raj Rajeshwari Devi [Sri Vidya Lakshmi Devi] (k. by forced sati on the orders of Bhimsen Thapa, on the bank of the Salinadi rivulet, at Sankhu, 5th May 1806)

  14. ^ Worldwide Guide to Women in Leadership, "Women In Power, 1770-1800" ("1799-1800 and 1802-04 Regent Sri Sri Sri Maharani Raj Rajeshwari Devi of Nepal ... she was imprisoned at Helambu and killed by being forced to kommit sati.").
  15. ^ Defying blessings of the goddess and the community: Disputes over sati (widow burning) in contemporary India by Masakazu Tanaka. An example in Tamil Sri Lanka.
  16. ^ The Representation of Sati: Four Eighteenth Century Etchings by Baltazard Solvyns by Robert L. Hardgrave, Jr.
  17. ^ Hindu Bengali Widows Through the Centuries from the Datamation Foundation a non-profit, apolitical, non-partisan registered Charitable Trust (Trust Deed # 3258 dated March 8, 2001) with its head office at Delhi.
  18. ^ أ ب Sakuntala Narasimhan, Sati: widow burning in India, quoted by Matthew White, "Selected Death Tolls for Wars, Massacres and Atrocities Before the 20th Century", p.2 (July 2005), Historical Atlas of the 20th Century (self-published, 1998-2005).
  19. ^ Sakuntala Narasimhan, Sati: widow burning in India
  20. ^ Modern History Sourcebook: On Ritual Murder in India 1829] by William Bentinck
  21. ^ The Tradition of Sati Through the Centuries Kamat's potpourri: The Sati System
  22. ^ L. C. Nand, Women in Delhi Sultanate, Vohra Publishers and Distributors Allahabad 1989.
  23. ^ The Commission of Sati (Prevention) Act, 1987 (No.3 of 1988) on the web site of the Harvard School of Public Health
  24. ^ The Times of India, "Woman commits 'sati' in UP village", May 19, 2006.
  25. ^ BBC News, "India wife dies on husband's pyre", Aug. 22, 2006.
  26. ^ Vishnu Smriti, 25-14 (available online at sacred-texts.com).
  27. ^ 3.1 Women in Indo-Aryan Societies:Sati this translation is ascribed to Kane References Pages 199-200
  28. ^ Compare alternative translation by Griffith:
    1. Let these unwidowed dames with noble husbands adorn themselves with fragrant balm and unguent.
      Decked with fair jewels, tearless, free from sorrow, first let the dames go up to where he lieth.
    Hymn XVIII. Various Deities., Rig Veda, tr. by Ralph T.H. Griffith (1896)
  29. ^ The Rigveda: Widows don’t have to burn by O. P. Gupta, The Asian Age, Oct. 23, 2002, available at Hindu-religion.net.
  30. ^ The little-known Srivaisnava sect in Tamil Nadu is among the few religious traditions in India that treats women on par with men by Yoginder Sikand, in Communalism Combat February 1999.
  31. ^ "About Lingayat" on lingayat.com
  32. ^ Women in Sikhism Sandeep Singh Brar
  33. ^ AN INCOMPARABLE PROPHET:Guru Amar Dass (1479-1574) by Sirdar Kapur Singh (National Professor of Sikhism) on the "Gateway to Sikhism".
  34. ^ The Representation of Sati: Four Eighteenth Century Etchings by Baltazard Solvyns by Robert L. Hardgrave, Jr. Bengal Past and Present, 117 (1998): 57-80.
  35. ^ Usually ascribed to Charles James Napier. See, e.g., S. M. Stirling, Island in the Sea of Time. New York: Penguin (1998); pg. 526; Polly Toynbee, "Limp liberals fail to protect their most profound values", The Guardian October 10, 2001.
  36. ^ "Can the Subaltern Speak?" entry, Teachywiki.
  37. ^ Central Sati Act - An analysis by Maja Daruwala is an advocate practising in the Delhi High Court. Courtsy: The Lawyers January 1988. The web site is called "People's Union for Civil Liberties"
  38. ^ XVII. Economic and Social Developments under the Mughals from Muslim Civilization in India by S. M. Ikram edited by Ainslie T. Embree New York: Columbia University Press, 1964. This page maintained by Prof. Frances Pritchett, Columbia University
  39. ^ The Portuguese: Goan History from: Inside Goa by Manohar Malgonkar.
  40. ^ To Cherish and to Share: The Goan Christian Heritage Paper presented at the 1991 Conference on Goa at the University of Toronto by: John Correia Afonso S.J. from: "South Asian Studies Papers", no 9; Goa: Goa Continuity and Change; Edited by Narendra K. Wagle and George Coelho; University of Toronto Centre for South Asian Studies 1995
  41. ^ Central Sati Act - An analysis by Maja Daruwala is an advocate practising in the Delhi High Court. Courtsy: The Lawyers January 1988. The web site is called "People's Union for Civil Liberties"
  42. ^ Rajalakshmi, T.K. (February 28 - March 12), "`Sati' and the verdict", Frontline Magazine, The Hindu 21(5), <http://www.hinduonnet.com/fline/fl2105/stories/20040312002504600.htm>
  43. ^ Trial by fire, Commmunalism Combat, Special Report, February-March 2004 ، Volume 10, No.96, Sabrang Communications.
  44. ^ "No violation of Sati Act, say police", The Hindu, June 6 2005. Retrieved on 2007-11-20.
  45. ^ No. 2: Commission of Sati (Prevention) Act, 1987 National Council for Women, Proposed amendments to the 1987 Sati Prevention Act
   
هذه المقالة جيدة ذات محتوى مميز .



كومونز
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومونز حول:

ساتي (ممارسة)