الرئيسيةبحث

خطابة مدرسية

الخطابة المدرسية في ضوء بعض المداخل الحديثة

تبدو أهمية بحث موضوع القواعد النحوية - التي يلزم لطلاب المرحلة الثانوية تعلمها لتلافي الأخطاء في النطق والكتابة، - هامة وضرورية، لاسيما عند قيام الطلاب بممارسة أنشطة كلامية كنشاط الخطابة مثلا، إذ يتعين على الطلاب أن يجري كلامهم حسب ما تقتضيه القاعدة النحوية والصرفية، فلا يجري الكلام على ألسنتهم بحيث يسوأ فهمه أحيانا بل يكون غير مفهوم أحيانا أخري، لأن إعراب الكلمة مرتبط دائما بمعناها داخل سياقها في الجملة ( )

لذا فقد لاحظ الباحث وقوع معظم الطلاب أثناء تعبيراتهم الكلامية في أخطاء نحوية، مما تشكل في حد ذاتها ظاهرة تجدر بحثها، حيث نجد من هؤلاء الطلاب َمن لا يفرق بين مواضع الرفع والنصب والجر أثناء حديثهم، على الرغم من أن معظم هذه المواضع، قد تناولتها مقررات القواعد النحوية خلال مراحل تعليمهم الإعدادي والثانوي، مما يؤكد بعدا آخر للمشكلة. إن تحديد أسباب الأخطاء النحوية الشائعة في كلام تلاميذ المرحلة الثانوية، في ضوء بعض المداخل الحديثة، لاسيما مدخلي التعاون و العصف الذهني، وعلاجها من خلال البرنامج المقترح هو ما يهدف إليه هذا البحث، حيث قام الباحث بتدعيم ملاحظاته بالدراسات العلمية، والتي أوصت ببحث هذا الموضوع. ومنها على سبيل المثال الدراسات الآتية: [ النحو الوظيفي المقترح لمنهج اللغة العربية في المرحلة الإعدادية بدولة قطر ]

حيث أوصت الدراسة بما يلي:-

  1. الاهتمام بالأخطاء النحوية الشائعة في تعبيرات التلاميذ المنطوقة والمكتوبة. فقد وجدت الباحثة أن هناك بعض المباحث يكثر استخدامها ويكثر الخطأ فيها لذا يجب التدريب عليها مشافهة منها الأسماء الخمسة – المثنى – جمع المذكر السالم وما يلحق به – المفعول لأجله –التميز – أسلوب الشرط -.
  2. الاهتمام بعناصر الموقف التعليمي على النحو الآتي:-

•ينبغي الاهتمام بالكلمة التي ينطقها التلميذ بحيث تكون سهلة واضحة لا لبس فيها ولا غموض. •ينبغي الاهتمام بالمدرس وإعداده وتأهيله قبل الخدمة وأثنائها عن طريق عقد الدورات التدريبية والورش التعليمية. •يعتبر الكتاب المدرسي أهم وسيلة لدى التلاميذ لذلك ينبغي أن تشتمل على ما سبق دراسته من موضوعات تخدم الأنشطة الوظيفية للغة المكتوبة مدعومة بالأنشطة المنطوقة. ( )

[ علاج بعض الأخطاء النحوية الشائعة لدى طلاب الصف الأول الثانوي بالأزهر ]( ) وقد أوصت الدراسة بما يأتي: -

  1. ضرورة الاهتمام بمقررات النحو في المرحلة الثانوية و التركيز على تعليم القواعد من خلال مفهوم تكاملي مع باقي فروع اللغة.
  2. زيادة الحصص للقواعد النحوية في المرحلة الثانوية نظرا لأهمية الإفادة منها وتطبيقها في مجالات الأنشطة الكتابية والكلامية.
  3. الاهتمام بإعداد معلم المرحلة الثانوية وتدريبه وتوجيهه حتى يتمكن من القيام بدوره الفعال، وتأهيله بحيث يؤدي التدريس المناسب والتطبيقات المناسبة لقواعد النحو.
  4. ضرورة تعاون معلمي هذه المرحلة في تحقيق أهداف تعليم اللغة العربية، فيراعي معلم اللغة العربية القواعد النحوية أثناء تدريسه لمقررات التربية الإسلامية والتنويه على القواعد التي درسها الطلاب من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة حيث أن الصلة وثيقة بينهما.
  5. ضرورة الاهتمام بالتوجيه في المدارس الثانوية، بحيث يكون في كل مدرسة موجه مقيم، على غرار ما هو متبع في المدارس الابتدائية، ويكون مواظبا على حضور الأنشطة المختلفة فيستفيد الطلاب من توجيهاته. ويحقق التوجيه الفني أهدافه كما يوجه المعلم نحو الأهداف المطلوب تحقيقها من تعلم اللغة العربية عامة.
  6. ضرورة متابعة الوزارة والإدارات التعليمية وكليات التربية لمستوى معلم المرحلة الثانوية، والإشراف على المتابعة الميدانية لأنشطة الطلاب المختلفة وبصورة جدية.

