الرئيسيةبحث

زوارة

زوارة مدينة ليبية في شعبية النقاط الخمس تقع على شاطئ البحر الابيض المتوسط، تبعد عن العاصمة طرابلس حوالي 100 كم غرباً وتبعد 60 كم عن حدود تونس.

يبلغ عدد سكانها،45 ألف نسمة. وهي مدينة ذات أصول امازيغية ما زال سكانها يتحدثون الأمازيغية ويسمون مدينة زوارة بإسم تامورت وهم من السكان الأصليين لليبيا. ومن أهم المعارك التي خاضوها في التاريخ الحديث معركة سيدي سعيد ضد الاستعمار الايطالي في موقعة ابي كماش قبالة جزيرة فروة. من أهم موارد عيش سكانها الصيد البحري والتجارة والزراعة.

تاريخ زوارة

يعود تاريخ المدينة إلى القرن الثاني قبل الميلاد أي في عهد ماسيبيسيا وكان اسمها في ذلك العهد [ كاساس ]وكانت تشتهر بتصدير الملح (تيسنت ) كما يسميها سكان المدينة حيث أن موقعها الجغرافي يحيط بها العديد من الملاحات الكبيرة وكان جل الاقتصاد مبنى على الملح واستخراج حجر الجير من الاسباخ المجاورة وهي المادة الرئيسيسة للبناء واغلب المباني القديمة القائمة حتى الان كانت مبنية بالجبس والحجر الملحي المعروف لدى السكان باسم حجر الجبسية(اولوس).

زوارة وتدعى قديما بوسيدونيا Possidonia هي حاليا بلدة تقع على120 كم غربي طرابلس. أمّا سميّتها زواغة فهي مدينة تقع على مسافة 50 كم غربي طرابلس و يطلق عليها اليوم اسم صبراتة.

كانت هاتين البلدتين قديما هي و نواحيها مقرّ و موطن قبيلة زواغة وهي قبيلة بترية ذات جذور موغلة في القدم ذكرها الرحّالة هيرودوت الإغريقي 420 (ق .م) حين ذكر أهالي شواطئ خليج سرت و من ضمنهم قبيلة LES ZOUEKHES التي تحتل نفس مواقع زواغة. كما ذكرها المؤرّخ اللاتيني بلين الأكبر Pline L’ancien 79 (ق.م) تحت اسم ZEUGHITANES .

و يسند بعض الي قبيلة زواغة هذه أصول أقريطية crétoises من les Phéaciens الذين ذكرهم هوميروس في الأوديسا و الذين هاجروا إلى الشمال الافريقي من جزيرة كرفو Corfou اليونانية الواقعة بالبحر الايجي. و بعد قرون من الاقامة على شطوط خليج سرت الكبير و الصغير بين ظهراني القبائل البربرية اندمج هؤلاء الإقريطيون ضمن المجموعة البربرية و اصبحوا يعدّون بربرا و يرتبهم النسّابة البربر ضمن قبيلة زناتة كبرى القبائل البربرية.

و يبدو ان كلمة زواغة هي كلمة مشتقّة من نفس الأصل لكلمة الأمازيغ وهو الاسم الذي يسمّي البربر به أنفسهم ويعني الأشراف الأحرار.

كما ذكرها العلامة ابن خلدون قائلاّ ، ولم يندا إلينا من أخبار زواغة و تصاريف أحوالهم ما نعمل فيه الأقلام .وقد اعتبر ابن خلدون زواغة و زوارة قبيلتين متآخيتان تنتمي كلاهما إلى بني سمكان وهم من فروع زناتة. و زناتة هي واحدة من أكبر القبائل البربرية إن لم تكن أكبرها اطلاقا.و زوارة موطن قبيلتا زواغة أو زوارة ( و نعتبر أن الاسمين لمسمّى واحد.

