كان راشد بك أيمن مديراً على مديرية فشودة وكان جبل قدير يقع في جبال النوبة وهي ليست بعيدة عن فشودة الواقعة بالقرب من ملكال الحالية وقد لجأ الامام المهدي عليه السلام إلى هذه المنطقة بعد ان قضى على الحملة التي ارسلت له في الجزيرة أبا ووجد تأييداً كبيراً من الملك آدم أم دبالو واهله في منطقة قدير. واراد راشد بك ان يفاجئ المهدي بهجوم مباغت سريع وما ان اصبح جيشه الذي قوامه «024» جندياً على أهبة الاستعداد للتوجه صوب قدير حتى رأتهم سيدة تدعى رابحة الكنانية وكانت من مُريدي المهدي فاسرعت إليه تواصل الليل بالنهار وقطعت المسافة جرياً على قدميها طيلة يوم كامل حتى أدمى قدماها عند وصولها للمهدي وكشفها النقاب عن خطة الاعداء الذين اردوا ان يأخذوا المهدي وجيوشه على حين غرة ويقضوا عليهم وان يظفر راشد بك أيمن بحسن الاحدوثة وربما يترقى إلى منصب رفيع وكان يمني نفسه بسحق الثورة المهدية في مهدها. وحينها لم يقلل المهدي عليه السلام من النبأ الذي حملته رابحة الكنانية بل صدقها وشرع على الفور في تجهيز جيشه وعندما وصل الاعداء في ديسمبر 1881م ذهلوا حين وجدوا المهدي على أهبة الاستعداد وكامل الجاهزية ولم يصبح الصبح حتى انتصرت قوات المهدي نصراً مؤزراً على راشد بك الذي اصبح جتة هامدة وحوله رجاله الموتى ولم ينج منهم سوى عدد قليل فرَّ ليحمل النبأ المدوي للخرطوم ويرجع الفضل في ذلك إلى رابحة الكنانية التي لولاها لباغتت قوات راشد بك قوات الامام المهدي في جنح الليل وفي تلك الحالة كان من الممكن القضاء على الثورة المهدية في تلك الموقعة. ألا تستحق رابحة الكنانية ان تسمى باسمها احدى المؤسسات التعليمية حتى ولو كان ذلك في موطنها كردفان أو في عاصمة البلاد؟ لانها لا تقل شأناً عن المجاهدات اللاتي سطرن اسماءهن بأحرف من ذهب في تاريخ السودان وتم تخليد ذكراهن في العديد من مدارس البنات وفي اطلاق اسمائهن على الشوارع في عاصمة بلادنا.