الرئيسيةبحث

خربة الضريح

تشرف خربة الضريح من على ربوة تتعلق بالمتن الشرقي لوادي اللعبان المتفرع من وادي الحسا الذي يصعد باتجاه الجنوب يتلوى بين الجبال الوعرة يحاذي الطريق الملوكي التي توصل إلى مدينة الطفيلة في جنوب الأردن.

لا يمكن الوصول إلى الخربة إلا من خلال شارع ضيق وقديم يمر عبر مصب وادي اللعبان العميق غير المخدوم بجسر بإتجاه الجنوب الشرقبي والسير مسافة تزيد عن خمسة كيلومترات إلى أن تصل إلى خربة الضريح.

ومن على ربوتها العالية يمكن مشاهدة معبدها النبطي القديم الذي تناثرت أعمدته بين أنقاض الركام. كما يُرى فيها أيضاً حنيات الأقواس ورؤوس الأعمدة المزخرفة بالنقش الكرنثولي الجميل تتناثر بين مساكن الخربة القديمة. وفيها أيضاً معبد نبطي قديم لم يتبق منه إلا عدد بسيط من قواعد الأعمدة التي تصطف على جدران المعبد المبني من حجارة ضخمة مستطيلة الشكل يتوسطها مذبح نبطي.

بقيت خربة الضريح ردحا من الزمن بدون ترميم أو اهتمام بالرغم من قيمتها الأثرية التي توءرّخ لأكثر من ألفي عام!

بنى الانباط خربة الضريح على طراز الفن المعماري النبطي القديم مع ادخال بعض انواع الفن المعماري التي اكتسبوها من اليونان والرومان في الحقبات الزمنية التي سيطرت فيها تلك الدول على المنطقة العربية واقاموا في مدنها منشات عمرانية.

وتعد خربة الضريح احدى الكنوز الاثرية التي تجسد الفن المعماري النبطي الذي تميز به الانباط عن باقي الحضارات الاخرى خاصة في طريقة حفر الصخور ونقش حجارة الواجهات الحجرية وأقواس مداخل الأبواب التي تركها الانباط تحفا فنية رائعة في جميع مدنهم التي بنوها.

وتشاهَد في الجهة الجنوبية من المعبد، والتي تفضي إليه ساحة وممرات خارجة من فناء المعبد، العديد من الغرف السكنية مختلفة الأحجام تتوسطها الساحات المرصوفة بحجارة منمقة البناء ويظهر أنها المنطقة السكنية من المدينة.

وفي الجانب الشمالي توجد غرف كبيرة مستطيلة الشكل يظهر أنها استخدمت حمامات ساخنة تم تزويدها بالماء من خلال قنوات حجرية تصل إلى منابع الماء ومن وادي اللعبان ويتم تجميعها في برك مياه كبيرة مبنية من الحجارة الضخمة ما زالت آثارها باقية لغاية الآن.

وتلاحظ أيضا بقايا أنقاض الأفران الفخارية التي كان يتم فيها تسخين المياه ومن ثم تنقلها قنوات فخارية تمتد تحت أرضيات الغرف المبلطة بالحجارة الملساء وتستخدم كحمامات ساخنة.