[ تقويم الأخطاء النحوية عند تلاميذ المدارس الإعدادية في منطقة بجاية بالجزائر ]( ) وقد أوصت الدراسة بما يأتي:-

  1. إن الدارسين يعانون صعوبات نحوية في جميع الموضوعات النحوية وهي (الفعل من حيث التعدي واللزوم – الفاعل – المبتدأ والخبر – أسم إن وخبرها – أسم كان وأخواتها – المفعول لأجله –الصفة البدل –المضاف والمضاف إليه – المجرور- العدد).
  2. إن تعابير الدارسين تفتقر إلي تنوع في الأساليب وتكاد تنحصر عباراتهم في الجملة الفعلية – الخبرية البسيطة.
  3. إن سبب ضيق الصياغة النحوية في كتابات الدارسين راجع إلي ضآلة رصيدهم اللغوي والبلاغي.
  4. تعود مصادر الأخطاء النحوية السابقة إلي كل من:-

أ- البنية الداخلية للغة ب- التداخل اللغوي جـ - التوسع الإبداعي عن طريق القياس والاجتهاد الشخصي ببناء افتراضات خاطئة.

  1. وجد الباحث أن هناك عدة عوامل ساعدت على ظهور الأخطاء منها عوامل لغوية وأخرى تربوية. ومن بين العوامل اللغوية.

أ- بعض الأخطاء الراجعة لسوء الاختيار بين الخلط الدلالي وبين عناصر التركيب وروابطه كالخلط بين أفعال اللزوم والتعدي. ب- أخطاء التداخل اللغوي يغلب عليها طابع الجنس حيث يؤنث المذكر ويذكر المؤنث. ومن بين العوامل التربوية.

  1. تقليدية طرائق التدريس لقواعد اللغة العربية.
  2. ضعف مستوى المدرسين تربويا ولغويا.
  3. ازدواجية اللغة عند الدارسين منذ الصغر.
  4. تأخر التعليم الوظيفي للغة العربية من الناحية التاريخية.

كما أوصت بعض المؤتمرات والندوات العلمية ببحث مشكلة الأخطاء النحوية المنطوقة لدى الطلاب في كافة المراحل وبحث أسبابها وطرق علاجها ومنها:- [ مؤتمر تطوير مناهج تعليم اللغة العربية بالتعليم العام بالدول العربية ]( ) وقد أوصى في مجال الأخطاء النحوية وسبل علاجها بالدراسات المقترحة الآتية:- 1-بناء برنامج لمعالجة الضعف في النحو يقوم على وظيفية النحو وتجريبها وتطويرها في ضوء الدراسات والتجارب. 2-إجراء دراسة مقارنة بين القواعد النحوية المستخدمة في اللغة المنطوقة والقواعد النحوية المستخدمة في اللغة المكتوبة وسمات كل نوع. 3-إجراء دراسات لمعرفة أسباب ضعف طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في اللغة العربية في كل دولة على حدا. [ اتجاهات تلاميذ الصف السادس بالمرحلة الابتدائية نحو اللغة العربية وعلاقتها بالتحصيل]( ) حيث أوصت الدراسة بما يلي:- 1- تدريب التلاميذ على صحة الأداء وضبط الكلمات ضبطا صحيحا من خلال القراءة والأناشيد. 2- تدريب التلاميذ على التعبير الشفوي والتحريري مع الاستخدام اللغوي السليم والعناية بضبط الكلمات وسلامة الأسلوب. 3- عدم التركيز على القواعد النحوية أو حفظها في المرحلة الابتدائية، ولكن التركيز على دراسة النصوص الأدبية وحفظها، مما يكسب التلميذ ثروة لغوية حتى تربى لدى التلميذ ملكة الاستعمال الصحيح للغة العربية. 4- الاتجاه بتدريس اللغة العربية اتجاها تكامليا، وذلك في حصص القراءة حتى تتاح للتلاميذ من خلالها ضبط بعض الكلمات وإعرابها إعرابا صحيحا. 5- أن يختار من قواعد اللغة العربية ما له أهمية ووظيفة في حياة التلميذ وما يشيع الخطأ فيه. 6- ضرورة أن يلتزم معلمو اللغة العربية باستخدام اللغة العربية أثناء التدريس وتدريب التلاميذ على ذلك، فلا معنى لأن يدرس المعلم القواعد مستخدما العامية في الشرح.

