الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم ، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض ألزهايمر.
الخرف له شكلين أساسيين باعتبار أسبابه وهما:
يمكن تشخيص مرض ألزهايمر (Alzheimer Type) بناءاً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي:
أ. حدوث انحدار مستمر في القدرات الإدراكية يتمثل في كل مما يلي:
ب. يؤدي اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) و أ – 2) إلى خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية ، ويمثل انحداراً بَيّناً مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل ذلك.
ج. يتميز مسار الحالة بظهور تدريجي للأعراض وتدهور مستمر في القدرات الإدراكية.
د. يجب أن لا يكون سبب اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) و أ – 2) أي مما يلي:
هـ. لا يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية فقط أثناء حالات الهذيان.
و. هذا التدهور في القدرات الإدراكية لا يمكن تفسيره من خلال حالات اضطراب نفسي آخر مثل: الاكتئاب النفسي ، أو الفصام.
أما الخرف الناتج عن الإحتشاء الدماغي المتعدد (Multi-infarct type) فيمكن تشخيصه بناءاً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي: أ. حدوث انحدار مستمر في القدرات الإدراكية يتمثل في كل مما يلي:
ب. يؤدي اضطراب القدرات الإدراكية المذكور في كل من (أ – 1) و أ – 2) إلى خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية ، ويمثل انحداراً بَيّناً مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل ذلك.
ج. أعراض وعلامات عصبية محددة يعرفها الأطباء تدل على وجود تلف في أو خلل في مناطق محددة من الدماغ ، ويرى الطبيب أنها ذات علاقة بتدهور القدرات الإدراكية.
د. لا يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية فقط أثناء حالات الهذيان.
للخرف أسباب متعددة نوجزها فيما يأتي:
يحدث الخرف بأشكال مختلفة حسب سببه. ولكن المحصلة النهائية بغض النظر عن السبب في كثير من الأحيان هو تلف في الخلايا الدماغية. وقد وجدت الدراسات المتواترة أن هناك نقصاً حاداً في السيالة العصبية المسماة: أستيالكولين (Acetylcholine - Ach) ، إضافة لظهور تغيرات في خلايا الدماغ تدل على تليّفها وتلفها.
تزداد احتمالات الإصابة بالخرف عموماً مع تقدم العمر ، خاصة بعد سن 65 عاماً. فنسبة حالات الخرف تقدر بحوالي 2% بين سن 65-96 عاماً ، وتزيد إلى 5% بين 75-79 عاماً ، ثم تصل إلى 20% بين سن 85-89 عاماً ، و50% بين من تتجاوز أعمارهم التسعين عاماً.
ويعد مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً (50% من الحالات) ، ويحدث في النساء أكثر منه في الرجال بمقدار ثلاث مرات.
أما خرف الإحتشاء الدماغي المتعدد فيحدث أكثر في الرجال لأن الرجال أكثر إصابة بأسباب الإحتشاءات مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. وتختلف نسبة انتشار هذا النوع من الخرف من مجتمع لآخر نتيجة الأنماط الغذائية السائدة ، وذلك بعكس نوع أزهايمر الذي ينتشر بنسبة مستوية في عد من مجتمعات العالم.
نعم. هناك عدد من الأمراض العضوية والنفسية التي تشبه الخرف. وقد سبق الإشارة إلى بعض الأمراض العضوية عند الحديث عن الأسباب. أما الحالات الأخرى التي تشبه الخرف هي:
ليس من السهولة أن تشخص نفسك بنفسك في هذه الحالة ، وليس هناك اختبارات ذاتية يمكنك من خلالها قياس قدراتك الإدراكية ، أسوة بالاضطرابات النفسية الأخرى. لذلك ينبغي مراجعة الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب في حالة شعورك بضعف في الذاكرة.
يختلف علاج الخرف بحسب أسبابه. هناك من حالات الخرف ما هو قابل للشفاء (15% من الحالات تقريباً) ، مثل الحالات الناتجة عن نقص الفيتامينات وسوء التغذية ، و كسل الغدة الدرقية وخلافه لأن هذه الأسباب يمكن علاجها ، ومن ثم يمكن ان تعود القدرات العقلية طبيعية تماماً مثلما كانت عليه. أما العقاقير التي تستخدم في حالات الخرف فهي كما يلي:
تعتبر حالات الخرف التي لا يمكن علاج أسبابها من الحالات المزمنة. وإذا لم تعالج فإن قدرات المريض العقلية تستمر في التدهور حتى يفقد قدرته على العناية بأبسط شئونه مثل الأكل والشرب والصلاة ... كما قد يفقد القدرة على التحكم في مخارجه ، وقد يخرج في أوقات غير مناسبة ويتعرض للأذى أو الضياع ، خاصة عندما تكون حالة المريض الجسمية تساعده على الحركة والمشي ، مما يستدعي المراقبة الدائمة وإغلاق الأبواب. هذه الحالات تحتاج لجهد كبير من ذويه قد يكون على حساب أعمالهم وجوانب حياتهم الأخرى.
في الغالب أنه لا يمكن الشفاء من حالات الخرف التي لا يعرف له سبب يمكن علاجه. لذلك فإن مسار هذه الحالات يتسم بالتدهور البطيء أو السريع حتى الوفاة ، خلال فترة تتراوح بين 5-10 سنوات. لكن العقاقير التي تستخدم في علاج داء ألزهايمر قد تساهم في الحد من تسارع التدهور في القدرة العقلية او قد تؤدي إلى توقفه مدة قد تطول او تقصر بحسب عوامل شخصية وعلاجية مختلفة يقدرها الطبيب المعالج.