الرئيسيةبحث

رمسيس ويصا واصف

رمسيس ويصا واصف فنان و معماري مصري من الجيل الثاني ، ولد لأب يعمل بالسياسة هو السياسي الكبير و النائب الوفدي المخضرم ويصا واصف و الذي كان محبا للفنون ، درس ويصا الابن في فرنسا و تأثر كثيرا بالمنج التجريبي في الفن ، و هو ما كان له أكبر الأثر عليه عند عودته و دفعه لخوض تجربته الفريدة التي أسس خلالها مركز الفنون المحلية في قرية الحرانية في محافظة الجيزة المصرية, و نجح المركز إلى حد كبير في إعادة توطين فنون صناعة السجاد و الكليم في تلك القرية ، و سريعا اكتسبت منتجات المركز شهرة عالمية و أصبحت حديث المعارض الدولية لما فيها من تلقائية فنية و حس أصيل ، و عند وفاة رمسيس ويصا واصف كان للمركز سمعة كبيرة و شهرة واسعة في مختلف بيوت التصميمات العالمية.

فهرس

حياته

أفكاره

ظل ويصا واصف يؤمن بأن قدرة الإنسان على الإبداع الفطري لم تستغل كما ينبغي حتى وفاته ، و كان هذا الإيمان دافعا قويا في تشكيل هويته المعمارية التي تعتمد على تنمية حاسة الإبداع الفطري عند كل إنسان أيا كانت درجة تعليمه و مؤهلاته. و انطلاقا من هذه الفكرة لجأ ويصا واصف إلى خوض تجربته الفريدة في قرية الحرانية على أطراف الجيزة ، حيث قام بتقسيم مجموعات عمل من أطفال القرية تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 سنة و قام بإلحاقهم بمركز فنون السجاد بالقرية الصغيرة و يعتمد المركز على المنهجية التجريبية في الفن فلا توجد رسومات أو مخططات مسبقة لشكل العمل الفني الذي يقوم به الصغار بل إن الأمر كله متروك لملكة الإبداع الفطري التي ولدت معهم بشكل تلقائي.

مركز الفنون المحلية بالحرانية

اعتمد واصف على تنمية الحس الإبداعي عند الأطفال جنبا إلى جنب مع تنمية الحس المهني ، حيث يجعلهم يبدأون بأنوال صغيرة و بعدد قليل من الخيوط و بألوان قليلة و نوعيات خيوط سهلة في التعامل معها و بمرور الوقت تنمو الحاسة الإبداعية و يكبر معها مقياس العمل ليصل إلى الأنوال الكبيرة التي يعمل عليها أكثر من فرد و بتنوعات من الخيوط و الألوان تسمح بخروج أعمال إبداعية على درجة أكبر من التعقيد . و بعد وفاة ويصا واصف عام 1974 تعهدت زوجته و أولاده بالعمل و لإشراف على المركز مستكملين حلم الفنان المصري في أن يصبح كل إنسان في الحرانية فنان بالفطرة يخرج أعمالا متفردة يستحيل تكرارها مرتين تحمل المعنى الحقيقي للإبداع الفني البعيد عن التنظير و المنهجيات المنظمة ، كما نجح خلفاء ويصا واصف في إضافة العديد من الصناعات اليدوية الأخرى مثل صناعات الخزف اليدوي و الأغطية و الملابس اليدوية . و من الجدير بالذكر أن أعمال أطفال الحرانية طافت كل دول العالم و نالت العديد من الجوائز في معرض سويسرا عام 1957 و قد نالت أسرة الفنان ويصا واصف جائزة الأغاخان عام 1983 تقديرا لأعمال الفنان العظيم .

رمسيس ويصا واصف و حسن فتحي

اقتضت فلسفة ويصا واصف التكامل بين الطبيعة و الإنسان ، مشتركا في ذلك مع رفيقه في الفكر حسن فتحي ، و انعكس ذلك على مباني المركز التي صنعت بيد أهالي الحرانية من قوالب الطين المجفف المتوافر بكثرة هناك ، و اعتمد ويصا واصف على معلمين لحرفة البناء من أقاصي صعيد مصر وفرهم له حسن فتحي كي يعلموا أهل الحرانية كيف يبنون بيوتهم و ورشهم كما اعتمد عند توسعة المركز على خبرته بفنون العصور الوسيطة في مصر التي تحمل مزيجا فريدا يجمع بين العمارة الفرعونية و القبطية و الإسلامية و جعل أهالي الحرانية يبنون قبابا و أقبية من قوالب الطين المجفف باستخدام الأساليب القديمة بعيدا عن الأساليب الحديثة التي لا تحترم البيئة من وجهة نظره و توظف الآلة على حساب الإنسان ، كما أعطى الفرصة لحديثي الزواج من المحليين في أن يمتلكوا الأرض المجاورة للمركز و يصممون عليها بيوتهم الخاصة و يبنونها بأيديهم فحقق بذلك ارتباطا قويا بين الإنسان و بين عمله و بيئته يفتقده أهل الحضر الذين يسكنون مدن مسبقة التشييد.

متاحف الحرانية

و بالقرب من مركز فنون السجاد و الحرف المحلية الذي يضم العديد من ورش العمل و الفنون و صالات العرض يقع متحف حبيب جورجي والد زوجة ويصا واصف و زميل مشواره الفني و يضم المتحف عدة قاعات عرض تضم بين جنباتها معروضات متنوعة بين أعمال خزفية و فخارية و نسيجية كلها من المواد المحلية و بأيدي أهل الحرانية المبدعين ، بالإضافة إلى هذا المتحف نجد متحفا آخر خاص بمشوار ويصا واصف الفني و قد أسسته أسرته عام 1989 تخليدا لذكراه ، و ذكرى تجربته الفريدة لعلها تكون مصدرا لإلهام من سيأتون بعده . و يعرض المتحف لمسيرة الفنان و يؤرخ لتجربته من خلال المعروضات التي تضم النماذج الأولى لأعمال أطفال الحرانية و عدة مبان من تصميمه منها كنيسة المرعشلي بالزمالك و كنيسة الشهيد مار جرجس بميدان هليوبوليس بالقاهرة و متحف محمود مختار .