كما يأتي حرص وزارة التربية والتعليم بنشاط الخطابة وممارسة الطلاب له وتشجيعهم على الإفادة منه ممثلا في برنامج مسابقة الخطابة والنحو السنوية، وذلك بالنشرة الموجهة من الوزارة إلى كافة مديريات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية وفيها:" يسرنا أن نرسل إلى سيادتكم برنامج الخطابة والنحو لعامها الحادي عشر للتفضل بالأمر بتنفيذها تحت إشرافكم بين طلاب:- - الصف الثالث الإعدادي للبنين والبنات – طلاب المرحلة الثانوية للبنين والنبات في مدارس التعليم العام والخاص والتجريبي " وقد أكدت نشرة المسابقة للخطابة والنحو على الأهداف الآتية:- 1- إحياء فن الخطابة المرتجلة التي تبني الشخصية المقنعة ( دعما ديمقراطيا ) 2- تنشيط مهارة التحدث بالفصحى فيما يريد الطالب التعبير عنه ( مدخلا لإصلاح التعليم ) 3 - تدريب الطالب على تقويم ما يقرأ وما يكتب تقويما نحويا صحيحا. " منشورات وزارة التربية والتعليم القاهرة - صادرة بتاريخ 3 – 12 – 2003م، وموجهة إلى كافة المديريات.

مشكلة البحث:- استنادا للدراسات السابقة وما دعت إليه المؤتمرات العلمية( ) لبحث مشكلة الأخطاء النحوية وتوجه الوزارة في هذه الآونة يمكن أن تلخص مشكلة البحث في الأسئلة الآتية:- س 1 – ما الأخطاء النحوية التي يقع فيها الطلاب خلال تأدية الخطب ؟ س 2 – ما مدى الإفادة من مدخلي التعاون والإتقان في علاج مشكلة البحث ؟ س 3 – كيف يمكن بناء برنامج مقترح لعلاج هذه الأخطاء من خلال المدخل التعاوني والعصف الذهني ؟ س 4 – ما أثر استخدام البرنامج المقترح لعلاج أخطاء التلاميذ النحوية في الخطابة المدرسية ؟

أهداف البحث:- يهدف هذا البحث إلى ما يأتي:- •تحديد الأخطاء النحوية التي يقع فيها الطلاب في المرحلة الثانوية خلال ممارسة نشاط الخطابة. •التعرف على الأخطاء النحوية الشائعة في التعبيرات المنطوقة لدى الطلاب تمهيدا للتوصل إلى طرق العلاج المناسب من خلال إسهامات بعض المداخل الحديثة. •بناء البرنامج المقترح لعلاج تلك الأخطاء بعد التأكد من فاعليته.

مصطلحات البحث:- ( ) الخطأ النحوي Grammatical mistakes) ):- ويعني ضبط آخر الكلمة نطقا أو كتابة بطريقة تخالف تنسيق الكلمات في الجملة من حيث نظام تتابعها فتفقد الكلمة بناء على هذا الخطأ الوظيفة التي تؤديها في خدمة المعنى. والقواعد وسيلة لغاية كبرى وهي تقويم اللسان وضبط التعبير، ومن الخطأ أن نقصر الاهتمام على القواعد المخصصة له بل على المعلم أن يأخذ نفسه وتلاميذه بالالتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس وتدريب التلاميذ على سلامة الضبط والقراءة السلبية، والاتجاه بالحديث بدراسة القواعد يتطلب من المعلم أن يدرس القواعد في ظلال اللغة والأدب بل وكافة الأنشطة حتى لا يجد التلميذ فصلا بين مادة القواعد وبين بقية فروع اللغة العربية وسوف يجد المعلم في دروس التعبير أو النصوص أو اشتراك التلاميذ في الأنشطة الصفية وغيرها حافزا يدفع التلاميذ إلي دراسة القواعد فإذا شاع بين التلاميذ خطا نحوي في التعبير فمن واجب المعلم أن يشرح قاعدته وهكذا 0( )

