الريادة (بالإنجليزية: Entrepreneurship)هي عملية إنشاء منظمة/(منظمات) جديدة أو تطوير منظمات قائمة، وهي بالتحديد انشاء عمل/أعمال جديدة أو الأستجابة لفرص جديدة عامةً.
الريادة ليست شيئا سهلا حيث أن معظم الشركات الجديدة (الغير منظمة جيدا) تفشل. وتختلف الأنشطة الريادية بأختلاف نوع النشاط الذي تتبعه هذه المنظمة الناشئة. وتتراوح ريادية الأعمال بين شركات فردية (غالبا ما يعمل فيها الرائد بمفرده بدوام جزئي) وتعهدات بتوفير فرص عمل جديدة.
وتسعى العديد من مشاريع الأعمال الجديدة (المشاريع الرائدة) للحصول على التمويل إما لـرأس المال المخاطر أو لـ المستثمرين المشاركين وذلك إما لزيادة رأس المال أو لبدأ المشروع الجديد.
المستثمرون المشاركون يبحثون عامة عن عائد يترواح بين 20-30% بالإضافة إلى مزيد من المشاركة في العمل.[1].
يوجد الآن العديد من المنظمات اللتي تدعم الرياديين واللتي تشمل بعض الهيئات الحكومية المعنية ، حاضنة الأعمال/ (حاضنات الأعمال)، بعض الهيئات العلمية وبعض NGOs.
تاريخ ريادية
يرجع مفهوم الريادية لأقتصادي Joseph Schumpeter وبعض الأقتصاديين النمساويين مثل Ludwig von Mises و von Hayek. عرف (Schumpeter (1950 الريادي بأنه هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو أختراع جديد إلى ابتكار ناجح. وبالتالي فوجود قوى الريدايين "التدمير البناء" في الأسواق والصناعات المختلفة تنشئ منتجات و نماذج عمل جديدة. وبالتالي فإن الرياديين "التدمير البناء" يساعد مسئول وبشدة عن التطور الصناعي والنمو الأقتصادي على المدى الطويل. وبرغم من إسهامات Schumpeter في بدايات القرن العشرين ، فأن نظرية الإقتصاد الجزئي التقليدية في منظومة الأقتصاد قد وضعت حيزا صغيرا لرواد الأعمال في أطارها النظري (بدلا من فرض أن الموارد ستتحدد وفقا لنظام السعر)[2]
بعض الأشخاص الرياديين واللذي كان لهم اثر ملحوظ في تاريخ الريادية .
أما (Frank H. Knight (1967 و (Peter Drucker (1970 فيعتبران الريادية هي بالأساس تتمحور حول المخاطرة. سلوك الريادي هو ما يعكس نوع القدرة اللتي لديه أو لديها لوضع مهنته وموقفه المالي في الواقع والمخاطرة عن طريق تطبيق فكرته ووضعها محل التنفيذ وذلك عن طريق اعطائها المزيد من الوقت والجهد و رأس المال في مخاطرة غير مضمونة.
ولقد صنف Knight أسباب عدم الضمان إلى ثلاثة انواع:
- المخاطرة: وهي يمكن قياسها إحصائيا (مثل أحتمالية سحب كرة حمراء من زجاجة تحتوي على خمس كرات حمراء وخمس كرات بيضاء).
- اللألتباس: واللتي يصعب قياسها إحصائيا (مثل أحتمالية سحب كرة حمراء من زجاجة تحتوي على خمس كرات حمراء وعدد غير معروف من الكرات البيضاء).
- عدم الضمان الفعلي أو Knightian Uncertainty واللتي يستحيل تقديرها أو توقعها إحصائيا (مثل أحتمالية سحب كرة حمراء من زجاجة بها عدد غير معروف من الكرات الحمراء وعدد غير معروف من الكرات الملونة الأخرى).
تأثير الريادية غالبا لا يمكن توقعه، عمليا عندما تحاول خلق او ابتكار شئ جديد على هذا العالم فأن سوقه لا يكون معروف. قبل ظهور الأنترنت، لم يكن أحد ليعرف مدى نجاح سوق الأعمال المرتبة بالأنترنت مثل Amazon و Google و YouTube و Yahoo إلخ...
