فدائية فلسطينية قامت بعملية تفجيرية في إسرائيل اسفرت عن مقتل عدد من الاسرائيليين، وكانت عمليتها في السنة الثانية من انتفاضة الاقصى وفي فترة انطلقت فيها ظاهرة الفدائيات الفلسطينيات، وكانت في الثانية والعشرون من عمرها.
ابنة قرية (بيت وزن) القريبة من مدينة نابلس، كانت إحدى طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وكانت تدرس في قسم الدراسات الإسلامية ومن النشيطات البارزات في العمل الإسلامي في الجامعة.
خططت كتائب شهداء الأقصى لهجوم استشهادي في العمق الصهيوني ، وجاء موعد التنفيذ ، الاستشهادية دارين أبوعيشه تحضر نفسها لتلاوة وصيتها ، تقف بكل كبرياء وراية كتائب شهداء الأقصى خلفها ، وعلى رأسها عصابة خضراء كتب عليها " كتائب عزالدين القسام " ، وبهذا جسدت دارين وحدة وطنية لامثيل لها .
تنطلق دارين لتنفيذ العملية ، في الطريق إلى موقع العملية بدت الشوارع ربيعاً حانياً ، ورذاذ من دعاء .. كل شئ حولها يدعوها للتقدم .. عجرفة الجنود على الحواجز ، أعقاب البنادق وهي تحفر في أكتاف الشبان الفلسطينيين الواقفين بكتبهم ينتظرون السماح لهم بالعبور إلى جامعاتهم ، وتلك الأغلال التي تتخير من تشاء من الواقفين لتزج به في جوف المعتقلات .. والرائحة ! تلك الرائحة التي طالما هاجمتها وهي تقترب من الأجساد الممزقة بالرصاص .. إنها رائحة الدم ! تدفع دارين للتقدم ، وتدوس الخوف إن أراد الاقتراب من نبضها الهادئ ...
بقلب واثق تقدمت ، وفي العينين ضوء نهار ! وجوه الذين ودعتهم على حدود أمنيتها بالشهادة تحيط بها ، تشد من أزرها وتدعوها لتتقدم ، آثار دماء الجرحى ما زالت تحرق قلبها كلما تذكرته ، وأنينهم يزيدها إصرار على المقاومة ..
تلفّتت حولها ، سحبت من الهواء نفساً عميقاً ، ثم سارت صوبهم ! زرعت نفسها بينهم ، تحت سماء تشهد على عظمتها .. كانوا يتحدثون بالعبرية ، وعيونهم بلا وهج ! يقفون على الحواجز يلوكون كرامة شعبنا ، ولم يفطن أحد منهم للابتسامة الفلسطينية التي لونت وجهها بالسكينة وهي تفجر نفسها بينهم ، لتقول بفتات جسدها الزكي إن المرأة حين تحضن طفلها تحمل قلب أم .. لكنها حين تحمل حزاماًً ناسفاً .. ينبض في صدرها قلب مقاتل !
نفذت دارين العملية على حاجز مكابيم بين القدس و تل ابيب بتاريخ 27/2/2002 حيث جرح خلال العملية جنديان حسب مصادر الاحتلال . تقول أمها: "لقد كان قلبي يحدثني أن دارين ستستشهد لأنها كانت تقول لي دوماً: إدعي لي يا أمي أن أكون شهيدة في سبيل الله حتى أنال الجنة وتكوني معي بإذن الله."
وقد قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة بهدم منزل عائلتها بعد العملية.