الخطابة المدرسية ( )School oratory ) ):- الخطابة مجموعة من القواعد التي يلتزم بها الخطيب أثناء تأدية إلقائه الخطبة أمام الجمهور وذلك كرفع الصوت وخفضه أحيانا ومراعاة الصور البلاغية وتقسيم الخطبة إلى فقرات والضغط على المواطن الهامة فيها وغير ذلك . والخطبة المدرسية هي ذلك النشاط الذي يطلب من الطلاب تأديته أمام جمع من المستمعين في مناسبات معينة كالأحداث السياسية والاجتماعية والمناسبات الدينية، سواء كانت مكتوبة أو مرتجلة بقصد إكساب الطلاب مهارات الإلقاء ومواجهة الجمهور والإقناع والتدريب العملي على فنيات اللغة من قواعد وأساليب بلغة فصيحة تراعي النظام اللغوي السليم. والتي من أهدافها ما يأتي: - 1. تشجيع الطلاب على الجرأة والشجاعة في مخاطبة المستمعين. 2. صقل مهارات الطلبة و تنمية قدراتهم العلمية و التطبيقية. 3. تقوية الاتجاه الديني والوطني لدى الطلبة. 4. تعويد الطلاب على النطق السليم للغة العربية الفصحى. 5. التعاون مع جماعات الأنشطة التربوية الأخرى في أداء دورها. 6. إبراز المواهب الطلابية العلمية والأدبية والقيادية. ( ) الأنشطة المصاحبة ( -: ( Accompanist – activity's وهي مجموعة الأنشطة الموجهة لتفاعل الطلاب مع الخبرات التعليمية كجزء من الوسائل التعليمية بجانب الكتاب المدرسي من أجل النهوض باللغة وهي تشمل:

مفهوم التعلم التعـاوني ( Cooperative Learning ): تُعـرِّف ( كوثر كوجك، 1992م، 21 ) ( ) التعلم التعاوني بأنه: " نموذج تدريس يتطلب من الطلاب العمل مع بعضهم البعض، والحوار فيما بينهم فيما يتعلق بالمادة الدراسية، وأن يعلم بعضهم بعضاً، وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعيـة إيجابيـة ". ويعرِّفه ( عبد الرحمن السعدني، 1993م ) ( ) بأنه: " نوع من التعليم يتيح الفرصة لمجموعة من الطلاب لاتقل عن اثنين ولا تزيـد عن سبعـة بالتعلم من بعضهم البعض داخل مجموعات يتعلّمون من خلالها بطريقـة اجتماعية أهدافاً وخبراتٍ تعليمية تؤدي بهم في النهاية إلى بلوغ الهدف من الدرس ". ويعرِّفه ( أحمد النجـدي، 1996م، 132) ( ) بأنه: " نموذج لتدريس يقوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة ولكن غير متجانسـة القدرات ( 4-6 ) في المجموعة الواحـدة، ويقوم المعلم بتقديم الأفكار الرئيسـة في الدرس في بداية الحصـة، ثم يقوم الطلاب متعاونين بأداء الواجبات والمهمات المطلوبـة منهم إلى أن ينجح جميع أعضاء المجموعة في فهم وإتمام المهمة أو المهام، ويختتم المعلم الحصة بنظرة شاملـة للدرس تتضمن خلاصة المعارف المقدمـة ". ويعرّفه (“Eggen & Kauchak” ،1996 ، 279)0 ( ) بأنه : مجموعة من استراتيجيات التعليم التي تتضمن العمل الجماعي للطلاب داخل مجموعات صغيرة للوصول إلى الأهداف المرغوبـة ، ويعمل على تحسين بعض المهارات مثل : اتخاذ القرار الجماعي ، ومشاركة الطلاب وتحمُّل المسئوليـة ، ويعطي الفرصة لجميع الطلاب لكي يتفاعلوا ويتعاملوا معاً ويعرِّفـه ( جـابر عبـد الحميد، 1999م، 120 ـ 121 ) ( ) بأنـه: " نموذج تدريس فريد؛ لأنه يستخدم مهمة مختلفة أو عملاً مختلفاً، وكذلك يستخدم بنيـة مكافأة مختلفة لتحسين تعلُّم الطلاب، إن بنية المهمة أو تنظيمهـا يتطلب من الطلاب أن يعملوا معاً في مهمة مشتركـة في جماعات صغيرة، وأن تراعى بنيـة المكافـأة الجهد الجمعي والجهد الفردي. واستفاد الباحث من التعريفات السابقـة، وتوصّل إلى تعريف إجرائي للتعلم التعاوني في هذا البحث، وهو: "أسلوب أو نموذج تدريس يتيح للطلاب فرص المشاركة والتعلم من بعضهم البعض في مجموعات صغيرة عن طريق المناقشـة والحوار والتفاعل مع بعضهم ومع المعلم واكتساب خبرات التعلم بطريقة اجتماعيـة، ويقومون معاً بأداء المهام والأنشطة التعليميـة تحت توجيه ومساعدة المعلم، وتؤدي في النهايـة لاكتسابهم المعارف والمهارات والاتجاهـات بأنفسهم وتحقيقهم الأهداف المرغوبة " [الباحـث]