ساتي أو سوتيالمتوفى زوجها بحرق نفسها في مكان حرق جثة زوجها.
أو حرق الأرملة من مراسم الموت عند بعض الهندوسيين حيث تقوم فيهيعود أصل الكلمة لاسم الإلهة الهنودسية ساتي والتي حرقت نفسها لأنها لم تستطع الصبر على إهانة أبيها داكشا لزوجها شيفا. وتستخدم الكلمة أيضا للإشارة للأرملة التي تحرق نفسها. وأصبحت هذه العادة نادرة حاليا بسبب قوانين حديثة تحرمها.
ساتي ككلمة هي مؤنث كلمة سات السنسكريتية والتي تعني الحقيقة.
فهرس
|
إن المصادر الموثوقة عن هذه الممارسة قبل عصر إمبراطورية غوبتا حوالي 400 م قليلة. توجد أمثلة لحرق رجال ونساء لأنفسهم في المهابهارتا وغيرها، لكن كثيرا منها إضافات لاحقة[1] إلى قصص حقيقية لذا من الصعب تأريخها. لا توجد كلمة ساتي في المهابهاراتا بمعنى حرق النفس بل ينظر للحرق النفسي على أنه تعبير شديد عن الحزن بسبب فقد حبيب.
تعود الممارسة لما قبل التأريخ وتوجد في عدة حضارت، فهناك دفن السفينة في وصف ابن فضلان للقوم الذين سماهم الروسية حيث حرقت جارية مع سيدها بعد وفاته.[2] وهناك وصف مؤرخ إغريقي سافر للهند مع رحلة ألكسندر ملك مقدونيا حيث دوّن ممارسة الساتي في مدينة تيكسلا. ومن أمثلة الانتحار الاختياري بالحرق وصف جندي هندي في جيش إيومنيس والذي عاهدت زوجتاه على حرق نفسيهما في مرسم حرق جتته في 316 قبل الميلاد. اعتقد الإغريق أن سبب الممارسة صد الزوجات عن تسميم أزواجهن.[3]
دوّن وصف الحرق التطوعي في شمال الهند قبل إمبراطورية غوبتا. كان اسم الممارسات القديمة أنومارانا ولم تكن شائعة. أنومارانا لم تقتصر على الأرامل بل كان أي شخص مقرب أو مخلص للميت ذكرا كان أو أنتى يقوم بالانتحار في الجنازة، فقد ينتحر أقارب الميت أو خدمه أو أتباعه أو أصحابه، وقد يكون سبب انتحارهم عهدا قطعوه للميت.[4]
أما حرق الأرملة لنفسها أي الساتي كما يفهم اليوم فقد انتشر بعد نهاية إمبراطورية غوبتا حوالي 500 م. وعزي سببه لانحطاط البوذية في الهند وظهور مجتمعات قائمة على نظام الطبقات والمحتلين من الهفتاليان الذين ساهموا في إسقاط إمبراطورية غوبتا. وعزي أيضا لفتح المسلمين للهند.[5]
تعود لذلك الوقت أول نقوشات عن الساتي توجد على أحجار القبور، ويوجد أقدمها في ساگر لكن أكبرها في راجاستان ويعود لعدة قرون لاحقة. تدعى تلك الحجارة ديفلي أو أحجار ساتي وأصبحت أضرحة للميتات تقدم لها العبادة. وأكثر انتشارها في غرب الهند.[4]
كان الساتي كما يفهم اليوم حوالي القرن العاشر معروفا في أكثر شبه القارة الهندية، واستمرت ممارسته بدرجة أقل وتنوعات عبر المناطق حتى أوائل القرن التاسع عشر.
