الرئيسيةبحث

دار ابن لقمان

يقع دار بن لقمان في آخر شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة ( السكه الجديده ) بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية

وكان يقع على النيل مباشرا في بداية إنشائه ومع إنحصار الماء أصبح يبعد عن النيل عده مترات

تعد دار ابن لقمان في مدينه المنصورة أشهر دار ارتبط بها التاريخ الاسلامي فهذه الدار شهدت اسر الملك / لويس التاسع ملك فرنسا بعد معركة شرسة بالقرب من المنصورة

الاهمية التاريخية للدار

تأتي الأهميه التاريخيه من كونها شهدت نهايه الحروب الصليبية علي الشرق العربي ؛ حيث أعلن لويس التاسع ملك فرنسا انه سيقود غزوة صليبية هائلة وان هدفه هو الاستيلاء على مصروتجمعت جيوش هذه الحملة في قبرص في ربيع سنة 1248 وعلى رأسها الملك لويس التاسع نفسه . وكان الملك الصالح أيوب بدمشق حين وصلت الحملة إلى دمياط فلما علم بأخبارها عاد مسرعاً إلى مصر غير أن المنية عاجلته في طريق عودته، فأخفت زوجته "شجر الدر" خبر وفاته لحين عودة ابنه توران شاه من حصن (كيفا) ، وقادت هي حركة المقاومةضد الصليبين. وصل الملك توران شاه، وتسلم قيادة الجيش الاسلامي، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على جميع المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتدين، وبذلك وعرقل خطوط إمدادهم، فاضطرهم إلى التقهقر بعد ان نقدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي، وطاردهم واخذ يغير على الجيش الصليبي أثناء انسحابه تجاه دمياط، ثم طوقهم وسد عليهم طريق الانسحاب ودارت المعركة الفاصلة قرب تعرف بلدة منيه ابى عبد الله بالقرب من المنصوره ، و ايقن لويس التاسع ملك فرنسا ان لا أمل في النصر. و بلغ قتلى الصليبين في هذه المعركة - كما يذكر المؤرخون - ثلاثين ألفا ، فعرض التسليم، وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته ، فأجابه إلى الأمان الذي طلب. واستسلم لويس الحزين لنهايته الأليمة حيث أرسل أسير إلى دار (إبراهيم بن لقمان) قاضى المنصورة و اشترط المسلمون تسليم دمياط، ، وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير أو غيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات

موقـــــع الــــــــدار

تقع الدار في وسط مدينة المنصوره حيث اقيمت علي شاطىْ النيل حينئذ ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها مسافه حوالي 500 متر ؛ وهي دار قد بنيت علي الطراز العربي القديم المكون من السلامللك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء . ويرجع تاريخ بناء هذه الدار الي ما يربو عن 1100 عام حيث اقميت مع بدايات انشاء الملك الكامل لمدينه المنصوره عام 975م تقريبا حيث كان المدينة عباره عن قرية صغيرة يطلق عليها أول ميت طلخا نسبه لقريه طلخا المقابلة لها علي الطرف الاخر من شاطىْ النيل؛ حيث بدأ العمران بها واصبحت ملتقي للتجارة بين الاقاليم . وكان يجاور هذه الدار عند بنائها مسجد كبير يطلق عليه مسجد الموافي نسبة للشيخ الموافي والذي كان يقيم حلقة علم به ودفن به؛ علما بان الذي بناه هو الملك الكامل مع بدايه تكوين المدينه ؛ ولا يزال هذا المسجد موجودا للان ونجد ان قبله المسجد لا تزال تدخل في حائط دار ابن لقمان مما يدل علي قدم هذه الدار وكونها من عهد بناء هذا المسجد. و هذه الدار تنتسب لقاضي المدينه في هذا الوقت وهو القاضي إبراهيم بن لقمان .

وصــــــــف الـدار تتكون الدار من طابقين علي الطراز الاسلامي حيث نجد ان باب الدار عباره عن باب كبير يصل طولة الي ما يزيد عن مترين ومنقسم الي باب اخر يحويه لايتجاوز طوله الاربعين سنتيمتر ويقال ان الباب الصغير انشىء خصيصا في قلب هذا الباب لكي يدخل الملك لويس محني الظهر الي الاسر . ويتكون الطابق الاول من قسمين لبقسم الاول عباره عن غرفتين تقع علي يمين الداخل بكل منها كوه صغيره كانت عباره عن نافذه تطل علي الطريق ولكنها اغلقت منذ امد طويل . والقسم الثاني وهو علي يسار الداخل وكان مكون من غرفتين ايضا ولكن نظرا لتهدمهما فقد اعيد بنائهما علي هيئه صاله متسعه اتخذت لمتحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صوره ضخمة تمثل معركه المنصوره امام الصليبين وايضا تمثال نصفي لصلاح الدين الايوبي وكذلك مجموعه من الاسلحة المستخدمه في هذا العصر من رماح واسهم وخناجر ودروع . ويتوسط القسمين صحن كبير للدار به سلم خشبي يصعد للدور الثاني ؛ وهذا الدور يتكون من غرفه واحد وهي الغرفه التي اسر بها لويس التاسع وتتكون من اريكة خشبيه وخزانه في الحائط ونافذه مطله علي الخارج وكرسي ضخم ؛ واهم ما يميز الغرفه هو تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس والاغلال في يده وخلفه الطواشي صبيح وهو حارس كان يقوم بحراستة.


وهكذا ارتبطت تلك الدار بصفحه من صفحات التاريخ الاسلامي حتي نقش فوق بابها ابيات تحكي تاريخها وهي : قل للفرنسيس إذا جئتهم مقال صدق من قئـول فصيح قد ساقط الحين إلى أدهم ضاق به عن ناظريك الفسيح وكل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح خمسون ألفا لا يرى منهم إلا قتيل أو أسير جريح فقل هلم ان اضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صحيح دار ابن لقمان علي حالها والقيد باق والطواشي صبيح