فأما قبيلة زواغة فان مجالها كان في القرن الخامس هـ. بين طرابلس و صبراتة و حول مدينة قابس . وقد عمّرت صبراتة حتى صبح اسمها يطلق عليها، فبعد إن كانت صبراتة بلد معمور يقطنه زواغة في القرن الخامس هـ. عوّضت قرية زواغة خرائب صبراتة القديمة في مطلع القرن الثامن. وقد أطلقت عليها الوثائق الأوروبية القديمة اسم طرابلس القديمة. وعرف أهل هذه الواحة بحسن تقبّلهم للقوافل، لكن وضعيتهم تردّت في أواخر القرن السابع حتى صاروا يمارسون قطع الطرق برا و بحرا و استقرّت فروع منها بجربة و سهل الأعراض منذ القرن الخامس هـ. و قد ضعف شأن هذا القبيل في القرن الثامن بعد أن أصبح حسب ابن خلدون "أوزاعا في القبائل" أي متفرّقا في مواطن تسيطر عليها قبائل اخرى.

أمّا زوارة :كان البكري أول من أشار إلى و جودها حول مدينة قابس إذ قال: "و حوالي قابس قبائل من البربر من لواتة و لماية و نفوسة و مزاتة و زواغة و زوارة.

و قد ظلّ هذا المجال القبلي قائما في أواخر العصر الوسيط و إن كان أهل هذه القبيلة قد فضّلوا الانحياز إلى السواحل ممّا يفسّر نشأة قريتي زوارة الصغرى و الكبرى .

فأما الأولى و هي زوارة الصغرى أو وطن بلد المرابطين فإنها تقع شرقي راس المخبز حيث الملاّحة الشهيرة و هي قرية ذات نخيل و ماء عذب لكن الخراب استولى عليها في أواخر القرن XIII و مطلع القرن XIV و ذلك بسبب الهجمات المتتالية للقراصنة الأوروبيين الذين يأتون للتزوّد بالملح من رأس المخبز، و لذلك كان أهلها في ضنك من العيش و كانت عند زيارة التجاني لها على وشك الاندثار و لم تذكر بعد تلك الفترة. كما أن رباطها الساحلي: و هو قصر وزدر تحوّل إلى اثر بعد عين و لم يبق به إلا بعض أناس امتهنوا النخاسة مصدرا للرزق باصطياد الناس في القوافل التجارية و قوافل الحجيج لبيعهم للمراكب النصرانية حتى أصبحت القوافل تتحاشى المرور من هناك.

زواغة الكبرى أو كوطين: و هي أضخم من الأولي و تبعد عنها نحو 20 ميلا و غابتها أكبر ذكرها الإدريسي منذ مطلع القرن السادسXII م القرن السادس هـ.قصر كوطين. و الظاهر إنها توافق مدينة زوارة الحالية. كان أهلها متحصّنين بأسوار رافضين لسلطة الجواري، و قد ذكر الحسن الوزّان أو ليون الافريقي ما آلت إليه من تراجع فأسوارها متداعية و أهلها في خوف من هجوم القراصنة و النصارى عليهم. كانوا يعيشون من استخراج مواد البناء (الجير و الجبس) و بيعها بمدينة طرابلس . و قد غلب عليهم البؤس. بلغ عددهم في أواخر العصر الوسيط ألفى ساكن.

كما أن المدينة تعتبر حاضرة لعدد من القرى تعرف باسماء شتى منها قرية كوطين وقرية وزدر وقرية ويلول التي ينسب اغلب السكان اليها حاليا وهي تقع في منطقة تعرف حاليا بالمنقوب وتمتد حتى منطقة مليتة. السكان ينحدرون من سلالة واحدة تعود ارومتها لقبائل نفوسة من فرع البرانس العائدون لقبيلة الكبرى الامازيغية هوارة.

النشاط السكاني قديما كان يتمثل في الزراعة والرعي وصيد الاسماك مع صناعة الجير والجبس والملح ، وفي العهد القرمانلي الاول تم عقد عدد من المعاهدات مع عدد من الجمهوريات الايطالية بشأن تصدير الملح وكان قديما مينائها المعروف بميناء( تيبودا ) من أشهر المواني في مجال تصدير الملح وحاليا لها ميناء للصيد البحري وميناء تجاري اسس في العهد التركي ثم تم تدميره في الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الايطالية وبعد الاحتلال الايطالي تم ترميمه من قبل القوات الغازية كما انشئت إيطاليا خطا للسكة الحديدية يمتد من زوارة إلى طرابلس الغرب بمسافة 110 كم كما اكتشف فيها مؤخرا أكبر مقابر الامازيغ في حدودها الغربية.زوارة يقال كما في كتاب كريستياني انهم من ساعد الايطاليين في استعمار ليبيا

وصلات خارجية

العادات والتقاليد