يعرف ساتي حسب القانون الهندي الذي صدر لمنعه عام 1987 على أنه:
يفترض أن الساتي يمارس اختياريا، وحسب الروايات فالكثير من حوادثه كاننت اختيارية. من الممكن أن الممارسة كانت متوقعة من المرأة في بعض المجتمعات وهذا الضغط الاجتماعي قد يصل لدرجة الإجبار. يذكر أن الأرملة كانت تتوقع القليل من الحياة بعد موت زوجها خاصة إن لم يكن لها ولد. وهناك حالات أرادت فيه المرأة حرق نفسها لكن الآخرين حاولوا منعها.[7]
يجرى الدفن تقليديا خلال يوم من الموت مما يجعل القرار حول ساتي سريعا. وإذا مات الزوج في منطق أخرى يتوقع من الأرملة أن تموت بتضحية نفسها في وقت لاحق.
يركز ساتي على الزواج بين الأرملة والزوج الميت. فبدلا من لبس لباس الحداد تلبس المرأة الساتي لباس زفاف أو لباس جميل آخر. من الممكن أن يعتبر موتها تكميلا للزواج. يقارن ساتي مع موت يسمى موت جوهر حيث يلبس الرجال وزوجاتهم لباس زفافهم ويعيدون حفل الزفاف قبل أن ينتحروا.
هناك تنوعات كثيرة للساتي أغلبها يصف امرأة تجلس أو تضطجع على نار حرق جثة زوجها. هناك روايات كثيرة تصف مشي المرأة أو قفزها في اللهب بعد إشعال نار حرق النعش،[8] وروايات أخرى أن النساء يجلسن على النعش قبل إشعاله.[9]
هناك أيضا تعليمات مكتوبة لهذا الطقس. تقدم ياللاجييام مثلا أوامر مفصلة عمن يمكن أن يقوم بالعادة وعن تنظيف المرأة ووضعها ولباسها.[10]
من المفترض أن الساتي اختياري لكن في حالات كثيرة لم يكن كذلك في الواقع. هناك بالإضافة للضغط الاجتماعي عدة وقائع عن نساء أجبرن على الموت، فهناك روايات تصف إجلاس المرأة على محرقة النعش قبل إشعالها مع ربطها لمنعها من الهرب، وهناك حالات تعطى فيها المرأة مخدرات. وهناك قصة كان الرجال يمنعون المرأة من الهرب من النيران بحربات طويلة.[11]
في بعض الجنازات الملكية وضعت عدة زوجات وجاريات للملك للموت. هناك عدة أمثلة في تاريخ راجاستان.[12]
أصبحت ماهاراني راج راحشواري نائبة الحاكم أو الحاكمة الفعلية في 1799 باسم ابنها بعد تخلي زوجها عن الحكم لأنه أصبح متعبد سانياسي، ثم رجع للحكم في 1804 واغتاله أخوه في 1806. بعد عشرة أيام أي في 5 مايو 1806 أجبرت أرملته على قتل نفسها بالساتي.[13][14]
هناك حالات ساتي في المجتمعات الهندوسية تضطجع فيها المرأة بجانب زوجها الميت مع بعض الأشياء من حفل زفافهما ومن الجنازة لكن بدون قتل المرأة.[15]
يعرف جوهر من راجستان وماذيا برادش وهو الانتحار الجماعي لجماعة تواجه هزيمة مؤكدة في معركة. في جوهر ينتحر النساء والأطفال وكبار السن والمرضى بينما يقتل رجالهم في المعركة.
تكره بعض المجتمعات الهندوسية دفن الموتى، وعرف عن موت الأرملة فيها لكن بدفنها حية مع زوجها في مراسم تشبه كثيرا مراسم الساتي.[16]
توجد سجلات عن انتشار الساتي في أغلب شبه القارة الهندية مع اختلافات حسب التاريخ والمناطق والمحتمعات.