أما بعد ظهور الأنترنت فقط فقد بدأ البعض يرى فرص فرص وأسواق لهذه التكنولوجيا. بالرغم من ذلك حتى لو كان هناك سوق فلنفرض مثلا سوق المشروبات الغازية (الذي أنشأه أنشاء شركة Coca Cola) لا يوجد ضمان بعدم انضمام لاعب جديد لسوق صناعة المياه الغازية. إذا فالسؤال سيكون: هل يوجد سوق جديد لفكرتك أم لأ ؟
يمثل وجود الرائد المتميز والمبتكر في النظرية الأقتصادية التقليدية (التي تقيم كفاءة الأقتصاد يأستخدام بعض النسب بإفتراض أن المخرجات متساوية) بعض المشاكل النظرية. ولقد اضافت بحوث William Baumol لهذه الجزء من النظرية الأقتصادية واللذي كرم في عام 2006 في الإجتماع السنوي للرابطة الأقتصادية الأمريكية. [2]
وتعتبر الريادية عامل مكملا لثقافة الأعمال في الحياة الأمريكية ، وبتحديدا كمحرك ودافع أساسي لخلق فرص عمل جديدة ونمو الأقتصاد القومي.
نشرت بواسطة Robert Sobel تحت عنوان The Entrepreneurs: Explorations Within the American Business Tradition في عام 1974.
رائد الأعمال
رواد الأعمال لديهم الكثير من المميزات اللتي تجعلهم يعاملوا كقادة. تمام كما حدث في السابق مع نظرية الرجل العظيم فإن نظريات ريادية الإعمال تتعرض للنقد بأستمرار. فرواد الأعمال غالبا ما يعارضون المديرين و الإداريين الذين يطلبون منهم بان يكونوا أكثر اتباعا للطرق المعروفة وأقل مخاطرة. مثل هذه النماذج اللتي تتمحور حول شخصية ريائد الأعمال توضح أنها مشكوك في مدى صلاحيتها حيث تبين الحياة العملية أن اغلب رواد الأعمال يعملون في فرق وليس فقط بشكل فردي. ورغم أن الفجوة لا تزال واسعة بين النظريات اللتي تحدد طبيعة رائد الأعمال إلا أنه الآن فأن بعض الدراسات الموثقة لريادة الأعمال وجدت بعض السمات اللتي ترتبط برياديي الأعمال:
- David McClelland (1961) وصف رائد الأعمال بأنه شخص تحركه الحاجة لإنجاز شئ ورغبة شديدة في إضافة شئ للحياة.
- أما Collins و Moore (1970) فقد دراسا حوالي 150 رائد أعمال وخلاصا إلى النتيجة الأتية أهم صفاتهم الشدة والصلابة ، مراعاة مصالحهم(برجماتيين) يدفعهم أحتياجهم إلى الإستقلالية والإنجاز. وهم نادرا ما يسعون للحصول على السلطة.
- بينما يرى Bird (1992) يرى رائدي الأعمال كالزئبق، محبين للأفكار الجديدة ، مفكرون ، مخططون ، يحسنون التصرف. أنهم يقتنصون الفرص ، مبدعون ، غير عاطفيون.
- بينما يرى Cooper و Woo و Dunkelberg (1988) أن رائدي الأعمال يتفائلون جدا في عملية أتخاذ القرار. ففي دراسة أجريت على 2994 رائد أعمال تبين أن 81% يعتبرون نسب نجاحهم الشخصية أكبر من 70% ومن الملحوظ أن 33% يرون أن أحتمالات نجاحهم هي 10 من 10.
- Busenitz وBarney (1997) أوضحا أن رادئي الأعمال يتميزون بالثقة الشديدة في النفس وتعميمهم الزائد للأمور.
- بينما وجدCole (1959) أنه يوجد أربع أنواع من رائدي الأعمال وهم: المبتكر ، المبتكر المجمع، المروج شديد التفائل، مؤسسي المؤسسات. هذه الأنواع لا علاقة لها بالشخصية ولكن لها علاقة بنوع الفرصة اللتي يواجهها الرائد.
خصائص ريادة الأعمال
- الرائد لديه هدف طموح, وهي القوة اللتي تدفعه لبناء الشركة.
- عادة ما يكون الهدف (Vision) مدعوم بالعديد من الأفكار القوية المحددة اللتي ليس لها مثيل في السوق.
- غالبا ما تكون الرؤية الشاملة لكيفية تحقيق هذا الهدف تكون واضحة ولكن التفاصيل تكون غير كاملة ، ومرنة وقابلة للتطوير.
- يقوي الرائد نفسه ويدعمها بأمل كبير وعاطفة جياشة نحو تحقيق الهدف.
- بالإصرار والتسميم يضع الرائد استراجيته لتحويل حلمه إلى واقع ملموس.
- يأخد الرائد المباردة للوصول لنجاح فكرته.
