فهرس |
الرؤية الليلية هي القدرة على الإبصار في بيئة مظلمة ، إما بطريقة حيوية طبيعية أو بوسائل تقنية ، تكون الرؤية الليلية ممكنة عند اجتماع عنصرين ، مجال طيف كافي ، ومجال كثافة كافٍ . وله إستخدامات عسكرية عديدة ، كما يستخدم من قبل الباحثين كتصوير الحيوانات ليلاًٍ. حيث لا تحيط أى عين بشرية بالبيئة الليلية بكافة تفاصيلها[1]
العمليات الليلية تعتبر عصب الحروب قديما وحديثاً لما توفره من تمويه بصري . ونظراً لما توفره من مزايا عديدة، تولي الدول اهتماماً كبيراً لها لتمكنها من الاستمرار في أعمال القتال ليلاً ونهاراً. وأدى التطور السريع في التكونولوجيا الكهروبصرية إلى ظهور تطبيقات واسعة خاصة في المجال العسكري، حيث أصبح بالإمكان تسجيل صور الأهداف المختلفة في حالات الإضاءة المنخفضة. كانت العمليات الليلية في الماضي تعتمد على إضاءة أرض المعركة، واستخدام مقذوفات المدفعية، أو المشاعل المضيئة، أو قنابل الطائرات، إلا أن هذه الطريقة كانت تعتبر سلاح ذو حدين، فقد كانت تحدد مواقع وأماكن القوات المستخدمة لها. وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت بواعث الضوء.
بالرغم من اكتشاف الأشعة تحت الحمراء سنة 1800م، إلا أنها لم تستخدم على نطاق واسع إلا مع بدء الحرب العالمية الثانية ، عندما فاجأ الألمان الحلفاء بمعارك ليلية بالدبابات، بدون استخدام بواعث الإضاءة، ولكن باستخدام بواعث كاشفة لأرض المعركة ب الأشعة تحت الحمراء مثبتة على دبابات ، تمكن البريطانيين من اكتشاف هذه الأجهزة، فكان يتم اكتشاف البواعث بواسطة نظارات حساسة للأشعة تحت الحمراء، حيث يتم تحديد موقعها وتدميرها. وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي زاد اهتمامها أخيراً بالعمليات الليلية، وكانت حربا كوريا وفيتنام هما حقلا التجارب لأجهزة الرؤية الليلية. وبدأ في أواخر الخمسينات وبداية الستينيات من القرن الماضي ظهور واستخدام أجهزة الرؤية الليلية السلبية ، التي تعمل بتكثيف ضوء النجوم. وفي منتصف الستينيات بدأ تصميم أجهزة الرؤية الحرارية، ومع بداية السبعينيات بدأ تطوير هذه الأجهزة والبحث في جعلها أصغر حجماً، وأقل وزناً وتكلفة، ثم بدأ استخدام أجهزة الرؤية والتصوير الحراري على نطاق واسع خلال السنوات العشرة الماضية. وبذا أصبحت أجهزة الرؤية الليلية بأنواعها بديلا لإضاءة أرض المعركة بالطرق التقليدية القديمة. ويمتاز استخدام هذه الأجهزة بقلة التكاليف، وبالقدرة على استخدامها لفترات طويل ومستمرة. طبيعة الضوء[2] وتستخدم أجهزة الرؤي والتصوير الحراري "فلير" Forward Looking Infrared-FLIR في الدبابات والطائرات والغواصات والطائرات بدون طيار، كما تستخدمها قوات مكافحة الجريمة في البحث عن المجرمين، والضحايات والمفقودين. وقد أدى استخدام التصوير الحراري في الأقمار الصناعية إلى هتك ستر كل ما هو فوق سطح الأرض، ولذا لم يعد من الممكن إخفاء بطاريات الصواريخ عابرة القارات عن عدسات أقمار التجسس لأنها أجسام معدنية تشمخ فوق الأرض عدة أمتار، ويسهل تمييزها وتصويرها، سواء ليلاً أو نهاراً، ولذا لجأت الدول إلي إخفاء الصواريخ بوضعها في الغواصات، ويمكن التحكم في صعودها فوق الماء قبل لحظة الإطلاق. كما يمكن استخدام الأجهزة الحرارية في كشف الألغام الغير معدنية، ومساعدة الطائرات على الهبوط في حالات الأحوال الجوية السيئة، وتحديد أماكن خطوط الأنابيب والكابلات المدفونة تحت الأرض، وأماكن التسريب أو الإنسداد في المواسير المدفونة تحت الأرض، وتحديد كفاءة العزل الحراري .
جزيئات الرؤية الأرجوانية Rhodopsin تمتص الضوء من قبل قصبات "أقضاب" العين الداخلية ، والرؤية الأرجوانية هي المادة الكيميائية التي تسمح بالرؤية الليلية ، وهي شديدة الحساسية تجاه الضوء ، تبيض الصبغة فوراً داخل العين وتأخذ حوالي 30 دقيقة لإتمام تلك العملية ، ولكن معظم الأوقات التي يحدث فيها هذا التكيف تكون في أول خمسة أو عشرة دقائق بالظلام ، الرؤية الأرجوانية Rhodopsin شديدة الحساسية للموجة الحمراء الطويلة في الضوء ، وهي أحد الموجات الضوئية . معظم الناس يستخدمون الضوء الأحمر لحفظ الرؤية الليلية ، حيث أنها لا تستنزف الرؤية الأرجوانية بداخل العين المخزنة بالقصيات وبدلا من ذلك تعرض بواسطة الخلايا المخروطية .
بعض الحيوانات كالقطط والكلاب و ال غزال لديهم نظام يدعى البساط الشفاف Tapetum lucidum في قاع العين التي تعكس الضوء مرة أخرى إلى ال شبكية مما يزيد من كمية الضوء المكتسب ويضاعف الرؤية ، أما في الانسان 10% فقط من الضوء تخل العين وتقع على أماكن صورية حساسة بالشبكية . وما يحدث في الحيوانات شبيه بما يحدث للإنسان عند إستخدامه الجيل الأول والثاني من أجهزة الرؤية الليلية.
ويمكن استخدام الأجهزة الحرارية في اكتشاف الأورام السرطانية، وأن كان هذا الاستخدام غير واسع الانتشار .