ليس هناك سجلات يعتمد عليها عن عدد من مات بسبب الساتي. هناك إشارة محلية في سجلات رئاسة البنغال لشركة شرق الهند البريطانية حيث المجموع الكلي من 1813 إلى 1828 هو 8135.[17] وفي مصدر آخر رقم قريب هو 7941 من 1815 إلى 1828،[18] لذا فالمعدل هو 507 إلى 567 واقعة مسجلة في السنة في تلك المدة. يقدر راجا رام موهان روي أن هناك ما يصل إلى عشرة اضعاف المعدل في البنغال مقارنة مع باقي المناطق في الهند.[18][19] قال بنتينك في تقريره في 1829 بأن الساتي حدث 420 مرة في سنة واحدة في الأقاليم المنخفضة البنغال وبيهار وأوريسا، و44 حالة في الأقاليم المرتفعة (سهل غانج الأعلى).[20] كان عدد السكان 50 مليونا لذا فالمعدل الأكبر بين الأرامل أقل من 1% بين السكان.
كانت العادة حسب بعض المصادر أكثر انتشارا بين الطبقات العليا وبين من اعتبروا أنفسهم يرتفعون في السلم الاجتماعي. لكن عدد الحالات التي أدت لتقديس الأشخاص يشير لعدم الانتشار الكبير. من المعروف أن الساتي حصل في الجنوب منذ القرن التاسع واستمر في عهد إمبراطورية فيجاياناغارا. كان مادهاراتشاريا وزير قصر الإمبراطورية وهو على الأرجح أكثر شخصية تاريخية معروفة بررت هذه الممارسة. واستمرت الممارسة بعض سقوط الإمبراطورية لكن بمعدل منخفض. هناك سجل عن وزير في مملكة ميسور أعطى الإذن لأرملة بممارسة الساتي في 1805.[21] ليس هناك ما يدل على انتشار الممارسة الكبير في سهل غانج الأعلى بالرغم من حدوثها فيه، وفي هذه المنطقة جرت أول محاولة للحكومة لإيقاف الممارسة قام بها محمد بن تغلق في سلطنة دلهي في القرن 14.[22]
في سهل غانج الأسفل من المحتمل أن الممارسة وصلت لمستوى عال في وقت متأخر. وحسب التقارير والأدلة المتوفرة فإن الممارسة وصلت لأعلى مستوى في البنغال وبيهار في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 [23] أي خلال بداية الحكم البريطاني وقبل نهايته الرسمية. حافظت رئاسة البنغال على سجلات من 1813 إلى 1829. وازداد معدل الممارسة في أوقات الصعوبات والمجاعة. اقترح رام موهان روي أن الممارسة كانت أكثر شيوعا في البنغال من باقي الهند. وتشير التقارير المتبقية وهي كثيرة عن البنغال في ذلك العصر أن الممارسة كانت أكثر شيوعا هناك.
اقتصرت ممارسة الساتي في الأوقات الحديثة بشكل كبير على ولاية راجاستان وخاصة في شخاواتي أو قربها مع حالات قليلة في سهل الغانج.
ما زالت الممارسة تحدث بشكل قليل خاصة في الأماكن الريفية. حدثت 40 حالة تقريبا في الهند منذ استقلالها في 1947 أغلبها في منطقة شخاواتي في راجاستان.
إحدى الحالات الشهيرة قامت بها روب كانوار في 1987 وكان عمرها 18 سنة. قامت بعدها السلطات في حكومة راجستان وبعدها حكومة الهند بوضع قانون لمنع الساتي.
قامت فيدياواتي وكان عمرها 35 سنة في 18 مايو 2006 بقتل نفسها بالساتي حيث قفزت في نار حرق زوجها في قرية راري بوجورغ في إقليم فاتحبور في ولاية أوتار برادش.[24] احترقت ايضا جاناكراني وعمرها 40 سنة في 21 أغسطس 2006 في نار حرق نعش زوجها في مقاطعة ساغار.[25]
برر العلماء البرهمنيون في الألفية الثانية للميلاد الممارسة وقالوا إن الكتب المقدسة تبرر الممارسة. من هؤلاء العلماء فيناسفارا في قصر تشالوكيا وبعده فيديارانيا عالم الدين ووزير بلاط إمبراطورية فيجاياناغارا حسب شاستري الذي نقل تبريرهم. أكد العلماء أن الساتي مفروض على المرأة الصالحة وشرحت الممارسة على أنها ليست انتحارا والذي تمنعه الكتب المقدسة. اعتبر عملا صالحا وأنه يغفر خطايا الزوجين ويضمن خلاصهما وأنهما سيعيشان معا بعد الموت.