- المخاطر; يأخذ المبادرون مخاطرة محسوبة ويحسبون التكاليف وكيفية الوصول إلى (أو إنشاء) السوق ، وكيفية تلبية احتياجات العملاء كما أنهم يقنعون الأخرين للإنضمام إليهم والمساعدة.
- الرياديون هم غالبا يفكرون بإيجابية وصناع قرار.
دور رواد الأعمال
- إنشاء أسواق جديدة ، وفقا للمفهوم الحديث للتسويق, السوق هو مجموعة من الأفراد اللذين لديهم الرغبة والقدرة لإشباع احتياجاتهم. وهذا ما يسمى اقتصاديا بالطلب الفعال ، فرواد الأعمال هم أناس مبدعون ومنشئون للموارد والفرص فهم يخلقون عملاء وبائعين وهذا ما يجعلهم مختلفي عن رجال الأعمال التقليدين الذين (أي رجال الأعمال) يؤدون الوظائف الأدارية التقليدية مثل التخطيط والتنظيم وتحديد المهام.
- إكتشاف مصادر جديدة للمواد. فرواد الأعمال لا يرضون أبدا بالمصادر التلقيدية أو المتاحة للمواد. لذلك ولطبيعتهم الأبتكارية, فأنهم يعملون على اكتشاف مصادر جديدة للمواد ليحسنوا شركاتهم. في مجال الأعمال, فهم يستطيعون تطوير مصادر جديدة للمواد تتمت بميزة تنافصية من حيث النقل والتكلفة والجودة.
- يحركون الموارد الرأس مالية. فرواد الأعمال هم المنظمون والمحددون لمعظم عناصر الأنتاج، مثل الأرض والعمال ورأس المال. فهم يمزجون عناصر الإنتاج هذه لخلق بضائع وخدمات جديدة. الموارد الرأس مالية, من وجهة نظر ليمان، تعني المال. ومع ذلك فأن الموارد المالية ، في علم الأقتصاد، تمثل الماكينات والمباني والموار المادية الأخرى المستخدمة في الأنتاج. فرواد الأعمال لديهم الأبتكار والثقة في النفس اللتي تمكنهم من تجميع وتحريك رؤوس الأموال لإنشاء أعمال جديدة أو توسيع أعمال قائمة.
- تقديم تكنولوجيا جديدة، صناعات جديدة و منتجات جديدة. بعيدة عن كونهم مبتكرين وأخذهم للمخاطرة بمسئولية, فرواد الأعمال يحسنون استغلال الفرص لإنشاء أعمال جديدة وتحويلها إلى مكاسب. لذلك فهم يقدمون أشاء جديدة ومختلفة بعض الشئ. مثل هذه الروح الريادية تساهم بقوة في تحديث أقتصادنا. وفي كل عام نرى منتجات وتكنولوجيا جديدة. كل هذه المنتجات والتكنولوجيا تهدف لإشباع الأحتياجات البشرية بطريقة مناسبة وجميلة.
- خلق فرص عمل جديدة, حيث أن أكبر موفر لفرص العمل هو القطاع الخاص فأن ملالايين فرص العمل تقدمها المصانع وصناعة الخدمات والشركات الزراعية وبعض الأعمال الصغيرة والمتوسطة. فعلى سبيل المثال فأن المتاجر الكبرى مثل SM و Uniwide و Robinson و أخرين يوظفون الالأف العاملين. وبالمثل فإن شركات كبرى مثل SMC و Ayala و مجموعة شركات Soriano يخلقون فرص عمل كثيرة. خلق فرص عمل ضخمة مثل هذه لها مضاعفات وتأثيرات تسرع من نمو الإقتصاد ككل. فمزيد من الوظائف يعني المزيد من الدخل وهذا يزيد الطلب على البضائع والخدمات وبالتالي يزيد الأنتاج. وبالتالي يزيد الطلب على الوظائف مرة أخرى وهكذا ...
مميزات ريادة الأعمال
كل رائد أعمال ناجح يضيف بعض المميزات ليس فقط لنفسه\لنفسها ولكن لحيه، لمنطقته ولبلده ككل. فالمميزات الناتجة عن نشاطات رواد الأعمال كالتالي:
- يحسن وضعه المالي الحالي
- التوظيف الذاتي، يوفر المزيد من فرص العمل اللتي ترضي وتناسب القوى العاملة.
- توظيف الأخرين في وظائف غالبا ما تكون أفضل لهم.
- تطوير المزيد من الصناعات، خاصة في المناطق الريفية والمناطق اللتي لم تستفد بالتطورات الأقتصادية على سبيل المثال تأثير العولمة.
