داود بن علي الظاهري بن خلف، البغدادي، إمام مجتهد و فقيه, المعروف بالأصبهاني, يكنى الإمام داود بن علي ب " أبي سليمان " واشتهر بهذه الكنية لكن اشتهاره باسمه " داود بن علي " أكثر من اشتهاره بها (200-270 هـ). نسب إلى أَصْبَهان، وهي مدينة لا تزال قائمة إلى الآن في إيران. هناك من يرى أن الإمام الكبير داود بن علي ليس من أصبهان ، وإنما هو عراقي بغدادي ، ونسبته لأصبهان ؛ لأن أمه أصبهانية.
وقد أثنى عليه عدد من الأئمة الأعلام ، ومن ذلك :
وإن كان داود وأبو معاذ وغيرهما لم يريدوا بقولهم إنه مُحْدَثٌ أنه بائن عن الله كما يريد الذين يقولون إنه مخلوق ، بل ذهب داود وغيره، ممن قال إنه مُحْدَثٌ وليس بمخلوق من أهل الإثبات أنه هو الذي تكلم به، وأنه قائم بذاته ليس بمخلوق منفصل عنه.
سئل عن القرآن فقال : القرآن الذي قال الله نعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ) وقال : ( في كتاب مكنون ) غير مخلوق ، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهو مخلوق. هذا الإسناد فيه نظر, قال الدار قطني : ضعيف .
الإمام الذهبي قال في " ميزان الإعتدال " ( 1/ 544) في ترجمة الحسين بن علي الكَرَابيسي بعدما ذكر قوله : " القرآن كلام الله غير مخلوق ، ولفظي به مخلوق " . فتعقبه الذهبي قائلاً : " فإن عني التلفظ فهذا جيد ، فإن أفعالنا مخلوقة ، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق ، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً " .
ويجدر بنا أن ننقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليضع القارىء على حقيقة الخلاف بين أئمة الحديث في لفظ القارىء للقرآن، قال :
" وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون : لفظنا بالقرآن غير مخلوق ، ومرادهم : أن القرآن المسموع غير مخلوق ، وليس مرادهم : صوت العبد ، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء . وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه ، ففهم ذلك بعض الأئمة فصار يقول : أفعال العباد أصواتهم مخلوقة رداً لهؤلاء ، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنَّة ، وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة ، وأهواءٌ للنفوس حصل بسبب ذلك نوعٌ من الفرقة والفتنة."