هذه كتب حديثة نسبيا. هناك تبريرات للساتي في فيشنو سمريتي
هناك أيضا تبرير في كتب بريهاسباتي سمريتي الحديثة (25-11).[4] يعود هذا والسابق للألفية الأولى.
غالبا ما يعتبر مانو سمريتي قمة الشريعة الهندوسية، ولذا موقفه مهم لكن لا يذكر فيه الساتي على الرغم من أنه يحض على رهبانية وتقشف دائمين لأغلب الأرامل.
بالرغم من قصة الإلهة ساتي التي كانت زوجة وقتلت نفسها بالنار لكن فعلها ليس ساتي بالتحديد لأنها لم تكن أرملة لذا لا تشرح قصتها الممارسة. هناك أمثلة في بورانا عن نساء قتلن أنفسهن بالساتي وأيضا أن ممارسته حسنة: إن الزوجة التي تموت مع زوجها ستبقى في السماء لسنوات بعدد شعره. (غارودا بورانا 1.107.29) حسب 2.4.93 فهي تبقى مع زوجها في السماء خلال حكم 14 إندرا أي لعصر كالبا.
في رامايانا خلال حداد تارا على موت زوجها فالي أرادت فعل الساتي. لكن هانومان وراما وفالي الذي كان يموت صدوها لذا لم تحرق نفسها.
في المهابهاراتا قامت مادري زوجة باندو الثانية بحرق نفسها، وكانت تعتبر نفسها مسؤولة عن موت زوجها الذي كانت عليه لعنة الموت إذا ما مارس الجنس. مات خلال ممارسة الجنس مع مادري التي لامت نفسها لموافقتها على الرغم من علمها باللعنة.
هناك مقاطع في أثارفا فيدا بما فيها 13.3.1 تعطي نصائح للأرملة عند الحداد وعن حياتها كأرملة بما في ذلك زواجها من جديد.
كثيرا ما يدعى أن أغلب النصوص القديمة تؤيد الساتي، وهذا مبني على الآية 10.18.7 والتي يستخدم جزء منها في الجنازة، لكن هناك خلاف حول ذلك. النشيد حول جنازة دفن وليس حول جنازة حرق وهناك ترجمات مختلفة للنص. حسب الترجمة التالية هنك تأييد للساتي:
لا يذكر النص الأرامل وهناك ترجمات مختلفة لكلمة نار حرق الجثة (حرفيا مقعد أو مسكن). لكن الآية التالية لها تناقضها وهي عن الأرامل بوضوح وتقول إن المرأة يجب أن تعود لبيتها.
أحد أسباب اختلاف الترجمة والتفسير للآية 10.18.7 أن أحد الحروف في كلمة بيت غيرها قصدا من يؤيد تبرير الكتب للساتي إلى كلمة تعني النار.[29]
ليس هناك أوصاف أو انتقادات قديمة في الهندوسية (أو البوذية أو الجاينية) تعود لما قبل عصر غوبتا لأن الممارسة لم تعرف بكثرة قبل ذلك. هناك نقد صريح يعود للألفية الأولى كما في تعليقات مدهاتيثي الذي اعتبر الممارسة انتحارا والذي حرمته الفيداس
هناك انتقادات أيضا من بانا الذي كتب في عهد حكم هارشا. أدان بانا الممارسة واعتبرها انتحارا وعملا بدون معنى.[4]
مالت حركات بهاكتي والإصلاح في الهندوسية لمعاداة نظام الطبقات ودعت للمساواة بين المجتمعات وأدانت بشكل عام ممارسة الساتي. أدانها أيضا الألفار في القرن 8 [30] وحركة فيراشيفا في القرنين 12 و13.[31]
في بداية القرن 19 كتب رام موهن روي ضد الساتي وقال إنه ليس من الهندوسية في حملة له لمنع الممارسة.