- التشجيع على تصنيع المواد المحلية في صورة منتجات نهائية سواء لإستهلاك المحلي أو للتصدير.
- زيادة الدخل وزيادة النمو الأقتصادي.
- المنافسة الشريفة تشجع على خلق منتجات بجودة أعلى.
- المزيد من الخدمات والمنتجات.
- خلق أسواق جديدة.
- التشجيع على استخدام التكنولوجيا الحديثة على مستوى الصناعات الصغيرة لزيادة الأنتاجية.
- تشجيع على المزيد من الأبحاث والدراسات وتطوير الماكينات والمعدات الحديثة للسوق المحلي.
- تطوير مفاهيم صفات ومواقف لريادة الأعمال بين رواد الأعمال الجدد لتحقيق المزيد من التغيرت الملحوظة في تطوير المناطق الريفية.
- التحرر والأستقلال من الأعتماد على وظائف الأخرين.
- القدرة على تحقيق إنجازات عظيمة.
- تقليل قطاع الإقتصادر الغير رسمي.
- تقليل هجرة المواهب بتوفير مناخ محلي جديد لريادة الأعمال.
المراجع
- ^ Angel Investing, Mark Van Osnabrugge and Robert J. Robinson
- ^ أ ب The Economist, March 11, 2006, pp 67.
أقرا أيضاً
- عام
- الريادي, اقتصاديات الرواد, الرائد السياسي, ريادة المعلومات, الريادة الإجتماعية, رائد الأنترنت, التعليم الريادي, الريادة التعاونية, الريادة الرقمية
- أعمال
- حاضنات الأعمال, فهرس الأعمال
- فهارس
- فهرس مواضيع الأدارة, فهرس الرواد الإجتماعيين
مراجع ومقالات خارجية
- كتب ونشرات علمية
- Baumol, W. J., Litan, R. E., Schramm, C. J. (2007) Good Capitalism, Bad Capitalism, Yale University Press
- Bird, B. (1992)"The Roman God Mercury: An Entrepreneurial Archetype", Journal of Management Enquiry, vol 1, no 3, September, 1992.
- Busenitz, L. and Barney, J. (1997) "Differences between entrepreneurs and managers in large organizations", Journal of Business Venturing, vol 12, 1997.
- Cantillon, R. Essai sur la Nature du Commerce in Général. 1759 [1]
- Casson, M. (1982) The Entrepreneur: An Economic Theory Reprint. 1991.
- Casson, M. (2003) The Entrepreneur: An Economic Theory, second edition", Edward Elgar Publishing 2003.
- Cole, A. (1959) Business Enterprise in its Social Setting, Harvard University Press, Boston, 1959.
- Collins, J. and Moore, D. (1970) The Organization Makers, Appleton-Century-Crofts, New York, 1970.
- Drucker, P. (1970) "Entrepreneurship in Business Enterprise", Journal of Business Policy, vol 1, 1970.
- Folsom Jr., Burton W. (1987) The Myth of the Robber Barons, Young America.
- Gold, Steven K (2005) "Entrepreneur's Notebook" Learning Ventures Press, 2005.
- Hebert, R.F. and Link, A.N. (1988) The Entrepreneur: Mainstream Views and Radical Critiques. New York: Praeger, 2nd edition.
- Knight, K. (1967) "A descriptive model of the intra-firm innovation process", Journal of Business of the University of Chicago, vol 40, 1967.
- Kirzner, I (1997) 'Entrepreneurial Discovery and the Competitive Market Process: An Austrian Approach', Journal of Economic Literature 35: 60-85
- Lumpkin, GT and Dess, GG (1996) 'Clarifying the Entrepreneurial Orientation Construct and Linking it to Performance', Academy of Management Review 21(1): 135-172
- McClelland, D. The Achieving Society, Van Nostrand, Princeton NJ, 1961.
- Pinchot, G. (1985) Intrapreneuring, Harper and Row, New York, 1985.
- Schumpeter, J. (1950) Capitalism, Socialism, and Democracy, 3rd edition, Harper and Row, New York, 1950.
- Shane S., (2003) A general theory of entrepreneurship : the individual-opportunity nexus in New Horizons in Entrepreneurship series, Edward Elgar Publishing.
- Shane, S and Venkataraman, S (2000), 'The Promise of Entrepreneurship as a Field of Research', Academy of Management Review 25(1): 217-226
- Stevenson, HH and Jarillo, JC (1990) 'A Paradigm of Entrepreneurship: Entrepreneurial Management', Strategic Management Journal 11: 17-27
وصلات خارجية