أدانت السيخية الممارسة بشكل صريح حوالي عام 1500 م.[32]
أهم الزوار الأجانب الذين زاروا شبه القارة الهندية بشكل مبكر كانوا من غرب آسيا ومعظمهم مسلمون وفي وقت لاحق كان الزوار أوربييين. دهش هؤلاء الزوار من هذه الممارسة ووصفوها أحيانا بأنها مروعة وأيضا بأنها نابعة عن إخلاص.[33] وصف ابن بطوطة مثال ساتي لكنه قال إنه أغمي عليه ولذا أبعد عن المشهد. رسم أوروبيون في القرن 18 عدة لوحات تظهر أرامل الساتي كبطلات وقدوات.[34]
مع ازدياد قوة الإسلام في الهند تغيرت النظرة له واعتبر ممارسة همجية. أول محاولة من حكومة لإيقاف الممارسة كانت من حكام مسلمين منهم محمد بن تغلق.
غيّر أيضا الأوروبيون نظرتهم مع تحولهم للقوة المسيطرة في الهند. كان البرتغاليون أول الأوروبيين بمناطق سيطرة في غوا. حاولوا بداية منع الممارسات والتقاليد المحلية بما في ذلك الساتي بنشر المسيحية في مناطق سيطرتهم. دخل البريطانيون الهند كشركة تجارة ولم يعيروا اهنماما في البداية للممارسات المحلية. أصبحت ممارسة الساتي والمنع البريطاني (مع منع شبكة اللصوص الهندية) إحدى التبريرات المعتادة للحكم البريطاني للهند. يعبر عن النظرة البريطانية في هذه العبارة التي تقتطف بكثرة وتعزى عادة للجنرال نابير:
تناقش في مقالة غاياتري سبيفاك من جامعة كولومبيا في مقالة لها ما إذا كان الساتي طريقة للتعبير عن النفس عند نساء لا يستطعن إظهار استقلالهن بطريقة أخرى.[36]
قام هومايون بإصدار قرار ضد الساتي لكنه سحبه فيما بعد.
طلب أكبر الحصول على إذن للممارسة من المسؤولين والذين طلب منهم تأخير القرار قدر المستطاع لأن احتمال الفعل أقل مع مرور الوقت. لم يسمح للأرامل والأطفال بأن يحرقوا أنفسهم خلال حكم شاه جاهان أبدا. في حالات أخرى لم يعط الحكام الأذن إلا بعد رشوة.[37] في وقت لاحق من عصر المغول قدمت هدايا ورواتب ومساعدات للأرامل اللاتي يمكن أن يمارسن الساتي لتثبيطهن عن الفعل وحرمت الصغيرات كليا من ممارسة الساتي. تابع المغول وضع العقبات للممارسة لكنها استمرت خارج عواصمهم.
وتكلم غورو نانك أول غورو للسيخ ضد الممارسة.
وكانت أقوى المحاولات للسيطرة على الممارسة من اورنگزیب الذي قام في 1663 بإصدار أمر في كل الأراضي التي يسيطر عليها المغول بأن لا يسمح لأي امرأة بأن تحرق،[38] لكن رغم ذلك استمرت الممارسة خاصة في أوقات الحروب والأزمات.
مع نهاية القرن 18 كان الساتي قد منع في المناطق الخاضعة لسيطرة الأوروبيين، فقد منع الممارسة البرتغاليون في غوا سنة 1515 تقريبا رغم عدم انتشارها الكبير هناك.[39][40] قام الهولنديون والفرنسيون بمنعه أيضا في تشينسورا وفي بونديتشري. لكن البريطانيون الذين حكموا أغلب شبه القارة والدنماركيون الذين حكموا إقليم سيرامبور سمحوا بالممارسة حتى القرن 19.
كانت هناك محاولات للحد من الممارسة أو منعها من ضباط بريطانيين في القرن 18 بشكل شخصي وبدون دعم شركة الهند الشرقية. حدث أول منع بريطاني رسمي في 1798 في مدينة كلكتا فقط مع استمرار الممارسة في المناطق المجاورة. ومع نهاية القرن 18 بدأت الكنيسة في بريطانيا وأفرادها في الهند بحملات ضد الساتي، وكان من قواد هذه الحملات ويليام كاري وويليام ويلبرفورس ودفعهما لذلك الرغبة في تحويل الهنود للمسيحية. ضغطت هذه الحركات لمنع الممارسة وبدأت رئاسة البنغال بجمع ارقام عن الممارسة في 1813.
ومنذ حوالي 1812 بدأ المصلح البنغالي راجا راموهان روي حملة ضد الممارسة ودفعه لذلك رؤية قريبة له ترتكب الساتي. وقام بزيارة أراضي حرق الجثث لإقناع الأرامل بعدم حرق أنفسهن وأسس جماعات مراقبة لذلك وكتب مقالات تظهر أن الكتب المقدسة لا تفرض الساتي.
قامت رئاسة البنغال رسميا بمنع الساتي في 4 ديسمبر 1829 في أراضيها بقرار من حاكمها لورد ويليام بنتينك. لكن المنع عورض في المحاكم ووصلت المعارضة لمجلس المشورة الملكي البريطاني في لندن لكن المنع أوكد في 1832. قامت أقاليم تابعة لشركة الهند الشرقية بالمنع بعد مدة قصيرة.[41]
بقيت الممارسة قانونية في الولايات الأميرية بعد منعها في المناطق الخاضعة لبريطانيا وكانت آخر ولاية تمنعه ولاية جايبور في 1846.
بعد صرخات معارضة اتخذت قرارات جعلت من غير القانوني كون الشخص متفرجا في حدث الساتي. لا يفرق القانون الحالي بين من يشاهد الفعل ومن يحرض له ويساوي في إدانة المتفرج والمحرض. هناك أيضا ما يمنع تمجيد الأرامل اللاتي ارتكبن الساتي. ويدخل في التمجيد نصب الأضرحة على الميتات وتشجيع الزوار لزيارة مكان الحرق وكسب المال من تلك المواقع وزوارها.
بعد ضجة تلت انتحار روب كانوار[42] التي حرقت نفسها قامت الحكومة الهندية بوضع قانون لمنع الساتي في 1 أكتوبر 1987.[43]
صدر قانون آخر لمنع الساتي في 1987 جعل تمجيد أو محاول فعل الساتي أو تشجيعه غير قانوني. وأصبح من غير القانوني إجبار شخص على فعله ويعاقب ذلك بالموت أو السجن مدى الحياة، أما تمجيد الساتي فيعاقب بسجن سنة إلى سبع سنوات. لكن لا تطبق دائما هذه العقوبات.[44] ومنع ممارسات معينة مثل العبادة عند الأضرحة القديمة مسألة يدور حولها جدال. لذلك قام المجلس الوطني للنساء في الهند باقتراح تعديلات للقانون والتخلص من بعض الأخطاء فيه.[45]
1777 - 1799 H.H. Svasti Sri Giriraj Chakrachudamani Narnarayanetyadi Vividha Virudavali Virajamana Manonnata Shriman Maharajadhiraja Sri Sri Sri Sri Sri Maharaj Rana Bahadur Shah Bahadur Shamsher Jang Devanam Sada Samar Vijayinam, Maharajadhiraja of Nepal. ... m. (first) at Katmandu, 1789, Sri Sri Sri Maharani Raj Rajeshwari Devi [Sri Vidya Lakshmi Devi] (k. by forced sati on the orders of Bhimsen Thapa, on the bank of the Salinadi rivulet, at Sankhu, 5th May 1806)